تصنيفات مسرحية

الخميس، 18 ديسمبر 2014

المؤتمر المسرحي الأول.. هل تتخلى وزارة الثقافة عن دورها بدعم المسرح ؟

مدونة مجلة الفنون المسرحية
مسرحتواصلت اعمال المؤتمر المسرحي في يومه الثاني، وطرحت ثلاث اوراق في الجلسة الاولى التي ادارها المخرج حكيم حرب.
المتحدث الاول، د.محمد نصار قدم ورقة بعنوان، المسرح المدرسي ووزارة التربية والتعليم العالي، اشار فيها الى اهم المشاكل التي تواجه المسرح المدرسي والمتمثلة في مشكلة القاعات، والتقنيات وتوفير الازياء. وان هناك اسئلة معلقة بهذا الخصوص، مثل تشكيل الفرق المدرسية، واختيارها، والزام المدارس بالمشاركة في مهرجان وزارة التربية، وتوفير وتأهيل الكوادر للاشراف على النشاط المسرحي، وان يكون هناك مساحة معقولة في المناهج المدرسية للمسرح والفنون عامة.
الورقة اثارت نقاشا، واقتراحات لبدائل، وتوصيات، كانت تدور بشكل اساسي على ان المسرح المدرسي بحاجة الى قرار وزاري حتى لا يبقى مجرد اجتهاد من المدارس، ذلك انه من خلال المسرح المدرسي يمكن تنشئة جمهور، وفرز مواهب، وهذا يتطلب تدخل النقابة لاقناع وزارة التربية، بانشاء مديرية متخصصة بالمسرح، وان تتوسع المناهج في هذا الاتجاه، والاهتمام بالبنى التحتية، والاستفادة من خريجي الفنون المنتسبين للوزارة، وان يكون هناك مسار فني بعد الصف العاشر، واعادة تسيير الخطوط بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم.
الورقة الثانية قدمها الكاتب هزاع البراري، بعنوان المسرح الاردني ووزارة الثقافة، وبدأها بقوله ان وزارة الثقافة صاحبة النصيب الاكبر من الانتقاد، كلما تمت مناقشة ومراجعة شؤون المسرح الاردني، وطرح سؤالا صادما عن وضع الحركة المسرحية الاردنية في حال قررت وزارة الثقافة وبدون سابق انذار الانسحاب، والتوقف عن دعم المسرح والمهرجانات الاردنية، هذا السؤال "اللغم"، كما يقول البراري، يدل على هشاشة الحركة المسرحية عندنا، وانها حركة عرجاء تقف على قدم واحدة، ولم تعمل على تحصين ذاتها والبحث عن اشكال الدعم خارج الوزارة، برغم العمر الطويل للحركة المسرحية الاردنية.
البراري دعا الى تشكيل ادارة مستقلة لمهرجان المسرح الاردني، وتحديث التشريعات، وتطوير اداء، ومساقات التعليم في معهد تدريب الفنون التابع للوزارة، وتكييف العروض المسرحية بحيث تكون صالحة للعروض خارج العاصمة، وتتكيف حسب الامكانات التقنية المتاحة، وعدم اقحام الفرق الشعبية في التمثيل والمشاركة في المهرجانات الخارجية، كونها تأخذ حصة غيرها، ولها مهرجانات خاصة بها، واعادة تنظيم الاسابيع الثقافية بحيث يكون المسرح احد مكوناتها.
واشار الى ان الذين يقودون العملية المسرحية في وزارة الثقافة هم من الفنانين، والى نقص النشر في مجال التأليف والنشر والنقد المسرحي، وتساءل عن دور فرق المسرح الخاص وفيما اذا قدرت على بناء كينونتها.
ورقة البراري وتساؤلاته اثارت الجدل خاصة فيما يتعلق بوزارة الثقافة ودورها، وصلت الى حد تخوف بعضهم من ان ترفع الوزارة يدها عن دورها في دعم الثقافة، والخوف من وجود سياسة تهدف الى تدمير الثقافة، وتهميش المبدعين، واسئلة عن الدور الحقيقي الذي تقوم به الوزارة، وتاثير هذا الدور في مجمل المشهد الثقافي، ودعا المشاركين الى ضرورة قيام نقابة الفنانين بالضغط على الوزارة لمأسسة مهرجانات المسرح.
ورقة الكاتب جبريل الشيخ، كانت بعنوان النص المسرحي بين الحضور والغياب، الذي حاول تشخيص مشكلة النص بالعودة الى جذورها، التي يعيدها الى مابعد الحرب العالمية الثانية، التي انهكت اوروبا روحيا وماديا، وخرجت حركات تمردت على الحضارة الاوروبية، وكان للمسرح نصيب كبير، حيث تم كسر كل القوالب المتعارف عليها، وكان النص احد ضحايا مسرح الجيب، ويقول الشيخ، ان مصر اوفدت طلابا الى اوروبا، الذين عادوا الى مصر وهم يحملون معهم هذه الافكار الجديدة، ويعود الكاتب ليحيل الامر على الطلبة الاردنيين الذين توجهوا لى مصر، وتلقوا علوم المسرح على ايدي الاساتذة المصريين العائدين من اوروبا، الامر الذي انعكس على المسرح الاردني، عندما عاد هؤلاء الطلبة، ليكونوا آباء المسرح الاردني، وليصبح النص المسرحي في اغلبه كلاما، وليس حدثا مرئيا، وهذا ليس نصا مسرحيا من اساسه.
الورقة الاخيرة للفنان علي عليان، بعنوان، الفرق المسرحية، منتج للمسرح، ومنظم للمهرجانات، حيث اخذ فرقة المسرح الحر نموذجا، واعتبرها تمثل حالة تكاملية مع وزارة الثقافة، ومع كل جهات الاختصاص، وان الفرق الخاصة تعمل على محور الانتاج المسرحي السنوي، وعلى محور اقامة المهرجانات، ولها دور في التنوير وبث روح التسامح، والانفتاح ونبذ التطرف.
ويتساءل عليان عن نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، ويرى ضرورة طرح الاهداف قصيرة الاجل والاستراتيجيات، وتحديد من هو المحترف ومن الهاوي، وزيادة المهرجانات وعدم حصرها بالعاصمة، وادخال ميزانيات الفرق الخاصة ضمن موازنة وزارة الثقافة، ورفع سقف ميزانية شراء العروض، والترويج الاعلامي والاعلاني لها، وتنظيم آلية عمل هذه الفرق، وفق شروط وغايات واضحة.
وبذلك انتهت الجلسة الاولى من اليوم الثاني لمؤتمر المسرح الاول – الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمسرح الاردني.

العرب اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق