تصنيفات مسرحية

الخميس، 27 أغسطس 2015

«أوليفر».. حلقة وصل مسرحية بين الثقافة العربية والعالمية

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

أعلن الممثل والمنتج والمخرج المصري وسفير اليونيسيف للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة خالد أبو النجا عن تقديمه عرضا مسرحيا للمرة الاولى بالاردن وتحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، وهو «أوليفر» المسرحية المعالجة عصرية باللغة العربية لتجسيد «شق الغنى والفقر» بالمدينة العربية ولتحقيق حقوق الاطفال بكافة الدول العربية او الاجنبية ، فيما سوف يقدم العرض الاول من هذه العمل باليوم الأول من ايلول المقبل وحتى الثالث من نفس الشهر بالساعة السابعة مساء مع طاقم عمل من أطفال لاجئين سوريين وأطفال أردنيين مع فنانين محترفين. ونوه الممثل والمنتج والمخرج المصري وسفير اليونسيف للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة خالد أبو النجا في تصريح خاص لـ « الدستور « على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده امس بالمركز الثقافي الملكي بعمان عن هذا العمل المسرحي، ان الازمة الان ليست عربية فقط ولكنها اخذت بعدا عالميا ايضا والتهجير بات لشعوب العربية وبخاصة الاطفال منهم في كل مكان بسبب ما تشهده المنطقة من نزاعات ضحيتها هم الاطفال وما سوف نقدمه بمسرحية « أوليفر « وهو عبارة عن وصلة بين الثقافات العالمية والعربية واختيار هذا العمل اختيار عظيم لنا لتقديمها للدول العربية لحثها على تجسيد واقع حقوق الاطفال في بلدهم اكثر مما هو معمول به بالدول الاخرى. واعتبر الممثل والمنتج والمخرج المصري أبو النجا ان فلسفة تقديم مثل هذا العرض بهذا المستوى تمكن في رؤية هامة .. رؤية ترفض عرض الانكسار والتذكير بمآسي التهجير والفقر وتقدم عرضا يرفع الرأس ويحقق الفخر للقائمين عليه، فهؤلاء الاطفال لاجئين كانوا او أقل حظا هم ثروة بشرية فاذا استثمرنا فيهم الجهد والحب باحتراف تحولوا من عبء الى فخر للمجتمع، فيما أوليفر هي من كلاسيكيات المسرح الغنائي للمؤلف بارت وهي مبنية عن كتاب لتشارلز ديننز الذي كان صفعة في وجدان لندن منذ عقود مضت وبنقلها عبر الزمن الى يومنا هذا وفي مدينة عربية نطمح ان تكون أوليفر العربية أيضا صفعة في وجدان المدن العربية للتذكير بحقوق الطفل المهدرة. وتطرق أبو النجا الى سبب تواجده في الأردن بالقول: «أقوم حاليا بإجراء الترتيبات اللازمة  لعرض مسرحية «أوليفر» الغنائية المزمع إنتاجها باللغة العربية لاول مرة، وإن اعادة تقديم هذا النص الكلاسيكي البريطاني «أوليفر» والحائزة على جوائز ستكون من خلال فريق مسرحي معظمه من الاطفال الاردنيين والعرب جنبا الى جنب مع فنانين محترفين بهدف تعزيز روابط الصداقة والتعاون. ولفت أبو النجا اننا نقدم بهذا العمل للمرة الأولى معالجة عصرية باللغة العربية للمسرحية الكلاسيكية الغنائية أوليفر لكاتبها ليونيل بارت وهي من اخراجي مع المخرج الموسيقي ناير ناجي المايسترو لدار الأوبرا بالقاهرة ومساعد الموسيقى كرم شكور وطاقم الأطفال الذي يتكون من « 36 « طفلا سوريا لاجئا وأطفال أردنيين من الأقل حظا، وهذه المسرحية مدعومة من قبل المنتج البريطاني سير كاميرون ماكينتوش وتم تحديثها بشكل عصري معاصر لتدور أحداثها بمدينة عربية اليوم وتم تعريب النص وكتابة الأغاني على يد مترجمة أفلام ديزني الكاتبة زينب مبارك، فيما تم عمل ورشات عمل ودعم نفسي عن طريق الموسيقى والدراما لمدة ستة أشهر لأكثر من «100» طفل سوري لاجىء وأطفال أردنيين من الأقل حظا للمشاركة في هذا العمل الخاص جدا وهو أوليفر، حيث عبر صياح 16 عاما بالقول ان مشروع المسرحية الموسيقية أوليفر غير شيئا ما في قلبي لا أستطيع أن أشرحه، اما فادي 13 سنة فقال أوليفر هي مسرحية رائعة لنشارك فيها لانها قصة طفل يحارب من أجل حقوقه كما أفعل أنا، اما ابراهيم عمران فيقول اللي حبيبه بالمسرحية أوليفر انها كشفت عن شقين للمدينة العربية غني وشق فقير أنا من الشق الفقير كما هو دوري بالمسرحية.    ولفت ابو النجا الى ان مشروع هذا العمل المسرحي بدأ كفكرة بسيطة عندما طلبت شركة ريفيوجي برودكشن، وان ننفذ مسرحية سابقة تعنى بقضايا المرأة العربية لا سيما اللاجئات منهن، وبعد نجاح ذلك العرض طلبت الشركة ان ننفذ نسخة معربة من مسرحية «اوليفر»، وان المسرحية تتحدث عن حق الطفل الطبيعي بتوفير مأكل وملبس جيد له، وان الاطفال وقضاياهم ليسوا عبئا او ترفا، وانما لهم حقوق، لافتا الى ان استثمار مشاعر الحب في الاطفال يقدمهم كعناصر فاعلة في المجتمع. ونوه الى ان انطلاقة هذا العمل تأتي من الاردن الذي يستقبل اعدادا كبيرة من اللاجئين وبما يقدمه من رعاية لهم ويتمتع به من استقرار، مثمنا جهود وزارة الثقافة والمؤسسات الاردنية الشريكة والداعمة. وشددت مديرة الاتصال المؤسسي والتسويقي في أمنية رانيا أبو خضر ان دعم شركتنا لهذا العمل ياتي لدعمنا الفن والثقافة كونه بالدرجة الاولى دعما انسانيا وليس تجاريا، كما نفخر في امنية بشراكتنا من خلال انتاجها الأول لمسراحية أوليفر باللغة العربية حيث تجسد تلك الشراكة للقيم الموحدة والمشتركة بيننا، وقد بنيت امنية على حس قوي بالمسؤولية الاجتماعية والايمان بقوة الابداع والفن ودوره في رفع مستوى المعيشة والحياة اضافة الى فلسفة امنية التي نعمل على تنفيذها على أرض الواقع في كل مشروع من مشاريعنا كما هو الحال في شراكتنا هذه لانتاج مسرحية أوليفر بالعربي. وتضيف أبو خضر بالرغم من أهمية المشروع ككل الا أن الانجاز الرئيسي بالنسبة لنا يكمن في اشراك مئة طفل من اللاجئين السوريين والأردنيين الأقل حظا في العمل الانتاجي سواء ممن سيظهر منهم على المسرح أو ممن ساهموا في أعمال ضمن المشروع، فيما ساهمت فترة التدريب التي وصلت خمسة أشهر في تنمية مهارات الأطفال المشاركين من ناحية الابداع والثقة بالنفس خلال العمل على المشروع وتكوين الصداقات اضافة لتنمية حس الانتماء للمجتمع بغض النظر عن الاختلافات الطائفية، كما وتمثل رحلتهم في هذا العمل روح أمنية في العمل القائمة على تحفيز الخيال لتحقيق واجباتنا تجاه مجتمعنا وتعزيز مكانة الأردن كقوة ثقافية تساهم في تقصير الانقسامات والتقارب بين الشعوب فهذا كله يتجسد في كلمة واحدة وهو الانتماء. وقالت رانيا ابو خضر عن امنية ان استراتيجية شركة امنية تنبع من منطلق تعزيز دعم الفن والثقافة، مشيرة الى ما يحمله هذا العمل من معان انسانية نبيلة. ونوهت شارلوت ايفر عن «ريفيوجي برودكشن»،  الى جهود المتطوعين الاردنيين في هذا العمل المسرحي، وان غالبية العاملين في مشروع هذه المسرحية هم من الاردنيين، مبينة ان هذه الفرصة اتاحت للأطفال ان يلتقوا معا، بهذه المسرحية التي مخصصة للاطفال كنوع من «الدراما ثيرابي». واوضحت كاتبة الاغاني والمعالجة الدرامية والتعريب زينب مبارك من مصر، ان العمل ليس ترجمة حرفية للعمل الاصلي وانها من خلال خبرتها في كتابة الاغاني استطاعت ان تكتب اغاني للعمل تحمل ذات المضامين الفنية والنفسية. وعرض عضو فريق الانتاج وليام ستيرلنج لفكرة انتاج هذا العمل ومراحلها، مشيرا الى ما يحمله من اهداف نبيلة تتعلق بحقوق وقضايا الاطفال. ولفت مؤلف الموسيقى نايل ناجي من مصر الى ان تنفيذ هذا العمل لم يكن سهلا لاسيما العمل مع اطفال من الطبقات المهمشة واللاجئين الذين لم يشاركوا سابقا بأي تجربة فنية، مبينا ان 6 اشهر من العمل المتواصل والشاق والجاد اعطت نتائج ايجابية وان المنتج النهائي الذي خرج من الاطفال بعد هذه الفترة كان مميزا. ونوه مدير ثقافة الطفل في وزارة الثقافة مخلد بركات بعد ان نقل تحيات وزيرة الثقافة لانا مامكغ، بانه ان لم توحدنا السياسة يجب ان توحدنا الثقافة وهذا العمل يجسد واقع المنطقة وما يمر بها كون إن الطفل اينما كان بما يملك من ثقافة خاصة به يحتاج إلى عناية ورعاية وتدريب لتنمية ثقافته وتطوير أدوات النهوض بها»، وأنّ الوزارة في خطتها السنوية تدرج جملة من المشروعات والفعاليات التي تُعنى بالطفل وثقافته. ولفت بركات ان مسرحية الاطفال «اوليفر»، تعبر عن واقع العديد من الاطفال العرب من غياب للحقوق كون ان العديد من الاطفال العرب يعيشون في نفق اسود، وهذا العمل بمثابة النور الذي سيضيء هذا النفق، وصرخة تعبر عن معاناة هذه الفئة من الاطفال. يذكر ان المسرحية تقام بدعم من وزارة الثقافة ومؤسسة «ريفيوجي بردكشن» و»ماكنتوش فاونديشن» وشركة امنية. 

الدستور - حسام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق