تصنيفات مسرحية

السبت، 22 أغسطس 2015

أبجدية فن الأزياء في المسرح.. دراسات تاريخية

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يشير كتاب «أبجدية فن الأزياء في المسرح»، لمؤلفته منال نجيب العزاوي، إلى أنَّ «الأزياء في المسرح هي الجلد الثاني للممثل» بحسب المخرج المسرحي الروسي (تايروف)، ومن المؤسف أنَّه لم يُكتب في هذا الموضوع الحيوي إلا النزر اليسير، ويكاد يكون معدوم الذكر من قبل الفنانين المعنيين بصورة خاصة بفن الأزياء.
فالزيّْ هو نتاج العلاقة المنظورة للشخصية التي تدل على قوميتها وعلى المرحلة التاريخية. إنَّ الأزياء هي تصميم دلالة تساعد الممثِّل في عملية الأداء لتجسيد المعنى الذي يشتمل على جميع عناصر الفن بدون استثناء.
فهو: الانتقاء والتنسيق تبعاً لبعض المبادئ، وهو ضرورة أساسية في المسرح والسينما وفي معظم ألوان الجمال الطبيعي إن لم يكن كلها، وهنا تبرز العلاقة بين الزيّْ وبين أسلوب العرض الفني: هل العمل مأساوي أم كوميدي ؟ والإجابة أن يقوم مصمَّم الأزياء بتوضيح وتركيز القيم العقلية العاطفية للشخوص.
تروي المؤلِّفة مراحل تطور الأزياء وتنوعها، من خلال الرسوم الجدارية في الكهوف والمغاور عند الإنسان في العصر الحجري القديم، ومن خلال ما رسم في المقابر عند المصريين، والبابليين والآشوريين أو عبر التماثيل والمنحوتات، ومن خلال كتابات المؤرخين القدامى.
ومما لا شك فيه أنَّ أكثر العصور وضوحاً من حيث معرفتنا بالأزياء، هي العصور القديمة ونقصد تلك التي استقرَّ فيها الفينيقيون والكنعانيون. ومن ثمَّ الحضارات السومرية والآكادية والبابلية والفرعونية والآشورية والصينية والهندية والإغريقية والرومانية.
ومن أهم المصادر التي يمكن اعتمادها للدلالة على تطور الأزياء في هذه الفترة الكتابات المسمارية والهيروغليفية، التي أثبتت أنَّ الأقوام التي سكنت بلاد الرافدين وبلاد النيل هي أقوام ساهمت في تطور الزيّْ وتنوعه للرجال والنساء والعسكريين والملوك والوزراء والقادة والرعاع.
أما الفينيقيون فكانوا من سادة صنَّاع الملابس في العالم..وتبين المؤلفة عن الأزياء عند السومريين والآكاديين أنها متقاربة، إذ ارتدى الرجل في هذه الفترة قطعة قماش تُلَف حول الجسم في منطقة الخصر، فيما بقي الصدر عارياً.
وتستنج المؤلِّفة أنَّ السومريين حقَّقوا الكثير من المنجزات الحضارية ولا سيما في مجال الأزياء، فكان الإبداع في مجال الغزل.. فاستطاعوا تحويل المواد الأولية للصوف والقطن إلى خيوط وأقمشة. وكان لامتزاج شعبيّْ سومر وأكاد، أثرٌ كبير بنشوء شعب جديد فظهرت الدولة البابلية، التي بدأ التطور يصاحب مجمل حياة شعبها فكانت هناك علامات واضحة على مستجدات الزي البابلي.
المؤلف في سطور
منال نجيب العزاوي. كاتبة وباحثة عراقية، مهتمة بقضايا المسرح والأدب. لديها الكثير من الدراسات.

أنور محمد - البيان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق