أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 21 مارس 2018

«فقط» دراما مسرحية في «أيام الشارقة» تسقط أقنعة الإرهاب

مجلة الفنون المسرحية

«فقط» دراما مسرحية في «أيام الشارقة» تسقط أقنعة الإرهاب


 وفاء السويدي - البيان 


تستمر العروض في أيام الشارقة المسرحية، وتواصل حضورها المبدع في سجل التاريخ الثقافي كاحتفال فني ومنبر للفكر ومدرسة للحياة، وذلك بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
حيث تجمع الأيام العروض المسرحية المنوعة والندوات والملتقيات الفكرية، وقد تم أول من أمس عرض مسرحية فقط، وهي تأليف عبدالله مسعود وإخراج فيصل الدرمكي، والتي لاقت بعض الانتقادات لجرأه الطرح.
«البيان» التقت عبدالله مسعود مؤلف العرض المسرحي «فقط»، الذي علل سبب اختيار العنوان هو استخدام الكلمة كأداة لتبرير الأقوال والأفعال في الكثير من المواقف. وقال: العمل يحمل الكثير من المضامين وهي إسقاط لصورة الإرهاب وما تحتويه من صورة بشعه من خلال فترات سابقة وحالية، ولكن لم تكن الأنظار موجهة لها جيداً.

ويضيف مسعود: من خلال العمل سلطنا الضوء على الإرهاب بشتى أنواعه، فهو موجود في التشجيع في الرياضات الجماعية وفي الانتخابات وما يسبقها وما يرافقها من ضغوط، حتى موضوع المرأة يستخدم كإرهاب، وذلك من خلال سلب حقوقها.

ويتابع قائلاً: تم انتقاد الشخصيات في العرض، وبأنها غير كاملة وواضحة، حيث لم تكن مسماة ولا تحمل هوية معينة، ولكن كان هذا متعمداً للإشارة إلى أن مسألة الإرهاب لا تنضوي تحت هوية معينة، فهو ظاهرة لا انتماء لها ولا وطن.
أوائل المسرح
وضمن فعاليات ملتقى الشارقة السابع لأوائل المسرح العربي، أقيمت أمس جلسة حوارية تحت عنوان «تجربتي مع المسرح»، قدمتها الفنانة السورية جيانا عيد، حيث تناولت تجربتها مع التمثيل والعمل المسرحي.

والتي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، بعد تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وما قدمته لها تجربة الدراسة الأكاديمية من معارف تقنية ونظرية، شكلت الأساس والمرجعية في ممارستها الفنية التي امتدت لتشمل التلفزيون والسينما.


ثم فتحت عيد المجال لأسئلة الطلبة، التي تناولت مختلف قضايا وشواغل المسرح العربي، وحضوره في الوقت الراهن ومستوياته، واختلافاته بين دولة وأخرى، وما هي المشاكل التي يعاني منها عموماً على صعيد الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا والنصوص، وغيرها من التقنيات والفنون التي تندرج في إطار هذا الفن.


«الممثل بين المسرح والتلفزيون والسينما»، كان أحد المواضيع التي ناقشتها الجلسة، حيث بينت عيد أن دور الممثل في كل تلك الوسائل يحكمه مبدأ واحد مختلف، ألا وهو فهم الممثل الواضح والجلي لطبيعة هذه الوسيلة، وذكاؤه في إيصال حالة صداقة للمتلقي في كل منها.

نَـشــــوة الصـمــت في الــيــوم العالمي للمسرح !

مجلة الفنون المسرحية

 نَـشــــوة الصـمــت  في الــيــوم العالمي للمسرح !

       نـجــيب طـــلال

 تـحيــة صـادقة لكـُـل المسرحيين وفي سياق اليوم العالمي للمسرح ؛ هـل حـقـا يحلو أن يكـون الصمت ؛ سيدا مـن سـادة الموقـف؛ و سـلطان زمانه ؛ يسـود ويتـحكم في ضمائرنا وحـناجـرنا وأقلامنا ؟ ممـكن لأنـه قيل لقـوم الجنوب : أن الصمت حكمة عند العـُقـلاء واللامبالاة فـضيـلة عند الدهماء ! أما الكـلام جـريمة؛ بالتأكيد جـريمة نـكْـراء ؛ في عـهد الجاهلية الثالثة !
ولكـن بما يتميز الإنسان بالصمت أم الكلام؟ يَـا لَـه مِــن سؤال في قِــمة البـلادة ؛هكـذا سيعتقد البعـض أليس كـذلك ؟ لنترك اعتقادهم في محـراب الخمارات ؛ التي تعج بالضوضاء والغـوغاء والضجيج؛ المُـقلـق لديونيزوس ؟ أما أصحاب الهجـرة ؛ هنا وهناك فـأطروحتهم تعلن بأن الإنسان يتميز بالصمت حتى لا يصاب بمكروه الميكروبات المنتشرة في كل الأمكنة والفضاءات؛ لأن الصمت هُـنا أولى؛ وأبـلغ من الكلام في حـضرة الأيام العالمية ، تلك الأيام نستغـلها لأغـراضنا؛ ولكنها بـِدعٌ مـن بِـدَعِ سـفـهاء الـغـرب الـكافـر ! 
هـكـذا يتكَـلم بعض المبدعـين عـندنا؛ في السِّــر و في دهاليز الخمارات؛ ولكن الإبداع بكـل تجلياته يحاول إبادة تـلـك الميكروبات؛  قـَدر المستطاع . لأن الإبـداعِـية الـحـقة تـرفض الصمت وتـرنـو للكـلام/ التعبير؛ لآن  الكـلام سلـطة و شهـوة:
سـلطة أمام جبروت الظلم والتضليل؛ وصمت الصامتين؛ كأن الطير على رؤوسهم ! وشـهـوة  ليس من الجانب السلبي لشهـوة الكلام ( الثرثرة ) بل لمحاولة تبديد إجترار نفس الكلام واتخاذ  مبادرات عملية تساهـم في إنهاء مـا أصبح زادا لكل ذي شهـوة للكلام، وهنا نـلغي ما يسمى    ( الثرثرة ) لأنها سبب البلاء في مليء الفراغ الذي يعكـسه اللآمسرح واللآحـركية إبداعية تذكر؛ لـَست عـدميا ؛ فـواقع الحال هو الذي يدفعـنـا لـقـول هـذا؛ وإن كـانت هنالك بعـض المحاولات فهي محـتشمة ؛ ويزيد الصمت في نسفـها؛ واللامبالاة في اغتيالها !  فالأغلبية أمست تعـشق الصمت وتـهْـواه؛ لكي تستفيد من صمتها ؛ إيمانا أن لسانه سـبـب فى ضرب عُــنـُق ممارستـه الفنيـة ؛ بحـيث الشواهـد والوقـائع؛ مدرجـة في النسيج الفـني والمسرحي؛ بين التوطين واللاتوطين وحـول  والـدعـم  واللآدعـم  وبين هـامش للترويج واللاترويج ؟ 
ولكـن لماذا لم يتم تأسيس منظمات للدفاع عن الصمت؛ كـحـق من الحقوق الفـردية ؛  على غـرار منظمات للدفاع عن حرية التعبير عن الرأي ؟
بكل بساطة ؛ فالإنسان كـائن  اجتماعي مـما جُـبـِل على الكلام  والحديث، كوسيـلة للتواصل والـتعارف، ويسمَـح لنا أن  نكون أكـْـثر تفاعـلاً  في / مع المجتمع ؛ الذي نعيش فيه وبالتالي  فالغموض قد يٌنفر من حولنا الآخرين؛ مـادام الصمت جُـبن وضعـف في الشخـصية ؛ لآن المال والدعـم أخـرس جـل الألسنـة ؛ ولم يـعُـد أحـد يتجـرأ أن يعبر عـن رأيه ، لمـا آلـت إليه الأوضاع المسرحـية ببلادنـا ؛ لا نقابات في مستوى المسؤولية ؟ و لا احتراف في مستـواه الفني واللوجستيكي والتدبيري؟ ولا مسرح الهـواة أعاد ضالته ؟ ولا مسرح الشباب ابتهج بشبابه ؟ ولا مسـرح جـامعي حقـق أكاديميته ؟ ولا تظاهـرات مسرحية في مستواها الجمالي والمعرفي؟ أما مسـرح الطفـل لقـلته ؛ أمسى مظهرا للارتزاق ؟ أما المسرح المدرسي فلا قـرار لـه ؟ أمـا المسرح الأمازيغي؛ فـبوادر حصاره ومحاربته بـدأت تشق طريقها إليه؟
إذ نعـيش تصـحُّـرا وجفافا إبداعـيا بـكل مقاييس الأرصاد الأرضية والجوية و الـحيوية؛ ولا أحـد أمسى يطلب الغيث والـنداء لصلاة الجماعة في محـراب الركـح !
ألا يكـون التعـبير بالإشارات في المسرح ؛ ويتم توظيف لغة العيون ولغة تعبير الوجه ولغة الجـسـد ؟ حـيث لا وجـود  للغة الـحـوار؛ فيصبح الصمت وعَـدم الكلام هو سيد الموقف؛ لكنه  كالستارة الرمادية الـتي تخـفى ما يُـوجـد خلفها ؛ فـما خلفها إذن ؟
سـوى  كـلام والذي يـفهمه  و يعبر عـنه الجمهور أو المتلقي؛ أمام إبداع رائق وماتـع ؛ لكن حينما يكـون المبدع ذو شخصيته مهزوزة ؛ ولـقـد اهـتزت بفـعـل التهافـت على الريع والدعـم ؛ فـطبيعي أن المتلقي أو الجمهور ومن يحاوره يشعُـر أنه أمام  إبداع / مبدع  تافـه ! وبالتالي فكفاءة المبدع / المثقف؛ تظهر من خلال تعبيره عـن رأيه ومتأكـد من صحة آرائه واشتـغاله الفني والإبداعي؛ باعتباره قـوي الشخصية يبادر ويطرح رأيه بكـل جـرأة .لأن عَـقل الإنسان مدفـون تحت لسانه ؛ تلك  في الأصل حكمـة  قـديمة .
فـهـذا القول يدفعنا لإثـارة مسـألـة أساسية؛ يشفـع لنا بطرحـها اليوم العالمي للمسرح؛ وقبل طرحـها نشير مبدئيا؛ وتبديدا للتأويل الصبياني الذي يمارسه ( بـعْـض) مثقـفـي ومبدعي هَـذا البلد؛ فسطورنا هاته لا علاقة له بتمجيد الذات؛ وممارسة الدعاية لنص[ حبال الرحيل] لأنه أصلا منشور إلكـترونيا؛ ونعـرف ما أهـمية النـشر الإلكتروني الآن من عملية الانتشار عبر العالم ؛ واختراقه جغـرافية  ومـحيط أي كاتب أو مبـدع ؛ أينما كان ؛ وكيفما كان.
إذ المفارقة التي يمكن أن يستنتجها أي مهتم أو قارئ؛ بأن النص المسرحي( حبال الرحيل) يستحـضر مبدعين مغاربة انتـحـروا في ظروف عـصيبة ومختلفة ؛ ولكن رابطهم الإبداع واصطدامه بواقع مهترئ وصمت مطلق من لدن أصدقائهم ومحيطهم الاجتماعي والثقافي؛ لكن أثنـاء انتحار كـل واحـد عـلى حـدة ؛ ارتفعت الحناجر وتـم شحْـذ الأقلام و وهَـللت الأقـوام تندب فـُقـدان ذاك الذي انتحـر(؟؟) إنها قمـة الاستخفاف فيما بيننا ؛ إذ  (مثلا) من اعتبروا أنفـسهـم أصدقاء الشاعـر[ كريم حُـوماري] وأصدروا ديوانا له [ تقاسيم على آلة الجنون] وأسسوا موقعا باسمه ؛ والذي انقضى مفعوله بعـدما انتهى  وطرهَـم مـنه ؛ نعلم أنهـم تلصصوا على ( النص) ولم يفـكرمـن ادعـوا أصدقاءه و من قالوا في حق الراحل شعـرا ما لم يقله أبا نواس في فحشائه ولا مـالك في خمرتـه ؛ إشارة ولـو عابـرة أو مراسلة حَـول النص؛ وإن كنا ندرك بأن إشكاليتنا لا نـقـرأ ولكن نتلصص عـلى القراءة ؛ ناهينا عن مسرح القناع الذي يحمل مشعَـل الراحل المسرحي( حوري حسين) ولا همسة  تنويه أو إشادة ؛ من لدن أعضائه؛ ولاسيما أننا نتواصل يوميا عبر[ الفايس بوك] أما الشاعر الراحل ( عبد القادر الحاوفي) فلديه أخ شاعـر؛ ربما لا يقرأ النصوص المسرحية؛ ولاسيما أن الشعـر سليل المسرح؛ والمسرح ربيب الشـعـر؛ ولنا في الإلياذة / الأوديسة. ما يكـفي كلاما ؛ ولنترك الراحل سعيد الفاضلي؛ راقـدا في تربته؛ لأن استرسال الأحداث ؛ تفرض اتساعا وكلاما مضاعَـفا؛ ولكن نقتصر؛ بأن الدعـم المعنوي؛ والإشادة في العطاء؛ تأتي من خارج محيطـك ومعارفـك ؛ بحيث قـدمها ويقدمها لنا دائما رجالات ومبدعـون؛ في شتى بقاع المعمور؛ ومن صحف ثقافية أجنبية/ عربية الهوية. وإن كنا لا ننتظر الثناء أو المقابل؛ لأن طالبه مهما تعَـلل بالأعـذار والمبررات ؛ فـهو يمتلك بوارد الحِـس الانتهازي ؛ وهـذا ليس من شيمنـا؛ ونصرح بها بكًـل اعـْتـزاز.   
وما أثرته له عـلاقة بالصمت كعملـة سـائدة في رحـاب المشهد الثقافي والجمالي؛ وبالتالي فكيف لنا أن نتزحـزح من منطقة التخلف ورداءة الممارسة المسرحية ؟ واللامبالاة تحْـبط المبادرات والصمت يغلب الصوت؛ وإن كانت هاته ثنائية وجودية مبهرةٌ في عموم الوجـود ومطلق الكون ؛ يبقى الإنسان كائنا صوتيا وليس بصامت. ولهـذا فالمرء البليغ ؛ الفصيحُ يكون في كل الأحوال صاحب صوت . أمـا العاجـزُ المقيّد عن التعبير أشبه بالأبكم ؛ وفي كل دورة يبقى ديونيزوس ينتظر صرخته الأبدية ؛ لتنتعش كـُؤوس الإبداع على موائد جمالية باهرة بالعطاء الرفيع والعاطفة الصادقة والإنسانية الشفافة ؛بعيدة عن المجاملة ومجالس القتاتين/ النمامين.......

الثلاثاء، 20 مارس 2018

شخصية الأم في المسرح المـحلي ما بين العمق والتسطيح

مجلة الفنون المسرحية

شخصية الأم في المسرح المـحلي ما بين العمق والتسطيح

نيفين ابولافي - القبس 

لا يمكن اعتبار شخصية الام في المسرح المحلي شخصية عابرة يمكن تجاهلها، كعنصر مؤثر في الجمهور، لكن ما يقدم حاليا من اعمال لم يعد كما كان يقدم في بدايات المسرح، لا من حيث المضمون ولا جدية الشخصيات في معالجة القضايا المطروحة، لذا اخترنا شخصية الام في المسرح المحلي لنسلط عليها الضوء ما بين الجد والهزل في تعاطي المسرح مع هذا الدور الذي من المفترض ان يكون ايقونة للجمهور.

د. نورة العتال استاذة النقد المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، تحدثت قائلة:
المسرح الكويتي لم يعد المسرح الذي نعرفه سابقاً بسبب هبوط مستوى بعض العروض المقدمة للجمهور، بعد ان كان للمسرح مكانة رفيعة لدى المجتمع في فترة الخمسينات والستينات وحتى الثمانينات من القرن العشرين، ثم تراجع هذا المستوى في التسعينات، حيث شهدت هذه الفترة عزوفاً من رب الاسرة لحضور المسرح مع أسرته، بسبب سقوط العروض المسرحية في تلك الفترة للضحالة والإسفاف اللفظي والحوارات المبتذلة، بالاضافة الى تعمد بعض الممثلين الكوميديين الخروج عن النص، بل والتندر على الجمهور او على باقي الشخصيات، وضياع حكاية العمل وايقاعه، وبهذا خرج المسرح من دوره الاصلاحي والاكتفاء بالدور الترفيهي والتجاري المربح للمنتج بالمقام الاول، وايضا في اضاعة الوقت وتطويل مدة العرض على حساب القيمة الفنية، بعد ان كان المسرح معلماً من معالم البلد ومفخرة للوطن كحركة ثقافية مهمة، تقدم الكويت في المحافل العربية المختلفة، ونجوما في غالبهم يحترمون خشبة المسرح وجمهورهم العريض. وظهر المسرح التجاري بكادره وتوجهه المختلف جملة وتفصيلا عن مخضرمي ورواد المسرح آنذاك.
 هز صورة المرأة 
اضافت: تحول المسرح الهادف الذي يقدم عروضا سياسية تارة او مسرحيات ذات طرح اجتماعي يبرز قضايا المجتمع بشكل جاد لايخلو من المتعة والجودة، الى مسرحيات «فودفيل» هابطة غالباً تعنى بالتهريج وكوميديا الموقف او الشخصية الساخرة الهزلية وتراجع دور العمالقة، ومن ناحية اخرى نجد طاقات شبابية مميزة ظهرت في الآونة الاخيرة تحاول النهوض بالحركة المسرحية الكويتية، وهذا مؤشر يدعو للتفاؤل حقيقةً، تقدم المرأة بصورة جيدة بعد ان قدمت صورة ربات البيوت، مثلاً، التي تعتمد على نقد الظواهر الاجتماعية بمشاهد هزلية طويلة خالية من العمق، ومملوءة بالاسفاف كمسرحية «لولاكي» علي سبيل المثال والتي قدمت عام 1989، والتي فقد المتفرج فيها القدرة على الاسترسال في اصل الحكاية الاصلية، حتى خاب الظن ايضا في فترة لاحقة -التسعينات تحديداً- بالنجوم الكبار وانزلاقهم ايضاً في بعض الاعمال الرديئة ذات الموضوع الذي يهز صورة الابوين في الاسرة، حيث اظهر الأب بصورة المراهق العابث، والام المهملة لمنزلها وغيابها عن مسؤليتها تجاه الاسرة، وذلك في مسرحية «مراهق في الخمسين» التي قدمت عام 1996، وكان من المؤسف ان يسهم العديد من نجوم المسرح، ومن جميع الاجيال الفنية، في هبوط المسرح وهز صورة المرأة، وخاصة دور الام المهم الذي استنقص بالتالي من صورة المرأة في المجتمع، والتعرض لها بالاهانة والسخرية، واظهارها بصورة مضحكة على عكس صورتها الحقيقية الموجودة في الواقع، وانا احمّل الدولة والمؤسسات القائمة على الفن المسؤولية بتراجع الحركة المسرحية عموماً وصورة المرأة في تلك العروض المسرحية الموجهة للجمهور بمختلف اطيافه، وهي التي تمثل نصف المجتمع وعماد الاسرة والذي بدوره يؤثر سلباً في اخلاقيات الابناء، وذلك كي يضمن المنتج الفني رواج مسرحيته ومبيعات شباك التذاكر على حساب القيمة الفنية للعروض.
 مجتمع أمومي

من جانبها، تحدثت د. سكينة مراد استاذة النقد والادب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، عن صورة المرأة الام في المسرح الكويتي قائلة:
اذا رجعنا الى العصور القديمة، وتحديدا الى المجتمعات البدائية، نجد ان المرأة تمتعت بمكانة كبيرة، حيث ادرك الانسان اهميتها ودورها الفاعل، وما تتحمل في امومتها، حيث كان الاطفال يُنسبون اليها مما جعل المجتمع يسمى باسمها «المجتمع الامومي» نسبة الى الام، بالاضافة الى وجود بعض التماثيل والرسوم الاثرية التي كانت تحمل اشارات الى موقع المرأة صاحبة العظمة والكبر، وهذا يدل على ان المرأة كانت منذ القدم سيدة المجتمع البشري، الا ان ذلك لم يدم طويلا في بعض المجتمعات بسبب التغيرات والتطورات التي طرأت على الانسان، فبدلت الاوضاع وتلاشى المجتمع الامومي وتحول الى المجتمع الذكوري، واستمر حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من ان الاسلام كرّم المرأة بشكل مميز فانها بقيت سجينة المجتمع الذكوري بفعل العادات.
 مناقشة واقع المرأة
واضافت: بما ان المسرح مرآة للمجتمع، فقد استطاع ان يعكس دور المرأة فيه، وبالعودة للمسرح الكويتي نجد انه اهتم بشأن المرأة، خصوصا وجودها على خشبة المسرح منذ بداياته، رغم تحفظ المجتمع وتمسكه ببعض العادات والتقاليد التي تقيد دور المرأة، فلم يلغ دورها بل ناقش واقعها، وان استعان في البداية بشخصية الرجل الذي كان يقوم باداء الادوار النسائية، وبعدها تمت الاستعانة بممثلات من الخارج، الى ان شهد المجتمع حالة من التطور الفكري والثقافي والفني، دخلت المرأة على اثره في الحراك المسرحي وبدأت تشارك في التمثيل.
وعن صورة الام في المسرح الكويتي قالت: لقد صور المسرح الكويتي واقع الحياة الكويتية ودور المرأة فيها، وعرض نماذج مختلفة بشكل عام وصورة الام بشكل خاص، واظهر اغلب جوانبها السلبية والايجابية، ولم يكن النقد موجها لذاتها بل كان لتصرفاتها وافعالها وسلوكها، واذا عرضنا بعض النماذج نجد في مسرحية «سكانه مرته» صور الكاتب دور الام المتسلطة التي تسير امور بيتها مظهرا الجوانب السلبية في ذلك، من حيث سوء المعاملة والتفرقة في تعاملها مع ابنائها مما ادى الى الانشقاق بينهم، والتأثير بشكل سلبي في ابنتها المدللة، ومن جانب اخر نجد نماذج من المسرحيات التي تصور ايجابيات المرأة مثل مسرحية «السدرة» حيث كانت شخصية الام هي المحورية، وقد اكد العنوان رمزية المرأة التي تمثل الحياة وهي الحاضنة لاسرتها.
انتماء للجذور
 واضافت: في مسرحية «شرايج ام عثمان» اظهر الكاتب نموذجا للام المحافظة والمتمسكة بعاداتها وتقاليدها وتراثها، كما هو متعارف عليه في المجتمع، وفي المقابل «الزوجة الثانية» التي كانت تحاول محاكاة النموذج الغربي في تربية ابنائها «وهي محاكاة سلبية»، حيث اراد الكاتب عبر شخصية المرأة الام ان يشير الى اهمية المحافظة على الانتماء للجذور في تربية الابناء مهما تطور الزمن.
واستطردت مراد قائلة: لم يكتف المسرح بتصوير دور الام داخل المنزل، بل انتقل الى مجالات عدة مثل مشاركتها في الجمعيات الخيرية، وجمعيات حقوق الانسان ودورها السياسي في الانتخابات، كما في مسرحية «انتخبوا ام علي، ممثل شعب، حامي الديار»، ومشاركتها في اهم الاحداث التي شهدها المجتمع الكويتي، كدورها في المقاومة الكويتية كما في مسرحية «سيف العرب» ومسرحية «طاح مخروش».

بدر محارب: شخصية مسطحة الهدف منها الإضحاك والتهريج فقط



الكاتب بدر محارب اكد تسطيح الشخصيات بشكل عام في المسرح المحلي مؤخرا، ومن بينها شخصية الام ان وجدت في اي عمل، قائلا: المسرح الجماهيري حاليا لا يهتم سوى بتلميع نجم الشباك، وبالتالي تكون كل الشخصيات الباقية تدور في فلك هذه الشخصية، حتى وان كانت شخصية الام، اما اذا اردنا الحديث تحديدا عن الام في المسرح المحلي فهي شخصية مسطحة كباقي الشخصيات في اي عمل يقدم على خشبة المسرح، الهدف منها الاضحاك فقط والتهريج، ولم تعد هناك شخصيات كأيقونة للمشاهد في مسرح الكبار بشكل عام.
واضاف: لم يعد هناك شخصية مؤثرة حقيقية في المسرح، وان كان فهي اعمال قليلة لكون المسرح الجماهيري لم يعد كما كان في السابق يبحث عن الحدث، والقضية التي تحاكي المجمتع بشكل جدي واتجهت الاعمال للضحك والترفيه اكثر.

الاثنين، 19 مارس 2018

تشيخوف الكويتي على مسرح أردني

مجلة الفنون المسرحية

تشيخوف الكويتي على مسرح أردني


د. ضياء نافع


أهدى لي أحد الأصدقاء قبل أيام العدد الاخير من مجلة (العربي) الكويتية العتيدة ( العدد 711 الصادر في فبراير / شباط 2018 ) , وقال لي , إنه يعرف حبي القديم لهذه المجلة العتيدة , وقد شكرته جزيل الشكر على هذه الهدية القيّمة الجميلة , وبدأت رأسا – وبكل شغف وحب - بالتعرّف على فهرسها, كما كنت أفعل في الأيام الخوالي , واستوقفني عنوان غريب في هذا الفهرس عن مسرحية (العطسة)، التي قدمتها فرقة مسرحية كويتية على خشبة المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الاردنية, أقول (استوقفني) هذا العنوان, لأنه ذكّرني رأسا بقصة معروفة كتبها تشيخوف بعنوان - (موت موظف) , وهي قصة مشهورة جدا لدى القراء في العالم العربي , إذ تم ترجمتها عدة ترجمات وعن اللغات الروسية والفرنسية والانكليزية على مدى السنوات الثلاثين الاخيرة (انظر مقالتنا بعنوان– حول قصة تشيخوف القصيرة موت موظف), والتي تتحدث عن عطسة موظف بائس أثناء عرض مسرحي على شخص كان يجلس امامه, وكيف أدّت هذه العطسة اللعينة الى موته في نهاية القصة تلك , ولكني طرحت على نفسي سؤالاً محدداً وهو– لماذا جاءت هذه التسمية, اي العطسة , إذا كانت هذه المسرحية مقتبسة من قصة تشيخوف (موت موظف)؟ وهكذا بدأت أقرأ تلك المقالة مسرعاً لمعرفة الإجابة عن سؤالي هذا , ووجدت الجواب فعلاً , وقلت مبتسماً لصديقي الذي أهدى لي المجلة – سأكتب مقالة حول ذلك بعنوان – تشيخوف الكويتي على مسرح أردني ( وها أنا ذا أحقق ما وعدت به صديقي !), لأنني أتابع الادب الروسي وانعكاساته في الحياة الثقافية العربية , وأعتقد جازماً , إن الموضوعة الروسية في آدابنا تستحق هذه المتابعة الدقيقة من قبل المتخصصين في كلا البلدين , لأنها تعني دراسة التفاعل الثقافي والفكري بين روسيا والعالم العربي , و لأني اعتقد جازماً أيضاً أن الثقافة أفضل سبيل للتفاهم بين الشعوب. 
وبعد مطالعتي لتلك المقالة , وهي بقلم الباحث الأردني رسمي الجراح , فهمت , إن مخرج هذه المسرحية الاستاذ عبد الله التركماني قد اختار تقنية ( المسرح داخل المسرح ) , وعرض مسرحية تشيخوف المعروفة – ( الدب ) , ولكنه أثناء عرض تلك المسرحية , جعل أحد ممثليها يعطس على مؤخرة رأس أحدهم , ونتيجة لهذه العطسة , يتوقف عرض مسرحية ( الدب ) , وتصبح العطسة محور العرض , وهكذا يمزج المخرج الأحداث اللاحقة لعرضه بجوهر قصة تشيخوف – ( موت موظف ) , ويحاول استخدامها بشكل ذكي جداً وابداعي , إذ انه يتحدث عن خوف ورعب الناس البسطاء أمام السلطة ( في بلداننا طبعا !) بغض النظر عن كونهم ليسوا مذنبين أمامها , وهو نفس الهدف الذي طرحه تشيخوف في قصته بشكل ساخر جدا وغير مباشر, ولكن المعالجة الابداعية للمخرج جعله ينطلق في أخرى , رغم أنه استخدم نفس العناصر التشيخوفية , مثل موقف زوجة العطاس ورعبها من هذه العطسة, أو تفكير العطاس بالاعتذار عن عطسته , أو ضرورة ارسال رسالة اعتذار بالبريد للشخص الذي عطس على مؤخرة رأسه ...الخ تلك التفصيلات الصغيرة والنموذجية طبعاً , التي تعكس الخوف والرعب الذي يعاني منه الإنسان البسيط الاعتيادي في مثل هذه المجتمعات .
تحية للفنانين المسرحيين في الكويت على هذا المزج الفني الابداعي لمسرحية تشيخوف ( الدب ) مع القصة القصيرة ( موت موظف ) لنفس هذا الكاتب , وتحويرها بهذا الشكل الجميل والرائع , وجعلها تعالج مشاكل مجتمعاتنا , هذا التحوير الذي يدّل - بما لا يقبل الشك-على تفهّم الفنانين الكويتين لأعماق الادب الروسي وروحيته.
ختاماً , أود أن أهدي مقالتي الوجيزة هذه الى زملائي المتخصصين الروس , الذين يدرسون – وطوال سنين كثيرة – موضوع انتشار الادب الروسي خارج روسيا , ويؤكدون دائما على دول الغرب , ولا يلاحظون ما يجري في بلداننا في هذا الخصوص , وقد سبق لي أن كتبت حول هذا الموضوع المؤلم بالنسبة لنا , وأقول ( المؤلم ) لأننا لا يمكن أن نبرر هذا الموقف من قبلهم , لدرجة , إن بعض الزملاء العرب المتخصصين في الادب الروسي بدأوا يتحدثون عن هذه الظاهرة , معتبرين أن موقف الزملاء الروس هو موقف متعمد . دعونا نأمل أن ذلك الموقف هو نتيجة لعدم معرفتهم فعلا لما يجري في بلداننا من دراسات وترجمات وكتابات حول الأدب الروسي , وإن علينا أيضاً تقع مسؤولية أعلامهم بذلك .


مهرجان "إكلان" المغربي لمسرح الطفل يكرم الكاتبة صفاء البيلي

الأحد، 18 مارس 2018

وسط حضور كبير "الأيام" تقرأ ذاكرة المجالس المسرحية العربية بين الأمس واليوم

“طه سالم” .. رائد مسرح اللامعقول منتهلاً من ثراء الحكايا الشعبية

مجلة الفنون المسرحية

“طه سالم” .. رائد مسرح اللامعقول منتهلاً من ثراء الحكايا الشعبية


سماح عادل - كتابات 

هو “طه سالم حسن العبيدي”.. ممثل ومؤلف مسرحي عراقي، ولد عام 1930 في “الناصرية”، العراق، بدأت اهتماماته المسرحية منذ 1946 في “بغداد”، وكتب عدد من المسرحيات ذات الطابع الشعبي؛ منها (الطنطل) و(البقرة الحلوب)، كما واكب العديد من الفنانين العراقيين؛ منهم “يوسف العاني، سامي عبدالحميد وخليل شوقي”، ومثل في السينما أفلاماً من أشهرها: (أبو هيلة) و(شايف خير).

أخته “وداد سالم”؛ رائدة فن التمثيل النسائي، وابنتيه “شذى” و”سهى” وابنه “فائز”، كلهم شكلوا ظاهرة مميزة في الحركة الفنية العراقية، إلى جانب ابنه الراحل الشاعر والممثل، “عادل”. وكذلك “سالم” و”سامر”.

مسرح اللامعقول..

كان لـ”طه سالم” دور ريادي في ظهور “مسرح اللامعقول”؛ فقد كان الرائد عبر مسرحيته (فوانيس)، في النصف الأول من الستينيات، وبمسرحيات أخرى مثل (الكورة). وفي ذلك الوقت كان “مسرح اللامعقول” في بداياته العالمية مع ندرة الترجمات إلى العربية في هذا المجال، ولقد كان “طه سالم” مبتكراً وليس مقلداً في “مسرح اللامعقول”، حيث أدخل الفلكلور الشعبي ضمن عوالمه المسرحية.

أصول فكره..

في دراسة بعنوان (المرجعيات الفكرية في نصوص طه سالم المسرحية)؛ للباحثة “سحر فاضل عبدالأمير” – “جامعة بابل” كلية الفنون الجميلة، نتعرف على حياته من خلال: “نبذة عن حياة الفنان “طه سالم”، (المسرحية)، من ١٩٣٠ – ٢٠٠٩، ولد الفنان “طه سالم” في مدينة الناصرية في العراق عام ١٩٣٠، ولم يظهر عليه نبوغ الفن واهتماماته المسرحية إلا بعد أن أنتقل إلى العاصمة بغداد، على أن السبب المباشر في إصراره على ترك محافظته للتوجه إلى تحقيق أمنياته المسرحية التي لم تجد بداً من الإرتقاء إلا في العاصمة وحصراً عند دخوله “معهد الفنون الجميلة”؛ لكي يحصل على شهادة الدبلوم العالي عام ١٩٥٧- ١٩٥٨، في الفنون المسرحية، وهي أعلى مؤهل في زمانه، فضلاً عن تجسيد مواهبه الفنية التي بدأها أصلاً في أيام التلمذة. وتعد أيام “معهد الفنون الجميلة” ثمرة اهتماماته في هذا التخصيص، حيث تأثر بالكاتب العربي (توفيق الحكيم)، لاسيما مسرحية (أهل الكهف)، إستدرجت “طه سالم”، في عام ١٩٤٧، مسرحية (أهل الكهف) لتوفيق الحكيم إلى مصير مسرحي محتم؛ حينما أذهلته خيمة مرسومة مثل كهف على مسرح متوسطة الفيض التي يمثل فيها “فخري الزبيدي” و”صادق الاطرقجي” هذان الممثلان كانا يبدوان إليه وكأنهما كائنات عجيبة يستحيل العثور على أشباهها في الحياة، استنفرت هذه المسرحية قدراته على التخيل بعوالمها السرية الملغزة”.

وتواصل الدراسة: “عمل “طه سالم”، وعلى مدى ستة عشر سنة، كمشرف فني للنشاط المدرسي في تربية الرصافة وأن إنطوائه في مجال التربية والتعليم لم يمنعه من مزاولة نشاطه المسرحي الذي كان غزيراً في كل المجالات ومنها الإذاعي والتليفزيوني، حيث قام بتأليف العشرات من التمثيليات الإذاعية والتليفزيونية والمسلسلات. وفي العودة إلى نشاطاته المسرحية ذكر للباحث أن أول دور قام به هو دور فتاة صغيرة أيام الإعدادية. وإمتلاكه ذهنية متقدة جعلته يندمج مع أدواره ويجسدها بشكل واقعي بعيداً عن التصنع والتكلف الذي كان سائداً في ذلك الزمن. وفي عام ١٩٦٧ كان أول ظهور له ككاتب مسرحي وذلك مع فرقة “اتحاد الفنانين” للتمثيل، حيث كتب وأثناء دراسته في المعهد خلال الخمسينيات أول نص بعنوان (البطل) الذي أدى فيه دور البطولة، وآخر نص كتبه كان في عام ١٩٨٤ مسرحية (المزمار السحري)، والتي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل على “مسرح الرشيد” وأخرجها “فخري العقيدي”. على أن “طه سالم” عاصر كبار الفنانين العراقيين؛ مثل “يوسف العاني” و”عادل كاظم”، والذين عرفوا بأساليبهم الخاصة، حيث تميزت مسرحياتهم بمواضيعها المستجدة التي تختلف عن مواضيع سوابقها من المسرحيات خصوصاً في طروحاتها عن وجود الإنسان ومصيره في هذا العالم بشكل وأسلوب يقترب كثيراً من الأشكال والأساليب الحديثة، فـ”يوسف العاني” كتب (المفتاح) و(الخرابة) و”عادل كاظم” كتب (الطوفان) و(تموز يقرع الناقوس)، لقد تميز “طه سالم” بالتفرد بأسلوبه الطليعي الذي وصف في بدايته بالتطرف، كما ظهر في (فوانيس وطنطل). وقد أدهشت مسرحية (طنطل) الكثير من الدارسين والمتفرجين بذلك الأسلوب الغريب الذي كتب به المسرحية ودار نقاش قوي وطويل حول طبيعتها وحول ملائمتها لذائقة العراقيين، وقد تأكد لبعض النقاد أن المسرحية تنتمي إلى “مسرح اللامعقول”، حيث اتصفت بالعديد من صفات المسرح الطليعي وقد أكد “طه سالم” تأثره بمسرح اللامعقول عندما كتب مسرحية أخرى هي (ورد جهنمي)، والتي تناولت موضوع مشابه لموضوعة (طنطل) ألا وهو وجود شيطان أو شرير في المدينة يجب الخلاص منه، ثم كتب مسرحية ما معقولة والتي أخرجها “سامي عبدالحميد” لطلبة أكاديمية الفنون أوائل السبعينيات”.



وبخصوص الجوائز والتكريمات توضح الدراسة أنه: “حصد العديد من الجوائز التقديرية في العديد من المناسبات، فقد حصلت مسرحية (الحطاب الصغير) على الجائزة الأولى للدراما عام ١٩٧١- ١٩٧٢، وحصلت مسرحية (بازبند) على الجائزة الأولى عام ١٩٦٩- ١٩٧٠، وكرم من قبل مهرجان الرواد الثاني، الذي أقامته الجامعة العرابية عام ٢٠٠٢، في الأدب المسرحي، وفي عام ٢٠٠٣؛ كرم بجائزة الإبداع. وفضلاً عن ذلك نال العديد من الجوائز التقديرية في مسابقات التأليف المسرحي والتليفزيون وكرائد للفنون المسرحية والأدب المسرحي”.

استلهام التراث..


تؤكد الدراسة على دور التراث في أعمال “طه سالم”: “استلهام طه سالم للتراث باعتماد الموروث والحكايات الشعبية وقد تجلى ذلك في مرحلة الستينات في العراق، حيث كان استلهام التراث بروح معاصرة جديدة في التأليف المسرحي وهي اعتماد المؤلف على الحكاية الشعبية في تأليف النص المسرحي أو تحويلها إلى نص مسرحي وقد ارتبط هذا اللون من التأليف بمرحلة التجديد في المسرح العراقي أوائل وأواسط الستينات، إن طه سالم استطاع استلهام الأدب الشعبي المتوارث واستطاع أن يحمله بعداً إنسانياً مع حاجات العصر، ولم يكن طه سالم عبر تنوعاته مستخدماً للتذكير بالماضي ومحاولة استنساخه بقدر ما كان وسيلة لتقديم أطروحات فكرية تتناسب مع المتغيرات الفكرية والسياسية سواء أكانت تلك المتغيرات تتعلق بالمجتمع نفسه أم بموقفه إزاء ما يحيط به من أحداث عالمية تشكل هي الأخرى في ما يطرأ في الداخل من تحولات، وكتاب المسرح العراقي عندما استلهموا التراث كانوا يدركون ما يتركه من ردود أفعال ايجابية لدى المتلقى”.

وتتوصل الدراسة إلى بعض الاستنتاجات بخصوص “طه سالم”: “1-   إن معمارية الفنان طه سالم الدرامية في استلهامه للتراث والحكاية والتاريخ هي معمارية متأثرة في بناءها بأجواء تعارض مع واقع مسرحياته فلسفة اللامعقول في بنية الدراما بالرغم من أنه ينطلق من بيئة شعبية.



2-     الإعلاء من شأن الإنسان وتمجيد العمل الجماعي لتحقيق الأهداف على المستوى المحلي والإقليمي.

3-     يطرح طه سالم في مسرحياته إشكالية الزمان والمكان إذ ينطلق من المحلية في دروب وإحياء وشوارع المدن العراقية المتعبة إلى كل الإحياء والشوارع في العالم كما أنه يحدد الزمان حتى يصبح صيرورة تأخذ أبعادها من الوضع الطبيعي المهزوز.

4-     سعى طه سالم إلى ربط البنية الحكائية لمسرحياته بالحوارات الداخلية والخارجية وهذا ما تمثل في خاصية المسرحية المركبة المكونة من عدة صور يكمل بعضها البعض وهذه العملية في حد ذاتها تسعى إلى تكسير ضمنية الوحدات الثلاث المعروفة في المسرح التقليدي.

5-     إن التجارب المسرحية في العراق في مرحلة بحث عن أشكال ومضامين متجذرة في عمق حضارتنا العربية والإسلامية وهي تبحث عن منطلقات جمالية وأسس فكرية تحاكي الواقع المعاصر وهذه بدورها متفاعلة مع حركة المسرح العالمي.



6-     اتخاذ طه سالم أسلوباً متميزاً ينفرد به عن غيره من الكتاب ويتضمن الجوانب الفكرية المتعددة إلى جانب إثارة الاهتمام لمسرحياته المختلفة”.

التهميش..

خلال حوار مع “طه سالم” أجراه ” قحطان جاسم جواد” ونشر بـ”مجلة الفنون المسرحية” يقول عن سبب التهميش الذي نال أعماله في الوقت الحالي، والذي كان في السابق، بسبب عدم مجاراة النظام، وأجندته الإعلامية: “السبب أن الثقافة اليوم ومن ضمنها المسرح، لا تحظى باهتمامات الدولة. تصور قدمت مسرحية تناقش واقع العراق اليوم بعنوان “نجمة أم ذويل” منذ أكثر من عام ونصف العام، إلى دار الشؤون الثقافية، ولم تطبع، رغم أن ما يُطبع، فيها، ليس أفضل من مسرحيتي. لا يمكن أن أحدد سببًا معيّنـًا لعدم طباعتها ، لكني أشعر أنّ هناك تهميشاً متعمداً لي، ولجيل الرواد، وأعني جيل المبدعين. ربما تمكن الإشارة إلى توجهات تقف وراء تهميش المبدعين من تلك التوجهات: الأنانية، أو النرجسية الزائدة، و الوصولية… كل ذلك اجتمع في قضية تهميشنا”.

وعن سرقة البعض لأعماله يقول “طه سالم”: ” أعمالي في الستينات كانت تستشرف المستقبل، وكان هناك من يتعكز عليها، أو يأخذ منها… وأحيانا تجد جميع أحداث المسرحية موجودة في نصوص ومسرحيات لآخرين. منها ما قـُدِّم في التسعينات، ومنها بعد مفتتح الألفية الثانية. أشير إلى مسرحيتي «البذرة» التي قدمها عمران التميمي مجدداً ودعا إليها الممثل العربي الراحل يونس شلبي كذلك ترجم محمد عبد الرحمن زنكنة إحدى مسرحياتي إلى اللغة الكردية، ووضع اسمه عليها كمؤلف وليس مترجماً. حتى الفنان الراحل سليم البصري أخذ تمثيلية السائل والمسئول من تمثيلية لي بعنوان شدة ورد التي أعطيتها له ثم، بعد حين، ادّعى أنها ضاعت ثم ظهرت التمثيلية باسمه، وبعضهم الآخر باعها في دول الخليج العربي”

ويقول “طه سالم” عن إنتاجه المسرحي: ” كتبت في حدود أربعين نصاً مسرحياً للكبار والأطفال، منها مسرحيات طنطل و فوانيس أخرجها الفنان إبراهيم جلال و الكُوْرة أخرجها الفنان محسن العزاوي وورد جهنمي وما معقولة إخراج الدكتور سامي عبد الحميد”.

التمثيل..

‎وعن التمثيل يقول “طه سالم “: ” في المسرح كنت أمثل مع فرقة المسرح الفني الحديث، وفرقة اتحاد الفنانين، وكانت من الفرق الخاصة، ولا تأثير للنظام السابق فيها… لكن في التلفزيون كانت التجارب قليلة، لأنني كنت محاصراً لعدم انتمائي إلى حزب البعث… وأذكر من أعمالي التلفزيونية تحت سقف واحد و عيونها والنجوم”. ويجيب عن سؤال “هل طلب منك بصورة مباشرة أن تلتحق بركب البعث؟”: “نعم… لقد ساوموني إن انتميت إلى البعث فسأكون بطلاً لمعظم الأعمال التلفزيونية لكني رفضت”.

وعن تأثيره على البعض يقول: ” معظم الدكاترة في الفن اليوم خرجوا من عباءتي… أذكر منهم الدكتور صلاح القصب الذي أدخلته معهد الفنون الجميلة، حين كنت في النشاط المدرسي وشاهدته في إحدى المدارس، ولا يفوتني أن أذكر، هنا، ابنتيّ، الدكتورة شذا والدكتورة سها. فقد تخرجتا في مدرستي، قبل تخرجهما في الأكاديمية. ولا بد من الإشارة إلى رعايتي لشقيقتي وداد سالم”.



وعن المخرجين الذين جسدوا أعماله يقول “طه سالم ” :” إن أبرز مَن قدم مسرحياتي، هو الفنان إبراهيم جلال والفنان محسن العزاوي لأن عقليتهما منفتحة ومتنورة، ولا يعتمدون الأساليب التقليدية في العمل المسرحي، ويواكبان التطورات في هذا المجال. فمسرحيتي طنطل التي أخرجها العزاوي، أثارت جدلاً واسعاً، فقد قال عنها الناقد المسرحي المترجم يوسف عبد المسيح ثروت: إن جميع كتاب المسرح في العراق تأثروا بالمسرح العربي، إلا طه سالم فله أسلوبه الخاص، في حين قال عنها الناقد حميد رشيد: إنها هاملت في بغداد، وناقد آخر، لا أذكر اسمه الآن، قال: إنها – طنطل – أول عمل في مسرح اللامعقول، في العراق، وثاني تجربة في الكتابة للمسرح العربي، بعد توفيق الحكيم، وقال الناقد علي حسين: إن طه سالم هو رائد المسرح التجريبي في العراق، وقال سامي عبد الحميد: إنه عمل طليعي، في حين قال نيازي عبد الله عن مسرحيتي «فوانيس»: إنها شمس مشرقه في المسرح العراقي”.

المسرح الآن..

عن تقييمه للمسرح في الوقت الحالي يقول “طه سالم”: “في السابق كانت هناك عدة مسارح، والأعمال متواصلة في جميع القاعات، أما اليوم فلا وجود إلا لقاعة واحدة، ومن يقدم أعماله عليها هم فئة محدودة، ولا يتمكن أي فنان أن يقدم عرضاً في المسرح الوطني! ‎من جانب آخر أجد في مسرحنا اليوم ظاهرة الرقاعين التي تتمثل في الذين يأخذون أعمالهم من أعمال سابقة؛ من هنا فكرة، ومن هناك حوار، ومن هنا بيت شعر، ثم تجميعها في أعمال فنية يقدمونها بأسمائهم، ولا يكتفون بسلب حق المؤلف الحقيقي وتشويه نصوصه وأفكاره… بل يذهبون بها إلى المهرجانات على أنها من عنديات أفكارهم… حرام أن يحصل ذلك في مسرحنا، لأن الفنان يجب أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الآخرين… كما أجد أن هناك نسّاخين في مسرحنا ينسخون نصوصاً كاملة من النصوص الأجنبية ويسجلونها بأسمائهم بلا أمانة.‎ الموهبة! فحين يفتقدها الفنان يلجأ إلى ذلك، وهذا دليل ضعف، ومرة أخرى أكرر: وعدم أمانة”.

التنكر للمحلية..

أما عن النفور من المحلية يقول “طه سالم “: “هناك ظاهرة العالمية التي لن نصل إليها إلا عبر المحلية كما وصلها قبلنا نجيب محفوظ… في حين نجد أن هناك في العراق من يحارب المحلية… فمثلاً مسرحياتي لا تطبع لأنها باللهجة المحلية… لماذا نحارب محليتنا، في وقت ينشرها غيرنا في العالم… هناك أعمال كثيرة تعتمد المحلية؛ منها شخصيات مهمة، كلها فقدت بسبب الإهمال والتهميش”.

وعن أحب ما قام به يقول: “التأليف المسرحي أصعب وأشق من غيره… ومسؤوليته التاريخية أخطر من فن التمثيل والإخراج… لهذا تجد أن كُتاب المسرح، في العالم، نادرون، في حين يعجّ فن التمثيل بالمواهب التي لا تعد، فضلا عن ذلك أجد في الكتابة فرصة أفضل لخدمة شعبي وفني”.

وعن الفنان الذي تأثر به يقول “طه سالم”: “أستاذي الراحل والكبير حقي الشبلي وهو في نظري قمة في التربية الفنية… وهو الذي أسس قواعد التعبير الصحيحة، وصقلَ المواهب في الحركة الفنية العراقية… كذلك الفنان إبراهيم جلال الذي يعد مفخرة عراقية وعربية في الإخراج، كذلك الحال مع الفنان جاسم العبودي وأسعد عبد الرزاق، اللذين قدما خدمات جليلة للفن العراقي”.

مراحل تجربته..

يقول”طه سالم ” عن محطات تجربتك الفنية: ” لقد بدأت فنانا في مرحلة الواقعية الاجتماعية؛ تلك التي تقوم على المؤلفات التحريضية، والكاشفة لعيوب الواقع ومفاسده… بعد ذلك، وبالتجربة والممارسة، تبلورت لديّ صيغ الكتابة شكلاً ومضموناً فطرقت الرمزية، والتعبيرية، وحتى السريالية… كما ذكر ذلك غير ناقد فني. ‎اليوم لا ينصب همي على اتجاه الكتابة، بل على محو تلك الكتابة! لأنني أكتب من دون أن أجد نتيجة لتلك المقدمات الشاقة والطويلة، وبطريقة تثير الاستغراب! فهل من المعقول أن يُركن كاتبٌ مثلي شغل المسرح، وأهله لعدة سنوات بنتاجه المتميز؟ بدلاً من الاستفادة من خبراته وتجاربه وكتاباته.‎ لقد كتبت مسرحية نجمة أم ذويل، كما ذكرت، وكان فيها الكثير من الإرهاصات والإسقاطات على واقع اليوم… لكن أين هو الذي يُظهرها إلى الوجود؟ لقد ولـَّدَت هذه الحالة إحباطات في نفسي، وأنا الذي تفاءلت بانهيار النظام السابق، وتوقعت الانفتاح من النظام الجديد على الكتاب الرواد لاسيما الذين كانوا مهمشين مثلي! الحرية واحة كبيرة للفنان لأنها تتيح له الإبداع والانطلاق، وعلينا أن نفهمها بمغزاها الحقيقي بعيداً عن التهميش وغلق الأبواب أمام المبدعين”.
توفى طه سالم في 16 مارس 2018 عن عمر يناهز 88 عاما.

محمد العامري وأبداعه في الأخراج المسرحي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية







  محمد العامري وأبداعه في  الأخراج المسرحي / محسن النصار                    


يعتبر الفنان المسرحي  الإماراتي محمد العامري من المسرحيين الذين أسهموا في تطور المسرح التجريبي في  الأمارات 
بأسهاماته المتميزة  على مستوى الأخراج  المسرحي فكان يبحث عن كل ماهو جديد في المسرح ليؤكد   من خلاله حضوره المسرحي اللافت على المسرح الإماراتي من خلال تجاربه  المسرحية الجديدة التي حظيت بنجاح كبير في «أيام الشارقة المسرحية» كون هذا  المهرجان  يعتبر مكانا للأبداع والتألق المسرحي  حيث يجمع المسرحيين  الإماراتيين  ومن خلال هذا المهرجان برز  وتميز بحضوره المسرحي   الذي  أفرز أعمال مسرحية جعلت له أمكانية أبداعية  في المسرح كمسرحيات  (صهيل الطين ، بالامس كانو اهنا ، اللوال ، حرب النعل , غصة عبور.
ومسرحية غصة عبور  أخر مسرحياته التي قام بأخراجها وعرضت في مهرجان المسرح العربي العاشر في تونس  والمسرحية من  تأليف تغريد الداود, وكانت الرؤية الأخراجية لمحمد العامري في  مسرحية غصة عبور التأكيد على  إيصال صورة مسرحية مؤثرة  في  الجمع بين أربع شخوص لكل شخصية حكايتها و مأساتها واعتمد في ذلك على جانب السينوغرافيا في أظهار ديكور وأضاءة ومؤثرات صوتية وأزياء متناسقة جماليا مع حوار منسجم و اُسلوب سردي متوازن  موظفة بشكل جميل لخلق  الجو النفسي العام  كأجواء الخوف و الألم والقلق و مرارة الإنتظار التي  تعيشها الشخصيات .
 وبذلك أثبت تميزه وحضوره الفني في المشهد المسرحي الإماراتي والعربي  وذلك في أضفاء  وخلق الحس الجمالي ذو الطابع النوعي  ,الذي  لا ينفي الواقع المتداول , ولكنه يحيله الى واقع اخر بملامح وعناصر  فكرية وجمالية  يتخذ منها واسطة للاظهار المسرحي مستعينا بالفكرة والحوار والشخصيات من خلال أعتماده على المساحات الزمنية الفكرية الواسعة  للنص المسرحي وعليه فأنه  يتعامل مع النصوص المسرحية التي يقوم بأخراجها وتجسيدها على خشبة المسرح  بلغة الواقع والرمز والتعبير ومن خلال تفكيك النص المسرحي  ومحاولة فك رمزه والغوص  بين ثناياه  ومساحاته وفضاءاته ,معتمدا على النظام التوزيعي لهيكلية مضمون النص بدلا من النظام التتابعي فتكون بذلك رؤياه الأخراجية  أكثر انفتاحا في تعميق الفعل المسرحي  للوصول الى أحاسيس مؤثرة  عند المتفرج وتكون بيسر مع اشتعال الروح  لتاكيد الأفعال المسرحية من خلال  بواعث انهمار الضوء والضلام على سطوح أجساد الممثلين  والتي تضئ  مرة اخرى كل شئ في طريقها ، فتصبح  الأفكار والحوار كالقناديل المتوهجة بآمالها ، أفراحها ، أحزانها ، تتزحزح بثقلها في ذلك الجو الجمالي  الممتلئ بأحاسيس البشر وشجونهم . . هذا كله انعكاس لحالات وجدانية عميقة عند الفنان محمد العامري ، يحاول تجسيدها في العروض المسرحية التي قام بأخراجها بحيث  يتوق إلى معرفة ما ينبعث من إشراقات في نفس الممثل والمتفرج الذي يدهشه المشهد  البصري المتقن في مسرحياته  المنجزة ومكامن الخلق والأبداع  المتأصل في ثنايا عروضه المسرحية وعالمها ذي وقع سحري يستمد قوته التعبيرية كمخرج مسرحي  قد  ساهم في  تطور المسرح االأماراتي  وقد ستمد ذلك من خلال  دوافعه وسعيه الى تجسيد  عروضه المسرحية برؤى جديدة من خلال التصورات الجديدة لإستخدام السينوغرافيا في المسرح وتطويعها في عروضه المسرحية  الإبداعية.
 كصفة جمالية مستوحاة من الأفكار والصور المسرحية  التي يقوم بأستنباطها من النص المسرحي بعد ان يقوم  بتفكيكه وصياغته بصورة جديدة ومؤثرة لذلك   لقب بمجنون المسرح لإبداعه وشغفه في المسرح .


لقاء التجارب المشرقية والمغربية في أيام الشارقة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

لقاء التجارب المشرقية والمغربية في أيام الشارقة المسرحية

"كتاب الله: الصراع بين النور والظلام" لسلطان القاسمي في افتتاح الأيام، وملتقى فكري لمناقشة تاريخ التجربة المسرحية العربية بما يتصل بحاضرها.

تنطلق فعاليات الدورة الـ28 لأيام الشارقة المسرحية يوم 13 مارس الجاري على مسرح قصر الثقافة بالشارقة وتستمر إلى غاية 22 من نفس الشهر.

ووفق بيان صحافي صادر عن دائرة الثقافة في الشارقة فإن الدورة الحالية لـ”الأيام” تفتتح بمسرحية جديدة من تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وعنوانها “كتاب الله: الصراع بين النور والظلام”. وتشارك في العمل الجديد نخبة من الممثلين والمؤدين، بقيادة المخرج السوري جهاد سعد.

وتشارك في الدورة عدة عروض مسرحية إماراتية، حيث تقدم الأيام مسرحية “رسالة” من تأليف قاسم مطرود وإخراج عارف سلطان، من إنتاج جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و”ليلك ضحى” من تأليف وإخراج غنام غنام، وإنتاج فرقة المسرح الحديث بالشارقة، و”حرب النعل” تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج حسن رجب وهي من إنتاج جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح.

كما تقدم الأيام مسرحيات “ليلة بعمر” من تأليف جاسم الخراز وإخراج حمد الحمادي لمسرح دبي الشعبي، و”فقط” من تأليف عبدالله مسعود وإخراج فيصل الدرمكي إنتاج مسرح بن ياس، و”تداعيات” تأليف أحمد الماجد وإخراج مرتضى جمعة أنتجها مسرح دبي الأهلي، و”ما بعد الإنسان” تأليف أحمد الماجد وإعداد وإخراج مهند كريم يقدمها مسرح خورفكان للفنون، إضافة إلى مسرحية “موال حدادي” تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج مرعي الحليان من مسرح رأس الخيمة، و”المجنون” إعداد قاسم محمد وإخراج محمد العامري من مسرح الشارقة الوطني.

كما وقع الاختيار على عرضين من العروض التي تميزت في الدورة الأخيرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة وهما “الذاكرة والخوف”، المقتبسة عن نص الملك لير لوليم شكسبر، للمخرج سعيد الهرش، ومسرحية “العميان” من تأليف موريس ميترلنك وإخراج يوسف القصاب.

كما سيتم عرض المسرحية المغربية الفائزة بـ”جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي” في الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في يناير الماضي بالعاصمة التونسية، وهو بعنوان “صولو” من تأليف وإخراج محمد الحر.
وتقدم جميع العروض المشاركة في مسارح قصر الثقافة ومعهد الشارقة للفنون المسرحية.

 أما لجنة التحكيم الخاصة بالعروض المحلية المتنافسة على جوائز المهرجان، فتضم كلا من رندا أسمر من لبنان، والمغربي بوسلهام الضعيف، وخليفة الهاجري من الكويت، ومعز المرابط من تونس، ووليد الجلاف من الإمارات.

يشار إلى أن أيام الشارقة المسرحية تأسست 1984 لتكون منصة فنية وثقافية تتبارى فيها الفرق المسرحية الإماراتية على جملة من الجوائز الخاصة بفنيات العرض المسرحي. كما تحفل الأيام بباقة من الأنشطة الفكرية المصاحبة، بمشاركة كفاءات مسرحية من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وضمن الدورة الـ28 من أيام الشارقة المسرحية، ينتظم الملتقى الفكري المصاحب لفعاليات المهرجان، كما تناقش هذه الدورة تاريخ التجربة المسرحية العربية بما يتصل بحاضرها، وما يخص جانبها الاجتماعي والثقافي، وما يرتبط بمسائلها الفنية والتقنية؛ وإلى جانب الملتقى الفكري السنوي، تستقبل الأيام الدورة السابعة من ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي، الذي يحتفي سنويا بمجموعة من متفوقي كليات ومعاهد المسرح العربية، وذلك بالتنسيق مع إدارات تلك الكليات والمعاهد، كما قصدت إدارة الأيام أن تأتي الندوات المصاحبة متنوعة في موضوعاتها، بحيث تشمل محاور عدة من شواغل وأسئلة المجال المسرحي العربي.

ويجيء الملتقى الفكري المصاحب للدورة الجديدة تحت شعار “النقد المسرحي: الترجمة والتثاقف”، وينظم يوم 14 مارس بمشاركة نقاد ومترجمين من بلدان عربية عدة.

ويحاول الملتقى أن يتعرف على تأثير حركة الترجمة في مسيرة النقد المسرحي العربي، في بداياتها وامتداداتها.

وفي هذا الإطار تحاول المداخلات والشهادات التي ستقدم فوق منصته، الإجابة على أسئلة مثل: هل من مسار يمكن تحديده وتعيين ملامحه لحركة ترجمة النقد المسرحي من اللغة العربية وإليها؟ وإلى أي حد أسهمت الترجمات المنجزة في مجال النقد في قراءة وفرز وكتابة تاريخ التجارب والتيارات والأساليب المسرحية العربية بين المشرق والمغرب؟

ويشارك في الملتقى كل من سعيد يقطين وحسن البحراوي وأحمد بلخيري من المغرب، والجزائري سليمان اصفية، وإبراهيم العريس من لبنان، وأنور محمد من سوريا، والأردني عدنان المشاقبة، وعاصم نجاتي من مصر.

سلطان القاسمي يستقبل الرئيس الفرنسي في جناح الشارقة بـ «باريس للكتاب» سموّه أهداه عدداً من إصداراته التاريخية وأعماله الأدبية المترجمة

مجلة الفنون المسرحية


سلطان القاسمي يستقبل الرئيس الفرنسي في جناح الشارقة بـ «باريس للكتاب» سموّه أهداه عدداً من إصداراته التاريخية وأعماله الأدبية المترجمة

باريس - وام



استقبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في باريس، أول من أمس، الرئيس إمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، خلال زيارته جناح الشارقة المشارك في معرض باريس للكتاب.

وتجوّل الرئيس الفرنسي يرافقه صاحب السمو حاكم الشارقة في جناح الإمارة التي حلّت ضيفاً مميزاً في الدورة الحالية من المعرض تقديراً لإسهاماتها ومبادراتها في دعم الثقافة والمثقفين في الوطن العربي والإسلامي، ونهوضها بالحراك الثقافي في مختلف مجالاته الأدبية والفنية، وجهودها في دعم الترجمة، ومن بينها الترجمة إلى اللغة الفرنسية.

وتعرّف الرئيس الفرنسي من صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أبرز المؤسسات والجهات الداعمة للكتاب والكتّاب في دولة الإمارات بشكل عام، وفي إمارة الشارقة على وجه الخصوص، المشاركة ضمن جناح الإمارة في معرض باريس للكتاب. كما بيّن له سموّه دور الشارقة الرائد في خدمة المجتمع وجعله أقرب للكتاب، من خلال مبادراتها المختلفة التي تقوم بها.

وأهدى صاحب السمو حاكم الشارقة الرئيس الفرنسي، في ختام جولته في جناح الإمارة، عدداً من إصداراته التاريخية وأعماله الأدبية المترجمة إلى اللغة الفرنسية.

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد زار معرض باريس للكتاب ترافقه قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين مؤسس ورئيس مؤسسة «كلمات».

وتفقّد سموّه جناح الشارقة، الذي ضمّ عدداً من المؤسسات التي تُعنى بالكتاب والنشر، وهي هيئة الشارقة للكتاب ودائرة الثقافة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي، ومؤسسة الشارقة للإعلام، واتحاد كتّاب الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومكتبات الشارقة وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات، وجائزة اتصالات لكتاب الطفل.

وخلال اللقاء الذي جمعه بالأدباء والمثقفين، حرص سموّه على تفقّد أحوالهم، فيما ناقش اللقاء عدداً من الموضوعات في المجالات الثقافية، وسبل تطوير الواقع الثقافي في الوطن العربي.

وتسلّم سموّه إهداءات من الكتب والإصدارات الأدبية لعدد من المثقفين والأدباء.

ونظمت الجهات الثقافية والمؤسسات الحكومية المشاركة ضمن الجناح عدداً من الأنشطة والبرامج والندوات الثقافية والأدبية، وعرضت للزوار ومرتادي المعرض أبرز إصدارات تلك المؤسسات وخدماتها في مجال النشر، فيما شهد الجناح عدداً من العروض الحية للحرف الشعبية وصناعة الدمى والأكل الشعبي.

وحضر الفعاليات وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي، ووزيرة الثقافة الفرنسية، فرانسويزي نيسين، ومحمد المر وسفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية، عمر سيف غباش، وسفير المملكة العربية السعودية لدى فرنسا، الدكتور خالد العنقري، ورئيس دائرة الثقافة، عبدالله محمد العويس، ورئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، ورئيس معهد الشارقة للكتاب، الدكتور عبدالعزيز المسلم، ورئيس دارة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، علي إبراهيم المري، ورئيس المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، نورة النومان.

كما حضرها المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، عبدالله علي مصبح النعيمي، ومدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، محمد حسن خلف، والمدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، راشد محمد الكوس، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، حبيب الصايغ، ومستشار الرئيس التنفيذي مدير عام «اتصالات» في المناطق الشمالية، عبدالعزيز تريم، ومدير عام «أبوظبي للإعلام»، الدكتور علي بن تميم، وعدد من المسؤولين في المؤسسات الاتحادية والمحلية، ورؤساء تحرير عدد من الصحف.







ثاني عروض «أيام الشارقة المسرحية» «حرب النعل».. فانتازيا المخرج وكوميديا النص تدهش الجمهور

مجلة الفنون المسرحية

ثاني عروض «أيام الشارقة المسرحية» «حرب النعل».. فانتازيا المخرج وكوميديا النص تدهش الجمهور

محمد عبدالمقصود ــ الإمارات اليوم



الكوميديا التي يتم توظيفها بشكل جيد لخدمة الفعل الدرامي، لا تفسد ولا تشوش على المقولات والقضايا الرئيسة للعرض، بل على العكس، يمكن توظيفها لنسج وصال أكبر مع الجمهور، وهذا ما عكسته بالفعل مسرحية «حرب النعل»، ثاني العروض المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان «أيام الشارقة المسرحية» في دورته الـ28 التي استضافتها، أول من أمس، خشبة قصر الثقافة، من إنتاج جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، وتأليف إسماعيل عبدالله وإخراج حسن رجب، وتمثيل جمال السميطي وحسن يوسف ومحمد بن يعروف وسلطان بن دافون ونورة علي.

عبدالله: اتهام مُشرّف

ردّ مؤلف «حرب النعل»، الفنان إسماعيل عبدالله، على تساؤل أحد المتداخلين في الندوة التطبيقية، حول ما إذا كان العمل يكرس اتهامه بأنه دائماً ما ينحاز لحضور المرأة في مجمل أعماله، على نحو يكاد يكون مبالغاً فيه، بقوله: «إذا كان الأمر كذلك، فيشرفني أن أكون نصيراً للمرأة».

وداعب عبدالله، في مداخلته، المخرج حسن رجب، بقوله: «أنت صديق الطفولة، والآن أتعلم من جماليات رؤاك الإخراجية، وما حققته من خبرة أكاديمية وعملية».

جيانا عيد: عن روح الإمارات

توقفت الفنانة، جيانا عيد، تحديداً عند روح البيئة المحلية الإماراتية، مضيفة: «أتحدث عن الروح التي أبرزها العرض، وجعل منها امتداداً لصيغة عالمية، نجد ما يوازيها في مختلف عصور المسرح، لكنها هنا بنكهة إماراتية خالصة».

وأضافت: «خصوصية العمل تنسحب على عالم عربي يواجه حرباً كونية تسعى لمحو نسقه القيمي والأخلاقي، ليصير مسخاً لا ينتمي لأصله ولا يشبه سواه، بسبب موجات الانقسامات والتشرذم المتلاحقة».

حسن رجب أخذ نص إسماعيل عبدالله، إلى مساحته المفضلة، ليجدده على الخشبة بالمعالجة الفانتازية الساخرة، التي تتوسل بالكوميديا، وتغوص بتراجيديا عميقة، في ذواتنا ومخيلاتنا، لينتج عملاً جديداً بالكلية، محققاً تواصلاً مدهشاً مع الجمهور أمام الخشبة، على الرغم من أن النص سبق تقديمه في مناسبتين برؤية إخراجية مغايرة، في عامَي 2011، و2015، لتكون رؤية رجب مختلفة، ليس لجهة حداثتها فقط، بل بإخلاصها لجيناته الإخراجية الخاصة.

فانتازيا التشظي، والطغيان، وذوبان الهوية، والانبطاح المسبق لتكالب الآخر، هي ما تصوغ الوجع في «حرب النعل»، وهي حالات، مهدت لها سيادة الظلم، عبر شخصية «حوت» النوخذة الظالم، الذي يتحكم في قوت قرية ساحلية يقتات أهلها على مهنة صيد الأسماك، وهو الدور الذي يؤديه الفنان حسن يوسف، في حين يؤدي دور الوكيل وأهم رجال بطانته الخاصة، محمد بن يعروف، وعلى النقيض يبقى الرجل الضرير «غيث» الذي يؤدي دوره سلطان بن دافون، مناهضاً دائماً لتصرفات النوخذة، ومعه ابنته «حور»، في دور للممثلة نورة علي، أما الأكثر محورية في تطور الأحداث دائماً، شخصية «الصنقل» السكير العربيد خفيف الظل، فجسد دوره بإتقان لافت الفنان جمال السميطي.

إلى أي مدى يمكن أن يكون الطغيان والتجبر تمهيداً لانكسارات لا تُبقي ولا تذر، لا تفرق بين الطغاة، والمغلوبين على أمرهم، لا سيما حينما تكون الاستهانة بالخطر المقبل، منشؤها رأس التجبر والطغيان الذي يرى أن التسلح بـ«النعال» كافياً لردع القطط الغازية، فتصبح مهمة المتكالبين من الخارج على خيرات المستضعفين بالداخل، أكثر سهولة.

فالقرية المظلوم أهلها لمصلحة متجبر فرد، تتعرض لغزو من مجاميع قطط، يستهان بها، حتى يستفحل خطرها، ويكتب لها السيادة في القرية، متحكمة في أهلها ونتاجهم من الأسماك، بل غازية بيوتهم، لتكون لحظة الأمل في مولود القرية القادم هي نفسها ذروة الانكسار، فالمولود القادم مسخ، أقرب لملامح الأعداء، لا لسمات أهل الدار الذين تلاشوا أمام جموع القطط الغازية.

اختار رجب منذ البداية فضاء رحباً لحركة الممثلين، غابت معه قطع الديكور بالكامل في معظم الفترات، لكنه استعان بجماليات الإضاءة الموظفة توظيفاً فنياً دقيقاً، لدرجة أنها أصبحت عوضاً عن قطع ديكور ضرورية، كما في مشهد مونولوج حميمي بين «الصنقل»، وأمه الراقدة في قبرها، ومنذ استهلال «حرب النعل»، تبين أن المخرج الذي صمم بنفسه الإضاءة والموسيقى، يُعلي من توظيف هذين العنصرين، فحضرت أيضاً الموسيقى الحية، قبل أن تتحول إلى مسجلة بعد ذلك، في خيار فني يبدو أنه جاء اضطرارياً لظروف ضيق وقت البروفات السابقة للعرض.

السبت، 17 مارس 2018

مسرحية «صولو»من «قرطاج» إلى «المسرح العربي» وصولاً إلى «الأيام» .. تحرر العالم يمر من قلب «زهرة»

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «صولو»من «قرطاج» إلى «المسرح العربي» وصولاً إلى «الأيام» .. تحرر العالم يمر من قلب «زهرة»

محمد عبدالمقصود - الأمارات اليوم 

احتفت أيام الشارقة المسرحية، مساء أول من أمس، بواحدة من الليالي التي تم استحداثها في الدورات الأخيرة، بأيام الشارقة المسرحية، باستضافتها أفضل عمل مسرحي عربي، هو «صولو» المغربية، التي اقتنصت جائزتين في مهرجان قرطاج، قبل تتويجها بجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، باعتبارها أفضل عمل متكامل في مهرجان المسرح العربي، قبل أن تكون على موعد مع جمهور أيام الشارقة المسرحية.

محمد صبحي: سعيد بجائزة راعيها حاكم الشارقة

أعرب الفنان المصري محمد صبحي، عن سعادته بفوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، في دورتها الـ12، مضيفاً «السعادة منشؤها سؤال حيوي مفاده: من الذي يمنحني الجائزة؟ فراعي الجائزة ومانحها هنا هو أديب وفنان حقيقي، ومهرجان أيام الشارقة المسرحية هو من المهرجانات المهمة على مستوى الوطن العربي».

وتابع صبحي، في استعراضه تجربته: «المسرح في مصر، وجه يبوح به لعشاقه ومحبيه، فيمنحهم ما يبحثون عنه من فن خالص، ومتعة رائعة، وقيمة إنسانية سامية، ووجه آخر يبحث عن جمهور مغلوب على أمره، يبهره ببريق أضوائه الزاهية التي لا تفضي به إلى شيء».

يعرض اليوم:

مسرحية «حرب النعل»، من إخراج حسن رجب، وتأليف إسماعيل عبدالله، بقصر الثقافة، لفرقة جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح.

وسبقت العرض ندوة تطرق فيها الفنان محمد صبحي، إلى مجمل تجربته المسرحية، بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، وهي الجائزة التي تم إطلاقها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، دعماً للإبداع المسرحي العربي.

ولا يمكن مشاهدة مسرحية «صولو» لفرقة أكون للثقافة والفنون، التي استضافتها أمس خشبة قصر الثقافة بالشارقة، من إخراج محمد الحر، وبطولة آمال بنحدو وسعيد الهراسي وهاجر الحامدي، دون الوضع في الاعتبار لسياق طرح دراماتورجي مقتبس من رواية «ليلة القدر» للطاهر بنجلون، حيث خضعت صياغتها الإخراجية لمسار روائي في نقل قضايا تحرر الذات، والمساواة بين الجنسين، وإثارة أسئلة وجودية تشغل الإنسان، انطلاقاً من موضوع معاناة المرأة من السلطة المجتمعية بمختلف تجلياتها.

تطرح «صولو» الأسئلة، أكثر مما تزعم الإجابة عنها، وهي في مجموعها، أسئلة جوهرية مرتبطة في مستواها الأول، بزهرة أحمد، الشخصية التي تروي شهادتها، لكنها في مستوى ثانٍ، تبقى أسئلة مرتبطة بالمرأة، وفي مستوى ثالث، يبدو كأن معالجة لواقع عربي مترد، هو ما يهيمن على الرؤية، لكن قراءة أكثر شمولية، تقودنا حتماً إلى أن العمل بحث صوفي عن تحرر الإنسان.

وفي زمرة الأسئلة التي تطرحها «صولو» نجد تساؤلاً حين تجد المرأة نفسها في مجتمع ذكوري يرفض إنجاب البنات، وعندما تجبر على أن تكون ذكراً، في لباسها وطريقة تفكيرها ونمط معيشتها لتقتل أنوثتها الفطرية، التي انتُهكت بالأساس في عملية ختان قاسية، حين تعيش برغبة أبيها التي يريدها ذكراً، رغماً عن طبيعتها، لتصبح «أحمد» بدلاً من زهرة.

وانفتح العرض على ديكور غير متكلف، موائم في مجمله لتبدلات الصراع النفسي، خصوصاً الداخلي، لدى «زهرة أحمد»، مقتصداً، متيحاً حرية مناسبة لحركة الشخصيات، عبر منصة تقف خلفها الممثلة الرئيسة، وحاجزان خشبيان، في حين لعبت الإضاءة والمؤثرات الصوتية دوراً مهماً ورئيساً في استدراج المتلقي باتجاه مزيد من التعمق في معاناة زهرة.

وعلى الرغم من أن النص المسرحي معالج من نص روائي، إلا أن المحتوى الدرامي جاء متحرّراً من رائحة الرواية، باستثناء اللجوء إلى سرد، قد يبدو مبالغاً فيه بمقاييس الكتابة المسرحية، في مواضع بعينها، يمكن تبريرها بأن الأمر متعلق بشهادة الفتاة زهرة، من خلال روايتها مسار تحررها في طقس صوفي تتطور فيه الحكاية عبر سبعة أبواب مختلفة.

وعلى الرغم من أن الأسئلة الجزئية العديدة، التي يطرحها العرض، ظلت بحاجة إلى إجابات، ربما من المتلقي نفسه، بعد أن ألح على إثارتها العرض، إلا أن التساؤل الجوهري قد تم استيعابه بالفعل، ضمن رؤية انتصرت لكل الزهرات، وليس لزهرة أحمد فقط، ليكون تحرّر الذات الإنسانية محققاً لدى كل منا، في الوقت الذي تحصل فيه «زهرة» على انعتاقها، وكأن العالم يمر من قلب زهرة ودائرة تحرر ذاتها.

مشهد من المسرحية 

قراءة في عنوان مسرحية "ليلك ضحى" لغنام غنام

استهلّت المنافسة على جوائز الدورة الـ 28 لأيام الشارقة «ليلك ضحى».. دراما شاعرية على خشبة «الفنون»

مجلة الفنون المسرحية

استهلّت المنافسة على جوائز الدورة الـ 28 لأيام الشارقة «ليلك ضحى».. دراما شاعرية على خشبة «معهد الفنون»

محمد عبدالمقصود - الأمارات اليوم 



يمكن استهلال تناول مسرحية «ليلك ضحى»، الذي استضافته خشبة معهد الشارقة للفنون، مساء أول من أمس، كأول العروض المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الـ28، لأيام الشارقة المسرحية، الممتدة حتى الخميس المقبل، بالانحياز إلى الجانب المعتم من الثنائية، تماماً كما اختار مخرجه وكاتبه الفنان الفلسطيني غنام غنام، أن يفعل، مقدماً سواد الليل، على ضوء النهار، في عمل، نصه الأصلي المكتوب، ربما يضعنا عنوانه بشكل أوضح في صلب محتواه، وهو «ليلك ضحى.. الموت في زمن داعش».

وفاء الحكيم: عزفت على أوجاعنا

قالت الفنانة المصرية وفاء الحكيم، إن غنام غنام عزف بعمل «ليلك ضحى»، على أوجاع قلوبنا، مضيفة: «تمسك المخرج والمؤلف بشاعرية طاغية، على الرغم من كل الألم، ومنع حتى استدعاء مشاهد الدم إلى الخشبة».

وأضافت: «يؤكد العمل بالنسبة لي أنه من المهم أن يظل مخرجه فناناً، وليس أي شيء آخر»، لكنها استدركت على غنام خيار تحطيم العود، مضيفة: «تمنيت أن يكون هناك حل آخر، بخلاف تحطيم العود على الخشبة».

خلّاف: نعم.. لتحطيم العود

أبدى الناقد الجزائري عبدالناصر خلّاف، اعتراضه الشديد، على مداخلة وفاء الحكيم، وقال: «أقسم بالله العظيم، لو لم يتحطم العود لغادرت قاعة العرض مباشرة».

وتابع: «هذا هو التحول الأهم في العمل، وأيّ حل آخر، كان سيبدو مخالفاً لقوة تأثير المسرح الذي درسناه، وخبرناه».

لكن خلّاف أخذ على غنام اختياره بأن يكون الإرهابي، طالباً سابقاً في معهد فنون مسرحية، مضيفاً: «وكأنك هنا تدين الفن، والخشبة».

أسعد فضة: فَرِحٌ بك

أبدى الفنان السوري أسعد فضة، إشادة كبيرة بعرض «ليلك ضحى»، وقال لمخرجه غنام غنام: «تمتلك مشروعاً واضحاً أتابعه منذ زمن، أنا فرح بك».

وأضاف: «يجب ألا نصادر حقّ المخرج في اختياراته في ندواتنا التطبيقية، ولا يجوز أن نفرض وصايانا، ونحن أهل المسرح، على مبدع، فأهلاً بوجهات النظر، دون أن تحمل وصايا، أو مصادرة لحق أصيل لمخرج العمل، وصاحب الرؤية».



ارتأى غنام، أن يستبعد الإشارة إلى «داعش» في العنوان الذي فاز في مسابقة وزارة الثقافة الأردنية، لأفضل نصّ مسرحي مكتوب، عام 2016، ربما، لمزيد من التعميم، بعد أن تكاثر الفصيل الواحد، مخلفاً فصائل كثيرة، وربما لأسباب جمالية، تتعلق باختيار العنوان.

وتبدو الثنائية الأبرز، التي يحيل إليها العرض، ليس في ثنائية النور والظلام فحسب، وإنما في ثنائية «الحب والظلام»، فالأول المتجذر في قلبي الشخصيتين الرئيستين، لا يعيش في سيادة الثاني، الذي تنشره قوى الإرهاب الباطشة، لكن المفارقة التي جعلت غنام غنام، ربما يفضل العرض على خشبة معهد الفنون المسرحية في الشارقة، وليس قصر الثقافة، هي أن أبطال العمل، حسب المحتوى الدرامي، هم خريجو أو طلاب معهد فنون مسرحية، أحدهم جرفه تيار الظلاميين، في مسعى إلى مزيد من نكء الجراح بإبراز التضاد.

العمل الذي أنتجه المسرح الحديث بالشارقة، هو الأول لغنام، في المسرح الإماراتي، بعد تجربة وحيدة، ككاتب نصّ، مشارك في مهرجان دبي لمسرح الشباب، وكأن تلك المشاركة جعلته منحازاً للخيارات الشابة، فيما ضم «ليلك ضحى» العديد من الوجوه التي ظهرت بشكل خاص على خشبات «الشباب»، ومنهم رائد دالاتي، علياء المناعي، عمر الملا، فيصل علي، بالاضافة إلى الفنان إبراهيم سالم، والفنانة آلاء شاكر.

ويتناول العمل بلغة درامية عميقة، ما يتعرض له «ضحى وليلك»، خريجا معهد الفنون.. المدرّسان في بلدة نائية تقع تحت سيطرة متطرفين من تيارات عدة، حيث يصبح ما يدرّسانه في قائمة المحرّمات، التي يجب القضاء على الداعين إليها، من وجهة نظر من نصّبوا أنفسهم حاكمين على البلدة.

وعلى الرغم من الحالة السوداوية التي طغت على العمل، إلا أن شاعرية النص، منحت المخرج الكثير من النوافذ المريحة للمتلقي، لاسيما في ظل وجود عزف حيّ قادم من عمق الخشبة، مثل محوراً رئيساً، في دعم تطور الفعل المسرحي، باستمرار على الخشبة، ليرسخ هذا العمل حضور المؤثرات والموسيقى، ليس باعتبارهما عنصرين مساندين، بل رئيسين بالفعل، لإيصال المحتوى الدرامي نفسه. توافر ما يشبه فرقة موسيقية متكاملة على الخشبة، جاء مغرياً للتماهي في توظيف الأغنية أيضاً، وكأنها سلاح آخر لمقاومة حالة الخوف التي يفرضها «الظلاميون»، ليتحول ليل الخوف، إلى مساحة زمنية مواتية للعشق، والتأمل، بصوت العديد من الشخصيات، بل على نحو جماعي أخاذ، أيضاً في إحدى اللوحات المشهدية.

في المقابل، جاءت سينوغرافيا «ليلك ضحى»، مقتصدة لحدّ مثالي، أتاح للممثلين مساحة جيدة للحركة في فضاء المسرح، عاكسة التأثير النفسي الذي أراده المخرج، في الوقت نفسه، فالزهرة البيضاء، قد تتحول إلى ميكرفون في يد المحبوب المستعذب انتشاء محبوبته بغنائها فيروز، وباب تعذيب المجموعة الإرهابية، قد يصبح باطنه، باب أمل، وحياة جديدة لـ«ليلك» وضحى.

أداء الممثلَين الرئيسَين علياء المناعي، ورائد دالاتي، جاء بمثابة واحدة من الجماليات الرئيسة في العرض، وكذلك سائر الممثلين، لكن درجة الانسجام في ثنائية أداء المناعي ودالاتي، جاءت عاكسة لتطور أداء الممثل.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption