تصنيفات مسرحية

السبت، 15 سبتمبر 2012

قراءة في عرض جوف الحوت...

مجلة الفنون المسرحية


قراءة في عرض جوف الحوت...

سعيد بن حدو

قدمت فرقة الحدباء المسرحية العراقية عرضاً مسرحياً مونودرامياً (جوف الحوت) تأليف ناهض الرمضاني  تمثيل واخراج عباس عبد الغني في المهرجان الدولي للفنون المرئية والمسرحية المنعقد من 03 سبتمبر الى 09 من نفس الشهر 2012 في مسرحي المركب التقافي لمولاي رشيد والمركب التقافي لسيدي بليوط.

 جاءت قراءة المخرج للنص والمعالجة التي تراتبت بعدة مستويات فقد تم ترجمة أجزاء من الحوار إلى لوحات جسدية كما حصل مع لوحة السيف التي عبرت عن التعايش الذي عاشته الشخصية مع السيف واستذكار البطولات العديدة والمغامرات المدروسة والغير مدروسة للسيف مع الشخصية ,ثم جاءت المرأة ومناجاتها من قبل الشخصية وهنا تمت معالجة المرأة بضوء جانبي ازرق لتكون المتنفس الذي استطاعت عبره الشخصية أن تجعل المتلقي يتطهر من أدران الأعباء الثقيلة التي القيت على كاهل الشخصية في الأحداث المتعاقبة التي مرت على المدينة وعايشها كل إنسان فيها وخصوصا الشخصية التي مثلت كل إنسان حاول أن يحمل على كاهله مهمة إصلاح العالم, وجاءت معالجة الموضوع عبر تقسيم العناوين التي تضمنها النص إلى أجزاء عدة يفصل بينها صوت موجة وهو تكرارا تطرق له المخرج في عروض سابقة كعرضه الجمجمة في العام 2007 بمهرجان المونودراما في اللاذقية, لكن الموجة هنا لم تتكرر أكثر من أربع مرات وجاء الفاصل الأخر في عود نصير شمة الذي استخدمه المخرج ليكون معايشة أخرى وترجمة للحوار الذي يتضمن مرور الزمن والشخصية تعيش مع الجمجمة ,فمرة ينام مع الجمجمة ومرة يطعمها ومرة يرقص معها, ثم إن هذا الأسلوب البصري للترجمة الحوارية تكررت في أكثر من عرض للمخرج نفسه,وعند سؤالنا له قال انه أسلوب يجعلني الخص الحوارات الطويلة التي قد ترهق المتلقي ,وسألته وهل أنت ترغب بإراحة المتلقي فقال طبعا. وأنا برأيي أن هذا الترحيل أو الترجمة للحوار إلى لغة جسد هو أمر غير مبرر إنسانيا لكنه مبرر درامياً, ثم تأتي مناجاة الشخصية للضمير الذي عبر عنه المخرج والممثل في الآن نفسه بضوء اخضر وجعله يجلس بوضع الإنسان الذي يصلي  حتى جعلنا نعتقد انه يناجي ربه ,ثم اكتشف الممثل أن هناك كتاباً داخل الحوت وتساؤل هل هذا الحوت يحوي بجوفه كل هذه الأمور من سيف وجمجمة وحكمة متمثلة بالكتاب ثم مانفع الحكمة التي لم تحافظ على أسوار مدينتنا؟؟ هذا جاء بلسان الشخصية مما جعل الجمهور يصفق طويلا على هذه الجملة الحوارية التي أعطاها المخرج الممثل عبد الغني تركيزا كبيرا بالأداء  بحرفية عالية مما جعل العرض يرتب ضمن العروض الاحترافية التي وقفت وجهاً لوجه مع العروض الأجنبية الفرنسي والاسباني والهولندي والسويسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق