أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أصدارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أصدارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 16 مايو 2017

كتاب "الإخراج وفن المسرح: الطليعية الأولى في الإخراج المسرحي في أوروبا "، تأليف د. قاسم بياتلي

الجمعة، 12 مايو 2017

تجاعيد الفراغ.. الأفكار المتساقطة من ذاكرة هزاع البراري

مجلة الفنون المسرحية

تجاعيد الفراغ.. الأفكار المتساقطة من ذاكرة هزاع البراري


 "مثُل كذبة.. يخدع الكحل أفق العين.. نظرتك قنديل.. وشارع يتراكم فيه السؤال.. لا قمرَ يمر.. وحدَه المساء.. يجرُّ أذيالَ الليل"... أبيات من كتاب "تجاعيد الفراغ" للروائي هزاع البراري.

ويقول هزاع البراري، في كتابه الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمان، إن الفراغ بالنسبة للكاتب ليس إلا تجاعيد تحتوي بين ثنياتها نثار الأفكار المتساقطة من الذاكرة، التي تشبه النوى الصغيرة اللذيذة التي تختفي داخل القشرة الصلبة الصماء، التي توحي بالفراغ، وفقط الفراغ.

وأوضح أن النصوص التي استنبتها في "تجاعيد فراغه" تشبه أزهار الربيع متعددة الألوان، التي تبشّر دائما بحقول الربيع.

"تجاعيد الفراغ" كتاب جديد خارج سياق كتابات الروائي والكاتب المسرحي هزاع البراري، يجمع ما بين جزالة الشعر ورحابة السرد الروائي.

يُذكر أن، هزاع البراري يشغل حاليًا منصب أمين عام وزارة الثقافة، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، و عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو مؤسس لفرقة طقوس المسرحية، وعضو مؤسس لجمعية حسبـان الثقــافيـة.

حاز البراري على جوائز عدة منها: جائزة عويدات اللبنانية لأفضل رواية في الوطن العربي لعام 2001، وجائزة محمـد تيمـور المصـريــة لأفضـل نـص مســرحـي عـربي 2004، وجائزة أفضـل تأليف مسـرحي عـن مسـرحية "ميشع يبقى حيــاً"، في الاردن لعام 2001، وجائز الدولة التشجيعية في الآداب عن كتابة السيناريو لعام 2008، وجائزة أبو القاسم الشابي التونسية لأفضل نص مسرحي عن نص "قلادة الدم" 2009م، وجائزة مهرجان المسرح الأردني 2009 لأفضل نص مسرحي عن مسرحية "ميشع يبقى حياً".

وصدر للكاتب البراري عدد من الروايات والأعمال المسرحية، منها: "الجبل الخالد" (رواية )، "حواء مرة أخرى" (رواية)، "الغربان" (رواية)، "الممسوس" (مجموعة قصصية)، "العُصاة" (نصوص مسرحية) ، "قلادة الدم" (مسرحية)، "تراب الغريب" (رواية)، "أعالي الخوف" (رواية)، ونشر العديد من الأعمال الدرامية بثت في الإذاعة والتلفزيون، ومنها: "دروب الحنة"، و"نقطة وسطر جديد"، و"أزمنة الحب والحنين"، و"قصة وحكاية" (إذاعي)، و"صور اجتماعية" (إذاعي)، و"دفن المرحوم" (تمثيلية إذاعية).

وفي المسرح قدّم عددا من المسرحيات في مهرجان المسرح الأردني، منها: "العرض المجهول"، "حلم أخير"، "مرثية الذئب الأخيرة"، "العُصاة"، "الناي والنهر"، "قلادة الدم"، "هانيبال".

--------------------------------------------
المصدر :ايمان بحيري - العرب نيوز 

الخميس، 11 مايو 2017

المفاهيم الطقسية في‮ ‬المسرح نحن مجانين ويائسون ومرضي

مجلة الفنون المسرحية

المفاهيم الطقسية في‮ ‬المسرح نحن مجانين ويائسون ومرضي

تأليف‮: ‬توماس كرومبيز
ترجمة‮: ‬أحمد عبد الفتاح ‬


في‮ ‬كتابة‮ »‬من الطقس إلي‮ ‬المسرح والعودة‮« ‬عام‮ ‬1974‮ ‬حاول‮ »‬ريتشارد شيشنر‮« ‬أن‮ ‬يشرح الصور الحاسمة التي‮ ‬جعلت من الطقس شيئًا جذابا في‮ ‬عيون الفنانين في‮ ‬القرن العشرين‮. ‬إذ رأي‮ »‬شيشنر‮« ‬أن‮ »‬الفعالية‮ ‬Efficacy‮« ‬هي‮ ‬السمة المميزة للطقس،‮ ‬وعلاقة المجتمع بالسماء المانحة للشفاء،‮ ‬أو الكفاءة الاجتماعية لطقوس مثل حفلات الزفاف وطقوس التحول التي‮ ‬تغير المكانة الاجتماعية لبعض المشاركين فيها‮.‬
وبعد أجيال فناني‮ ‬الطليعة الذين حاولوا إعادة اكتشاف الفعالية الأسطورية للطقس بشتي‮ ‬الطرق،‮ ‬ربما‮ ‬يمكننا الآن أن نطرح سؤال ما إذا كانت النزعة الطقسية ما تزال هي‮ ‬البديل المذهل لإعادة الاكتشاف المستمر للمسرح،‮ ‬فعرض مسرحي‮ ‬مثل الذي‮ ‬قدمه‮ »‬جان فابر‮« ‬في‮ ‬مهرجان أفينيون عام‮ ‬2001،‮ ‬أو عرض‮ »‬مائة واثنين وعشرين حركة‮« ‬الذي‮ ‬قدمه‮ »‬هيرمن نيتشي‮« ‬في‮ ‬مسرح‮ »‬بورج‮« ‬الشهير في‮ ‬فينا عام‮ ‬2005،‮ ‬قد ألقيا بشكوكهما علي‮ ‬مفهوم المسرح الطقسي‮  ‬باعتباره وسيلة نقدية لتقديم الحقائق الخفية أو المكبوتة في‮ ‬المجتمع‮.‬
فالنزعة الطقسية‮ - ‬بمعني‮ ‬الإخراج الفني‮ ‬للطقوس‮ - ‬أصبحت جزءًا لا‮ ‬يتجزأ من مجموعة من العروض المسرحية‮. ‬ويري‮ »‬رولاند بارث‮« ‬أن الطليعة لا‮ ‬يمكن أبدًا أن تكون أسلوبًا للاحتفال بموت البرجوازي،‮ ‬لأن ذلك الموت مرتبط أيضا بالطبقة البرجوازية‮«.‬
وفي‮ ‬العروض التي‮ ‬قدمها‮ »‬فاير‮« ‬و»نيتش‮« ‬تحولت أغنية البجعة البرجوازية إلي‮ ‬حشرجة موت الفرسان وعذاري‮ ‬القرابين‮. ‬وبدأ التوجه النقدي‮ - ‬الذي‮ ‬تم تدشينه فعلا‮ - ‬في‮ ‬الانحدار تدريجيا إلي‮ ‬تدني‮ ‬طقس‮. ‬ولكن التدني‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يظهر دون أن‮ ‬يكون مرتبطا بأكلاشيه واسع الانتشار‮. ‬فقد أكذ هذان المخرجان أن النزعة الطقسية نفسها هي‮ ‬مقولة ذات إشكالية‮. ‬وما الذي‮ ‬نفهمه بالضبط عندما نسمع كلمة‮ (‬طقس‮) ‬تقال في‮ ‬فنون الأداء‮.‬
ولسوف أبرهن أن هناك مفهوما رئيسيا للطقسية المسرحية‮ ‬يتم تفعيله حاليا،‮ ‬وأن هناك علي‮ ‬الأقل بديلين قابلين للتطوير،‮ ‬يمكن أن‮ ‬يوجدا في‮ ‬تاريخ المسرح والنظرية المسرحية في‮ ‬القرن العشرين‮. ‬وربما‮ ‬يمكن الاصطلاح علي‮ ‬المفهوم السائد بأنه‮ »‬الطقس الساخن‮ ‬HOT TITUAL‮« (‬المبني‮ ‬علي‮ ‬أساس التناظر الوظيفي‮ ‬في‮ ‬النظريات الاجتماعية الكلاسيكية التي‮ ‬تقوم علي‮ ‬دور الاحتفالات التي‮ ‬تتسم بالفوران في‮ ‬أصل الأخلاق‮ - ‬وعلي‮ ‬سبيل المثال أعمال‮ »‬دوركهايم‮«. ‬وسوف نطلق علي‮ ‬بديل المفهوم الأول‮ »‬الطقس المعتدل‮ ‬Minimalist Ritual ‮« ‬،‮ ‬والثاني‮ »‬الطقس الديني‮ ‬Liturgical Ritual‮«.‬
ويقوم مفهوم‮ »‬الطقس الساخن‮« ‬علي‮ ‬أفكار معينة عند الطليعة التاريخية،‮ ‬وفقا لما هو مفهوم وممارس عند الطليعة بعد الحرب العالمية الثانية،‮ ‬أو الطليعة الجديدة‮.‬
وقد أثقل هذا الالتفاف التاريخي‮ ‬نظريات طليعة ما قبل الحرب العالمية الثانية الأصيلة‮. ‬إذ استلهم الطقس الساخن‮ (‬علي‮ ‬الأقل جزئيا‮) ‬من كتابات‮ »‬أنطونين أرتو‮«. ‬ولكن هذه الكتابات لم تكن مقرؤة منذ الستينيات وحتي‮ ‬الآن في‮ ‬عروض كم هائل من مسرح ما بعد الحرب‮. ‬وقد تضمن مسار الطقسية هذه ما‮ ‬يسمي‮ »‬المسرح البدني‮« ‬عند جماعات مثل‮ »‬المسرح الحي‮«‬،‮ ‬و»جماعة الأداء‮« ‬و»مختبر جروتوفسكي‮« ‬وعدد كبير من تلاميذ ذلك المخرج البولندي‮. ‬وسرعان ما قوي‮ ‬الظهور الفوري‮ ‬لفن الأداء البدني‮ ‬الذي‮ ‬قدمه كل من‮ »‬إيفز كلاين‮« ‬و»بوكو أونو‮« ‬و»أتوميوله‮« ‬و»هيرمان نيتش‮« ‬و»ماريانا إبراموفيتش‮« ‬و»كارولي‮ ‬شنيمان‮« ‬وآخرين‮.‬
ورغم ذلك أدت تيارات جديدة في‮ ‬الموسيقي‮ ‬والفنون البصرية إلي‮ ‬فهم آخر مغاير للطقس‮. ‬وهذا التيار الطقسي‮ ‬أسميه‮ »‬الطقس المعتدل‮ ‬Mininalist Ritual‮« ‬والذي‮ ‬تأصل في‮ ‬مجال التغير السريع‮. ‬إذ تحول فنانون مثل‮ »‬جون كاج‮« ‬في‮ ‬الولايات المتحدة،‮ ‬و»جوزيف بيوز‮« ‬و»بين فيتور‮« ‬و»مارسيل بروذرس‮« ‬في‮ ‬أوروبا،‮ ‬إلي‮ ‬مفهوم الأحداث الطقسية الأقل ارتباطا بالحشود والجماعات شبه الديونيسية‮. ‬وقد كانت هذه الأحداث‮ ‬غير ذات العنوان والمناسبات تقوم علي‮ ‬ظواهر المصادفة والمواد المرتجلة والفكاهة بدرجة هادئة توصف‮ ‬غالبا بأنها مرتبطة بمفهوم التأمل في‮ ‬الطقوس البوذية‮. ‬وأود أن أفحص هذه السمة الخاصة أكثر من خلال الأعمال النظرية للباحث الاجتماعي‮ ‬والفيلسوف الفرنسي‮ »‬جورج باتاي‮« ‬فمن المعروف أن‮ »‬باتاي‮« ‬هو الأكثر ارتباطا بمفهوم سخونة الطقس،‮ ‬مع أنني‮ ‬سوف أصل في‮ ‬النهاية إلي‮ ‬أنه كان الأقرب إلي‮ ‬المفهوم المعتدل في‮ ‬الطقس‮. ‬
والمفهوم الثالث للطقس كان أقل أهمية،‮ ‬ولم‮ ‬ينجح في‮ ‬البقاء إلي‮ ‬اليوم،‮ ‬وقد تم تقديم هذا المفهوم من خلال العروض الحداثية ما بين الحربين،‮ ‬ويقوم علي‮ ‬الطقوس الكاثوليكية‮. ‬ومن خلال اكتشافي‮ ‬للمفاهيم الطقسية البديلة،‮ ‬سوف‮ ‬يكون سؤالنا الاسترشادي‮ ‬هو‮ »‬لماذا‮ ‬يبدو الطقس في‮ ‬فنون الأداء اليوم،‮ ‬بالطريقة التي‮ ‬نتوقع أن‮ ‬يبدو لنا عليها؟‮ ‬
وكنقطة انطلاق لوصف حضور الطقسية في‮ ‬كتابات‮ »‬أنطونين أرتو‮«‬،‮ ‬لا‮ ‬يمكننا أن نتفادي‮ ‬أكثر مفاهيمه المسرحية اجتماعية،‮ ‬وهو‮ »‬التطهير الجمعي‮« ‬تحديدا‮. ‬فالأصل في‮ ‬كتابات‮ »‬أرتو‮« ‬أن نظرية‮ »‬مسرح القسوة‮« ‬تنطوي‮ ‬أيضا علي‮ ‬مبدأ تطهيري‮. ‬إذ تنبع ضرورة الإسقاط علي‮ ‬الشفاء من تشخيص النهاية الثقافية التي‮ ‬تقول إن الثقافة الغربية تضمحل بفعل الأزمة المعبر عنها في‮ ‬العبارة التالية‮: »‬نحن مجانين ويائسون ومرضي‮«. ‬وفي‮ ‬هذا الشأن‮ ‬يمكن أن‮ ‬يوضع رأي‮ »‬أرتو‮« ‬داخل إطار السحر والإفتتان بالفلسفة الشرقية‮.‬
وفي‮ ‬مقال‮ »‬المسرح والثقافة‮« ‬الذي‮ ‬يتصدر كتاب‮ »‬المسرح وقرينه‮« ‬عام‮ ‬1938،‮ ‬باعتباره مقدمة تمهيدية مبشرة،‮ ‬نجد أن أرتو قد أشار إلي‮ ‬هذه الأزمة بشكل‮ ‬غامض،‮ ‬إذ نتج الانقسام بين‮ »‬الثقافة‮« ‬و»الحياة‮« ‬من طاقة سلبية لم تعد تجد صمام الأمان في‮ ‬الثقافة،‮ ‬ولكن تم التعبير عنه في‮ ‬جرائم مقصودة وزلازل وانفجارات بركانية وحوادث قطارات‮. ‬وقد أشار‮ »‬جوردال‮« ‬إلي‮ ‬أن الحلول التي‮ ‬قدمها‮ »‬أرتو‮« ‬لهذه المشكلة لابد أنها كانت موجودة مع نظام العلاج الذي‮ ‬كان‮ ‬يتلقاه علي‮ ‬يد الدكتور‮ »‬رينيه الليندي‮«‬،‮ ‬حيث كان لابد من مقاومة الشر بما‮ ‬يساويه،‮ ‬والذي‮ ‬هو في‮ ‬هذه الحالة‮ »‬التعزيز المسرحي‮«: ‬صهر كثافة الحدث المسرحي‮ ‬والممثل والمتلقي‮ ‬معا في‮ ‬وحدة واحدة تسمح للطاقة السلبية أن تمر من خلال أسلوب علاجي‮ ‬مؤثر‮.‬
لقد اهتم أرتو بالمسرح الجماعي‮ ‬Masstheater‮ ‬وبدأ في‮ ‬اتخاذ خطوات عديدة لتنظيم وإعداد مثل هذا الأداء،‮ ‬ولذلك فإن الصورة الجمعية للتطهير المنسوب إلي‮ ‬أرتو‮ ‬يجب أن تبرز‮. ‬وأن‮ ‬يكون المسرح وسيلة للتطهير المتبادل،‮ ‬ومن أجل التهدئة الاجتماعية والسياسية وفي‮ ‬بعض مواضع كتابه‮ »‬المسرح وقرينه‮« ‬يقر أرتو المسرح العنيف باعتباره رادعا للجماهير‮. ‬إذ‮ ‬يعترف‮ »‬أرتو‮« ‬بالمبدأ المثالي‮ ‬المتعلق بفاعلية المسرح،‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬وفقا لفريدريك‮ »‬شيللر‮« ‬يمكنها أن تترك انطباعًا عميقًا في‮ ‬المشاهدين‮.‬
وتأثرت صورة الأفكار السائدة عند‮ »‬أرتو‮« ‬بالطريقة التي‮ ‬نشروا بها هذه الأفكار بعد وفاته عام‮ ‬1948‮. ‬لكن أسطورة‮ »‬أرتو‮« ‬التي‮ ‬سبق قراءتها في‮ ‬كتاباته التي‮ ‬قدمها قبل الحرب العالمية الثانية،‮ ‬قد تطورت فعلا خلال السنوات الأخيرة‮. ‬لقد صار أرتو العقدة المتعلقة بالطراز البدائي‮ ‬للنظام الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬حد ذاته‮.‬
فقد صاغ‮ ‬في‮ ‬كتاباته المتفرقة مطلب تحرير الفرد من القيود التي‮ ‬فرضها عليه النظام الاجتماعي،‮ ‬كما أثرت فترة العلاج النفسي‮ ‬الطويلة،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتلقاه،‮ ‬في‮ ‬فهم حياته وأعماله‮.‬
كما تلاءمت أسطورة‮ »‬أرتو‮« ‬بسهولة مع الطليعة الجديدة التي‮ ‬تطورت أعمالها بعد الحرب العالمية الثانية،‮ ‬وكان للثقافة المضادة‮ - ‬بعد الحرب‮ - ‬مصالح مشتركة مع أفكار‮ »‬أرتو‮«‬،‮ ‬فاكتشفت الغموض،‮ ‬وظننت أن الأحلام والمخدرات والأنشطة التلقائية والتصادفية‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تلهم الفن‮. ‬وكان النقد القوي‮ ‬الذي‮ ‬وجهه أرتو للمجتمع الغربي‮ ‬هو المسئول الأول عن الجاذبية التي‮ ‬صادفتها أعماله عند رجال مسرح مثل‮ »‬جيرزي‮ ‬جروتوفسكي‮« ‬و»بيتر بروك‮« ‬و»جوليان بيلك‮« ‬وجوديث مالينا‮. ‬وهذه الجاذبية عززت في‮ ‬المقابل فرضية أن العروض الطقسية فيما بعد الحرب كانت تجسيدا حقيقيا لنظريات أرتو‮. ‬إذ صارت النزعة الطقسية مفهومة تدريجيا،‮ ‬مثل الحاجة إلي‮ ‬أحداث مسرحية جمعية وعلاجية حطمت النظام الاجتماعي‮ ‬القائم واستبدلته بتجربة مجتمعية صادقة ومكثفة‮. ‬وبذلك تحقق مفهمومي‮ ‬الأزمة الاجتماعية والتطهير المنسوبين إلي‮ ‬أرتو من خلال ظهور المسرح البيئي‮ ‬والمسرح البدني‮ ‬من خلال مفهوم سخونة الطقس في‮ ‬فنون الأداء‮.

-----------------------------------------------------
المصدر : مسرحنا 

الأحد، 30 أبريل 2017

كتاب يرصد دور الحبيب بورقيبة في نهضة المسرح التونسي

مجلة الفنون المسرحية

كتاب يرصد دور الحبيب بورقيبة في نهضة المسرح التونسي

يشير الكاتب عبد الحليم المسعودي أن بورقيبة كان يشيد في المقالات التي كان ينشرها في جريدة الحزب الحر الدستوري بالمسرحيات التي كانت تقدمها فرقة “المستقبل التمثيلي”.

في كتابه ”بورقيبة والمسرح- قراءة في أطياف بيان تأسيسي” يقدم الباحث التونسي عبدالحليم المسعودي عرضا مفصلا ودقيقا عن رؤية الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة للمسرح، وهو الذي حرص منذ بدايات تأسيس الجمهورية الأولى في أواسط الخمسينات من القرن الماضي، على جعل المسرح فنا تربويا، ووسيلة مهمة في بناء المجتمع الجديد اعتمادا على المقولة الشهيرة ”أعطوني مسرحا أعطيكم شعبا عظيما”.

وكان بورقيبة قد عشق المسرح وهو لا يزال تلميذا في المدرسة الصادقية. وكان يُقْبل بحماس على العروض التي تقدمها الفرق المسرحية التي تفاخر بالهوية الوطنية، وتنشر خطابا نضاليّا مناهضا للاستعمار.

في البعض من خطبه، تعرض بورقيبة لقصة غرامه بالمسرح، وبالممثلة اليهودية فائقة الجمال حبيبة مسيكة التي أحرقها أحد عشاقها مدفوعا بنار الغيرة في شتاء عام 1930.

وكان يفاخر بأنه تمكن من أن “يختطف قبلة المسك” من وجنتها وهي على الركح في مسرحية ”لوكراس بورجيا”.

وقد ازداد الحبيب بورقيبة عشقا لتلك الشابة ذات العينين الزرقاوين التي فتنت بيكاسو وكوكو شانال، عندما تحدّت السلطات الاستعمارية، وقدّمت عرضا مسرحيا بعنوان “شهداء الحرية” يتعرض لكفاح الهولنديين ضدّ الهيمنة الإسبانية.

في باريس التي استقر فيها من عام 1924 إلى عام 1927، لم يكن الحبيب بورقيبة المغرم بالأدب الفرنسي، والذي كان يحب أن يردّد عن ظهر قلب قصائد كبار الشعراء الفرنسيين من أمثال فيكتور هوغو، ولامرتين،

وألفريد دو فينييه، ينقطع عن التردد على المسارح الكبيرة، مُعتبرا المسرح “فنّا جميلا” يساعد على تهذيب الأذواق، ونشر القيم النبيلة.

وكان يبدي إعجابه برموز المسرح الفرنسي في ذلك الوقت من أمثال لوي جوفيه، وجاك كوبو، وشارل دولاّن، وجان لوي بارو. كما اكتسب معرفة عميقة بالمسرحيات الكلاسيكية الشهيرة التي ألفها موليير، وكورناي، وفيكتور هوغو، وادموند روستان وغيرهم.

المسرح كان وسيلة لتعميق الشعور بالهوية التونسية في زمن كانت النزعات العشائرية والقبلية لا تزال معششة في عقول الكثيرين
وعندما عاد إلى تونس، لم تمنعه نشاطاته السياسية، وتنقلاته في أرجاء البلاد بهدف بعث حزب وطني جديد من متابعة الحركة المسرحية، مقبلا بالخصوص على المسرحيات المحرضة على النضال الوطني، وعلى حثّ المجتمع على التخلص من الجهل والتقاليد البالية التي تعيق خروجه من الظلمات.

ويشير المسعودي في كتابه، الصادر عن دار”آفاق”، إلى أن بورقيبة كان يشيد في المقالات التي كان ينشرها في جريدة الحزب الحر الدستوري الذي أنشأه في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، بالمسرحيات التي كانت تقدمها فرقة “المستقبل التمثيلي”.

وتحت تأثير المسرح، كان بورقيبة الزعيم والمناضل الوطني يلجأ في الخطب التي كان يلقيها أمام الجماهير إلى الوسائل والتعابير المسرحية بهدف التأثير عليها. وحافظ على هذا الأسلوب المسرحي في الخطب التي ألقاها بعد الاستقلال. لذلك كان يبدو وهو يلقي خطبه وكأنه ممثل مسرحي بارع.

ويخصص عبدالحليم المسعودي الجزء الأكبر من كتابه الذي استند فيه إلى العديد من الوثائق السياسية والفكرية والأدبية والفلسفية، للخطاب الذي ألقاه الزعيم الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر 1962، والذي أشار فيه إلى أن المسرح وسيلة أساسية لبناء المجتمع الجديد، و”نموذج صغير للوطن الذي يمثل رقعة فسيحة نتعايش في أرجائها”.

وعن ذاك الخطاب الشهير، كتب المسعودي يقول “خطاب بورقيبة فعل رياديّ. وهو خطاب أقل ما يوصف به أنه ‘بيان‘ أو ‘مانيفستو‘ مسرحي.

كما أنه بيان تأسيسي لمرحلة جديدة يكون فيها المسرح مبشرا ورائدا لقيم التنوير والتمدن والانفتاح على العالم”. وفي خطابه أظهر الزعيم بورقيبة أن للمسرح قدرة فائقة وعجيبة على تهيئة المجتمع لتقبل أفكاره الإصلاحية الداعية إلى حرية المرأة، والتصدي للتعصب الديني والعقائدي، ومقاومة الجهل والتخلف.

كما أن المسرح وسيلة لتعميق الشعور بالهوية التونسية في زمن كانت النزعات العشائرية والقبلية لا تزال معششة في عقول الكثير من التونسيين.

لذلك أطلق بورقيبة في خطابه المذكور الدعوة إلى أن يخرج المسرح من دائرة الهواية ليصبح احترافا قائلا “لا نقبل أن يترك أمر المسرح لمجرد الموهبة والهواية والاجتهاد الفردي، فالفن المسرحيّ يتطلب التعليم والتهذيب والدرس. وقد أنشئت من أجله الكليات لتدريب ذوي المواهب وإفادتهم بما سبقهم من تجارب”.

فتحت مدارس ومعاهد لتدريس المسرح. كما تكونت فرق مسرحية في عواصم الجهات. وكانت فرقة الكاف، عاصمة الشمال الغربي، أولى الفرق المسرحية التي لعبت دورا أساسيا في تطوير المسرح التونسي رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها.

وفي مدينة قفصة الجنوبية، قام شبان متخرجون من معاهد المسرح في تونس، وفي بلدان أوروبية، بتأسيس فرقة مسرحية

مساهمة هي أيضا، وبقدر كبير، في تطوير المسرح على مستوى المضمون، وفن الإخراج. ويعود الفضل في ذلك إلى رجاء فرحات، وفاضل الجعايبي وفاضل الجزيري ورؤوف بن عمر.

وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي، ظهرت مسرحيات تنتقد النظام السياسي في تونس. عندئذ أخذ بورقيبة يظهر نفورا واضحا من هذه المسرحيات. وأحيانا كان يجاهر برفضه المطلق لها، معتبرا إياها “تخريبية” و”عبثية”.

--------------------------------------------------

المصدر : حسونة المصباحي - جريدة العرب 

الأربعاء، 26 أبريل 2017

قراءة في كتاب " اللغة الجسدية للممثل " تأليف د. مدحت الكاشف

الجمعة، 21 أبريل 2017

صدور كتاب " الرؤية السياسية في المسرح الخليجي دراسة نصية "

الأربعاء، 19 أبريل 2017

كتاب "الجمهور بين المواجهة والمجابهة تاريخ العلاقة بين الجمهور والمسرح "

السبت، 15 أبريل 2017

قراءة في كتاب الطيب الصديقي… قصة مسرح



مجلة الفنون المسرحية

 قراءة في كتاب الطيب الصديقي… قصة مسرح

عزالدين بوركة

متعة بالغة هي تلك التي تصاحبك عند قراءة كتاب «الطيب الصديقي: قصة مسرح»، هذا الكتاب الذي جاء في تَشاكُل شيّق يجمع بين العمل الصحافي المتسم بصفة السبق، والتأريخ لسيرة ذاتية لفنانٍ تقاطعت أواصر مشروعه الجمالي أكثر من حد، تجعل من الانتباه الكامل لتجربته فضيلة أساسية لفهم مسار التجربة المسرحية المغربية، هي نفسها، منذ خطوتها الأولى نحو الوجود والكينونة، إلى وقتنا الحاضر.
وهو الكتاب الذي وَقّعَهُ «حسن حبيبي» بحسن اشتغال كبير، حيث تَمَثّل عبره اقتناص لحظات أساسية ركيزة، وأخرى حميمة في مشوار/ حياة الطيب الصديقي.
طالما نظر كثيرون، وهذا واقع، للصحافة الثقافية الوطنية (المغربية) بعدم ارتياحٍ بيّنٍ، نظرا للمنابر الإعلامية التي تتضاءل أعدادها يوما عن آخر، وقلة المتخصصين، وهو ما يعكس ضبابية الرؤية لعدد غير يسير من تجارب الحقل الثقافي المغربي، وندرة السجالات المؤثرة داخله، فحتى على مستوى الحوار الصحافي تجد أنها تتسم بشكلٍ عائم عموما وغائم، لم يجرها الصحافي إلا ليقول: «هذا نصنا.. وهو كلّ شيء».
كتاب «الطيب الصديقي: قصة مسرح» يأتي في حلّة أنيقة ومُبَوّبٌ بشكلٍ مفصّل ودقيق. حسبك داخله أنك تتجول في ربوع حياة الطيب الصديقي، كما تراه. شخصيات وأمكنة، محطات وتجارب.. فهذا الرجل الرحب كان الحوار وإياه جدير بكتاب، لما يُخلّفه شخصه بحضوره الصاخب، وإبداعه إلى جانب مواقفه من صدى ونقاشات تتخذ شكلاً أفقيا في غالبها. حسن حبيبي، الحاصل على الدكتوراه في اللسانيات الاجتماعية في جامعة السوربون، تحت رئاسة رئيس الشعبة – آن ذاك- المفكر الإسلامي الراحل محمد أركون، وتحت أيادي تدريس ثلة من الباحثين والمفكرين المستشرقين أمثال برهان غليون وجمال الدين بن الشيخ وآخرين.. هنا يضع جانبا صرامة الجامعي ليمهد لاطمئنان البوح، الذي كان سِمَة تساءل الطيب الصديقي، وأسئلته التي لم يتخل عبرها عن دربة الأكاديمي، التي طالما اعتدنا تلمسها في مُجمل ما نشرهُ من كتابات، في عدة ملاحق ثقافية وإعلامية مغربية وعربية، جريدة الاتحاد الاشتراكي على سبيل المثال، أيام دراسته خارج ربوع المغرب. أسئلة دقيقة وحميمية تامة هي ثمرة اللقاء الذي جمع حسن حبيبي بالطيب الصديقي، وهو اللقاء/ الحوار (النديّة إن أردنا المبالغة)، الذي يصير له كبير الإفادة لمُجمل الباحثين في تاريخ المسرح المغربي، الذي وجد الطيب الصديقي نفسه أحد أعمدته. فقد واكب الرجل الحركة المسرحية الحديثة في المغرب منذ انطلاقها بعد الاستقلال، وعاشها عن قرب عبر كل تحولاتها وازدهارها وانتكاساتها، حيث أنه ساهم بقسط كبير في التعريف بالمسرح المغربي، سواءً داخل العالم العربي أو خارجه، ولا يزال يواصل عطاءه بالحماس نفسه الذي ابتدأ به، وإن أصابه من وهن العمر، ما أصابه في السنتين الأخيرتين، لم يتخل يوما عن دفاعه المستميت عن حق الفنانين المغاربة في رد اعتباري يكفل لهم كرامتهم الاجتماعية، وأيضا توقه ليرى مسرح «موغادور» مضاءً كلّ ليلة بالمجازات والأحلام، وهو بذلك يسير فيكبر، ثمّ يستأنف الضوء الهارب ممسكا بالجمر، على حد تعبير محمد بهجاجي، الذي قدّم الكتاب في ورقة أنيقة استحقت فاتنيته.
كتاب «الطيب الصديقي: قصة مسرح» إلى جانب شقه السيري (سيرة ذاتية) الممتع، الذي عرى لإضاءة كاملة عن الحدائق الخلفية الظليلة لحياة المسرحي الطيب الصديقي، جاء بشهادات ومواقف أعمال وانكسارات وتطلعات، هي صميم اهتمام ما تشتغل عليه الحركة النقدية التي تتخذ من الحقل المسرحي مضمارَ اشتغالها.
الصديقي الذي كان يرفض أي مقاربة لتجربته المسرحية، فهو لم يدع (على حسب تعبيره) مسرحا أفضل، وإنما انتصر للمسرح، كان طوال الحوار مبددا لتصورات كثير مسبقة، هنا يبدو مُخَلْخِلا للقيم المتواضع عليها، شابا وأكثر حيوية متفائلا بشكل ثائر، حتى أمام أشد الأوضاع حلكةً. فوضع المسرح المغربي اليوم هذا الذي تتخبطه سياقات جد مؤسفة، سواء على مستوى المسارح أو منح الدعم وضآلتها للفرق، أو عن الوضع الهامشي واللامعقول للفنان داخل المجتمع مما يدفع قويا نحو ضآلة، فضلا عن رداءة أغلب الأعمال الدرامية المطروحة على الجمهور. يقول عن ذلك في (الصفحة 18) من الكتاب: «دعني أقل لك [والكلام موجه للمُحاوِر حسن حبيبي] بأن أغلب الأعمال الدرامية في مغرب اليوم، هي أعمال غير مريحة يجب أن نعترف بذلك، في أغلب الحالات هناك اعتماد على نصوص هشة وممثلين غير أكفاء وملابس غير مناسبة وديكور ينقصها الخيال، لكن وعلى الرغم من ذلك نكاد نقرأ أن المسرح أفرز الكثير من المتألمين واليائسين والانتحاريين والحالمين، هؤلاء هم رفقائي في الألم وشركائي في لحظة الحلم، ولعلّ سعادتي الكبرى أني جعلت من الممثلين الذين اشتغلوا إلى جانبي متواطئين معي في هذا الحب، وليسوا أعداءً متربصين، إن موليير والمجذوب وشكسبير وبديع الزمان وأبي حيان التوحيدي واليونانيين، يساعدوننا أن نحيا حياة سعيدة، ما سيساعدننا على أن نرحل ونموت في سلام. لنقرأهم ونمارسهم فحتما سنخرج من هذه التجربة أقوياء، وفي أدمغتنا كثير من رياح الحرية».
فيكون بالتالي هذا الكتاب قد استحقّ بالفعل ما يمكن أن نصطلح عليه، بـ»جينالوجيا المسرح المغربي»، من حيث أن الطيب الصديقي الذي وجد نفسه فيه ـ أي المسرح- مؤسسا فاعلا أساسيا، ضمن جيل الرواد الأوائل، حيث كما يقول محمد البهجاجي في كلمته حول الكتاب، لم يكتف الصديقي بأن يستعرض تراكمات الفعل المسرحي المغربي، بل يقرأ هذا الفعل من زاوية النظر الفكري الثاقب، والممارسة الصعبة القاتلة أحيانا. ولذلك نتتبع تاريخ المسرح المغربي، بفعل هذه القراءة المركبة، بتواز مع مسار التحولات السياسية والثقافية للمغرب، في محاولة للإجابة عن علاقة الفن بالبنيات الاجتماعية وبسؤال السياسة والمجتمع بدور الفرد والجماعة في صياغة الأفكار. لأن الصديقي لم يكن يفكر في المسرح بصوت واحد، أو من جهة مفردة، بل إنه يفكر فيه كمهندس للأشكال، كحكاء عريق، كشاعر فنان ومفكر قلق، وكساحر يلعب بالكلمات والحدوس والمعاني مثل السحرة والرواة الأزليين.

---------------------------------------------
المصدر: القدس العربي 

الخميس، 13 أبريل 2017

صدور مجموعة من النصوص والدراسات تزامناً مع أيام الشارقة المسرحية 27

مجلة الفنون المسرحية

صدور مجموعة من النصوص والدراسات تزامناً مع أيام الشارقة المسرحية 27

تزامناً مع الموسم المسرحي الذي تعتبر أيام الشارقة المسرحية في دورتها 27، جزءاً منه والتي تنظم برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الفترة 18_28مارس 2017، أصدرت إدارة الدراسات والنشر بدائرة الثقافة بالشارقة سبع عناوين مسرحية جديدة .

تتنوع موضوعات الكتب جوانب عدة في فنون المسرح، الكتابان الأول والثاني نصوص حائزة على جائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2015/2016 وهي (غصة عبور) لتغريد الداود، (أحلام ممنوعة) لنعيم فتح مبروك،( العجين) لحميد فارس، وأحتوى الكتاب الثاني على النصوص (مدينتي ) لخالد إبراهيم جاويش، (اللعبة) لعائشة صالح الشويهي، ( أزرق) .

أما الخمسة عناوين الأخرى فتضمنت دراسات مسرحية، الكتاب الأول حمل عنوان ( تعددية نصوص العرض المسرحي للدكتور منصور النعمان الذي تحدث فيه عن الأنساق التي تتكون منها نصوص العرض حيث أنها تشكل أنظمة تفرض كينونتها وقد تتزاحم هذه النصوص فيما بينها بتخصصاتها المختلفة لغوية، بصرية، سمعية أدائية، انفعالية . وبالتالي تتفاعل ديناميا ليتشكل خطاب العرض 

أما العنوان الثاني فهو (اصابع الياسمين.. ومسرحيات أخرى) لأحمد الماجد جاء أيضاً على شكل دراسات مسرحية و أحتوى على أربع نصوص مسرحية هي (الجلاّد، أصابع الياسمين، بُقع وصاحُبك).

أما الكتاب الثالث فهو (سينمائية العلامة في المسرح الإماراتي المعاصر) للدكتورة ميثاء ماجد الشامسي وجاء مضمونه في ثلاثة أبواب هي (المقاربة السينمائية وفن المسرح)، ( سيمياء العلامة في المسرح الإماراتي واتجاهاته، (تطبيقات سيمياء العلامة على المسرح الإماراتي)، كما ضم الكتاب ملاحق أكاديمية وملاحق صور أيضاً.

الكتاب الرابع بعنوان ( طقوس الأبيض ..ومسرحيات أخرى) لمحمود أبو العباس الذي احتوى على سبعة نصوص مسرحية إلى جانب مسرحية طقوس الأبيض وهي (مساء الورد)، ( خذوا.. وجوهكم)، (سجل كلثوم اليومي)، (الغرق في الأحواض الزجاجية )، (حافة الاقتراب)، ( أبو النون)، (لا يستقيم الظل ).

العنوان الخامس (ألف ليلة وديك... ومسرحيات أخرى) لطلال محمود وتضمن مسرحية (عنمبر)، (المسرحية) إلى جانب ليلة وديك .

وتهدف هذه الإصدارات التي تلقي أقبالاً من المسرحيين والعرب إلى توفير رؤى نظرية وتخصصية بما يحقق الفائدة للمسرحيين سواء كانوا ممثلين، مخرجين، فنيين. وتقوم الدائرة بإهداء الإصدارات المسرحية للمعاهد والكليات المتخصصة في الوطن العربي بما يثري المكتبة المسرحية والمشهد الثقافي والفكري بشكلٍ عام .

------------------------------------------------------------
المصدر : وكالة انباء الشعر 

الاثنين، 10 أبريل 2017

"العرائس في تونس": كتابة تاريخية للمسرح

الثلاثاء، 4 أبريل 2017

صدور العدد 41 من مجلة كواليس المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

صدور العدد 41 من مجلة كواليس المسرحية

الشارقة - جمعية المسرحيين:

مع نهاية شهر مارس/آذار 2017 صدر العدد الجديد (41) من مجلة كواليس المسرحية التي تصدر بصورة فصلية عن جمعية المسرحيين في الإمارات، حيث تزين العدد بنشر وثيقة العهد وميثاق الشرف الذي وقع عليه المسرحيون في الإمارات ورفعته جمعية المسرحيين لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ختام مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ليلة الثامن والعشرين من مارس 2017.
وفي ذلك كتب الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ورئيس جمعية المسرحيين الأستاذ إسماعيل عبدالله مقالا حمل عنوان "لن يخيب ظنك" والذي جاء فيه: "جاءت مبادرة جمعية المسرحيين في الإمارات، والتي باركها المسرحيون من أقصى البلاد إلى أقصاها، بإطلاق وثيقة عهد وميثاق شرف إلى سيد المسرح وسلطانه، بصم عليها أبناؤه بالولاء على أن يظلوا أوفياء بررة، يصادقون على الغرس بالثبات، يفاخرون الدنيا بصنائع الجمال التي أفردت للمسرح الإماراتي فصولا للتأريخ وللتعريف بهذا الزمن المسرحيّ العامر بالمنجزات، معاهدين سموه على أن لا يخيب له ظن، ولا تنقطع له أمنية، وأن لا يحيون إلا سدنة لمسرحهم حدّ الزهد إلا من خلود ما سيتحقق".
وضم العدد الجديد العديد من المقالات، حيث كتب الطاهر الطويل من المغرب عن موضوع الاستنساخ المسرحي، ومن الإمارات كتب عبدالله مسعود عن ضرورة وجود يوم وطني للمسرح، وتطرق إبراهيم الحارثي إلى موضوع الحالة المسرحية، كما ضم العدد تغطيات لمهرجانات مسرحية إماراتية وعربية، نقلها إلينا عبدالناصر خلاف من الجزائر، ومحمد ولد سالم من موريتانيا، وأنس العبيد من السودان، بالإضافة إلى قراءات في عدد من العروض المسرحية المهمة، حيث من البحرين كتب يوسف الحمدان عن مسرحية "داعش والغبراء" التي ألفها صاحب السمو حاكم الشارقة، في مادة حملت عنوان" داعش والغبراء.. قراءة ملحمية معاصرة لواقعنا العربي والإسلامي" كما كتب عبدالحق ميفراني عن عرض مسرحية "خريف" الفائزة بجائزة سلطان القاسمي في مهرجان المسرحي العربي 9 الذي أقيم مؤخرا في الجزائر في مادة تحت عنوان "خريف.. شعرية العرض المسرحي أو القصيدة حين يكتبها الجسد على الخشبة"، كما قرأ من السعودية عبدالعزيز عسيري العرض الفائز في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 2017 في مادة حملت عنوان "تشابك.. ما الإنسان سوى صندوق مغلق". ونشر في هذا العدد دراسات وبحوث، منها ما كتبه الدكتور عمر الرويضي من المغرب، في النقد المسرحي العربي بين التجريب والتأصيل، واحتفت كواليس بالمسرحي التونسي الراحل عز الدين قنون، بمادة كتبها السوري سامر محمد إسماعيل، وكذلك بالدكتورة نهاد صليحة وتجربتها الفريدة في النقد المسرحي العربي تقدم بها إبراهيم الحسيني من مصر، وكذلك ضمت كواليس مادة بحثية للدكتور فاضل الجاف من العراق عن مسرح شكسبير في ظل التعددية الثقافية، بالإضافة إلى احتفاء المجلة بالفنان الإماراتي حميد سمبيج باعتباره الشخصية المكرمة في أيام الشارقة المسرحية في مادة حملت عنوان "حميد سمبيج والحضور الواضح على الخشبة".
أما نص العدد فكان للكاتب المسرحي الإماراتي مرعي الحليان بنص مسرحية "مقامات بن تايه" والتي سبقتها مادة بحثية في ذات النص، كتبها من العراق أحمد الماجد حملت عنوان "تحرير الذهن والمخيلة في مسرحية مقامات بن تايه". واختارت هيئة تحرير المجلة صورة من العرض المسرحي السعودي "تشابك" غلافا للعدد.
القسم الإعلامي
جمعية المسرحيين
4 ابريل 2017

الاثنين، 3 أبريل 2017

اول كتاب لمسرحيات عراقية باللغة الانكليزية

مجلة الفنون المسرحية

اول كتاب لمسرحيات عراقية باللغة الانكليزية

اعلن عن قرب صدور كتاب مسرحيات Contemporary Plays from Iraq مسرحيات معاصرة من العراق عن مجموعة الرائد للدراما في الشرق الأوسط مترجمة إلى اللغة الإنكليزية للمرة الأولى. يتضمن اعمال مسرحيين عراقيين كتب في البلاد وفي المنفى، وهو يقدم وجهات النظر العراقية الحالية على الحرب والاحتلال التي أثرت بشكل كبير في الشرق الأوسط وبقية دول العالم. التعامل حصرا مع المسرحيات المعاصرة التي منشؤها العراق، هذه المختارات تعطي دون درس المسرح السياسي العربي ما تستحقه من اهتمام، ويوفر مقدمة عامة للسياقات الثقافية والتاريخية. ويسبق المسرحيات مقدمات كتبت من المسرحيين أنفسهم، مواصلة في إثراء كل قطعة للتمتع والفهم للقارئ.
الكتاب ضم مسرحيات للكتاب (عبد الكريم العامري وعبد الرزاق الربيعي رشا فاضل وعواطف نعيم وكريم شغيدل هوشانك وزيري وعلي عبد النبي الزيدي ومناضل داود وعامر الازرقي).
ترجم الكتاب من قبل جيمس الشماع، أستاذ مساعد في جامعة بلمونت، الولايات المتحدة، وعامر الازرقي، وهو كاتب مسرحي عراقي.


الجمعة، 24 مارس 2017

صدور كتاب: أصابع الياسمين.. نصوص مسرحية للكاتب أحمد الماجد

مجلة الفنون المسرحية

صدور كتاب: أصابع الياسمين.. نصوص مسرحية للكاتب أحمد الماجد

صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، ضمن سلسلة نصوص مسرحية، كتاب "أصابع الياسمين" ومسرحيات أخرى، للكاتب العراقي أحمد الماجد، والذي تضمن أربع نصوص مسرحية "الجلاد"، "أصابع الياسمين"، "بُقع"، و"صاحبك"، والتي عرضت جميعها في السنوات الأربعة الماضية في عدد من المهرجانات المسرحية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تتوحد النصوص المسرحية الأربعة (الجلاد، أصابع الياسمين، بقع، صاحبك)، في تركيزها على معالجة قضايا إنسانية شائكة تحدث في أي مجتمع، ولا تختص بمكان بعينه أو منطقة دون أخرى، فهي حدثت وما تزال تحدث، خصوصا في المجتمعات التي تعاني من أزمات مزمنة بفعل الإضطرابات التي أحاطت البيئة المعيشة، والتي أثرت سلباً على النفس البشرية وجعلت من الإنسان محدود القدرات في مواجهة التحديات، لتجعل من الشخوص ممزقة، تميل إلى العزلة بعيدا عن فوضى الحياة، تلك الحياة التي مسختها التقلبات والصراعات والخوف من المجهول المتربص بالحاضر والمستقبل، متمسكة بخيوط الأمل الذي قد ينتشل الإنسانية من براثن القسوة وغياهب الظلان وأفكار العتمة.
 تروي المسرحية حكاية فتاة وشاب متزوجان، طريقهما يصل إلى دروب مغلقة مظلمة، في ظلّ ماضٍ قاسِ وشائك لوالد الزوج، بسبب وظيفته المربكة والمتسلطة التي ألقت بظلالها على حياة ابنه "إبن الجلاد" بشكل خاص وعلى الزوجين في وصف أشمل.. في صراع إنساني من أجل البقاء عبر الأخذ بمفاتيح المبادرة، وعبر أخلاقيات متجذرة في النفوس وسمات اجتماعية لا طائل منها، غذّتها البيئة المتشظية بالويلات والتي أدّت في آخر المطاف إلى نهاية كان بالإمكان تجاوزها بقليل من التسامح وكثير من الحبّ.
وتدور فكرة "أصابع الياسمين" حول التشوه الذي أصاب الروح الإنسانية بفعل الحروب والكوارث، فمزقت الذات وخلخلت الوجدان وأقصت الإنسان من خلال قصة اجتماعية تتكرر لزوجين عبثت بهما أصابع أعداء الجمال وحولت حياتهم إلى خراب ليتأرجحوا بين ماضٍ أليم وحاضر بلا ملامح ومستقبل يطمح أن يقف إلى صف الحب.
وتتمحور حكاية مسرحية "بقع" حول شخصيات لكل منهم ماضٍ يؤرقه، غير قادرين على التصالح مع الواقع الذي يصعب الفكاك منه باعتباره قدراً محتوماً، حيث تجري كل محاولات تجاوزه في إطار الكلمات لا الفعل، بإشارات واقعية في سياقات تمزج الأوهام بالأحلام والواقع بالخيال حيث تبتلع الجميع مروحة الزمن حينما يتسلط على أرواحهم ضوء الحقيقة. أما مسرحية "صاحبك" فتذهب إلى قضية الفوضى وما تجرّه من ويلات على الإنسان، وما ترتكبه من حماقات وجرائم باسم الحرية.
يشار إلى أن هذا الإصدار، هو الحادي عشر للكاتب، بعد الكتب: "انتبه قد يحدث لك هذا"، "نوبة حراسة"، "محاكمة الفيلة"، "بناية ونهاية"، "ستارة وناسخ ومنسوخ"، "أسئلة الرمل.. بنية التحليل والدراما والوعي في نصوص إسماعيل عبدالله"، و"نص الخشبة"، و"فتنة المسرح جمر الإبداع"، بالإضافة إلى كتابين تأليف مشترك مع مجموعة من الكتّاب العرب.

--------------------------------------------------
المصدر : صحيفة المثقف 

الخميس، 16 مارس 2017

تصفح العدد 23 الجديد من مجلة المسرح العربي

الاثنين، 13 مارس 2017

تحت الضوء - "الدراماتورجيا وما بعد الدراماتورجيا" لباتريس بافيس شعرية العمل الفرجوي أم تقنية تحليل النص وإخراجه على خشبة؟

الأحد، 12 مارس 2017

كتاب "المسرح في التاريخ" لروجيه عساف: الوجه الخفي

الأربعاء، 8 مارس 2017

كتاب يروي مأساوية حياة ميريل ستريب

مجلة الفنون المسرحية

كتاب يروي مأساوية حياة ميريل ستريب


في العام 1978، كانت ميريل ستريب الشابة على وشك أن تصبح أهم ممثلة في جيلها، لكنها في الفترة نفسها كانت على وشك فقدان حب حياتها أيضاً. فمايكل شولمان مؤلف كتاب Her Again الذي يتناول سيرة حياتها، قال إنها “لا تتحدث عن ذلك كثيراً. غير أنّ ذاك العام كان حافلاً بالأحداث ومأساوياً في حياتها. وكان له دور في تشكيل كيانها كشخص وكممثلة”.
لقاؤهما الأول
كانت ستريب تبلغ من العمر 29 عاماً، ممثلة حديثة في المسرح العالمي في نيويورك، تعيش في دارٍ علويّ في شارع فرانكلين مع حبيبها الممثل جون كازال. وكان يكبرها بـ 14 عاماً ويعتبر أسطورةً بين أقرانه.

ووفقاً لما نقله آل باتشينو عن لسانها تقول “ستريب”: “تعلمت من جون عن التمثيل أكثر من أي شخص آخر. فكل ما أردت القيام به كان العمل معه لبقية حياتي. لقد كان شريكي في التمثيل “.

في الواقع، التقى ستريب وكازال في العام 1976، كممثلين في مسرحية ” Measure for Measure” في سنترال بارك. في ذلك الوقت، لم يكن “كازال” قد أصبح نجماً كبيراً بعد – وكان يفتقر إلى هذه الصفة السريعة الزوال – لكنه كان يعتبر، في هذا المجال، موهبةً نادرة، مطلوبة بين مخرجي تلك الحقبة. ولقد أدّى دور فريدو في فيلم “العراب” The Godfather و”العراب الجزء الثاني” The Godfather Part II ، كما أنّه مثل أدوار بطولة في أفلام مثل The Conversation و” Dog Day Afternoon”. علماً أنّ الأفلام الخمسة التي أدّى فيها دور البطولة، تمّ ترشيحها كلها لنيل جائزة أفضل فيلم، وفاز ثلاثة من بينها.


وأشار سيدني لوميت، وهو مخرج Dog Day، إلى أنّ أحد الأشياء التي أحبّها في تمثيل “كازال” كان الحزن الهائل الذي أحسّ به. وكتب شولمان أنّ الوقت كان يتحرّك بشكلٍ مختلف بالنسبة إلى هذا الممثل. “كل شيء سار ببطء معه. وهو لم يكن متشائماً بالمطلق. لكنه كان شديد التدقيق، وأحيانًا إلى حد الجنون”. ولقد كان المخرجون يسمّونه “رجل الـ20 سؤالاً”، لأنه يريد معرفة أدق التفاصيل عن خلفية كل شخصياته.

ويقول باتشينو إن عشاءً بسيطاً مع “كازال” كان يتحوّل إلى حكاية ملحمية: “أعني، أنّك قد تنهي طعامك – وتغسل وتستعدّ وتصبح في السرير – قبل أن يتناول نصف وجبته. ثم يخرج السيجار. ينظر إليه ويشعّله ويتذوقه. ثم أخيرًا يدخّنه”. فضلاً عن مظهره غير العادي، المناسب لغريبي الأطوار في سينما السبعينيات، فقط كان رجلاً هزيلاً، عالي الجبين، وبارز الأنف، أما عيناه فكانتا سوداويتين حزينتين.


حبّ من النظرة الأولى
وقعت ستريب في حبّه على الفور، وكذلك هو. وقال الممثل مارفن ستاركمن: ” كان في تلك المسرحية، وكلّ ما تحدث عنه كان هي”. في الشكل والسلوك، كان “كازال” بعيداً وغريباً بالنسبة إلى “ستريب” الشابة. وهي قالت لاحقاً إنّه كان مختلفاً عن أي شخص آخر التقت به، بحيث وجدت فيه صفاته الخاصة، ونوع إنسانيته وفضوله حول الناس وتعاطفه معهم.”

من بين الاثنين، كان “كازال” هو المشهور، وفي مرّة حين كانا يتضوّران جوعاً، قام بدعوة “ستريب” لتناول العشاء في ليتل إيتالي، حيث أصرّ أصحاب المطعم على تقديم الطعام مجاناً لهما، بعد أن هلع الجمهور لرؤية “فريدو” في المكان.

وقال الكاتب المسرحي إسرائيل هوروفيتس “كان النظر إليهما رائعاً، لأن مظهرهما كان يبدو مضحكاً. كانا فاتنين على طريقتهما الخاصة، وشكّلا ثنائياً غريب الأطوار.

وكما كتب شولمان، “كانت سرعة تحرّك الرومانسية بنفس بطء سرعة تنقل جون”، وهما عاشا بسعادة معًا في شقة في تريبيكا يملكها كازال. ولقد كانا موضع حسد في العالم المسرحي في نيويورك – فهي أكثر الممثلات موهبة بالفطرة عبر الأجيال، وهو من الممثلين الأكثر موهبة بالفطرة، ومديرهما هو المخرج الأسطوري جو باب – حتى يوم من أيام مايو 1977 الذي وقعت فيه المصيبة.


مرض كازل!

ما حدث هو أنّ “كازال”، الذي كان في العروض المسبقة لمسرحية Agamemnon ، تدهورت حالته الصحية بما يكفي لتفويت العروض. وقلق “باب” بما فيه الكفاية لأخذ موعد طارئ له مع طبيبه الخاص في Upper East Side. وفي غضون أيام، كانت ستريب وحبيبها جالسين في مكتب الطبيب مع جو وغيل باب. أما التشخيص فكان أنّه يعاني سرطان الرئة الطرفية، وقد تفشّى في جميع أنحاء جسده.

وكما روت غيل باب، فقد جلسوا وكأنّهم أموات. فكتب “شولمان” أنّ جون صمت للحظة، وكذلك فعلت ميريل. لكنها لم تكن من النوع المستسلم، وبالتأكيد لم تكن لتترك اليأس يتغلّب عليها . . . فرفعت رأسها وقالت: “إذاً، أين سنتناول العشاء؟”

انسحب “كازال” من مسرحيته فورًا. وكانت ستريب تؤدي دور البطولة في المسرحية الموسيقية “نهاية سعيدة”، ولم يلاحظ طاقم الممثلين أي إشارة قلق أو حزن لديها. كان كازال يظهر على المسرح بين الحين والآخر، مدخناً سيجاره. ولم تتذمر ستريب أو تنتقد – بل ببساطة منعت التدخين في غرفة الملابس الخاصة بها. لقد كانت فضيلتها أكبر من سنها.

وبحسب الممثل كريستوفر لويد، كانت ستريب تحبّه بشدة ولم تسمح له بالتمارض. وحاول الثنائي إبقاء خطورة حالته سراً بينهما. حتى ستيفن، شقيق “كازال”، لم يدرك مدى سوء وضعه إلى أن اجتمع ثلاثتهم في أحد الأيام على الغداء في تشاينا تاون، فتوقف “كازال” على الرصيف وبصق دماً.

و كان آل باتشينو يأخذ “كازالي” إلى العلاج الإشعاعي، وجلس في غرفة الإنتظار، على أمل ألا يكون الوضع سيئاً بقدر ما يبدو. حتى “كازال” نفسه أصر على أنه سيتحسّن، وعندما حارب من أجل العودة إلى العمل، أخذت ستريب دوراً تكرهه حتى تكون معه. والدور عبارة عن مجرد “فتاة” في الفيلم – ” تمثّل نظرة الرجل للمرأة”، أي أنّها سلبية للغاية، هادئة جداً، وضعيفة باستمرار”. باختصار، كان الدور يتضمّن كل الصفات غير الموجودة في ستريب. وتجدر الملاحظة أنّ الفيلم كان “صائد الغزلان” The Deer Hunter، الذي يدور حول حرب فيتنام، وقد حظي “كازال” بفرصة التمثيل إلى جانب روبرت دي نيرو.

تنافس السينمائيون ليمثّل “كازال” معهم، رغم أنّ شركة الإنتاج، EMI، أصرّت على طرده: فتكاليف التأمين ستكون هائلة، ولا أحد كان يريد أن يدعم فيلماً نجمه مريض وميؤوس من شفائه.

وأفاد المخرج مايكل سيمينو أنهم هدّدوه بإيقاف التصوير في حال لم يتخلّص من جون . وقال: “كان الأمر مروعاً. أمضيت ساعات على الهاتف، أصرخ وأجادل “. أما القصة التي أخبرتها “ستريب” في وقتٍ لاحق هي أنّ “دي نيرو” غطى تكاليف تأمين “كازال”، وهو تصريح لم يقم الممثل بتأكيده أو نفيه. وأضاف: “كان مريضاً أكثر مما كنا نظن، لكنني أردته أن يشارك.”


تألّمت بصمت
تابعوا التصوير، وما رغبت “ستريب” فيه هو ترك العمل والبقاء مع “حبيبها”، لكنها كانت تنازع لدفع الفواتير الطبية. على مضض، أخذت دور البطولة في مسلسلات تلفزيونية قصيرة مثل Holocaust – “جذور” الحرب العالمية الثانية – بهدف الحصول على المال لا غير.

تم تصوير Holocaust في النمسا، وكان كازال ضعيفاً جداً للذهاب. لم تشتكِ ستريب يوماً- ويصفها شولمان بأنّها تجسد “الاحتراف المبتهج” – غير أنّها كانت تتعذّب بهدوء. وصرّحت لاحقاً: “كانت مادة محبطة بلا هوادة”. كان التصوير يجري في معسكر اعتقال فعلي، وقد وجدت الأمر مزعجاً جداً. ولقد أضيفت أيام تصوير جديدة إلى جدول الأعمال. وقضت ستريب في النمسا شهرين ونصف الشهر أكثر مما كان متفقاً عليه، منفصلة عن حبيبها الذي يحتضر. وقالت لاحقاً: “كدت أفقد عقلي، فقد كان جون مريضاً وأردت أن أكون معه”.

ووفقاً للمخرج مارفن تشومسكي “حرصت على القيام بالمشهد الأخير ومن ثم المغادرة فوراً. ولم تمنح أحداً لحظة للوداع.” وعندما عادت إلى نيويورك، كانت حالة حبيبها أسوأ من أي وقت مضى. واختفى الثنائي لمدة خمسة أشهر، وبالنسبة إلى ستريب، فقد قررت: لا مزيد من العمل، واختارت البقاء مع شريكها فقط. فقد كان مرضه قد تفشّى في العظام، وكان ضعفه يزداد. وهي كانت ترافقه بكل موعد إلى الطبيب، وكل جلسة علاج إشعاعي ولم تفقد الأمل قط.

وبحسب “شولمان”، “لطالما كانت “ستريب” شخصاً متفائلاً ومثابراً وقوي الإرادة. بحيث يقول: “أعتقد أنها كرّست روحها وقوتها للاعتناء به. لم تكن من النوع الذي يخلق دراما أو يحاول لفت الإنتباه. كانت تركّز كل قواها على فعل ما ينبغي القيام به “. لاحقاً قالت ستريب إنّ الوقت الذي أمضياه معًا، بعيداً عن العالم، أعطاها نوعًا غريباً من الحماية. “كنت قريبة جداً، ولم ألاحظ التدهور”.

وهي كانت تثق بعدد قليل جداً من الناس، فكتبت إلى معلّمة المسرح القديمة، التي كانت تدرّسها في جامعة ييل، بوبي لويس، عن حالتها العاطفية الحقيقية. فتضمّنت رسالتها: “حبيبي مريض بشكلٍ رهيب، وهو في المستشفى الآن. هو يتلقّى عناية جيدة جداً وأنا أحاول ألا أقف حوله، وأنا أفرك يديّ حزناً، لكنني أشعر بالقلق طوال الوقت، وهو أمر مرهق ذهنياً وجسدياً وعاطفياً أكثر من أي عمل قمت به من قبل.”

الوداع الأخير
في أوائل شهر مارس من العام 1978، دخل “كازال” مركز أمراض السرطان ميموريال سلون كيترينج. ولم تفارقه ستريب لحظة. وفي 12 مارس 1978، في الساعة الثالثة فجراً، نقل طبيبه إليها الخبر السيئ: “لقد رحل!”

ووفقاً لشولمان، ” لم تكن ميريل مستعدة لسماع ذلك، ولا تصديقه. ما حدث بعد ذلك، حسب بعض التقارير، كان تتويجاً لكل أمل عنيد احتفظت به ميريل خلال الأشهر العشرة الماضية. ووفقاً لأقوالها، ضربته بقوة على صدره، منتحبة، وللحظة وجيزة ومرعبة، فتح جون عينيه، وقال لها بضعف كبير: لا عليك يا ميريل… لا عليك”، ثم أغمض عينيه ومات. وأول مكالمة أجرتها ستريب كانت لشقيق كازالي، ستيفن، وكانت تبكي خلالها، مردّدة: “لقد حاولت”.

في تلك السنة، حققت ستريب نجاحاً بعد نجاح: حصلت على جائزة إيمي عن “Holocaust”، وتمّ ترشيحها لنيل جائزة أوسكار عن “صائد الغزلان”، وأعطيت دوراً مهماً رسم حياتها المهنية في العام 1979 في “كرامر ضد كرامر” – الذي نال جائزة أوسكار- كما حصلت على دور كيت في The Taming of the Shrew لشكسبير، تحوّلت إلى نجمة.

لكنّ وفاة “كازال” ومعاناتها الخاصة، قد غيّرتاها كشخص وكممثلة. فقد كان لديها تفسير جديد ومختلف لـ”كيت”: لم تكن امرأة مستقلة سيحطّمها رجل، بل شخصاً يعرف شعور الإرتياح العميق الذي ولّده تكريس نفسه للحب.

آنذاك صرّحت ستريب لأحد الصحافيين: “ما أقوله هو إنني قد أفعل أي شيء من أجل هذا الرجل”. وأضافت: “هل ستكون هناك مشكلة عاطفية إذا كانت أمّاً تتحدث عن ابنها؟ الخدمة هي الشيء الوحيد المهم في الحب. الجميع يشعر بالقلق حول “فقدان نفسه” – كل هذه النرجسية تمنعنا من أداء الواجب. لكنّ الواجب قد يكون درعاً ترتديه لتحارب من أجل حبك “.وبالنسبة إلى كل إنجازاتها في وقت لاحق – 20 ترشيحاً لجوائز الأوسكار، أكثر من أي ممثلة في التاريخ، وثلاثة انتصارات – والجدير بالذكر هو أنّ أصدقاءها وزملاءها الممثلين يقدّرونها بسبب إخلاصها الشديد لـ”كازال”، وقوة الشخصية التي أظهرتها كامرأة شابة. حيث قال “باب” إنّها “اهتمّت به وكأنّ لا أحد سواه على الأرض. لم تخنه يوماً في حضوره وحتى في غيابه”. وقد وافقه “آل باتشينو” الرأي: “عندما رأيت تلك الفتاة معه بهذا الشكل، فكّرت أن لا وجود لأمر مماثل… وهذا هو ما يخطر في بالي حين أفكّر فيها، مهما بلغت مهارتها في عملها”.


---------------------------------------------------
المصدر : جريدة سبر 

الثلاثاء، 7 مارس 2017

مجلة "نور" للأطفال تعيد إحياء المسرح المدرسي

الأحد، 26 فبراير 2017

صدور ترجمة جديدة للمسرحية الروسية " مجالات " تأليف ألكسندر أوبرازتسوف ضمن سلسلة المسرح العالمي

الخميس، 23 فبراير 2017

مكتبة سعد الله ونوس الخاصة في الجامعة الأميركية في بيروت

مجلة الفنون المسرحية

مكتبة سعد الله ونوس الخاصة في الجامعة الأميركية في بيروت

عُقدت في قاعة محاضرات معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) طاولة مستديرة عن الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس لمناسبة تبرّع عائلته بمكتبته إلى الجامعة الأميركية في بيروت.

وسعد الله ونوس (1941-1997) يبقى أحد أبرز كتّاب المسرح السوري ومفكّري عصره، وأحد أبرز مجدّدي الدراما العربية الحديثة. كما أنه كان قارئاً نهماً وشغوفاً بتجميع الكتب. والآن، بعد عشرين عاماً من وفاته، تجد مكتبته الرائعة مقراّ يليق بها، في الجامعة الأميركية في بيروت.

وتضم مكتبة ونوس حوالي 4500 كتاب في الأدب الحديث، والشعر، والسياسة، والفلسفة، والمسرح، والرواية.

وفي افتتاح الطاولة المستديرة، قالت أرملة ونوس السيدة فايزة أنه تساءل عمّا ستؤول إليه مكتبنه بعد وفاته. فأكّدت له: "لا تقلق. أنا سأهتم بمكتبتك. وأعدك أنها ستكون في مكان جميل جدا". وأضافت السيدة فايزة: "اليوم، في عيد ميلاده الخامس والسبعين، أقدّم له هدية ثمينة جداً: مكان جميل جدا لمكتبته."

وقد استُهلّت الطاولة المستديرة بمداخلة من الدكتورة إليزابيث سوزان كساب، من معهد الدوحة للدراسات العليا، وهي خريجة الجامعة الأميركية في بيروت. وقد دعت كساب الجامعة الأميركية في بيروت ليس فقط إلى حفظ مجموعة سعد الله ونوس، بل أيضاً لإدراجها في المناهج الدراسية. وقالت: "أجيال من الطلاب من لبنان والمنطقة العربية تخرّجت من دون أن تعرف هذه الشخصيات الأدبية الكبيرة. إذا كنا لا نعرف سعد الله ونوس وغيره، فإننا نواجه فراغا فكرياً".

ولاحقاً، في فترة أسئلة وأجوبة، أكّد الدكتور بلال أورفلي من دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى أن أعمال ونوس سوف يتم إدراجها في المناهج الدراسية في الجامعة الأميركية في بيروت.

المداخلة الثانية كانت لفاروق مردم بك، وهو كاتب وناشر عاصر سعد الله ونّوس. فتحدث عن سنوات ونّوس ودراسته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في باريس، حيث تعلم عن المسرح الغربي، ليس لتقليده بل لخلق مسرح عربي جديد وفريد.

ثم تكلمت ديما ابنة ونوس عن والدها وتفانيه للكتب. وقالت: "جدران بيتنا لم تكن بيضاء بل فقط رفوفاً مليئة بالكتب، وهذه الكتب كانت تضيّق عليّ لكنها كانت تجعل والدي يتنفس بشكل أفضل".

حماية تراثنا الثقافي

وفي كلمتها الافتتاحية، تحدّثت عميدة كلية الآداب والعلوم الدكتورة ناديا الشيخ عن الأهمية القصوى لاحتضان مجموعات مثل مكتبة ونوس في الجامعة الأميركية في بيروت.

وقالت: "نظرا للنهب والتدمير الذي لحق بذاكرة التاريخ للمنطقة وتراثها، يقتضي تكثيف التعاون بين مختلف هذه الدوائر والأقسام اليوم أكثر من أي وقت مضى". وناشدت مكتبات الجامعة ودوائر كلية الآداب والعلوم لعب دور استراتيجي في جمع وحفظ ونشر التراث الفكري الإقليمي.

وستتم في مكتبات الجامعة فهرسة مكتبة ونوس. وهي ستودع في هذه المكتبات. وقالت مارييت عطا الله عبد الحي، رئيسة قسم التجميع والاستحصال في مكتبات الجامعة الأميركية في بيروت، عن عمل هذه المكتبات في البحث عن مجموعات مثل مكتبة ونوس من أجل الحفاظ على التراث الثقافي والفكري لهذه المنطقة وجعله متاحاً للطلاب والمعلمين والباحثين.

ثمّ تكلم البروفسور روبرت مايرز، من مبادرة المسرح في الجامعة، فوصف العمل الدؤوب في الجامعة لتعريف جمهور جديد وعريض، محليا ودولياً، على مسرحيات ونوس بمساهمة نشطة من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت.

واختتمت رئيسة دائرة اللغة الانكليزية في الجامعة صونيا مجشر أتاسي الندوة بوصف موجز لأهمية إبقاء مجموعة سعدالله ونوس في الجامعة الأميركية في بيروت. وقالت: "كتب سعد الله ونوس عبرت الحدود إلى لبنان من سوريا كلاجئين مختبئين في شاحنة، جنباً إلى جنب مع لاجئين آخرين هم كتب الدكتور فؤاد محمد فؤاد". وأملت أن يكون لكتب ونّوس حياة جديدة في الجامعة الأميركية في بيروت، وأن تكون هذه الكتب متيسرة لأجيال حالية ومستقبلية من الطلاب. وختمت: "ليست كتب ونوس هي التي ستدب فيها الحياة في الجامعة الأميركية في بيروت، لكن الجامعة هي التي ستحيا من خلال هذه الكتب".

يُذكر أنّ الطاولة المستديرة حول سعد الله ونوس كانت من تنظيم دائرة اللغة الانكليزية، ودائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ومركز الدراسات العربية والشرق أوسطية، ومبادرة المسرح، والمكتبات الجامعية، في الجامعة الأميركية في بيروت.

------------------------------------------
المصدر : لبنان 24

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption