حصلت مسرحية" رسم حديث "تأليف محسن النصار وأخراج عباس عادل وتمثيل علي عصام وهمام عبدالجبار على افضل عمل متكامل في مشاركتها في مهرجان مسرح الشباب للفن التجريبي الذي اقيم في بغداد للفترة 24-29/ 11/ 2013 وعرضت المسرحية رسم حديث على مسرح الطليعة في بغداد26 /11 / 2013
ومن جماليات عرض مسرحية "رسم حديث" أنها رسمت لوحة سينوغرافية مؤثرة في اطار مسرحي جديد من خلال طرحها للحداثة وما بعدها بأسئلة كثيرة من خلال ، القدرة على الأبتعاد عن الإطار التقليدي للمسرح الذي يعتمد على الحكاية إلى فضاء صوري أثرت فيه السينوغرافيا كدور للبطولة في تتجانس مع االعناصر الأخرى للعرض المسرحي وإضفاء المعنى والوصول الى فكرة حققت تشكيل الفضاء وتنسيقه طوال العرض المسرحي . وبذلك نجح المخرج والمؤلف في صياغة العرض المسرحي والوصول إلى التكامل الفني في العرض المسرحي.
والمسرحية كتبها مؤلفها محسن النصار بأسلوب جديد اعتمدت الحداثة والتجريب من ناحية الشكل والمضمون وفق رؤية فلسفية اعتمدت أسلوب المسرح الجديد كأساس في بنائها الدرامي وتدور المسرحية في مرسم حول رسمامين(رسام1 ورسام 2) لهم دورهم الكبير والمبدع في فن الرسم أحد الرسامين ينتهج الأسلوب الواقعي والآخرالأسلوب الحدثوي كالسريالية والتكعبية ويصارع حالة من اليأس واللا أمل، وتضارب الافكار حول لوحة يحاول رسمها، لكنه يفقد اختيار الاسلوب، كونه مشتت الذهن، ..وهذا الرسام يؤدي به أبداعة الفني والفلسفي الى الأنطواء على نفسه , فيحاول الرسام الآخر انقاذه بأسلوب أعتمد الجمالية في الطرح وتداعيات الأفكار الى أنتشاله وأخراجه من عزلته وأنطوائه .
فحاول المخرج عباس عادل اضفاء التطور التكنولوجي في إخراج المسرحية، وعتمد على المؤثرات الصورية والموسيقية والأداء الجميل للممثلين في صياغة العرض المسرحي ، وبذلك أنطلق المخرج نحو الرؤية السينوغرافية تجاه النص، بمعنى أن فضاء الشكل قد أصبح لديه هو الأساس الذي صاغ عليه مختلف العلاقات بين مفردات العرض المسرحي , ليصبح العرض أكثر إبهاراً من حيث الشكل والمضمون ، وإبداع سينوغرافي قاد الى جذب المتلقي، وتقديم الرؤية الإخراجية من خلال العناصر السينوغرافية، حتى ان العرض المسرحي ذهب إلى أبعد من ذلكمن خلال تقليص دور الحوار، وتأكيد على الأداء الجسدي، وجعله في علاقة بين العرض والمتلقي في اطار سينوغرافي اعتمد دلالات .
في معناها الحرفي لتأكيد البيئة المكانية للعرض، من خلال الأضاءة" لهاني القريشي وأمجد كاظم" والديكور " أمجد كاظم "والأزياء " زياد العذاري "والموسيقى،"نور محمد تقي " و إيجاد مفهوم دلالي لتأويلات تقوم على الشكل ، وتنطلق منه، الى مجال واسع ورحب وهو أمر يمكن الحكم عليه وبالإيجاب ، من خلال ماأتى من نجاح كبير للعرض المسرحي أعتمد على قوة التأثير، و على ما تضمنته المشهدية من مكونات، و ما استخدم من أدوات مع بقية العناصر المكونة لشكل العرض المسرحي ، بدءا المضمون، وما يتبعه من حركة الممثل، ومستلزمات التنسيق لصورة الفضاء المسرحي. والذي أنطلق الى سينوغرافيا مؤثرة أدت الى حصول مسرحية" رسم حديث "على افضل عمل متكامل في مهرجان مسرح الشباب 26 /11 / 2013 فمبروك هذا الأنجاز المسرحي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق