السيد يستذكر تاريخ مهرجان "المسرح الأردني" ويأمل بتحقيق أهدافه
مدونة مجلة الفنون المسرحية
بحجم سنوات الحب والعطاء للمسرح، ينتمي المخرج والفنان والأكاديمي حاتم السيد إلى جيل الرواد والمؤسسين لمهرجان "المسرح الأردني" الذي يستقطب سنويا عددا من العروض العربية، فاتحا المجال للمخرجين المحترفين في دوراته المختلفة.
ولعل أهم ما يحسب للسيد تسلمه قيادة العمل الإداري في المسرح الأردني زهاء ثلاثين عاما خلال ترؤسه قسم المسرح ومدير المسرح والفنون وهو مؤسس ومدير لمهرجان المسرح الأردني، وصاحب خزانة ذكريات أول دورة للمهرجان.
ورغم ما آلت إليه ظروف المسرح والانتكاسات التي مرّت على مهرجانات أخرى، إلا أن ضمان استمرارية مهرجان الأردن كان هدف السيد الذي وضعه نصب عينيه لكونه يؤمن أن الفعل الثقافي وأهدافه ترسو بفعل الاستمرارية والوجود.
اجتهد السيد شخصيا ومجموعة من أمثاله رواد المسرح لمحاربة فكرة موسم متقطع بحكم الظروف المختلفة ومنها المادية، لذا استمر مهرجان المسرح الأردني بفعل أهل الفن ورواده؛ الهيئة الاستشارية المؤسسة العليا للمهرجان ومنهم حاتم السيد، الراحل هاني صنوبر، نبيل نجم، محمد القباني، نادر عمران، ومحمد العبادي.
وسعى القائمون على المهرجان لإرساء قواعده الداعمة منذ دوراته الأولى، التي قدم فيها خمس مسرحيات (نار البراءة) للمخرج حاتم السيد، (بكالوريوس في حكم الشعوب) للمخرج نبيل نجم، و(امرؤ القيس في باريز) إخراج بكر قباني، و(روزنا وبناتها يبحثن عن أيوب) إخراج عبد اللطيف شما، و(عرس الأعراس) لخالد الطريفي.
ويستذكر السيد في حديثه أول دورة للمهرجان والتي تكاثفت فيها جهود الفنان الأردني وخاض التجربة كتحدٍ لإظهار إمكانياته في المسرح خاصة بالفترة التي أعقبت حرب "الخليج" والتي أفضت إلى تردي وضع الفنان الأردني وبحثه عن مخارج ومنها انطلاقة المسرح.
"الدعم الذي خصص آنذاك 12 ألف دينار فقط لا غير"، كما يؤكد السيد، وهي تكلفة تقدر أحيانا لعرض مسرحي واحد وليس لمهرجان أردني عربي، إلا أن إصرار السيد مع فريق فني ضم كبار المسرحيين الأردنيين أدى إلى تكاثف العمل من أجل إنجاز الموسم الأول.
ومن ضمن مذكرات المهرجان محاولة إيقافه رسميا من قبل بعض الوزراء بسبب قلة الدعم المادي الممنوح له، وهو الأمر الذي كلف السيد أن يأخذ على عاتقه البحث عن دعم من جهات خاصة والتي لم تكن سهلة ومليئة بالتجارب القاسية التي تكللت بنجاح الدورة وضمان استمرارية المهرجان وتخصيص دعم رسمي له بموافقة رسمية وقانونية.
التعاون الذي تم بالتعاون مع وزارة الثقافة ورابطة الفنانين الأردنيين قبل تحولها إلى نقابة كان تجربة يحتذى بها، وفق السيد؛ إذ إن اللجنة والعروض الخمسة التي شاركت كانت من أهم المسرحيات في تاريخ المسرح والفنانين الأردنيين.
في الدورة الأولى، كما يسترجع السيد ويقول، عمل على تلافي الأخطاء التي يشاهدها في مهرجانات عربية، لذا كان يهتم بالتنظيم الإداري المرافق للمهرجان وهي ما تعرف بـ"البرمجة" وتوقيت العروض وراحة الضيوف المشاركين.
من ضمن مذكرات السيد مع مهرجان المسرح الأردني بدوراته التي رافقها مديرا وعضوا فيها إلى حين تم نقله الى مقر الوزارة مستشارا للوزير وأمينا عاما بالوكالة، يستعرض أهمية وجود استراتيجية وطنية من قبل المختصين بالمسرح والتي تضمن نجاح المهرجان مع الوقت واستمراره.
ويؤكد أن جهود الفنانين المشتركين آنذاك في بدايات المهرجان قبل تراجعه لفترة واستعادته لألقه كانت منسجمة بالأهداف والرؤى وأهمية توفير الفن والمتعة والتي يراها السيد من أصعب الخيارات التي قد يؤمنها أي عرض مسرحي.
أما أسباب تراجع المهرجان الأردني بفترة مضت، فيعتقد السيد أن تعاقب الإدارات على وزارة الثقافة وعدم إلمامها بعالم المسرح وطبيعته أديا إلى تردي المهرجان، فحين كانت ميزانية المهرجان ترتفع عادت انخفضت بشكل فادح، وهذا أدى إلى تراجع الكثير من أهداف المهرجان.
ويوضح السيد أنه وخلال تجربته مع المسرح يجب أن يقدم المسرح للجمهور وسيظل يكرر أن المسرح يجب أن يحقق المعادلة الصعبة "الفن والمتعة"، وهي الاهتمام بقيمة العمل الفنية إلى جانب خلق جمهور مجتمعي يحقق الغاية من إقامة المهرجانات وهي؛ مهرجان المسرح الأردني (حاتم السيد مديرا)، مهرجان مسرح الطفل (تردد عليه أكثر من مدير)، مهرجان الشباب "عمون" (حكيم حرب مديرا)، مهرجان الهواة "للمحافظات" (عبد الكريم الجراح مديرا).
وأكثر ما يحزن السيد في عالم المسرح وهو مؤسس النقد التطبيقي في المسرح والسينما بالصحف المحلية الأردنية وبعض المجلات المتخصصة منذ العام 1972 إلى 1979 ولديه العديد من هذه المقالات؛ هو تردي "ثقافة" المخرج وعدم اطلاعه على نصوص وقراءات ومتابعات نقدية أو الاستفادة من تراكم الخبرات لمخرجين سابقين، مبينا أن التقصير من قبلهم بالمتابعة والتعلّم المسرحي يؤدي إلى تردي الأعمال، وبالتالي يبقى المسرح حبيس جمهور المسرحيين، مؤكدا "يجب أن يكون المخرج مفكرا وفيلسوفا".
وينصح السيد، من خلال خبرته في إدارة المهرجان، الزملاء المهتمين بإقامة المهرجانات، أن يكونوا أوفياء لهذا الفن وللفنان الأردني ومنصفين في ضمان استمرارية نجاحه وتفوقه، داعيا إلى أن تتكاثف الجهود دوما لبناء استراتيجية تدفع بعجلة المسرح ورسالته إلى الأفضل.
وأكد السيد وجود طاقات مسرحية في الأردن، وبخاصة من الشباب الذين يعتبرون امتدادا لجيل من المسرحيين ممن أسّسوا للمسرح الأردني؛ حيث يسعى هؤلاء الشباب إلى تطوير الحركة المسرحية.
وأكّد أنّ بعض الدول تصرف الملايين على المسرح فيما نحن ننتج أعمالا مسرحية بمئات الدنانير، مطالبا القطاع الخاص بأن يتحمل دوره في دعم الثقافة والفن في المملكة.
كما أشار إلى أهمية توفير مراكز ثقافية متقدمة ومجهزة مثل المركز الثقافي الملكي، بحيث تعرض مسرحيات في مختلف محافظات المملكة.
ومنذ السبعينيات، أخرج السيد العديد من المسرحيات التي عكست واقع الحياة في الوطن العربي، مستلهما أعمالا لكبار الكتاب العرب أمثال؛ محمد الماغوط، وسميح القاسم، ومحمود ذياب، وممدوح عدوان ونجيب سرور، وهو عضو لجان تحكيم في أكثر من مهرجان عربي كـ؛ قرطاج والكويت والقاهرة وبغداد، وشارك في معظم المهرجانات العربية، وفي العديد من الندوات النقدية المسرحية، وكرم من مهرجان القاهرة التجريبي والمركز الوطني العربي وأكاديمية الفنون ومهرجان قرطاج وحصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون في العام 1997.
ولعل أهم ما يحسب للسيد تسلمه قيادة العمل الإداري في المسرح الأردني زهاء ثلاثين عاما خلال ترؤسه قسم المسرح ومدير المسرح والفنون وهو مؤسس ومدير لمهرجان المسرح الأردني، وصاحب خزانة ذكريات أول دورة للمهرجان.
ورغم ما آلت إليه ظروف المسرح والانتكاسات التي مرّت على مهرجانات أخرى، إلا أن ضمان استمرارية مهرجان الأردن كان هدف السيد الذي وضعه نصب عينيه لكونه يؤمن أن الفعل الثقافي وأهدافه ترسو بفعل الاستمرارية والوجود.
اجتهد السيد شخصيا ومجموعة من أمثاله رواد المسرح لمحاربة فكرة موسم متقطع بحكم الظروف المختلفة ومنها المادية، لذا استمر مهرجان المسرح الأردني بفعل أهل الفن ورواده؛ الهيئة الاستشارية المؤسسة العليا للمهرجان ومنهم حاتم السيد، الراحل هاني صنوبر، نبيل نجم، محمد القباني، نادر عمران، ومحمد العبادي.
وسعى القائمون على المهرجان لإرساء قواعده الداعمة منذ دوراته الأولى، التي قدم فيها خمس مسرحيات (نار البراءة) للمخرج حاتم السيد، (بكالوريوس في حكم الشعوب) للمخرج نبيل نجم، و(امرؤ القيس في باريز) إخراج بكر قباني، و(روزنا وبناتها يبحثن عن أيوب) إخراج عبد اللطيف شما، و(عرس الأعراس) لخالد الطريفي.
ويستذكر السيد في حديثه أول دورة للمهرجان والتي تكاثفت فيها جهود الفنان الأردني وخاض التجربة كتحدٍ لإظهار إمكانياته في المسرح خاصة بالفترة التي أعقبت حرب "الخليج" والتي أفضت إلى تردي وضع الفنان الأردني وبحثه عن مخارج ومنها انطلاقة المسرح.
"الدعم الذي خصص آنذاك 12 ألف دينار فقط لا غير"، كما يؤكد السيد، وهي تكلفة تقدر أحيانا لعرض مسرحي واحد وليس لمهرجان أردني عربي، إلا أن إصرار السيد مع فريق فني ضم كبار المسرحيين الأردنيين أدى إلى تكاثف العمل من أجل إنجاز الموسم الأول.
ومن ضمن مذكرات المهرجان محاولة إيقافه رسميا من قبل بعض الوزراء بسبب قلة الدعم المادي الممنوح له، وهو الأمر الذي كلف السيد أن يأخذ على عاتقه البحث عن دعم من جهات خاصة والتي لم تكن سهلة ومليئة بالتجارب القاسية التي تكللت بنجاح الدورة وضمان استمرارية المهرجان وتخصيص دعم رسمي له بموافقة رسمية وقانونية.
التعاون الذي تم بالتعاون مع وزارة الثقافة ورابطة الفنانين الأردنيين قبل تحولها إلى نقابة كان تجربة يحتذى بها، وفق السيد؛ إذ إن اللجنة والعروض الخمسة التي شاركت كانت من أهم المسرحيات في تاريخ المسرح والفنانين الأردنيين.
في الدورة الأولى، كما يسترجع السيد ويقول، عمل على تلافي الأخطاء التي يشاهدها في مهرجانات عربية، لذا كان يهتم بالتنظيم الإداري المرافق للمهرجان وهي ما تعرف بـ"البرمجة" وتوقيت العروض وراحة الضيوف المشاركين.
من ضمن مذكرات السيد مع مهرجان المسرح الأردني بدوراته التي رافقها مديرا وعضوا فيها إلى حين تم نقله الى مقر الوزارة مستشارا للوزير وأمينا عاما بالوكالة، يستعرض أهمية وجود استراتيجية وطنية من قبل المختصين بالمسرح والتي تضمن نجاح المهرجان مع الوقت واستمراره.
ويؤكد أن جهود الفنانين المشتركين آنذاك في بدايات المهرجان قبل تراجعه لفترة واستعادته لألقه كانت منسجمة بالأهداف والرؤى وأهمية توفير الفن والمتعة والتي يراها السيد من أصعب الخيارات التي قد يؤمنها أي عرض مسرحي.
أما أسباب تراجع المهرجان الأردني بفترة مضت، فيعتقد السيد أن تعاقب الإدارات على وزارة الثقافة وعدم إلمامها بعالم المسرح وطبيعته أديا إلى تردي المهرجان، فحين كانت ميزانية المهرجان ترتفع عادت انخفضت بشكل فادح، وهذا أدى إلى تراجع الكثير من أهداف المهرجان.
ويوضح السيد أنه وخلال تجربته مع المسرح يجب أن يقدم المسرح للجمهور وسيظل يكرر أن المسرح يجب أن يحقق المعادلة الصعبة "الفن والمتعة"، وهي الاهتمام بقيمة العمل الفنية إلى جانب خلق جمهور مجتمعي يحقق الغاية من إقامة المهرجانات وهي؛ مهرجان المسرح الأردني (حاتم السيد مديرا)، مهرجان مسرح الطفل (تردد عليه أكثر من مدير)، مهرجان الشباب "عمون" (حكيم حرب مديرا)، مهرجان الهواة "للمحافظات" (عبد الكريم الجراح مديرا).
وأكثر ما يحزن السيد في عالم المسرح وهو مؤسس النقد التطبيقي في المسرح والسينما بالصحف المحلية الأردنية وبعض المجلات المتخصصة منذ العام 1972 إلى 1979 ولديه العديد من هذه المقالات؛ هو تردي "ثقافة" المخرج وعدم اطلاعه على نصوص وقراءات ومتابعات نقدية أو الاستفادة من تراكم الخبرات لمخرجين سابقين، مبينا أن التقصير من قبلهم بالمتابعة والتعلّم المسرحي يؤدي إلى تردي الأعمال، وبالتالي يبقى المسرح حبيس جمهور المسرحيين، مؤكدا "يجب أن يكون المخرج مفكرا وفيلسوفا".
وينصح السيد، من خلال خبرته في إدارة المهرجان، الزملاء المهتمين بإقامة المهرجانات، أن يكونوا أوفياء لهذا الفن وللفنان الأردني ومنصفين في ضمان استمرارية نجاحه وتفوقه، داعيا إلى أن تتكاثف الجهود دوما لبناء استراتيجية تدفع بعجلة المسرح ورسالته إلى الأفضل.
وأكد السيد وجود طاقات مسرحية في الأردن، وبخاصة من الشباب الذين يعتبرون امتدادا لجيل من المسرحيين ممن أسّسوا للمسرح الأردني؛ حيث يسعى هؤلاء الشباب إلى تطوير الحركة المسرحية.
وأكّد أنّ بعض الدول تصرف الملايين على المسرح فيما نحن ننتج أعمالا مسرحية بمئات الدنانير، مطالبا القطاع الخاص بأن يتحمل دوره في دعم الثقافة والفن في المملكة.
كما أشار إلى أهمية توفير مراكز ثقافية متقدمة ومجهزة مثل المركز الثقافي الملكي، بحيث تعرض مسرحيات في مختلف محافظات المملكة.
ومنذ السبعينيات، أخرج السيد العديد من المسرحيات التي عكست واقع الحياة في الوطن العربي، مستلهما أعمالا لكبار الكتاب العرب أمثال؛ محمد الماغوط، وسميح القاسم، ومحمود ذياب، وممدوح عدوان ونجيب سرور، وهو عضو لجان تحكيم في أكثر من مهرجان عربي كـ؛ قرطاج والكويت والقاهرة وبغداد، وشارك في معظم المهرجانات العربية، وفي العديد من الندوات النقدية المسرحية، وكرم من مهرجان القاهرة التجريبي والمركز الوطني العربي وأكاديمية الفنون ومهرجان قرطاج وحصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون في العام 1997.
سوسن مكحل
الغد الأردني