مدونة مجلة الفنون المسرحية
صدر للناقد المسرحي الدكتور باسم الاعسم كتابه الموسوم بـ ( نقد الخطاب المسرحي )، عن وزارة الثقافه والمطبوع في مطابع دارالشؤون ألثقافية في ( 184 ) صفحة، وقد طبع بحرف صغير.
دأب الدكتور باسم الاعسم على ان يواكب النقد المسرحي بكل جرأة ومهارة، وان تحفظ عيناه ما يرسمه الممثلون على خشبة المسرح في عروضهم المسرحية وتلتقط اذناه كل شاردة وواردة فيما ذاكرته تختزن الاشياء كلها، واذا ما اراد ان يقول نقده فلن تفوته فائتة ولا يلجأ الى حسابات غير دقيقة او فيها روح المجاملة، وهذا ما جعله واحدا من اهم نقاد المسرح وطالما اشير اليه بالبنان، وما كتابه هذا الا نتاج تجربة احترافية يمتلك قيمته الفنية والاكاديمية ليكون مرجعا مهما لاهل المسرح.
اقسام الكتاب
تضمن الكتاب على ثلاثة أقسام، حيث تناول القسم الاول نقداً تقويمياً لعروض منتدى المسرح ونقوده الى جانب نقد عروض مهرجان المسرح العراقي الثالث، وقد أوضح الناقد الاعسم فيه أن العروض ألمسرحية قد كانت على وفق ألشكل الاتي:العروض التي أشرها النقاد وفازت بجوائز، والعروض التي قوبلت بأستحسان المتلقي لخلوها من التهريج، والعروض الهابطة التي لاتتجاوز حدود التمرين المسرحي.
اما النقود المسرحية فقد قسمها على وفق ثلاثة أقسام هي: أولاً: النقد (النصي) المضموني، ثانياً:- النقد (الحداثي)، وثالثاً:- النقد اللحظوي (الانفعالي).
اما القسم الثاني فقد اختص في البحث عن بعض عروض المخرج الفنان الدكتور سامي عبد الحميد ذات النفس التجريبي، في حين كرس القسم الثالث لنقد العروض المسرحية التي كانت بحدود (51) عرضاً مسرحياً لمختلف ألاجيال والامكنة والاتجاهات طوال أربعة عقود.
العلامة الفارقة في النقد
وقد احتوى الكتاب على مقدمة للمؤلف ثم تقديم بقلم الاستاذ ( سليم المرشدي ) وكان تقديماً جميلاً وشفافاً، كما كان في الكتاب اهداء الى رئيس واعضاء رابطة نقاد المسرح في العراق،لأنها،حسب رأي الدكتور الاعسم، العلامة الفارقة في النقد، بل انه يراها المرحلة التنويرية التي أضاءت المشهد المسرحي والنقدي بمزيد من الطروحات النقدية الحداثية لأساطين ألنقد المسرحي في العراق ومنهم: أ. د. عقيل مهدي يوسف , أ. د. حسين علي هارف، أ. د. باسم ألاعسم، أ. د. رياض موسى سكران، أ. د. يوسف رشيد، عباس لطيف , عواطف نعيم، ياسر ألبراك , أ. د. محمد حسين حبيب، د. جبار حسين صبري , واخرون.
حوار مع المؤلف
الى ذلك فقد اكد الدكتور باسم الاعسم أن الخطاب المسرحي من أشد الخطابات قدرة على الاستجابة للتغيير، مشيرا الى اهمية رابطة نقاد المسرح التي بفضلها امتلك النقد هويته وعلميته وأكاديميته.
* ما المدة التي تناولها الكتاب للعروض المسرحية؟
- الكتاب يغطي أربعة عقود من ألمسرح ألعراقي من بواكير العقد الثمانيني وحتى بعد التغيير.
*هل تناول الكتاب مسرحيات عراقية فقط ام عربية وعالمية، ولماذا؟
- أختص الكتاب بنقد ألعروض المسرحية العراقية فقط , لتسليط الأضواء على أسالييب وأتجاهات المخرجين العراقيين وكذلك النقاد المسرحيين.
* المسرحيات التي تناولها الكتاب هي هي جادة ام تجارية ام النوعين معا؟
- جميع العروض المسرحية التي خضعت لمشرط النقد ألمسرحي هي عروض جادة ولمخرجين جادين على تباين أساليبهم وأراؤهم.
* ما الذي لفت انتباهك اكثر في دراستك للخطاب المسرحي العراقي على اختلاف المراحل؟
- لفت أنتباهي أكثر بعض المخرجين الرواد الذين أمتلكو أساليب واضحة، أي أنهم تركوا بصمة فنية وأسلوبية متميزة , أمثال د. سامي عبد الحميد وقاسم محمد وصلاح القصب و د. عقيل مهدي يوسف وعوني كرومي، مع تجارب بعض المسرحيين الشباب امثال كاظم ألنصار وعماد محمد وأسامة السلطان
*هل وجدت ان المسرح العراقي تخلى عن الرمزية والتلغيز في خطاباته؟
- لم يتخل المسرح العراقي من الرمز والرمزية بمعنى , أن العروض المسرحية على تباين الازمنة قد حفلت بالرموز لمعالجة المسكوت عنه ولأضفاء قدر من الايحاء والتشفير على العرض المسرحي بوصفه قيمة فنية وتعبيرية بما في ذلك العروض التجارية فأنها بمواضع محدده تلجأ الى الرمز لكي لاتبدو ساذجة ومباشرة بنحو سطحي مقيت، أو لأعتبارات سياسية.
*هل وجدت اي تأثير للتغيير في العراق على الخطاب المسرحي، اين كان السلب واين الايجاب
- أن الخطاب المسرحي من أشد الخطابات قدرة على الاستجابة للتغيير وكنت قد أنجزت بحثاً حول المسرح بعد التغيير نشر في مجلة ألمركز ألعراقي للمسرح.
* هل استفزك خلال دراستك هذه مخرج معين ولماذا؟
-أستفزني أكثر من مخرج كما ذكرت ولعل سامي عبد ألحميد و د. صلاح ألقصب وقاسم محمد و د. عوني كرومي و د. عقيل مهدي يعدون من أبرز المخرجين الذين أمتازت عروضهم بملامح اسلوبية طبعت الحركة المسرحية الحديثة، وقدمت عشرات الرسائل والاطاريح الجامعية حول عروض اولئك المخرجين، الى جانب مئات المقالات والدراسات مما يؤكد فرادتها على نحو مبين.
*كيف ترى واقع النقد المسرحي العراقي؟
- لقد مر النقد المسرحي بمحطات أشرت أبرز أشكالياته منذ بواكيره وحتى الان، اذ طالما خضع في فترات سابقة الى أناس قدموا الى النقد المسرحي من الادب والصحاقة فسار النقد الانطباعي والايدولوجي والصحفي، لكن بعد تأسيس رابطة نقاد المسرح امتلك النقد هويته وعلميته وأكاديميته.
يذكر ان الناقد الدكتور باسم الأعسم من مواليد محافظة الديوانية عام 1955 , بكالوريوس فنون مسرحية من كلية الفنون ببغداد عام 1978 , حصلَ على الماجستير في النقد المسرحي عام 1987 عن رسالتهِ الموسومة ( النقد وعلاقتهِ بمكونات العرض المسرحي )، ونال شهادة الدكتوراه عام 2001 عن رسالتهِ الموسومة ( مفهوم الجليل والجميل في الدراما )، شغلَ منصب عميد كُلية الآداب بجامعة القادسية للفترة من 2003 الى 2005 , وترأس مُنتدى الدغارة الثقافي، وهو أحد المؤسسين لرابطة نُقاد المسرح في العراق عام 1995 , صدر له قبل هذا الكتاب ستة كتب في النقد المسرحي
عبد الجبار العتابي
ايلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق