مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
تمثل الثقافة والفنون بمختلف مكوناتها عنصرا اساسيا من ذاكرة الامة، والحرص على توثيق الذاكرة يمثل مسؤولية وطنية، واذا كانت الادوات المتاحة للتوثيق لا تسمح كثيرا بتحقيق هذه الغاية، فان التقنيات المستجدة تقدم خدمة كبيرة في هذا المجال، وما ينقصها فقط هو القرار والارادة.المسرح الاردني مر بمنعطفات كثيرة، بين صعود مشهود له، وفترات ركود، ولكن ذلك بقي في جزء كبير منه محفوظ بالذاكرة، وحتى الكتب التي صدرت لم تكن شاملة، كما انها لم تلق قبولا تاما من الفنانين، ولذلك فان الخطوة التي اقدمت عليها وزارة الثقافة ممثلة بمديرية المسرح والسينما ومديرها المخرج محمد الضمور تمثل خطوة رائدة ومهمة وفي الاتجاه الصحيح، وتلاقت مع توجهات الهيئة العربية للمسرح التي يقول امينها العام اسماعيل عبدالله "ان مشروع التوثيق بكل تجلياته، من حفظ الوثائق المسرحية، الى اقامة بنك المعلومات، ومركز للتوثيق القومي على مستوى العالم العربي، كلها من اولويات الهيئة التي تعمل على تحقيق مشروع استراتيجي للمسرح العربي، وقد كان التوثيق عنوانا رئيسا في ملتقيات شارك بها مختصون على مستوى الوطن الكبير".
العرب اليوم التقت المخرج محمد الضمور مدير مديرية المسرح والسينما للحديث حول الموسوعة.
* كيف بدأت فكرة خزانة ذاكرة المسرح الاردني؟
- منذ اول يوم استلمت فيه عملي بالمديرية، كان اول ما بحثت عنه هو الوثائق الخاصة بالمسرح الاردني، ووجدت كراتين بها اشرطة لاعمال مسرحية عن السنوات السابقة، وعند فحصها وجدت ما يقارب النصف قد تلف بسبب سوء التخزين، ليبدأ مشوار البحث عن الوثائق المصورة والمطبوعة، سواء داخل الوزارة، او الاعتماد على المخرجين انفسهم، ووجدت ان أي تاخير سيساهم بشكل اكبر في تلف وضياع ما تبقى من الارشيف، فتقدمت للوزارة بفكرة جمع ارشيف المسرح الاردني.
* كيف تبلورت الفكرة عمليا على ارض الواقع؟
- كنت في مهرجان الشارقة المسرحي، وانا اعرف اهتمام الهيئة العربية للمسرح بالتوثيق، فكان ان طرحــــــت الفكرة على الامين العام اسماعيل عبدالله، الذي رحب بالفكرة وتجاوب مـــــع المشروع وقد تم الاتفـــــاق على الخطوات من خلال مراسلات بيـــــن الوزارة والهيئة للبدء بالتنفيذ الفعلي للمشروع.
* هل كان هناك اشتراطات للهيئة على تنفيذ المشروع؟
- لم يكن هناك أي شرط في الاتفاق بين الوزارة والهيئة، فقد تولت الهيئة انجاز المشروع كاملا، مقابل نسخة واحدة فقط من الموسوعة.ولمسنا استعداد الهيئة لتبني مشاريع مقنعة وتؤدي الى نتائج، فالافكار قائمة وهناك اتصال وتواصل دائم لمشاريع في هذا الاطار.
* كيف بدأ العمل الفعلي بجمع الوثائق؟
- تم تكوين فريق عمل من 26 شخصا، وتوزيعهم على ارشيف الصحف المحلية، والاستعانة بارشيف الفنانين والصحافين وكل من لديه وثائق، وتم حصر 270 عملا مسرحيا خلال الفترة من 1991-2012، حصلنا على 170 عملا مسجلا على اشرطة الفيديو، والباقي اما انه مفقود او تالف او لم يتم تسجيله اصلا. وتم جمع ما يزيد عن 4000 وثيقة، ومجموع صفحات الموسوعة 1700 صفحة في 3 اجزاء.
* كيف ترى اهمية الموسوعة وتاثيرها على الحركة المسرحية؟
- لقد وضعنا بين يدي الباحثين والدارسين مادة توفر عليهم الجهد، وستظهر نتائج هذه الموسوعة في السنوات المقبلة، واتمنى على كليات الفنون ان يضعوا الموسوعة في متناول الطلبة، وتدريبهم على عمل الابحاث، فالموسوعة بمثابة بانوراما للمسرح العربي، وستبرز قيمتها بعد صدور الدراسات المعتمدة عليها.
* كيف كانت ردود فعل الفنانين؟
- كانت ردود فعل متفاوته، ولكن في الغالب كان هناك تثمين لهذا المنجز الذي يوثق لمسيرة المسرح، واعترض بعضهم من دون ابداء الاسباب.
* هل ستواصلون استكمال هذا المشروع؟
- الخطة التي نعمل عليها الان هي اعطاء الاولوية لمهرجان عمون للشباب، ومهرجان مسرح الطفل الاردني، ونقوم بجمع الوثائق وكل ما يتعلق بالمهرجانــين تمهيدا لاصدارهما في كتاب. ونحن منذ عام 2013 نجمع كل ما يكتب، وتوثيق نشاطات المديرية كاملة، وتسجــــيل كافة المسرحيات، فهذا مشروع وطني مستمر ولن يتوقف، ونسعى ليكون هناك مصدر تمويل دائم له.
العرب اليوم - رسمي محاسنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق