مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
كتاب نص الخشبة |
صدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وضمن سلسلة الدراسات المسرحية كتاب جديد للكاتب والباحث المسرحي العراقي أحمد الماجد بعنوان "نصّ الخشبة".. رصد من خلاله ماهية النص المسرحي وأشكاله وإشكالياته وتشكلاته الدرامية على الخشبة والذي جاء في 280 صفحة.
حاول المؤلف في هذا الكتاب تسليط الضوء على عدد من القضايا المهمة في شكل ومضمون النص المسرحي، حين ناقش مقاربات النص المسرحي أثناء تشكل العرض وقبله، وإشكالياته المتعددة وشراسة العلاقة المتأزمة بين نصّ المؤلف ونصّ المخرج في معركة ضروس تدور رحاها منذ زمن ليس بالقريب بين الخشبة وما قبلها.
أكد كتاب "نص الخشبة" على أن الكتابة المسرحية هي أولا وآخرا عملية خلق.. صناعة قبل أن تكون هواية.. منوهاً إلى ضرورة وجود العقل الخالق للنص، لكي يصبح العمل الفني مستوعبا لعناصره ويتشكل كائن جديد مستقل، فالعقل الخالق لا يتميز فقط بالقدرة على النقل أو التعبير، بل بالقدرة على المزج مزجاً كيماوياً متكاملاً..
إذ يرى المؤلف في هذا الكتاب أن النّص المسرحي عنصر ثابت وخطاب ثانوي ما لم يبلغ الخشبة، حيث يخضع فوقها لعملية التحويل، هذه العملية تمحورت في علاقة المخرج بـالفضاء الدلالي الشامل، والذي يعني توحيدا لمختلف العناصر الداخلية والخارجية ووضعها في حركة تداخل وتمازج.. والذي يؤدي إلى تحول الفضاء الثابت إلى فضاء متحرك.. مما جعل دور المخرج يتجاوز عملية إعادة انتاج النّص وصار يطرحه على أنه إشكالية.. الأمر الذي فرض نوعا من التعددية في القراءة والتأويل وهو ما وصفه المؤلف هنا بنصّ الخشبة.. فلم تعد الكلمة وحدها تسيطر على فضاء العرض.. بل تسيد المنحى التجريبي تشكيل الفضاء عند المخرجين الذين جعلوا منه ثيمة أساسية وإبداعية في مجمل عروضهم المسرحية.
وناقش الكتاب العديد من المسائل المتعلقة ببنية النص المسرحي وتشكلاته قبل العرض وبعد العرض، حيث طرح المؤلف هذه الإشكاليات كل على حدى.. من حيث أهمية الحوار الدرامي، وتأثير بيئة النص الاجتماعية، وأثر الصورة وكذلك الصمت في العرض المسرحي، والإنقلاب الذي قاده مسرح العبث على النص، وكذلك إشكالية تكوين نص الممثل في الارتجال، وأيضاً، عزلة النص المسرحي وانغلاقيته عند يونسكو، بالإضافة إلى فرضية الاشتغال على الزمن وإشكالية الاشتغال على شخصيات الملوك في كتابة النصوص المسرحية، واستغلال نصوص شكسبير سينمائيا والكتابة الإلكترونية وغيرها. كما حوى الكتاب على قراءات في نصوص وعروض مسرحية معاصرة لعروض ونصوص مسرحية إماراتية وعراقية، ضمنها المؤلف في هذا الكتاب كتجارب عملية تؤكد على ما ذهب إليه في توجهاته ورؤاه نحو كتابة النص المسرحي.
يذكر أن للمؤلف العديد من النصوص والدراسات المسرحية الصادرة عن دور نشر عربية مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق