أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

فصل من مسرحية ماكبث.. لم يكتبه شكسبير

مدونة مجلة الفنون المسرحية
فصل من مسرحية ماكبث.. لم يكتبه شكسبير
مرة أخرى تجتمع الفنانة أميرة جواد مع المخرج أسامة سلطان في عمل مسرحي بعد تجربتيهما الماضيتين .العمل الجديد يحمل عنوان (فصل من مسرحية ماكبث لم يكتبه شكسبير) وهي محاولة عراقية افتراضية للبطل ماكبث ,بعد ان يقتل الملك غدراً ويخرج من غرفته ملطخاً بالدماء.هنا تبدأ الأحداث المفترضة.
• مخرج المسرحية وبطلتها تحدثا لنا عنها فقال المخرج أسامة السلطان:
- المسرحية من إخراجي وبطولة أميرة جواد والفنان مازن محمد مصطفى وفاتن الورد ورانيا احمد.
• هذه المرة شخصياتك كثيرة على عكس مسرحياتك السابقة المختصرة في شخوصها؟
- صحيح لكن النص يتطلب ذلك .. العمل لشكسبير وهو صاحب أعمال مهمة في المسرح العالمي ,وقدمت أعماله في جميع أنحاء العالم.
• من كتب المسرحية؟
- المسرحية كتبها المؤلف مثال غازي الذي اخذ جزءاً من مسرحية ماكبث لم يكتبه شكسبير ,أي وقائع غير موجودة في ماكبث . عملنا في داخل غرفة الملك عندما خرج ماكبث ملطخاً بالدماء.. وهنا يبدأ العرض وينتهي به ايضاً.
• الغاية من العمل؟
- الكرسي – السلطة ..الكرسي الذي يؤخذ بالغدر لايمكن ان تشيد عليه سلطة عادلة ويستمر طويلاً, وهو يستعاد ايضاً بالغدر .وسوف ينتشر فيها القتل والفساد والمؤامرات وبالتالي ستنهزم تلك السلطة لا محال.
• هل هناك اسقاطات على الواقع المعاش؟
- لان المسرح خطاب معرفي وثقافي فلابد من اسقاطات, لاننا نعيش في عالم اصبح قرية كبيرة .. مايحدث في خارج العراق يؤثر حتماً فينا لذلك سيشعر المشاهد الكريم بالتأثيرات الحاصلة والاسقاطات على الواقع .انها قضية لايمكن الفرار منها.
• الأسلوب
- عملت على المسرح التعبيري والمذهب السريالي الذي يشبه لوحات الفنان العالمي سلفادوردالي, وطريقة ارتو في مسرح القسوة .العمل عبارة عن تجريب بطريقة شكسبير وتدخل فيه الحداثة ايضاً والفنتازيا.
• أين سيقدم ؟
- هو من انتاج الفرقة القومية للتمثيل التابعة لدائرة المسرح والمسرح وسيقدم على مسرح الرافدين حين اكتمال الاستعدادات.
• وشاركتنا اميرة جواد بعد خروجها من معاناتها بسبب وفاة ولدها(علي).
فقالت :- امثل دور المتآمرة والقوية الضعيفة والقاتلة .وقد قبلت الدور بتكليف من الدكتور نوفل ابو رغيف بعد غيابي من المسرح لاكثر من عام بسبب مرض ولدي (علي) ثم دخولنا المستشفى ووفاته.
واضــافت :- وقد اخترت هذا الدور من بين ثلاث شخصيات لأنه عمل جيد وفيه إبراز لطاقات الممثل لاسيما بالنسبة لي.
• اكثر من عمل جمعك مع المخرج أسامة السلطان؟
- صحيح عملت معه لمرتين لأنه قريب مني في العمل ويفهمني كما افهمه .. بيننا لغة علمية مشتركة لا يجاملني .في عملي معه (زمن الطاعون) فزت بجائزة عربية في مصر. أتمنى عملنا الجديد ان ينال الرضا من الجميع.
• هل تضيفين للدور؟
- بالتأكيد لأني لست آلة تقرأ النص وتقبل ملاحظات المخرج حسب , بل لابد لها من ان تؤثر في دورها وعملها من خلال شخصيتها وافكارها وخبرتها وتجربتها.
• كيف ستواجهين الجمهور وانت تخرجين من هذا المصاب الأليم؟
- بصراحة انا مرعوبة جداً وكأني سأواجه الجمهور لاول مرة لكثرة تعبي مع ولدي اثناء مرضه ثم وفاته الذي اثر في بطريقة صعبة جداً, لقد هد حيلي وهدم كياني لكن الحمد لله وبمعونة الاصدقاء من الفنانين والفنانات استطعت ان استعيد قوتي واخرج للناس مجدداً.
واشكر كل الاخوة والاخوات الذين وقفوا معي بهذا المصاب الجلل.
بصراحة انها مواجهة جديدة للنفس والجمهور
• خروجك الى العمل هو الحل الوحيد لمصابك؟
- صحيح وانا عملت بهذه النصيحة.. واجد ان العمل هو الحل الوحيد لمعاناتي وان شاء الله اتغلب على كل شيء.
• لماذا ابتعدت عن التليفزيون!
- لاني طالبة مسرح واعمل في المسرح كثيراً ,لاني اعشق هذا المجال لذا تراني لا اهتم كثيراً بالتليفزيون .لكن حين اجد الفرصة المناسبة والشخصية التي اتمناها في التليفزيون امثلها ولا امانع في ذلك.
بصراحة في التليفزيون ابحث عن مايضيف لي في المسرح .علماً اسندت لي ادوار كثيرة لكنها لاتضيف شيئاً او لاتبرز او تؤثر في العمل الفني وهذا لايرضيني.
• جديدك؟
- هناك مشروع في السينما قريباً اتمنى ان ينجز مع المخرج جميل النفس.؟؟

 قحطان جاسم جواد
المدى

المسرح العراقي وفخ الرقيب..مقاربة لعروض المسرح العراقي في ظل الديمقراطية / د. عواطف نعيم

مدونة مجلة الفنون المسرحية
المسرح العراقي وفخ الرقيب..مقاربة لعروض المسرح العراقي في ظل الديمقراطية
لم يكن المشتغلون بالمسرح ولاسيما المتميزون منهم يضعون مقاسات وضوابط لعروضهم تحد وتقلص وتلملم على قدر سعة الايديولوجيات التي تتحكم وتتسلط على قيادة دفة الأمور وتشكيل الحياة الحاكمة في هذا البلد او ذاك بل كان المبدعون يبحثون عن الرؤى المدهشة والعوالم المثيرة والمبتكرة مما لم يشاهدها او يتعرف اليها احد لخلق سحر اللحظة وإبهارها ولجعل ما ينجزون ويبتكرون موضع الجدل والبحث والسؤال . وما يقدمه المبدع لم يتأت من فراغ بل من اجتهاد واستقراء ومعرفة واعية لواقع الحياة المعاشة ولحقيقة الممارسة القائمة في كل ما يحيط الفنان والمثقف من مفاصل تدخل في صميم حياته وقد تحجمها او تعبث بها وفي واقع الحال ان البيئة تؤثر في النتاج الإبداعي سلبا او ايجابا اذ ان صاحب المنجز لايعيش حياة منفصلة عما يحيط به لذا فهو لابد وان يتأثر بالأجواء المحيطة التي تحييه او التي تكبله. والمسرح من اصعب الفنون واخطرها واشدها فاعلية في التأثير والتنوير والمواجهة لأنه يقوم على فن اللحظة وسحرها هنا الان في هذا المكان ومن هذه المساحة ومن خلال هذا الحضور واثناء هذه الايماءة .
(2) 
انه فن مراوغ وماكر يعبث بالقلوب والعقول بمهارة ودربة وخبرة المشتغلين به والعاملين بين كواليسه الواعين الحكماء الفلاسفة السحرة والكهنة والمهرجين المضحكين الضاحكين ولقد تحدثت في المقال السابق عن المسرح وافاقه وتصورات العمل فيه وتطرقت الى معاناة عدد من مبدعيه الذين غادروا المألوف ومدوا وشائج ود وهوى مع الحديث والجديد في الظاهرة المسرحية وكيف أنهم حققوا حضورهم ولفتوا الأنظار الى جدة ومغايرة عملهم ولأنهم كانوا كذلك لم تقدم لهم أكاليل الغار أو يرحب بهم كمبدعين مغامرين عابرين لجزر الرؤى المأهولة والمكتظة بالمألوف والعادي والساكن والمتكلس بل تعرض هؤلاء الى المتابعة والتشكيك والافتراء وحتى الترهيب المضمر عبر التلميح والاشارة والتحقيق , والعمل المسرحي يعتمد الجماعة في التحضير والمتابعة والانجاز, وهو لا يخضع الى مقاسات تحدد الافكار والاشتغال والرؤى اذ ان الحرية بأفقها الواسع غير المقيد بخطوط وعلامات حمر اوخضر او ساخنة او حارقة هي الحضن الحافظ والمحفز لقدرة المخيلة وتوقدها , ولكن في الجهة الاخرى حيث العيون المراقبة والمتلصصة والحانقة على كل ما له علاقة بحرية التعبير تصبح الامور قابلة لكل ما هو غير متوقع أو غير مقبول فالازاحة والاقصاء وارد ومعمول به تجاه صاحب المنجز والعقل الخلاق المبتكر ولان البيئة العراقية بيئة غير مستقرة وواضحة ولان الاضطراب والتحول والتعسف حاضر ومتسلط ومراقب لكل ما هو مغاير ومشاكس فان التشكيك والاختلاق والتشويه وصفات رائجة وجاهزة لمحاربة المبدع وازاحته . ولقد شهد المسرح العراقي العديد من هذه الحالات التي عرضت بعضا من مبدعي المسرح الفاعلين والمنجزين الى المساءلة والتشكيك والاتهام وحتى الى الاحالة للمجالس التحقيقية واصدار العقوبة الرادعة والمضيقة والمغلقة لابواب العمل امام هؤلاء المبدعين . وهنا لايكون الردع صريحا بل مواربا ومتقنعا بالحيلة والتسويف والالتفاف على مشروع المبدع والعمل على اعاقته كي لايبصر النور وادخال المبدع في دوامة الدفاع والحذر ودرء الخطر الذي قد يهدد حياته او ابواب عيشه , والمثير في الامر ان اصحاب السلطة يتخذون بعضا من اصحاب المهنة من الفاشلين والحاقدين أداة لتنفيذ أغراضهم في فرض قمع الرقابة الصارمة والمضيقة على رؤى المبدع وآفاق خطابه الفكري والوطني والامثلة على ذلك كثيرة ونحن هنا لانتحدث عن زمن دكتاتوري قائم على سلطة الفكر الواحد والصوت الواحد القامع لكل ما يتعارض وطروحاته وأهدافه بل نتحدث عن زمن الديمقراطية وحرية الفرد وعن حقه في التعبير والرفض والاحتجاج وهي قيم يحميها الدستور وتؤكدها مبادئ الديمقراطية الحقة وليست المعدة على حسب مقاسات أصحاب السلطة والقائمين على أمور العباد يوسعونها متى ما رغبوا ويضيقونها ان تعارضت مع مصالحهم وأطماعهم , ومنذ الاحتلال الاميركي للعراق وما اجتاحه من تسونامي قلب الثوابت واطاح بالتقاليد وفتح أبواب الفوضى الخلاقة مشرعة أمام الانصاف والمأزومين والناقمين والفاشلين تغلغلت الى الاوساط الثقافية والفنية نماذج من البشر ممن توهموا أن الديمقراطية تعني تزكية مواهبهم القاصرة والضئيلة والمحدودة ووضعها في دائرة الضوء ومنحهم الضوء الاخضر بازاحة وتهميش والانتقاص من المبدعين الذين تسيدوا المشهد الثقافي والفني بكفاءتهم وتميزهم وليس بالمحسوبية والتبعية وبوس اللحى , تغلغل هؤلاء الطارئون الحاقدون في مفاصل الحياة الثقافية والفنية العراقية ولاسيما في وزارة الثقافة التي تحولت من واجهة ثقافية لدعم الثقافة ورعاية المثقف والفنان الى دائرة امنية ومكاتب محاكم تفتيش بحكم العيون والآذان التي بثتها بين الدوائر والمؤسسات التابعة لها واصبحت ابواب الوزارة مفتوحة لاستقبال العيون والآذان من كتبة التقارير والمخبرين السريين والعازفين على الوتر الذي يطرب المسؤول الاول والوكلاء العاملون داخل اروقة الوزارة ومكاتبها المغلقة بوجه المثقفين والفنانين الحقيقيين الذين شعروا بعمق الهوة التي تفصلهم عن وزارة كان الذي يفترض فيها ان تكون ملاذا وحضنا يحتوي ابداعهم ويرعى اجازاتهم ويسعى لتواجدها في كل المحافل والملتقيات والمهرجانات العربية والدولية عوضا من ان تتحول الوزارة الى ضد مناوئ ومراقب وان يغيب مسؤولها الاول وتغدو الاوامر وتصريفات الادارة وتنظيم الاعمال بيد مدراء المكاتب والمقربين من اصحاب المناصب , لذا نشط المخبر السري والرقيب الامني واصبح المنجز الابداعي ضحية العقول المغلقة والنفوس المريضة والذوات الباحثة عن فرصة للظهور حتى لو كان ذلك على حساب المبدع العراقي وصاحب المنجز المعرف . والذي زاد الطيان بلة ورطوبة حد السيلان ان بعضا من المدراء العامين الذين تم تعيينهم في مناصبهم مع مجيء الاحتلال واندلاقهم مع من جاء بركبه ورضاه ارادوا ان يثبتوا ولاءهم واخلاصهم حتى وان قدموا رفاقهم ومبدعيهم اكباش فداء وضحايا على طريقة الجنرال في رواية "السيد الرئيس" وايضا ليتخلصوا من منافسين كفوئين قد يزيحونهم من مواقعهم التي ثبتوا عليها مؤخراتهم ويحرموا من المغانم والمنافع واللغف وما احلوه لانفسهم من سحت حرام هؤلاء كان لهم دور كبير في العمل على التأليب والتشكيك بما يقدمه المبدعون العراقيون الذين ادركوا بوعيهم وانتمائهم الوطني حجم الكارثة التي يقبل عليها الوطن وحجم المؤامرة التي تحيق به مادام المد الظلامي ومرتزقة الثقافة يتمركزون ويتسلطون في مواقع هم ليسوا اهلا لها لذا تشكل خطابهم المعرفي وفقا لرؤية ثاقبة ومسؤلة تنظر مستشفة وقارئة للقادم بتحليل وتمحيص ووعي لازيف فيه ولاخنوع , وهذابلورمن خلال ما قدم في المشهد الثقافي والفني العراقي خطابا فنيا متقدما يستمد رؤاه الجمالية والفكرية والفنية من واقع مضطرب وموت يومي واغتيال اهوج وقمع تعسفي وترويع منظم لم يشهد له العراق مثيلا الا في هذه السنوات العشر من عمر الاحتلال وما احدثه باسم الديمقراطية والحرية من فوضى وفساد وضياع للقيم ونهب للثروات وماهو ادهى وامر هو العمل المنظم والمبرمج لتشويه وتهجين هوية وطن وسرقة حضارته وتهديم ارثه وتراثه وشواخص اصالته عبر افلام هوليودية لعل اخرها داعش وسيناريو دخوله الى الارض العراقية وعودة الاحتلال الاميركي الى العراق ثانية وهذه المرة بدعوة المجتمع الدولي ومباركته وبدعوة ساسة العراق ومباركتهم بفعل الترويع والتنكيل والترهيب الذي قادته عصابات داعش التي تم تهيئتها وطبخ سيناريوهاتها في ستوديوهات البيت الابيض في امريكا الراعية والحامية للعراق بلد النفط والطاقة والثروات ولابأس ان يتم تقليل عدد السكان على طريقة داعش في تنفيذ مجزرة سبايكر وبادوش وهتك وسرقة واغتصاب الاقليات من مسيحيين وايزيديين وصابئة وشبك بعد ان نجح المحتل في زرع الفتنة واثارة النعرة الطائفية بين ابناء المجتمع العراقي الواحد وبنى وبنجاح ساحق دولة المحاصصة الطائفية , كل هذه الافلام والمسرحيات التي تنفذ على الارض العراقية تقبلها السياسيون العراقيون من برلمانيين جاء بهم الناخبون العراقيون الى قبة البرلمان الى السياسيين المتصارعين والمتعاركين والمتقاتلين على المناصب ومواقع النفوذ وحجم النافع لكنهم لم يتقبلوا ان يؤشر ويشير الفنان والمثقف الى مواطن الفساد ويحتج على عودة الديكتاتورية ويعري بيع الذمم وبيع الدم العراقي عبر العرض المسرحي أو اللوحة التشكيلية او القصيدة الشعرية او الشريط السينمائي بل أرادوا من الفنان والمثقف ان يغض الطرف عن كل المأسي والفواجع والمهازل التي تضرب بوطنه وان يتحدث عن الاحلام الوردية والمستقبل الآمن والحياة المنعمة وعن شباب غارق في بحور العسل وفرص العمل تنهال عليه حتى قبل تخرجه من جامعته وعن نساء يتهنا دلالا تحت ظل المساواة واحترام حقوق المرأة وعن طفولة ترتع في نهر براءتها بلا خوف او وجل وتلهو في العابها في مدن ملاه لاتقل روعة او جمالا عن مدن والت دزني وعن مواطنين يحمدون المولى ويعظموه اناء الليل واطراف النهار على ما أنعم عليهم بفضل حكمة سياسييهم من عدالة اجتماعية ومساواة انسانية , هذا ما كان يراد من المثقف والفنان العراقي ان يظل ظلا وتابعا وبوقا لنا يشتهي أصحاب النفوذ وأولي الأمر الذين ما وليناهم علينا ولكن الإرادة الأميركية هي التي ولتهم علينا وعلى أجدادنا وعلى أرجاء الوطن العربي المهيأ على مقاس امريكا وكل ذلك لغاية في نفس العم سام خطط لها منذ زمن الرحلات المكوكية للعم كيسنجر , لكن هذا لايتماشى ولايرضي العراقي النبيل صاحب العقل المتنور والقاريء العارف فكيف حين يكون فنانا ومثقفا حين يكون ضمير عصره والمعبر عن هموم الناس واحلامهم والمكتوي مثلهم بأوجاع الوطن ومآسيه لذا جاء الخطاب مغايرا ومشاكسا وحقيقيا ومنتميا للناس بكل الوانهم وطوائفهم مما حرك ونشط فعل المخبر السري والرقيب الأمني والانتهازي الباحث عن الفرص فكان ان تعرضت عروض مسرحية للمنع والإيقاف وتعرض فنانون للمسألة والتحقيق تحت حجج وذرائع واهية ولان التأريخ يكتبه أصحاب الحقيقة والحاملون لمسؤوليتها لابد ان ندون جزءا مهما من تأريخ ما حصل وما تم في المشهد المسرحي العراقي من منع وعزل وترويع بحق مبدعين عراقيين ارادوا للمسرح ان يكون مدرسة للتنوير والتوعية والمتعة الهادفة وسيكون للحديث تتمة وتواصل ما دمنا نعمل تحت حماية دستور كفل لنا حرية الرأي والتعبير والاحتجاج السلمي وستكون البداية الحديث عما تعرض له العرض المسرحي العراقي ( جنون الحمائم ) المأخوذ بتصرف عن مسرحية الكاتب الفرنسي ألبير كامو والذي قدم بالتعاون مابين دائرة السينما والمسرح والمركز الثقافي الفرنسي وقدم من على خشبة المسرح الوطني على مدى يومين للعام 2011 والذي كتبته وأخرجته كاتبة هذه السطور د عواطف نعيم.
للحديث تتمة

المدى

آفاق أدبية بعددها الجديد..تقويض النص وبناء الصورة في مسرح القصب

مدونة مجلة الفنون المسرحية
آفاق أدبية بعددها الجديد..تقويض النص وبناء الصورة في مسرح القصب
عن دار الشؤون الثقافية العامة صدر العدد الجديد من المجلة الفصلية "آفاق ادبية" متضمناً موضوعات منوعة في المسرح والرواية والشعر والفنون التشكيلية، تصدرتها افتتاحية رئيس التحرير سلمان داود محمد تحت عنوان "المخدوم الثقافي" مشيراً الى خدمات مهمة عديدة في الحياة الانسانية منها الطبية والتربوية والقانونية والأمنية، مركزاً على الخدمة الثقافية داعياً المبدعين الى السعي نحو تفعيلها وتمكينها من تلبية متطلبات ثقافتنا التي وصفها بالجريحة لأجل شفائها.. وتضمن ملف العدد مقالاً للدكتور جواد الزيدي بعنوان "تقويض النص وبناء الصورة في مسرح القصب" مبيناً انه في النصف الثاني من القرن الماضي شهد المسرح العالمي تحولات من النصية الى الصورية جعلت من المفهومات القديمة تتجه نحو التلاشي تماماً واحلال منطق آليات جديدة تمثلت بانزياح النصوصيين الى مقولات الصورة التي افضى بها مناخ ما بعد الحرب العالمية وثقافة ما بعد الحداثة التي غزت العالم. مشيراً الى ان تجربة صلاح القصب بدأت ضمن هذا المناخ الذي القى بظلاله على الحياة الثقافية. ومن هنا بدأ تفكيره بالتحول الاسلوبي بهدف تكريس المنهج الصوري في مختبره المسرحي.. وفي مقال بعنوان "شعرية الرؤية وآفاق التأويل في خطاب مسرح الصورة" يذكر الدكتور رياض موسى سكران ان الخطاب المسرحي هو رؤية فنية ومقترح فكري وقراءة جمالية تخضع لآليات اعادة انتاج. مشيراً الى ان القصب بشر بانعطافة مسرحية كبيرة اعادت تشكيل الذائقة الجمالية العراقية والعربية من خلال مسرح الصورة.. وايضاً يشترك في الملف الكاتب معتز عناد غزوان من خلال مقاله  "صلاح القصب المفكر والمجدد".. وكذلك ماجد الربيعي في موضوعه "التمثلات السينمائية في مسرحيات القصب"، واخيراً مع الدكتورة سافرة ناجي ومقالها "طاقة التلقي في مسرح الصورة".. كما تضمن العدد قراءات اشتملت على رؤية نقدية في "قصاصات جنوبي" للكاتب ياسر جاسم قاسم، و"ايركلوجية الواقع وازدواجية الذات" للكاتب سعدون رسن، وقصيدة "الومضة في شعر لطيف هملت" للكاتب عبد العزيز ابراهيم، و"البناء الايقاعي والصوتي في انشودة المطر" للدكتور فليح كريم الركابي و"حرائق الغابات حرائق العنقاء" للكاتب حميد حسن جعفر، ثم قراءة في رواية "بغداد مالبورو" بانوراما الجرح العراقي للكاتب ضياء الخالدي، و"سيرة عربة مدخل لقراءة الشكل السردي" للدكتور علي متعب جاسم، و"وسطية الموقف من المنهج البنيوي" للناقد بشير حاجم.. وتضمن العدد مجموعة نصوص شعرية بدأها كاظم الفياض بقصيدة "مطر صامت"، ثم ورود الموسوي "قرابين الليل" و"نيكاتيف" لعلي فرحان، ثم رعد زامل "تسوس الضمير" وحيدر عبد الخضر "لا شيء يغري"، بعدها محمد بدر الدين البدري "لست جديراً بالهبوب".. وفي مجال التشكيل يطلعنا حسن عبد الحميد في كاليري الآفاق على مقالة بعنوان "غنائيات الذات.. سوانح من جماليات الحداثة ـ لوامع من تجارب التشكيلي فاروق حسن".

بغداد - المدى

مسرح الشباب

مدونة مجلة الفنون المسرحية
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/1003782_637422476304390_649496883_n.jpg


مع اقتراب موعد الدورة الجديدة لمهرجان دبي لمسرح الشباب التي تنطلق منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في دبي، يتوقع النقاد والمسرحيون أن يتخلل هذه الدورة العديد من المفاجآت على صعيد النصوص وطريقة الإخراج وأيضا في المستوى التمثيلي، وهو المعيار الذي راهنت عليه اللجنة المنظمة للمهرجان منذ انطلاقته الأولى في عام 2007 .
ومن المهم في هذا السياق أن نتذكر مجموعة الاقتراحات والبرامج التي ترافق مثل هذه المهرجانات والتي يحرص المسؤولون على تنفيذها، ومن ذلك التركيز على ترجمة خلاصات هذه الدورات إلى واقع عملي عند الشباب من ممثلين ومخرجين وكتّاب نصوص وطواقم فنية مختلفة، والنظر إلى مثل هذه المهرجانات لتشكل منصة رئيسية لاحتضان المواهب الشابة، هو أمر في غاية الأهمية، لا سيما أن الإمارات تحتضن مسرحاً آخر يخص الشباب، وهو مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، هذه المنصة الشبابية بدأت تتضح من خلال مشاركة وجوه فنية للمرة الأولى، صارت تثبت حضوراً لافتاً في العروض، وربما يكون التخطيط المسبق الذي تشرف عليه اللجان المنظمة على مثل هذه المهرجانات والإصرار على أن يكون مسرح الشباب شريكاً في الحراك الفني المسرحي في الإمارات، هي واحدة من الخطوات المهمة . فعلى سبيل المثال، فقد تمت برمجة وتنفيذ العديد من الورش والمحاضرات والدورات الفنية التي تسبق انطلاقة مهرجان دبي لمسرح الشباب، كما تمت استضافة عدد من الرموز المسرحية العربية، كان آخرها المخرج المصري انتصار عبدالفتاح الذي قدم "ورشة الإخراج المسرحي"، كما نظمت ورشة أخرى في النقد المسرحي لجمال آدم، استمرت الدورة الأولى نحو أسبوع كامل، طبقت من خلالها فكرة "مسرح الحقيبة"، وهي امتداد لتجربة عمل عليها عبد الفتاح في مصر في سياق ما تطرحه من أفكار تجسدت في عرض ختامي بعنوان "الخط الأصفر"، وتطبق منهجاً لمسرح متعدد الأبعاد والأشكال يطلق عليه "المسرح البيلوفوني"، بينما انعقدت الثانية طوال شهر كامل، وأبرز كثير من المنخرطين في هاتين الدورتين دور الورشة في تعميم الفائدة الفنية .
مثل هذه الأفكار وغيرها، هو أمر مهم يولي الجانب التثقيفي في المسرح عناية فائقة، من حيث الإلمام بجوانب المسرح كافة، ومن جهة أخرى مناقشة الأفكار المتعلقة بالقضايا الراهنة التي يتفاعل معها جيل اليوم، لا سيما في الجوانب الاجتماعية والفكرية والسياسية، مع انفتاح العالم على كثير من التحولات، ووجوب التعامل معها ثقافياً بروح إيجابية خلاقة، في سياق ما هو حضاري وثقافي، ويؤسس لرسوخ مبدأ الحوار والتفاعل بين الشعوب .
كثيرة هي المقترحات، التي تم تنفيذها وتصب في مصلحة تعميم الفائدة الفنية ومنها مثلاً تركيز مهرجان دبي لمسرح الشباب على تقديم العروض باللغة العربية الفصحى، وهو ما يُعد قفزة مهمة في سياق توجيه الشباب لهذه اللغة التي تتسم بالثراء المعرفي .

عثمان حسن
الخليج


فتح باب المشاركة في الدورة الأولى من ىبروتوكول مهرجان “طيبة الدولي لثقافة ومسرح الطفل” 2014

مدونة مجلة الفنون المسرحية

    تم فتح باب المشاركة في الدورة الأولى من ىبروتوكول مهرجان “طيبة الدولي لثقافة ومسرح الطفل”  من 7 نوفمبر إلى 12 نوفمبر بمحافظة الأقصر  بالإشتراك مع وزارة الشباب والرياضة وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للفنون ( يونارتس )

وعلى العروض المرشحة للمشاركة  توفير  وأعتماد الشروط  الآتية:

1/  العرض المقدم للمشاركة يجب أن يعتمد على المعايير التربوية والأخلاقية.

2/  مدة العرض لا تزيد 60 دقيقة.

3  لا يزيد عدد الفريق عن سبعة أشخاص بالإداريين والالتزام بالعدد المثبت بالدعوة مع بيان العدد من حيث الذكور والإناث.

4/ على الفرق الراغبة بالمشاركة تعبئة هذا النموذج وارساله بالبريد الالكتروني علاوة على ملف العرض ويحتوى على:

* صور ضوئية من جوازات السفر

* أسماء أعضاء الفريق ووظيفتهم بالعرض المسرحي

* نبذة عن العرض

* مقاطع من العرض

* ملف صحفي وإعلامي

* صور لفريق العمل

1/ على الفرق المشاركة تحمّل نفقات قدومها إلى مطار الأقصر الدولي بمحافظة الأقصر وإلى بلدها.

2/ على الفرق المشاركة تحمُّل نفقات شحن الديكور وكل ما يلزم عرضها.

3/ الفرقة المشاركة تلتزم بعدد العروض وفقا لما تراه إدارة المهرجان.

4/ على الفرق المشاركة إحضار 3 نسخ من أعلام (رايات) بلادها للاستخدام أثناء المهرجان.

5/ ملابس تقليدية للمشاركة في كرنفال المهرجان.

** ما يقدمه المهرجان للفرق المشاركة:

قاعة العرض المسرحي مجهزة تجهيزا تقنيا كاملا من اضاءة وصوت وأجهزة وفنيين .
توفير الانتقالات الداخلية.
توفير الإقامة.
توفير التغذية والإعاشة بحسب العدد المقرر بالاستمارة وإدارة المهرجان غير مسئولة عن استقبال أي أعداد زائدة ما لم يكن قد تمت الموافقة عليها من إدارة المهرجان .
تغطية إعلامية واسعة من الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة.
 أخر موعد لقبول طلبات المشاركة 30/9/2014 وسيكون الرد خلال 7 أيام من تاريخه.
يحق لادارة المهرجان رفض أي عرض لا يتناسب وطبيعة المهرجان دون إبداء أية أسباب.
هذه الاستمارة لا تعتبر بمثابة الدعوة للمهرجان بل ااستبيان معلومات..وطلب مشاركة وللمهرجان القبول أو الرفض.

10ـ تملأ الاستمارة وتوقع وتختم بخاتم مدير الفرقة أو المسئول الإداري

11ـ على الفرق إرفاق طلب مشاركة بالمهرجان باسم مدير المهرجان الشاعرة والكاتبة المسرحية صفاء البيلي مختوم من الجهة التابع لها الفريق المشارك.


مع تحيات مهرجان طيبة الدولي لثقافة ومسرح الطفل:

رئيس المهرجان:د. هناء مكرم

مدير المهرجان: الشاعرة والكاتبة المسرحية: صفاء البيلي  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



                            - استمارة مشاركة العروض -

الدولة :

الفرقة المسرحية :                  العرض المسرحي :

المؤلف :                            المخرج :

عدد فريق عمل المسرحية : * المجموع:(  ) * اناث  (  )   * ذكور (   )

تاريخ الإنتاج:

ملخص العرض:


تاريخ الإنتاج:

ملخص العرض:

نوعه:                                                     مدة العرض:

السن المستهدف:

المراسلات:

توقيع مدير الفرقة                                                                         الختم الرسمي للفرقة




مسرح الطفل: الأهمية، الدور الوظيفي البنائي، آليات العمل والأهداف / د. تيسير عبدالجبار الآلوسي


بدءا لابد من تذكّر موقع الطفل ومكانته في الحياة الإنسانية ومن ثمَّ من أهمية التعاطي مع الدراسات المعرفية وخطاباتها المتنوعة التي تحاول الإفادة من تراكم الخبرات وتطورها في توفير أفضل الفرص لحياة إنسانية هادئة سليمة تطمِّن حاجات الطفل ونموه وتفي بمنحه الأجواء المحيطة المطلوبة، انطلاقا من المسؤولية الإنسانية الواجبة تجاه الطفل كونه بذرة ديمومة الحياة واستمرارها فضلا عمّا يمنحه الطفل لحيواتنا من قيم وطقوس وإشارات غنية الدلالة ومن كونه الأساس لرسم الخريطة الحقة للحياة الإنسانية الراشدة.. وعراقيا يبقى الطفل مكبلا بالوضع العام بكل ما يفرضه من استلابات ومصادرات وأشكال استغلال واستباحة لحياته ومطالبها وحاجاتها مع استثناءات ومنافذ قليلة... 

ويهمني على هذه الخلفية الخاصة بالطفل العراقي وقبل الدخول في محاور محاضرتي التخصصية في مجالها المسرحي أنْ أضع دعوةَ َ بين أيديكم تنادي بضرورة البدء بحملة من أجل الطفولة العراقية محمية من آلام العنف المستشري وآثار جريمة إشعاع اليورانيوم المنضب من مخلفات الحروب العبثية الكارثية وتحرير الطفولة العراقية أيضا من أشكال الاستغلال سواء في تشغيلهم بما يتنافى والقوانين المخصوصة أم في دفعهم قسرا إلأى ميادين الجريمة بأنماطها أم باستلاب الطفولة حقوقها واغتصاب عفويتها وبراءتها.. وتلكم مهمة تكتسب أولويتها من خطورة التعاطي مع القضية وتأثير ذلك على مستقبلنا ومَن بعدنا جميعا.

ودعوة أخرى تتمثل في تنشيط مهمة رعاية الطفولة عبر إتاحة فرص واسعة لأنشطتهم ومنع استغلالهم تشغيلا وسرقة لأعمارهم وإقامة برلمانهم وتوفير الغطاء القانوني مع إيجاد المساحة الأوسع لمسرح الطفل في كل من المدرسة والحي والمدينة...

إنَّ مما يفيد في مجال قراءة مسرح الطفل أن نتعرَّفَ إلى المنطلقات الدرامية المسرحية من جهة وإلى الأواليات الخاصة بتوصيف أفعال الطفل وآليات تطوره وسمات مراحل نموه النفسي والبدني... فالطفل هو الكائن الذي يمثلنا لحظة ولادتنا التي تسجل أول خطوة في رحلة حياة الإنسان الفرد والإنسان الجماعة. وبهذا فهو يمثل اللوح الأول الذي يمتلك بيولوجيا أسس وجودنا والشفرة التامة للاحق ظهور آليات وجودنا من غرائز ورغبات وحاجات هي جوهر دوافع وقائع حيواتنا البشرية قبل أنْ نحفرَ أو نكتبَ على هذا اللوح توجهاته النفسية الاجتماعية المكتسبة في ضوء درجة التطور التراكمي لمعارفنا...

*ما المسرح لماذا وُلِد أهميته في وجود الشعوب ومقياس تمدنها؟؟

مسرح الطفل: التعريف

مسرح الطفل هو مسرح حقيقي بكل مفرداته وعناصر عمله بدءا من النص الدرامي ومرورا بتحضيرات العرض المسرحي وتشكّله بوساطة المخرج والمنتج (أو عناصر الانتاج) واشتغال الممثلين على أداء مهامهم بكفاية.

وما يميز مسرح الطفل ويطبعه بسماته المخصوصة هو خصوصية الغاية والجمهور المستهدف ومن ثمَّ ما يفرضه ذلك من آليات الخطاب المخصوص..ونحن نعرف أن الجمهور المباشر الرئيس هو الأطفال من 5 – 15 سنة ولكن هذا لا ينفي جمهورا غير مباشر يتكون من الكبار المعنيين بالتقاط رسائل هذا المسرح وط رائق تعاملها ومعالجاتها لأدائها في مسرحي البيت والمدرسة. وهما أيضا يمثلان وجها آخر من مسرح الطفل..

إذن مسرح الطفل هو صنف درامي مسرحي يأخذ طابعه الخاص (خصائصه) وهويته من وظائفيته ولأن هذه الوظائفية تتحدد بطبيعة الجمهور المستهدف ولخصوصية هذا الجمهور صار لزاما العمل المشروط :

فالمستوى الإدراكي والنفسي يحدد:

1. اللغة: 

أ‌. الثروة المعجمية للطفل ما تزال ضئيلة.. مقصورة على بضع مفردات ولكنه يمتلك الخلفية القادرة على اكتساب الجديد من جهة وعلى إدراك العالم المحيط بآلية تفكير مخصوصة به..

ب‌. حالة إبداع المفردة ونحت العبارة وبنائها صوريا بآلية الرسم لا بآلية القواعد اللغوية المتعارف عليها...

ت‌. الأداء الصوتي للحروف ومخارجها وللألفاظ وسلامتها وللعبارات وصوابها مخصوص الطابع.

ث‌. اللغة عند جمهور الطفولة إشارية وصفية لا تحليلية نقدية

ج‌. الموسيقا الإيقاعات بخلاف فكرة الهرج مرج فالمويسقا تثير ترتيب أو إعادة ترتيب عمل الدماغ

2. آليات العرض

أ‌. البصري لدى الطفل أكثر أهمية حيث الضوء والكتل

ب‌. وحيث الفراغ والمسافات أو المساحات والفضاء (التشكيل من رسم ونحت: السينوغرافيا)

ت‌. ضبط الحركة والميزانسين

ث‌. علاقة الممثل بالآخر بالمتلقي قائمة على الحوار المباشر بالأسئلة وغير المباشر بالإيحاء لاستثارة قرار أو دفع للمشاركة ولاستثارة حكم داخلي

3. الموضوعات:

أ‌. الخيالي

ب‌. الواقعي

ت‌. الحيوانات والطيور

ث‌. رصد العلاقات وتنميتها

ج‌. تصنيف الأشياء ووصفها وترتيبها

4. بنية الحبكة:

أ‌. البساطة : أبسط عملية ذهنية

ب‌.السبب والنتيجة مباشران

ت‌.الحزورة سهلة واضحة

ث‌.السؤال مباشر

ج‌. إثارة السجالات الثرثرة

ح‌. الأغاني

خ‌. التداعيات الذهنية

د‌. الحلم

سمات مسرح الطفل:

1. استخدام لغة سهلة تصل ذهن الطفل..

2. الفكرة البسيطة الواضحة..

3. التشويق والإبهار..

4. الاستعانة بالحركات والرقصات..

5. إضفاء طابع البهجة والمرح..

6. تضمّن المغزى التربوي التعليمي...

مسرح الطفل: الأهمية

يمكن أن نخلص إلى نتيجة تحدد لنا أهمية البحث في مسرح الطفل كونه نشاطا جماليا يفيد في تنمية الثقافة العامة وزيادة الخبرات والمهارات والمعلومات فضلا عن ترسيخ التجربة وإغناء سمات شخصية الطفل... وكنتيجة نهائية نحن بصدد إنجاز الجهد التأسيسي لخطة استراتيجية بشأن بنية الشخصية الإنسانية المستقبلية ومن ثمَّ بنية الإنسان المجتمع أو باصطلاح آخر رسم صورة المجتمع الإنساني العامة بطريقة غنية في أنسنة سماتها وطيدة في صحية وجودها وصواب السلوك فيها...

مسرح الطفل: الدور الوظيفي البنائي

يمكننا هنا أن نعيد الإشارة موجزة إلى أنَّ بيتا بلا معرفة بمسرح الطفل ومدرسة بلا مسرح ومجتمعا بلا مسرح للطفل هي جميعا مؤسسات اجتماعية ناقصة في أداء مهامها البنائية ليس لشخصية الطفل حسب بل لشخصية الإنسان البالغ في قابل الزمن ومن ثمَّ في استثمار أدوات وظيفية لبناء الإنسان بالتأسيس له منذ طفولته...

إنَّ الدور البنائي لمسرح الطفل يكمن في أهمية الأساس في أيّ بناء فلا بناية بلا أساس متين وإذا قامت على أساس غير مميز فهي عرضة لاحتمالات السقوط والهدم. ولنتذكر بالخصوص معنى أن يُبنى الأساس متينا مدروسا دراسة علمية كما في تلك الأبنية الضخمة التي لا تطيح بها الأعاصير ولا تهدها الزلازل فيما بيوتنا التي تُبنى بتراثيات الهندسة القديمة لا تصمد حتى لتقادم الزمن.. ولننظر إلى حالات سقوط العمارات على رؤوس أصحابها بسبب القصور في الأساسات ومواد البناء وأخطر من هذا بكثير بناء الإنسان بناء قاصرا بالتأسيس له على طريقة "هو ينمو مثلما تربينا نحن في بيوت الآباء والأجداد!"

إنَّ هذه العبارة من الخطورة بمكان لأنها تغفل أن إعداد الشخص ينبغي أن يكون بما يتوافق وطبيعة محيطه وحياته وخصائصها. فهل نعدّ مهندسا بمعارف الطبيب أو العكس وهل نعدّ عالم لغة بمعارف عالم الاجتماع أو عالم النفس؟ وإنسانيا هل يستوي إعداد الفلاح لأبنائه بطرائق إعداد العامل لأبنائه أو إعداد ابن الريف أو البادية بابن المدينة؟

إنَّ لوح الطفل الأبيض وهو يأتي إلى الحياة بحاجة لمن يغذيه بالمعلومات التي تتناسب وحياته المستقبلية.. فهل منّا من يرى أنّ أمر التكوين التربوي النفسي وإعداد الشخصية الإنسانية هي قضية عادية تتم آليا بلا جهد مدروس؟ مثلما تُبنى بيوت الطين وليس مثلما تُبنى عمارات مقاومة الزلازل؟؟

نحن بحاجة جدية للتصدي لمسؤولياتنا ومن المثير للشفقة أنّ عديدا من جيراننا وبعض معارفنا تسير عندهم الأمور على وفق قناعات الإعجاب والانبهار بهذه الصورة أو تلك الطريقة من دون قرار علمي مدروس يستند إلى العلوم التخصصية. وكم منّا من يزدري نتائج البحوث العلمية ويتهمها بالمبالغة والتشنج في التعاطي مع الإنسان ومراحل نموه وتطور حياته ومداركه فيها.. وكم منّا من يزدري الفنون والمسرح ولا يرى فيه إلا كماليات هامشية لا قيمة جدية فيها ويدرج في سخريته ملايين أطفال العالم الذين تنقص حاجاتهم الحيوية الأساس، فأي مسرح وأي تأسيس لحياة الطفل ومستقبل الناس؟!

ولكنه يغفل أنه بهذا يتحدث عن الوجه السلبي للحياة. الوجه الذي لا يلبي الضرورات الإنسانية في غذاء الروح الثقافي المعرفي مثلما لا يلبي غذاء البدن وحاجاته. فيما نحن هنا نتحدث عن الطبيعي في الحياة الإنسانية التي لاتغفل التصدي لحقوق الطفل في حياة مستقرة آمنة وفي نمو صحي بدنيا ونفسيا وتربويا؛ وتلك هي مسؤولية الكلمة والموقف.

إنَّ التأسيس لشخصية الإنسان تنطلق من هنا حيث الاستجابة لحاجاته وتلبيتها بما يدفع لنمو ونضج صحي صحيح . ومن الطبيعي أن ندرك بالخصوص دور دراما الطفل عبر آليات اشتغالها...

مسرح الطفل: آليات العمل

1. التغذية غير المباشرة بالمعلومات...

2. والتوجيه بطريقة لا تتعرض إلى تفاصيل حركات الطفل ولعبه اليومي..

3. التشويق والشد والجذب بطرائق الإبهار والتلوينات وما يماثلها ...

4. المشاركة والمشاطرة في اللعب...

مسرح الطفل: الأهداف

1. الصحة النفسية: بعضها يأتي طبيعيا وآخر بحاجة لمعالجات جدية إضافية بوساطة جماليات المسرح التي تسد حاجة داخلية لسعي الإنسان إلى كل ما هو تام مكتمل متناسق ماتناسب وهي مفردات للجميل والجمال كما تستطيع الدراما أن تنقل التعبير عن القيم العقلية أو المضمونية بأفضل أشكال التعبير الجمالي وأوسعها في التعاطي مع المعلومات التي يكشف عنها العقل البشري... [[مثلا معالجة حالات القلق الخوف الخجل بآليات مسرح الطفل ومثال التدريب الصوتي بشأن طريقة الإلقاء عبر تدرج من فهم المفردة وحفظها ومرادفاتها وحتى أداءها بالطريقة المثلى]]

2. الإخلاص.

3. الانهماك

4. الثقة

5. الانطلاق اللغوي في التعبير الشفوي.

6. الحساسية

7. فهم الطباع وتمييزها

8. الانسجام مع المواقف

9. البهجة الواعية بالحركة والإيقاع

10. الصدق

ودعوني أعرج قليلا باتجاه الطفل نفسه ومساهماته في مسرح الطفل ودور ذلك في المستهدفات التي أشرنا إليها للتو وفي إنجاز نتائجها بحسب المراحل العمرية للطفل..

فللطفل [كما ترى بحوث علم النفس والخبرات المعرفية] آليات مادية ونفسية للتعرف إلى محيطه وهي كثيرة ومتنوعة ومن ذلك (اللعب) الذي يعني شكلا واقعيا عمليا ملموسا من أشكال النشاط وهو أي اللعب يمثل آلية عفوية فطرية لإدراك الذات والآخر ومحيطهما أو بيئتهما، استكشافا وإضافة وتلبية للحاجات المادية والروحية لهذا الكائن الإنساني (الطفل)... وعليه فاللعب يندرج في إطار تلبية حركة النمو ومفردات تطوره لاكتساب منطق التفكير الإنساني المتأتي من النمو العصبي والبيولوجي وتراكم التجاريب والمهارات أو الخبرات بما ينفي كون التفكير ومنطقه سمة فطرية ولكن بعض ما يؤدي لاكتساب التفكير قد يكون دافعه ميل فطري كما في اللعب..

ومن المفيد بهذا الخصوص أن نشير إلى العامل الحاسم وممتلك الأهمية البارزة المميزة للعب في حياة الطفل وبصيغة أخرى نجد أن الإنسان البالغ هو حصيلة الخبرات وتراكم المهارات والمعارف الناجمة عن نشاط الطفولة ومن ذلك اللعب وصيغته العليا أو المتطورة أيّ التمثيل. وعليه فالدراما (المسرح) عند الطفل هي شكل من أشكال تصرفاته وسلوكياته الواقعية بوصفها تمظهرات لأداءاته الانفعالية ووقائع أفعاله وردود تلك الأفعال بالملموس...

وبهذه الرؤية يكون اللعب عند الطفل حالة سلوكية إيجابية فاعلة لا سلبية تتحدد في ملء فراغ أو معالجة حال التعطل واللعب عندهم أداة تفكير ونمو فيه وتمثل للحياة نفسها.. ومن هنا وجب رعاية الطفل وإشعاره بالاهتمام والحنو واكتساب صداقته تفعيلا للفرص التي يحتاجها لتوسيع دائرة ألعابه بمعنى آخر توسيع أدوات اكتساب معارفه وخبراته وتكوين شخصيته المستقبلية...

وفي بعض ألعاب الطفل نجد محاولات تقليد أو تقمص شخصيات وظهور تعبيرات انفعالية أو سلوكيات عاطفية ما يجعلنا هنا نتحدث عن دراما الطفل وسماتها كونها تلتصق بقوة بمنطق لعبه مثلما يلتصق اللعب بحياته بل يعبر عن حياته الحقيقية الفعلية.. وفي غمرة دراما الطفل اللعبة تجري فعاليتان هما التقمص والاندماج بالدور بعيدا عن فكرة الاهتمام بوجود من يشاهد الفعل وفعالية دقة الأداء للدور بمحاولات التجريب والتدريب والتقويم والتصويب وهي الفعالية التي تنجم عن الأولى وهذا ما يجب أن ننميه ونفعله ونمنحه الفرص الوافية لأنه الأداة التعليمية الأمثل...

وللعب المقابل لدراما الطفل ومسرحة حياته نمطان هما: اللعب الشخصي واللعب الإسقاطي بما يميز بين اللعب الواقعي واللعب الخيالي أو ما يعكس تفاصيل مادية حقيقية لحركة الطفل وما يمثل انعكاسا لخبراته الداخلية الباطنة الخيالية.. فأما اللعب الإسقاطي فيمثل مسرحة يوظف فيها الطفل عقله بدرجة أكبر من استثمار جسمه في التعاطي مع عرائسه ومكعباته ومواده التي تمثل أدوات لعبه.. وهي هنا التي تقوم بالأدوار عبر صوته أو يديه ولكن من دون الحاجة لحركة جسمه أو استخدامه. إنَّ الطفل هنا يقوم بإسقاط مخيلته على تلك الأدوات ليحركها في ضوء رؤاه وتصوراته وخبراته التي تتهذَّب تدريجا عبر الدربة والخبرة التي يكتشفها من ذاك اللعب الإسقاطي. [[الإسقاط في علم النفس: يشير إلى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا وبمقتضى تلك الحيلة [الإسقاط] ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً (مستمدة من خبرته الذاتية) يرفض الاعتراف النفسي الداخلي بها لأنَّ ذلك سيجعلها سببا في آلامه وفيما تثيره من مشاعر الذنب لديه، والاسقاط بهذا التوصيف وسيلة للكبت أو أسلوب لاستبعاد الآلام النفسية (الباطنة الداخلية) عن حيز الشعور والوعي. ويرى سيجموند فرويد:"ان العناصر التي يتناولها الاسقاط يدركها الشخص ثانية بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها أصلاً، فالادراك الداخلي يُلغى ويصل مضمونه إلى الشعور عوضاً عنه في شكل ادراك صادر عن الخارج بعد أن يكون قد لحقه بعض التشويه أو التغيير ومن هنا اعتقاد من يمارس الإسقاط أنه يقول ذلك عن قناعة يدرك بها تصرف الآخر الذي يُسقط عليه سمات هي في الحقيقة سمات موجودة في لا شعوره أو في عقله الباطن. وعليه فالاسقاط Projection آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بوساطتها او عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر مكبوتة بداخله هو.]](1) وما يهمنا هنا من اصطلاح الإسقاط الطفولي هو محاولته أن يعزو ما بداخله من تخيلات وخبرات على الآخر بطريقة تمثيلية هنا بطريقة اللعب الإسقاطي هذا بما يجعله يعيد توازنات ويوفر لنفسه أدوات التعرف واكتساب المهارات والمعارف الجديدة...

وأما اللعب الشخصي فيعني ممارسة اللعب أو التمثيل (دراما الطفل) بتظيف تام كامل لوجوده عقلا وبدنا وبهذا ينهض الطفل بأمر تشخيص ما يريد صوتيا وحركيا. وهذا النط من اللعب ينمو ويزداد بدءا بعمر الخامسة ويتجه صعودا بتقدم المراحل العمرية وكفاءته في السيطرة على أدائه البدني تحديدا إلى جانب تنامي مهاراته وخبراته العقلية...

وسيكون من المفيد هنا أن نؤكد على أنَّ شخصية الإنسان البالغ ستتحدد في ضوء الفرص المتاحة لممارسة اللعب وعلى نسب التوازنات بين اللعب الإسقاطي واللعب الشخصي في طفولة الإنسان. فقد يفقد ثقته بنفسه وبالآخرين إذا ما صادف حرمانا في فرص اللعب. أما بشأن النسب فبزيادة اللعب الإسقاطي [ومنه] تنمو شخصية تتعاطى الفن، الموسيقا والألعاب الرياضية وقدرات القراءة والكتابة وبالتأكيد سمات التحمّل والحلم وتنظيم أوترتيب الأشياء... وبزيادة اللعب الشخصي تنمو أمور منها ممارسة الرياضة والرقص وقدرة القيادة والتحكّم...

أما بشأن إشكالية التناسب هذه بوصفها معيارا حياتيا ومقياسا لدرجة نمو الطفل، فإنّنا يمكن أن نرصد تحقق مستوى تعادليا لدى الطفل بوصوله لإدراك المفهوم العاطفي والجمالي للدراما حيث التناسق بين توظيف المساحات الواقعية للمفردات التي يتعاطى معها بلعبه الشخصي وبين معطيات لعبه الإسقاطي بكل ما يملكه من افتراضات وتخيلات... والتعادلية هنا تمثل الوصول إلى تنظيم الكتلة واللون والمسافة تنظيما يخضع للمنطق العقلي الأسمى.

وفي هذا الإطار يمكن ملاحظة حب الطفل للأصوات وتقسيمهم إياها على إيقاعات زمنية وأوزان ليكتشفوا الكلام والدراما المعادلة لتفاصيل حيواتهم اليومية ويمكن طبعا هنا أن نجذب الطفل لأصوات وحركات بديلة تؤمِّن سلامتهم ولكنها لا تمنعهم من ممارسة الحركات والأصوات التي عادة ما يثيرونها.. كما يمكننا أن نجيب إجابات غير ذات معنى أو قيمة محددة على أنه يجب إدارة حوار مع الأطفال فالهدف هنا هو تمرينات أداء الشكل الحواري بما يخلق علاقات متينة ويفتح قنوات بين الطفل والآخر ويمنحه مهارة إدارة الحوار أو العلاقة مع محيطه...

وفي الإطار أيضا ينبغي ألا ندفع أطفالنا إلى الاهتمام بلفت نظر الآخرين إليهم وإنما ينبغي أن نشاركهم فيما يمكنهم أداءه من دون إشعارهم بمراقبتنا لهم. وفي الوقت ذاته لا نسخر من أي عمل ممسرح ولنترك فرصا للإعادة والتكرار من الطفل نفسه لكي يتعرف إلى أخطائه وطبعا لا ينبغي أن نلمّ ألعاب الطفل ونرتبها بما يفرض مصادرة للطفل في طريقة ترتيبه الأشياء ولكن يمكن مساعدته تدريجا في قضية الترتيب وتفعيل عامل التنظيم في ضوء جذب الطفل إلى الهدف المؤمل وبلا ألم أو قسر أي بالتشجيع على النظافة والصائب المنظم بطرق متنوعة جذابة...

ومن أجل مزيد من الاقتراب من فكرة دراما الطفل ومسرحة حياته يمكننا أن نفعل ذلك في ضوء المراحل العمرية لأن لكل مرحلة عمرية آلية اشتغال وإمكانات إدراكية وانفعالية محددة. كما أن سلوك اللعب يختلف أسلوبا وتعقيدا ونظاما ونوعية بحسب تلك المراحل ودرجة النمو العقلي والبدني لدى الطفل.

[[مثال:ص14 بياجيه وعائين متساويين وفيهما لحد النصف كمية من الخرز وباختلاف طول الوعائين سيجد طفل الرابعة من العمر أن الوعاء الأطول يحتوي على كمية أكثر فيما طفل السابعة يعرف أن الكمية ستظل ثابتة على الرغم من اختلاف مظهر الوعاء...]](2) وهذه إشارة لاختلاف القدرات الإدراكية ويمكننا طبعا أن نلاحظ بوضوح الفروق البدنية بين عمرين مختلفين...

علينا أن نقدم للطفل ما يناسب سنّه لأنَّ الدراسات النفسية تقول إنه يتهرب من الأعمال التي تعلو على مستواه فيما يثابر على أداء ما يشعر بنجاحه في تحقيقه... والفكرة هنا أننا نحقق علاقة إيجابية بين الطفل ومحيطه ومن ثم تخلق طفلا إيجابيا التفاعل مع الآخر.. تقوزل ونفيرد وورد " فما يقبله الأطفال في سن الخامسة يبدو تافها بالنسبة للأطفال في سن الحادية عشرة وما يهز مشاعر هؤلاء يثير فزع الأطفال في الخامسة"[وينفريد وارد مسرح الأطفال ترجمة محمد شاهين مطبعة المعرفة 1966ص145]](3)

ويمكننا أن نتلمس مراحل النمو الرئيسة وتوصيفاتها ومسمياتها متمثلة في:

1. مرحلة الواقعية والخيال المحدود (3-5سنة)

الأطفال هنا ليسوا بحاجة لمسرحة تفاصيلهم وعالمهم ما زال محدودا بالبيت وبالمقربين منهم ولعبهم وسيلة لتنمية قدراتهم الحركية والإدراكية. ومع ذلك يمكن أن نقدم لهم مسرحية تركز على الحركة وعالم الحيوان والعرائس وتستخدم أفلام كارتون أكثر وتعتمد المحسوسات بتشويق تام وإبهار الضوء واللون والشكل... ومن الطبيعي أن ندرك خلو الطفل من الإمكانات اللغوية وقدرات الإدراك لغير المحسوس..

2. مرحلة الخيال المنطلق (6-Cool

3. مرحلة البطولة (9-12)

4. مرحلة المثالية (13-16)

وفي ضوء ذلك سيكون علينا أولا أن نبدأ فكرة مسرح الطفل لمرحلة الخيال المنطلق أو الحر من عمر الخامسة على أن تمتد المرحلة إلى السابعة أو كما عند بعضهم إلى الثامنة. وهذه المرحلة لا يمكننا فيها أن نفرض نصا مسرحيا أو منصة مسرحية ولكننا نستثير في الطفل قدراته في الارتجال سواء في خلق المواقف وتشكيلها أم في إبداع اللغة أم في أداء الحركات.. وكل ما ينبغي تذكره هنا هو أن نكون مشجعين لا موجهين واصدقاء مشاركين الانفعال لا آمرين مقوِّمين فضلا عن شيء من الإثارة وعوامل الجذب والشد والسيطرة على انتباه الأطفال بطريقة مناسبة غير مباشرة أو بما نسميه فن التغذية وهي طريقة تفتح العلاقة باتجاهين بين المربي والطفل ولا تقف في حدود اتجاه واحد...

وتطبيقيا نستثمر طرائق تمييز الطفل للصوت فنُعنى بالإيقاع الزمني وبالنغم والذروة ةيمكن لهذا الغرض استخدام الطبول والصفارات وعلب الصفيح والعصي وفي سنوات متقدمة من هذه المرحلة يمكن استخدام آلات موسيقية كالبيانو. وسيفيدنا هذا في التعاطي أو التفاعل مع الميول الصوتية للطفل ولأداءاته فنطوِّر من إمكاناته ومهاراته فيها.

يمكننا أيضا وضع ملخص لتوصيف مسرح يناسب هذه المرحلة العمرية بالآتي:

1. الخيالية في الحكايات.

2. استخدام العرائس أو المسرح البشري أو كليهما..

3. استقاء المادة من البيئة المحيطة بالطفل..

4. توظيف جزئية من القيم التربوية الاجتماعية بشكل غير مباشر..

5. تحتوي على نوع من المغامرات..

6. وضوح الأسلوب والفكرة وبساطتهما... [[عن بحث آراء وخبرات العاملين بمسرح الأطفال في مصر للمنركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مركز ثقافة الطفل 1979 ص84]](4)

[[مثال: أطلق لمجموعة من الأطفال صفارة وأسأل ماذا سمعنا؟ وأستثمر إجابة (قطار) لأطلب منهم أن ينطلقوا بالقطار وأبدأ بزيادة أو خفض سرعة الصافرة بطريقة تمرّن الأطفال على التعاطي مع الإيقاع الزمني ومع الذروة وما إليها... كما إنني سألاحظ معهم التنظيم المكاني والحركة الدائرية أو اللولبية من دون أن يتطلب تنبيههم إلى أخطاء في التدافع بطريقة معيقة أو محبطة.... وبمتابعة الخطة التمثيلية الممسرحة أستثمر لحظة التعب لإعلان الوصول للمحطة وأسأل إلىأين نذهب في إيحاء للبيت وللاستراحة والنوم وهكذا. وبشأن ميدان العمل إذا لم يكن متاحا أنْ تجد مساحة مناسبة فيمكن تخيل الأشياء وقطع الأثاث مرتفعات أو كما الوديان وغير ذلك...]](5)

وبدخول الطفل مرحلة [البطولة] عمرية بين التاسعة وحتى الحادية عشرة [إلى 12] حيث تظهر سمة إعجاب الطفل بشخصيات الآخرين وتقليدهم فيبدأ في الانتقال التدريجي من عالم الخيال إلى الواقع. ونكون أمام مسؤولية مختلفة في آلية مسرحة حياة طفل هذه المرحلة. وهي مرحلة يُسجل فيها بلوغ طفل التاسعة إمكان تأليف القصة وتمثيلها مع ميل أكبر نحو الواقعية كما أشرنا للتو ولهذا فإنَّ واجبنا المهم هنا تجاه طفل التاسعة هو تشجيعه على الانطلاق في الكلام من دون أن تقلقنا فكرة احتمال أن يتحولوا لسلوك الوقاحة لسبب الانطلاق في الكلام لأنّنا سنجذبهم لعلاقة احترام تدفعهم لمنحنا مقابلا يكمن في سواء السلوك.. وكل ما علينا أن نتذكر حقيقة كون اللغة أصوات نعبر بها عن أغراضنا وأية أصوات تصدر عن طفل هذه المرحلة ينبغي تشجيعها وتحديدا باتجاه إبراز الوضوح في الأداء والالتزام في المعطيات الدلالية وكلما وجد طفل المرحلة اهتماما وتشجيعا بالخصوص تجنب لغة الشارع بكل سماتها السلبية من فوضى الأداء ورطانته إلى معجمه السلبي القبيح. والعكس عند فقدان الدعم... [[الحديث هنا عن المستويات اللغوية فلغة المدرسة وأطرافها (مدرّس تلميذ \تلاميذ...) وعناصرها المادة العلمية وموضوعات المختبر والمرسم وصالات الفن والرياضة والاستراحات والمكتبة وهذه جميعها يمكنها أن تتيح فرصا متنوعة لأساليب الكلام؛ ولغة الشارع وموضوعاتها وطرائق أدائها]](6)..

ومثلما التشجيع على الانطلاق في الكلام يكون الطفل في هذه المرحلة قد وصل مستوى جديدا من الحاجة لدعمه للانطلاق في التمثيل وهكذا ينبغي هنا أن نسمح بتمثيل بعض الأدوار التي قد لا نرغب فيها ولكنها تعدّ وسيلة تفريغ أو وسيلة علاجية لكونه تمثيلا يُؤدَّى لاشعوريا فيمنح التطهير العلاجي فضلا عن تحقيق قيم البطولة والشجاعة والمغامرة بما يفرغ تلك الشحنة في الأداء الواقعي لاحقا في تفاصيل حياته...

على أنّنا في هذه المرحلة العمرية يمكننا أن نتعاطى مع إمكانات الطفل للتفاعل مع قصة أكثر تعقيدا كما في مقترحاتنا في القصص العالمي والأساطير لأن الطفل يمكنه أن يفكر بالحبكة ويحسّ بها ولو بطريقة أولية كما يمكنه تلقي المعلومات العلمية..

ومن الطبيعي أن نلاحظ أهمية تنمية الحساسية الاجتماعية عبر فعالية الرقص الجماعي التي يشترك فيها أفراد هم بعض أو كل الفصل الدراسي الواحد... وفي الحقيقة فإنّ انتباه الطفل للمسافة مع الآخر في الرقص ولوقع قدمه وما يصدره من صوت يعني تنامي الانتباه نحو الآخر ورسم العلاقة معه فضلا عن تنمية الأسلوب الشخصي في الأداء بمعنى ضبط أو السيطرة على الحركات الشخصية وعلى القيم السلوكية حيث ملاحظة الانتقال من الخيال إلى الواقع كما أسلفنا...

وبدخول مرحلة [المثالية] ما بين 13 - 15\16 [ألفت انتباهكم إلى أن الطفل في حال من التغيرات السريعة تحسب وتقاس بالأشهر] سيكون علينا أن نتعامل مع واقعية أفضل وسيكون هناك فرز بين القصص التي يتبناها الأولاد من تلك التي يتبنينها البنات علما أن البنات ينضجن في هذا العمر أسرع ما يتطلب التعاطي مع فروق التسارع في التفاعل مع متغيرات الخبرات وتطلعات كل من الجنسين وغير هذا وذاك نلمس تحول طفل المرحلة [مرحلة المراهقة المبكرة والمتأخرة] هذه باتجاه الرغبة في الأداء في صالة مسرحية أي على الركح وبحركة أدق في التعاطي مع واقعية التفكير ومن ثم ولوج المعلومات التاريخية والأخلاقية الفلسفية المخاطِبة للعقل، لكننا ينبغي أن نواصل دعم فكرة الارتجال من أجل تعزيز الطاقات الإبداعية لدى الأطفال من هذه المرحلة العمرية ونحن بحاجة هنا إلى أن نترك لكل طفل فرصة لكي يقول العبارة التي يراها مناسبة للموقف الذي اختير له والشخصية أو الدور المعين...

وبدءا من هذه المرحلة سيكون علينا التفكير بتوزيع الأدوار بناء على تأكدنا من توافق الشخصية والدور وقبولها به لأن الشخصية (الطفل) ما زال يؤمن بأن الدور مرتبط بتحقيق الذات بغير نضج أو بغير اكتمال في وعيه واستجاباته تشير إلى هذه الحقيقة...

عليه ينبغي ألا نضحي بالأمر لصالح احتياجات المسرح لأننا أصلا نستخدم مسرح الطفل في هذه المرحلة تحديدا لأسباب أو أهداف تربوية وللتنشئة ورعاية نمو الطفل نفسه...

وفيما يخص البنات من العمر نفسه لا ننسى أن ما سيناسبهن يكمن في توظيف الجانب الحركي ممثلا بالرقص مع الموسيقا أو مع الكلمات والغناء وسيكون استخدام الأساطير مفيدا بخصوص رومانسية المرحلة العمرية وطبيعة الانفعالات...

أما فيما يخص الأولاد فينبعي تجنيبهم حال الإحساس بالتكبر المفتعل لما يدعهم هذا السلوك للخشونة والجلف والتأخر الحضاري في منطق تفكيرهم وسيفيدهم بالخصوص رقصات شعبية تعمّق خطاب الفعل الجماعي لديهم فيما سيكون للخطاب المشترك للجنسين نموذج المسرحية الاجتماعية بما يوفر فرص مناقشة الأفكار ومفردات الحياة العامة وكيفية معالجة بعض إشكالاتها توكيدا على السوكيات الجيدة الإيجابية...

والآن نتساءل محاولين تحديد

السمات العامة للطفل ومسرحه في عمر ما بين 5-15 سنة:

ونبدأ أولا بـِ:

ملامح الإخراج في مسرح الطفل:

1. المخرج إلمام بالتمثيل .. بآليات تكنيك المسرح وميكانيكيته...

2. رؤية العالم عبر نظرة الطفل كما يقول وينفريد وارد في كتابه مسرح الأطفال ص 177 (7)

3. وحدة المعالجة بين عناصر العرض المخرج المؤلف الممثل

4. تطور المهارات الموسيقا الرقص تناسق الألوان \ فن الإخراج يعني وضع كل عنصر في موضعه وإبرازه في اللحظة بدل حشد العناصر كافة في تلك اللحظة

5. الأسلوب اختيار الفانتازي الواقعي الفارس أو غيرها في اتساق مع اتجاه النص

6. القيم الدرامية فهم العناصر مهم لاستخدامها ولإيصال قيمها إلى المتلقي

7. المسرح البصري الشكل المقبول عند الطفل

8. دفع الطفل للمشاركة

9. اختيار النص بما يلائم لمرحلة العمرية المتوجه إليها ويظل الهدف الرئيس متكاملا مع ترابط الأهداف الثانوية \\ وأن ينهض الحوار بتحقيق زظائف نفعية بتطوير الحبكة والكشف عن أفكار الشخصيات عواطفها طبائعها مع الوظائف غير النفعية مثل السمو الشاعري وقدرات الجذب فيما العبارة قصيرة سهلة النطق بسيطة التفسير والإدارك.

10. الممثل أن يكون متسقا مع السمات البدنية والنفسية والاجتماعية للشخصية بمعنى مرونة تعاطيه مع الشخصيات المتنوعة والامتناع عن أداء حركات عبثية زائدة ما يشوش عملية التلقي ويُفقِد إمكانات سسماع النطق بخاصة عندما لا يكون واضح المخارج.. ولنلاحظ الفروق بين رسم حركة فراشة وحركة حصان وما تتطلبهما كل حركة من مظهر بعينه.. وفي خطاب الممثل لا ينبغي أن يكلِّمَ الجمهور بـ(يا أطفال] بل أفضل أن يخاطبهم (يا أصدقاء أو ما شابهها) إذ الطفل هنا سيكون أقرب نفسيا لتلقي العبارة من صديق أو زميل لا من وصي واعظ...

في مسرح الطفل يؤدَّى دور الطفل بحالتين:

1. كبير يؤدي الدور بارتداء ملابس الطفل وهذا الأخير لا ينظر إلى عمر الممثل ولكن المهم هنا يكمن في درجة إقناع الممثل بالدور ما يتطلب عدم اكتفائه بمدرسة [كوكلان] التي تهتم بالتشخيص الخارجي ولكن ينبغي أن يتمكن الممثل من إدراك العمق النفسي للشخصية ليؤديها بطريقة مناسبة وإلا فقد ثقة التلقي وخسر إقناعه

2. الجمع بين الكبار والصغار في أداء الأدوار وهي الأكثر إقناعا مع الانتباه لأمور تشغيل الطفل وتأثير ذلك على دراسته وصحته فضلا عن إشكالية فهم الدور وأدائه بتقمص مناسب أو موفق

3. طبعا لابد من وجود حالة ثالثة هي تلك التي مررنا عليها بشأن لعب الأطفال جميع الأدوار...

عناصر مسرح الطفل المادية ومميزاتها:

الديكور الإبهار

الملابس الزركشة والألوان

الملحقات

الإضاءة الأمواج النيران المطر السحاب الفضاء اللامتناهي

المكياج والأقنعة بحسب طبيعة العمل المهرج مثلا

الموسيقا

الجاذبية \ الحيوية \ الاتساق مع الحركة والأجواء \ زيادة ألفة المتلقي للممثل وأدائه وتعميق تذوق الصوت الجمالي (الموسيقي)

إيقاع العمل بعامة مهم جدا

مدى المسرحية للمرحلة الأولى حتى ثماني سنوات 15-25 والثانية حتى 12 سنة 25-35 وحتى 15 سنة 30-40 مع وجود فرصة لتناول المأكولات والمشروبات الموازنة الأهم تكمن في قراءة قمة الضغط لمفردة في العرض المسرحي بالتناسق مع التوزيع الزمني... وسيكوزن من القتل للتشويق أن تكون الذروة في موضع ومدة طويلة قبل أن يصل إلى النهاية فإطالة الفعل الهابط أمر في ترهل وفقدان قدرة الجذب... (Cool

المشاركة في المسرح المحترف للطفل

العلاقة بين الممثل الممثل \ الممثل المتلقي \ المتلقي المتلقين

مشاركة وجدانية عاطفية وأخرى عقلية أو ثالثة مزدوجة من كليهما

الأعمال الطقوسية توفر أجواء مناسبة لتعميق المشاركة

وطبعا المشاركة تشير إلى العنصر التفعيلي في داخل الصالة كما يعالج الأمر المسرح التغريبي مثلا

التقارب المكاني يخلق تقاربا وجدانيا ويفعّل المشاركة

في مسرح المشاركة ينبغي:

1. معاملة الطفل بوصفه شخصا كبيرا له مفاهيمه للأشياء

2. ألا يعامل الطفل بصرامة بل بودية

3. بنية النص قابلة لمثل هذه المشاركة

4. الممثل العنصر الأهم لإطلاق شرارة المشاركة ومع توهجه يجذب أكثر للمشاركة

5. تقليل دور الأشياء والعناصر المادية لحساب خيال الطفل ودوره

حق خير جمال

تنمية الحساسية الجمالية

اقتصاديات مسرح الطفل

الطاقة الإنسانية القدرات البشرية وتوظيفها

الموارد الطبيعية الطبيعة وإمكانات التوظيف

النواحي المالية الإمكانات المتاحة

التنظيم للممثلين ولإدارة الانتاج

توسيع رقعة الجمهور

حسن اختيار الأعمال الفنية

التأهيل والتدريب المناسب

توظيف متخصصين

بناء دور العرض

إلغاء الضرائب على أنشطة مسارح الطفل

الاتصال الإعلامي

الإعلان

التنقل بين المدن

الارتباط بالمدارس

بعض المصادر والمراجع المعتمدة في إعداد هذه المحاضرة:

تطور البنية الدرامية في المسرحية العراقية د. تيسير الآلوسي

فلسفة الجمال في الفكر المعاصر د. محمد زكي العشماوي

مقدمة في دراما الطفل بيتر سليد كمال زاخر لطيف

مسرح الطفل محمد حامد أبو الخير

دروس في الألسنية العامة دي سوسير

موسوعة نظرية الأدب القسم الرابع الدراما كوركينيان

مقدمة في نظرية المسرح السياسي د. أحمد العشري

كيف نفهم سلوك الأطفال جرترود دريسكول

مسرح الأطفال وينفريد وارد


الاثنين، 29 سبتمبر 2014

كتاب "مسرح ما بعد الدراما"

مدونة مجلة الفنون المسرحية



"مسرح ما بعد الدراما"وهو كتاب صدر بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، من  المركز الدولي لدراسات الفرجة  وذلك ضمن فعاليات معرض الكتاب في طنجة بالمغرب.

   وكتب مقدمة الكتاب  الدكتور محمد أمنصور، حيث اكد  في معرض  تقديمه لكتاب "مسرح ما بعد الدراما" إنه كتاب جديد في موضوعه، يقدم للقارئ العربي أربع مقاربات لباحثين من جنسيات مختلفة،هم الألمانية كريستلفا يلر والعراقي محمد سيف، والمغربيان حسن المنيعي وخالد أمين، يبحثون في موضوع واحد، هو "مسرح ما بعد الدراما" بمرجعيات نظرية وآفاق معرفية ولغوية متنوعة منها: الألمانية والفرنسية والإنجليزية والعربية.

  "بعد أن احتل مسرح أنتونان أرطو ومسرح برتولد بريشت الصدارة في القرن الماضي، كمنطلقين لحداثة المسرح العربي، يمكن اعتبار الأفق الذي يفتحه مسرح ما بعد الدراما أرضية جديدة لتثوير ومساءلة المسرح الدرامي التقليدي وبنياته الثابتة" .

    وتطرح الدراسات المتعددة ضمن هذا الإصدار، عدة تساؤلات منها "كيف يحقق المسرح استقلاله الذاتي، انطلاقًا من التخلص من سلطة الأدب الدرامي؟"، و "كيف تتم إزالة الحدود التقليدية بين الأنواع؟"، و"كيف تتم إعادة صياغة جماليات مسرح ما بعد الدراما خارج منطق السرد التقليدي".

    ويضع هذا الكتاب أشكال الدراما التقليدية وما يصاحبها من أشكال العرض موضع تساؤل، ولا يكتفي فقط بالوقوف عند الجوانب النظرية لمسرح ما بعد الدراما، بل يسلط الضوء، كذلك، على تجليات هذا المسرح في العديد من التجارب العربية.

    ويُعد كتاب "مسرح ما بعد الدراما" إضافة نوعية في سلسلة منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، لأنه يساهم في تأسيس وعي نظري جديد بالظاهرة المسرحية، ولأن القضايا الفنية المعروضة فيه تواكب أهم تحولات الفرجة وأسئلتها بين الشرق والغرب.

كتاب "مسرح القرن العشرين" العروض

مدونة مجلة الفنون المسرحية



في  الجزء الثاني من كتاب  "مسرح القرن العشرين" يختار الكاتب المسرحي اللبناني عصام محفوظ، ويقدم للقارىء العربي أبرز عروض "مهرجان افينيون" العالمي للمسرح، في النصف الثاني من القرن العشرين.
والمعروف أن هذا المهرجان الذي يستضيف كل عام عشرات الفرق المحترفة ومئات الفرق الهاوية هو الخط البياني لتطور الفن المسرحي، اخراجاً وتمثيلاً، بكل ما تميزت به مفاهيم الاخراج والتمثيل في القرن العشرين من تنوغ غني، عبر تقديم، أو إعادة تقديم، الاعمال المسرحية العالمية منذ سوفوكل، إلى أريان منوشكين، مروراً بشسكبير، حيث النص الواحد يختلف من مخرج إلى آخر، في انفجار يتكامل، عبر جهود المبدعين المختلفين، من فيلا إلى بيتر بروك، ومن فازيرللي إلى موريس بيجار وإلى اختياراته من "مهرجان افينيون" الذي يندر أن يبرز عمل مسرحي في العالم ولا يمر على خشباته أمام ربع مليون مشاهد كل موسم، أن يضيف الكاتب مختارات من الاعمال البارزة التي كانت ترافق نبض التحولات السياسية الكبرى في القرن العشرين .

أصدارات في المسرح المغربي

مدونة مجلة الفنون المسرحية
من  الأصدارات المسرحية في المسرح المغربي  للباحث المغربي الدكتور جميل حمداوي ثلاثة كتب في مجال المسرح هي:المسرح المغاربي والتراث، والمسرح الأمازيغي المغربي بين النشأة والتطور، والفضاء في المسرح المغاربي.




couv  +º+ä+à+¦+¦+¡ +º+ä+º+ö+à+º+¦+è+¦+ècouv +º+ä+ü+¦+º+í +ü+è +º+ä+à+¦+¦+¡ +º+ä+à+¦+º+¦+¿+è

الأحد، 28 سبتمبر 2014

هارولد بنتر: الغائب الحاضر أبداً

مدونة مجلة الفنون المسرحية


لا يمرّ عام دون أن تشهد العاصمة الفرنسية عروضاً لمسرحيات الكاتب البريطاني الراحل هارولد بنتر (1930 ـ 2008)، هو الذي كان زائراً دائماً لباريس، وشبه مقيم فيها، وغالباً ما كان روّاد مسرحياته هنا يحظون بالمصادفة السعيدة في اللقاء به خلال أحد العروض. ومسرحيته الشهيرة «الحارس» من إخراج آن فوتي وتمثيل باتريك ألاغيراتيغي وجان ـ فيليب ماري وجاك روسي، تعرض مجدداً الشهر المقبل على مسرح أكتيون، بعد أن افتُتحت عروضها بالفريق نفسه السنة الماضية على مسرح ديشارجور.
وجاء في التعريف بالنصّ: «ذات ليلة شتائية، يقترح الشقيقان ـ الكبير أستون والصغير ميك، وكلاهما أغرب من الآخر ـ على ديفيز، العجوز المتشرد، أن يصبح حارس بيتهما. ما الهدف؟ وهل هما شقيقان حقاً؟ ومن هو ديفيز حقيقة». أما شعار المسرحية فهو لا يقل تشويقاً: «نحن لا نعرف من يتبدى خلف الباب، أليس كذلك؟». المسرحية ترسم عالماً داكناً، لشخوص عزلاء، تتآكل تحت وطأة أشكال شتى من العنف الاجتماعي والاقتصادي والنفسي، وتنتظر معجزة ما، تصنعها واقعة غامضة ما، في زمن منفلت من المنطق، وفي سياقات لا حدود لقسوتها الإنسانية. ولقد شاءت المخرجة تظهير مجتمع بأسره من خلال شبكات التوتر التي تعصف بالشخصوص الثلاثة، والتقطت جيداً تلك الرسائل النقدية، الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، التي يحرص بنتر على تضمينها في مسرحياته.
والأرجح أنّ بنتر كان، ساعة رحيله، أعظم كاتب مسرحيّ حيّ في اللغة الإنكليزية، وأحد كبار أدباء عصرنا؛ ولم يكن غريباً أن يدخل إلى الإنكليزية، وإلى قاموس أكسفورد أيضاً، اصطلاح الـ Pinteresque المنحوت من اسم بنتر، والذي يفيد ذلك المناخ الدرامي الإنساني الخاصّ، المعقد والبسيط، المحليّ والكوني، الفردي والجمعي، الرحب العريض والضيّق حبيس الحجرة الواحدة، في آن معاً. ولم يكن بغير مغزى أن الأكاديمية السويدية توقفت عند هذا النحت مراراً وهي تطري بنتر، حين منحته نوبل الأدب لسنة 2005، بل واستزادت عليه حين نحتت مصطلحاً ثانياً هو «الأرض البنترية» Pinterland، ذات «الطبوغرافية المميزة، حيث تتمترس الشخصيات خلف حوارات مباغتة، وبين سطور تهديدات لا حلّ لها يكون ما نسمعه علامات على كلّ ما لا نسمعه» حسب ما جاء في حيثيات منح الجائزة.
وبالطبع، عُرف بنتر ككاتب مسرحي ردّ المسرح إلى عناصره الأساسية، مثل الفضاء المغلق والحوار الصاعق والأنماط البشرية التي تخلق الدراما الكثيفة حين تتصارع وتتقاطع وتتلاقى وتفترق، ضمن خطوط حبكة في الحدود الدنيا، وتنويع عريض لأساليب مسرح العبث والمسرح الطبيعي والواقعي وتقاليد الفرجة. كما لعب دوراً حاسماً في إغناء مدارس الإخراج المسرحي، وكتابة السيناريو السينمائي والتمثيلية الإذاعية؛ فضلاً عن مواقفه السياسية الشجاعة، وأنشطته في ميادين الحريات العامة وحقوق الإنسان.
ما يجهله كثيرون، في المقابل، هو أنّ بنتر بدأ شاعراً، بل وكانت القصيدة هي أوّل منشوراته، قبل أن ينخرط أكثر فأكثر في الكتابة المسرحية والتمثيل والإخراج. وقصيدته «السنة الجديدة في ميدلاندز» والتي كُتبت في مطالع الصبا، تذكّر كثيراً بمشهد الحانة في قصيدة ت. س. إليوت الشهيرة «الأرض اليباب». وغنيّ عن القول إنّ معظم قصائد تلك المرحلة كانت تعكس مناخاً درامياً واضحاً، وكانت بذلك تنذر بالخيار الرئيسي الذي سيقتفيه هذا الفنّان الكبير: المسرح. وفي تكريم هذا الجانب من إبداعه، يقدّم الممثل البريطاني جوليان ساندز («حقول القتل»، «غرفة تطل على منظر»، «فاتيل»، بين أفلام أخرى)، قراءات من أشعار بنتر، بإخراج الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش(«أماكن في القلب»، «في خط النار»، «مملكة الشمس»، «عن فئران ورجال»…)؛ على مسرح جامعة إموري، في أتلانتا، جورجيا، ضمن فعاليات مهرجان مكرّس بأكمله لفنون بنتر.
ولد بنتر سنة 1930 في هاكني، وهي منطقة عمالية صغيرة قرب إيست إند في لندن. وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية جرى إخلاء الحيّ، وعاد ثانية إلى لندن وهو في الرابعة عشرة، وسيقول إنه لن ينسى أبداً مشاهد القصف الجويّ التي عاشها، والتي ستجعله مناهضاً للحروب بصفة عامة، وتدفعه إلى رفض أداء الخدمة العسكرية (أشفق القاضي عليه فاكتفى بتغريمه 30 جنيهاً بدل السجن). في عام 1950 بدأ ينشر في مجلة Poetry التي كانت تصدر في لندن، باسم مستعار هو هارولد بنتا. ثمّ عمل ممثلاً ثانوياً في الـ BBC ، وبعد أربع سنوات من التجوال في إرلندا والمسارح الريفية كتب «الحجرة» لصالح جامعة بريستول (وأنهى النصّ في أربعة أيام!)، ثمّ كتب تمثيلية للإذاعة بعنوان «ألم طفيف»، إلى أنّ أنجز أولى مسرحياته الطويلة «حفلة عيد الميلاد»، وتوالت بعدها نصوصه المسرحية الكبيرة التي جعلت منه أحد أعظم مسرحيي هذا العصر. وكان متزوجاً من المؤرخة الشهيرة ليدي أنتونيا فريزر، وظلّ حتى رحيله يعيش بين لندن وباريس.

القدس العربي
 

حاكم الشارقة يلتقي المشاركين في دورة تأهيل مدربي المسرح المدرسي

المسرحيون العراقيون ومهام المرحلة؟ د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

مدونة مجلة الفنون المسرحية

بدأ المسرح العراقي مسرحا لثقافة وطنية وإنسانية فاتخذ من القيم الاجتماعية والوطنية مسارا لنصوصه ولأساليب معالجته.. ومع تطور العمل الفني المسرحي ورقيِّه صار المسرح العراقي يلعب أدوارا مهمة على صعيد شحذ الوعي السياسي العام والمشاركة في التعبئة الجماهيرية حتى صارت الجماهير تخرج من قاعات المسرح في مظاهرات ناضجة الرؤى والمطالب، كما هو الحال فيما كان يحصل في أربعينات القرن المنصرم وخمسيناته..
ولم يتخلَّ المسرح العراقي عن مستوياته الفنية واهتمامه بالبنية الدرامية وبمنجزه على صعيد الإخراج والأداء والفنون التكميلية الأخرى ما عمَّق من مصداقية التأثير وتفتيح الرؤى جديا على مستوى مطالب العراقي الروحية متمثلة في مطالبه في زاده الثقافي الحي ملخَّصا في منجزات المسرح العراقي وروّاده..
وبالمقابل بقي المسرح والمسرحيون يتحملون هجمات من مختلف الأشكال والتوجهات ولكنها جميعا كانت تتقصد تشويه صورة المسرح والمسرحيين بغاية قطع العلاقة بينه وبين العراقيين بمساواة المسرحي المفكر والمبدع بمنتسبي كابريهات رخيصة في سوقية أنشطتها ومنتجها وفي مستهدفاتها المعروفة ملخَّصة في آليات أدائها وما يلحق بعد هذا من تشويه لمنتج المسرح العراقي من رؤى مبدعة خلاقة تلتزم قيم المجتمع الروحية وترقى بأدائها لمستويات حضارية إنسانية عليا...
واليوم يجابه المسرحيون العراقيون هجمات ومصاعب مركبة في إطار ما يتعرض له عراق التغيير العراق التعددي المنشود من هجمات مختلفة المصادر متحدة الهدف.. ولأنَّ القوى التي تهاجم العراق تريد التعمية على ما تقوم به فإنَّها تقف بالضد من القيم الثقافية عامة ومن كل زاد روحي للعراقي، وفي الإطار تقف ضد وجود مسرح جاد يمارس دوره الحي التنويري ويساهم في خلق الوعي الثقافي الحضاري المميز لشعبنا..
وبالتأكيد يساهم في مسيرة بنائه في تسليط الضوء على القيم الجمالية للحياة ما يساعد على خلق الاستقرار النفسي والتوازنات المجتمعية التي يتعارض معها توجه أجواء العنف والدم والتقتيل أجواء الإرهاب ولغتها في إرعاب الناس ومطاردتهم ومنعهم بالتأكيد من ممارسة حياة إنسانية وادعة باستلاب فرص تمتعهم بحيواتهم الإنسانية التي تعني البحث عن الجمال والجميل وعن ثقافة السلم والاستقرار وروح الإبداع..

الحرام والحلال في الإبداع؟
لقد أمرت كل الشرائع والديانات المقدسة بأن يعمِّر الإنسان الأرض التي استخلفه الله عليها، والله جميل يجب الجمال ولكن أوباش التطرف والتشدد السلبي المريض يؤججون فتاوى بتحريم كل شيء جميل وكل صناعة للجمال وهي جزئية أو مفردة من مفردات تعمير الأرض والتمتع بخيرات ما تصنعه يد الإنسان، خليفة الله على الأرض حسب تعاليم الديانات كافة.. ولكن أصحاب المصالح المرضية لا يعجبهم ولا يناسبهم مثل هذه القيم السليمة..
وهم في ضوء فلسفتهم المريضة يحرِّمون قيم الجمال ويكفرون مبدعيها وفوق ذلك هم يستبيحون ما عمَّره الإنسان بأمر ربِّه فيهاجمونها ليل نهار بمتفجراتهم ومفخخاتهم فأين الإيمان الذي يدعون؟ وأين الدين الصحيح الذي يزعمون؟ وهل إجماع الأمة كله كفر وهم الأفراد الذين لم يحفظوا سورة أو آية بشكل صائب صحيح وحدهم المؤمنين الأقحاح؟
ليس الجواب إلا فضحا لكونهم أصحاب مصالح يحاولون تمرير عنفهم ودمويتهم وساديتهم ومازوخيتهم بقدسية زائفة، أولئك التكفيريون البائسون فكرا ومنطقا وأهدافا.. إنَّهم قبل أنْ يكونوا أعداء البشر والحياة والسلام والكرامة، هم أعداء الله والدين السمِح، دين السلم والاستقرار والتعمير لا دين التقتيل والتفجير والتخريب والتشويه واستلاب حيوات حرَّم الله قتلها قطعا وبتاتا!
ولكلِّ فرد ما زال يعتقد بفلسفة العنف الدموية التخريبية المبرَّرة بمقاومة جهة أو فئة أو المموَّهة المتخفية باسم مقاومة شريفة أو غيرها والمتوسِّلة قدسية الدين وتفسيراتهم نصوصه بلوي الحقيقة وتأويلها المعوج، لكل فرد ما زالت لديه غشاوة أو التباسا أو خلط أوراق، أنْ يراجعَ إجماع الأمة وعلماء القوم لكي يرى ببصيرة لا ببصر وليفتح عقله على تنوير حقِ ِ صائبِ ِ صحيّ صحيحِ ِ فيلتحق بصانعي الخير والعَمَار، مبدعي الجمال والاستقرار..

مَنْ يصنع مَنْ؟
هل السلم والاستقرار يصنع فرص الإبداع أم الإبداع يساهم في صنع الاستقرار والسلام؟ إنَّ المسارين صحيحان وفي نظرة سنجد معنى الأدب والفن ومساهمتهما في تفجير الثورات ودعم تعبئة الحياة بتصورات الخير وصنعه والتأثير في ترسيم الفعل المناسب للإنسان وهكذا كان أدباء الثورات الشعبية منذ زولا وهوجو وغوركي وبيلينسكي ومرورا بالزهاوي والرصافي والجواهري والسيّاب أبناء بغداد المحلات والضواحي الشعبية وأبناء النجف الثائرة والبصرة العريقة المفكرة المتبصرة أبناء وادي العَمَار والحضارة...
وهكذا أيضا كان رواد المسرح العراقي منذ نعوم فتح الله ومرورا بمبدعي العشرينات والثلاثينات الذين رسموا التاريخ القومي والوطني والسلوك والقيم الإيجابيتين لمجتمعنا العراقي.. وليس انتهاء برواد الأربعينات والخمسينات الذين كانوا تأسيسا ثانيا لمسرح العراق فنا وجمالا وبناء وقيم إبداعية وبالتأكيد فكرا وثقافة وسياسة.. ولن ننسى مظاهرات شعبية ظلت تنطلق من مسارح تلك الحقبة الفائرة في حياة شعبنا بكل معالم غليانها..
ومن الطبيعي إذن في ظل هذه المعادلة أن نجد تبادل التأثير في مسار الإبداع الذي يمكن أن يكون في ظل الاستقرار والسلام حيث يتفرع الإنسان لحياته وقيمها الروحية الثقافية ومن ثمَّ لإبداع قيم الجمال والمحبة والكرامة.. وبالمقابل في كون الإبداع ذاته يهيئ ما يدفع باتجاه التعبئة والتفكير بكيفيات البناء والتعمير ومقاومة الشرور ومصادره ومعالجة الأمراض الاجتماعية والمزالق الخطرة ومنها رفض الحروب البشعة التي تقمع الإنسان وقيمه النبيلة...

رواد المسرح وبُناته؟
وطبعا ليس منّا من ينسى جاسم العبودي في واقعيته ومنهجه لصنع الجمال وليس منّا من ينسى إبراهيم جلال بين واقعيته وتغريبيته وما كانت معالجاته وأدواته تدفع إليه.. وليس منّا من ينسى يوسف العاني الرائد الذي ما زال حيّا بيننا بكل عطائه وإبداعه وهو الذي شيَّد عالما من الأخلاقيات والسلوكيات الإنسانية بكل عمقها ونبلها وتنويريتها.. ألم تكن الخرابة تعبير عن ثقافة إنسانية متفتحة تجمع بين الوطني والقومي والإنساني. ألم تكن مسرحية أنا أمك ياشاكر وصورة جديدة والمفتاح تنبع من حيوات أبناء شعبنا فتعود عليهم بسراج الأدب والفن في ليل التخلف؟
أليست عشرات أعماله ومئات وقفاته على الركح علامة كما نصب الحرية وكما جلجلة المهلهل وصهللة المتنبي ونفحات ابن الفارض وتيجان الحلاج؟ بلى وهو طودنا الذي يشارك كبارا كخليل شوقي وسامي عبدالحميد وبدري حسون والراحل قاسم محمد والراحلة نجمة الجبل والسهل زينب والصامدة ناهدة الرماح وجيل من لوامع كواكب زمننا الذين ينبغي أنْ تظهر بهم الأضواء والفضائيات العراقية والعربية والعالمية بدل أضواء تُسلَّط على قتلة ساديين لا يفقهون لا في دين ولا في دنيا..

أنتجه في أمسية يومنا لرؤية الجمال والحب والمودة والخير وعَمَار الأنفس أم نقعي في بيوتنا خانعين لضغوط الدمويين المازوخيين؟
أنفكر في تكريم مبدع بالوقوف معه في إبداعه الجمال وخلقه الحياة والخير والعمار أم نخضع لسلطة رصاصة مخرِّب أو انتحاري إرهابي؟
أنُضيع حيواتنا في الرعب والخشية والتوهان والحيرة بين فتوى جاهل متخلف مريض عقليا ونفسيا وبين رؤى مثقف مبدع للجمال ولنور العقل وموضوعيته ورصانته وسداده؟
المسرح بيت العقل والجمال
لنقرأ مسرحية عراقية ونحكم .. لنشاهد مسرحية عراقية ونصدر قرارنا في الموازنة بين مشهدين. مشهد الخراب الذي يزعم قدسيته دينا [وهو ليس كذلك] ويدعي مقاومته الاحتلال [وهو الذي يديمه ويواصل مشوار وجوده بخلق الذرائع والمبررات].. لا نتردد لنجد لأنفسنا متنفسا للإبقاء على صلتنا بالحياة الإنسانية فحيثما نسينا القراءة والمشاهدة لمعالجة فنية جمالية مثقفة متنورة ابتعدنا عن وجودنا الإنساني ومتنا..
وحيثما أبقينا على رابطة بيننا وبين الإبداع فكرا وجمالا ربحنا المعركة ضد التخلف والجهل والظلام والتضليل وكل ما يتستر وراءه الإرهابيون وأعداء مجتمعنا العراقي الحر الكريم الأبي... ألا فلنعيد صلاتنا ولتحتشد جموعنا في قاعات مسرح عراقي عظيم بتاريخه وبمنجزه وبوجوده ودوره المؤثر في صنع خيارات الحياة الجديدة..
المسرح ليس مكان للهو وتضييع الوقت فهو باني العقل ومحييه ومفعِّله وهو التأسيس للحركة والتغيير والتعبئة وهو بالتأكيد يُجري كلَّ ذلك في إطار الجمال والفن والراحة النفسية والتفريغ من أعباء يومياتنا المعقدة فلنمنح~ أنفسنا فرصتها في العمَار وفي الاستقرار...
المسرح الأكثر أمانا للقاء الجماهيري اليوم:
وفي ظروفنا القائمة يمكن أن يلتقي الجمهور في مباني المسارح وقاعاته بأمن حيث يجري التوثق من امتناع دخول أي سلاح أو متفجرات أو ما شابه مما يهدد أمن الناس وسلامتهم وهو ليس مكانا مفتوحا كما الشارع وكما مناطق أخرى ويمكن لفرصة تأمين المبنى المسرحي أن تكون مفيدة لكي ندعو لتواصل الأعمال والأنشطة المسرحية الجادة لا التهريجية بالتأكيد وتلك التي تحترم الإنسان وعقله ومكانته وكرامته ولا تضحك عليه...
أما المسائل الأخرى فتكمن في دعم مؤمَّل من وزارة ثقافة تحرَّرت من دكتاتورية الطاغية وزبانيته وأبواقه وينبغي لها اليوم أن تكون قد انعتقت من سلطة التخويف وتهويمات الإرعاب وخطط الجهلة لتدخل اليوم في برامج مستمدة من رؤى القوى الحية في مجتمعنا ممثلة في واحدة من مفرداتها في المسرحيين العراقيين روادا ومجددين مبدعين.
مهام منتظر النهوض بها؟

ينبغي للمسرحيين العراقيين هنا أن يواصلوا مشوار الريادة وينهضوا بتقديم أعمال جدية مسؤولة تعالج مأساة اليوم وتعيد الطمأنينة وتخلق الفرص الإنسانية ولمحاتها المستقرة لتمنح تفاصيل اليوم العادي علامة من الهدوء والسكينة وسط همجية رعناء لقوى الجريمة من إرهاب دولة [الاختراقات الموجودة في مؤسسة الدولة الناشئة] ومن إرهاب الدخلاء على الوطن والعناصر المريضة السادية من مخلفات النظام المهزوم والتكفيريين الجهلة ..
يلزم من أجل ذلك تصعيد برامج مهرجانية واسعة ومواسم مسرحية مجددا تستخدم نوافذ مثل مسرح الغرفة لجمهور أصغر وأماكن يمكن معالجة طاقاتها الاستيعابية وظروف الوضع العام ومسارح كبرى مجهزة بشروط الأمان وقريبة من الأحياء الشعبية مثل مسرح الخيمة بشروط حماية أكيدة ومسارح في المناطق الآمنة من عراقنا والتي سيتم تأمينها قريبا.. كما في كردستان الآمنة وكما في عديد من محافظات الجنوب والوسط وحتى في بغداد ومحافظات غزاها الإرهاب لأسباب شتى باتت معروفة..
المرحلة تسأل وتريد أجابات المثقف العراقي وليس السياسي لوحده من يخلق ويؤسس لأجواء الديموقراطية فالديموقراطية تربية وفلسفة ومعرفة يلزم توضيحها والمسرحي الكاتب والمخرج والممثل والديكورست والموسيقي ومديرو الإضاءة والتقنيات كلهم مسؤولون لكي يطوِّعوا جهودهم في الإجابة وفي التحضير لعراق جديد عراق الأمل والسلام والكرامة والديموقراطية..
ومن مهمات مسرح اليوم خلق ثقافة التعددية التداولية واحترام حقوق الإنسان واحترام الآخر بمقدار احترام الذات واحترام العمل المؤسساتي والابتعاد عن الروح الفردي والمصالح الانتهازية المرضية الرخيصة وتلك قيم يلزم لها وسائل كبيرة لا تتوافر عند طرف قدر توافرها في المسرح ودور المسرحيين في النهوض بتلط المهمة ولا نقولن حتى حين فلقد قدم المسرح عروضه في ميادين القتال ولم يتوقف فما بالنا والناس يسألوننا أين المثقف؟ أين المسرحي؟

ها نحن هنا موجودون وهذي أعمالنا الإبداعية المميزة ومبدعونا الكبار وإنّا الفائزون بوجود أعلام مسرحنا من جيل الريادة الذي ما زال يتابع عطاءه على الرغم من عتي العمر ومعهم آثار منجز الراحلين فما زال يوسف العاني و سامي عبدالحميد ومازال منجز قاسم محمد في تلامذته ومرورا بشفيق المهدي ومحمود أبو العباس وعقيل مهدي حتى الجيل المبدع الجديد كالراحل مبكرا قاسم مطرود ومن يتابع منجزه أحمد شرجي ورسول الصغير وغيرهم العشرات من عظماء المسرح الإنساني الجديد...
ولنا وقفة مع تلك الأعلام ومع أعمالها وإبداعاتها ليكون للنقد المسرحي دوره التفاعلي في حركة مسرحية ناشطة اليوم ولنبدأ المشوار مجددا أيها المسرحيون العراقيون.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption