مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
ترجمة/ عادل العامل - المدى
تتخذ مسرحية ( جون ) للكاتبة الأميركية الشابة آني بيكر، التي افتتحت في تموز واختُتمت في أيلول الحالي، شكل قصة أشباح. إذ يصل شاب وشابة إلى نزل نوم وفطور في غيتيبيرغ، في ولاية بنسلفانيا، تديره عجوز محبوبة غريبة الأطوار لديها مجموعة من الدمى المفزعة. ويمكن أن يكون منزلها المخيف هذا مسكوناً بموتى الحرب الأهلية ، والدمى بالأرواح ــ وقد لا يكون كذلك. وعلى أية حال، فإنها لخلفية عظيمة بالنسبة للقصة المرعبة أن تتعهد الكاتبة الفائزة بجائزة البوليتزر بأن تروي وأن نشتاق نحن لأن نستمع، تقول مارلين ستاسيو في عرضها للمسرحية بصحيفة New York Times. معظم الكتّاب المسرحيين يخشون الصمت. والكثير من دراما الحياة يكمن في ما بين الكلماتمن فجوات ، لكن قليلين يعرفون كيف يحولون ذلك إلى عمل درامي للمسرح. ذلك أن لمعالجة الصمت على نحوٍ ملائم، يتوجب على الكاتب أن يمتلك أذناً مرهفة تتحسس الطريقة التي يتحدث بها الناس فعلياً، مع كل التمتمات، والتعثرات، والصدمات السريعة. وفقط حين تُفهم هذه الإيقاعات يمكن للكاتب أن ينقل بشكلٍ مُقنع ما تُرك من دون أن يقال، كما جاء في عرض نشرته مجلة The Economist.وتتّسم آني بيكر، الكاتبة المسرحية الصاعدة ، بمناغمة جيدة لما في الكلام الواقعي من هذه الأمور. ففي الظاهر، تبدو مسرحياتها خالية مما هو جدير بالذكر. فهي تُظهر أناساً عاديين يتحدثون عن أشياء عادية، غالباً ما تكون ذات أطوال كبيرة ومن دون أهداف كبيرة. وتشتمل مسرحيتها " النَّقرة The Flick "، التي جلبت لها جائزة بوليتزر عام 2014 وتجري الآن إعادة تمثيلها على مسرح بارو ستريت في نيويورك، على أكثر من ثلاث ساعات من الدمدمة والتضايق بين العمال في دار سينما وهم ينظفون بين الحواجز. لكن قوة عمل الآنسة بيكر الفني ــ وما يجعله متميزاً عن غيره ــ يتمثل في الطريقة التي تبدو فيها كل لحظة و كل تردد أمراً ملاحَظاً بذكاء وله معناه بشكلٍ هادئ.
وقد أكسبها هذا الانتباه للتفصيل متابعين مخلصين. فكان هناك كثيرون ينتظرون بصبر العرض الأول لمسرحية "جون"، وهي المسرحية الخامسة للآنسة بيكر، التي افتُتحت مؤخراً في مسرح Signature. و تتتبّع المسرحية، التي أخرجها سام غولد، وهو متعاون منتظم، شاباً وشابة من بروكلين يقضيان عطلة نهاية أسبوع زاخرة في نزل يوفر الفراش والفطور في غيتيسبيرغ، بينسلفانيا.
فنجد جيني و إلياس ( اللذين يقوم بدوريهما هونغ تشو و كريستوفر أبوت ) يعيشان فترة اضطراب. ولكن الجو المريح يجعل من حالات اللطف والغضب المتعاقبة بينهما أمراً مضحكاً إلى حدٍ ما. فهناك دمى وتماثيل صغيرة من الخزف الصيني في كل مكان. ونجد صاحبة النزل، وهي امرأة أكبر سناً ومرحة كثيراً ( جورجيا أنجل الرائعة )، تشغف بضيفيها الوحيدين، مقدمةً لهما البسكويت وغيره في رواحها ومجيئها هنا وهناك.
ويمكن القول إن مسرحية "جون" هذه تأمل دقيق في الإخلاص والحب. وتستغرق أكثر من ثلاث ساعات، لكنها لا تؤدي إلى الملل أبداً. فالكاتبة تُبقي الأشياء حيويةً بحوار داخلي، واقعي ومن الصعب التنبّؤ به. إذ يمكن لثرثرة حول تشنجات نسائية خاصة والحياة السرية للدمى أن تنساق نحو أسئلة كبيرة حول الله والإيمان. وكما هي الحال مع أعمالها الأخرى، فإن الآنسة بيكر ليست معتادةً على تقديم أجوبة. فالأحرى، أن موهبتها تتجه إلى خلق شخصيات تبدو واقعيةً بما فيه الكفاية للاهتمام بها، والتي تقول أشياء كثيرة حين تتحدث، لكنها تُظهر حتى ما هو أكثر حين تلجأ إلى الصمت.
وقد أكسبها هذا الانتباه للتفصيل متابعين مخلصين. فكان هناك كثيرون ينتظرون بصبر العرض الأول لمسرحية "جون"، وهي المسرحية الخامسة للآنسة بيكر، التي افتُتحت مؤخراً في مسرح Signature. و تتتبّع المسرحية، التي أخرجها سام غولد، وهو متعاون منتظم، شاباً وشابة من بروكلين يقضيان عطلة نهاية أسبوع زاخرة في نزل يوفر الفراش والفطور في غيتيسبيرغ، بينسلفانيا.
فنجد جيني و إلياس ( اللذين يقوم بدوريهما هونغ تشو و كريستوفر أبوت ) يعيشان فترة اضطراب. ولكن الجو المريح يجعل من حالات اللطف والغضب المتعاقبة بينهما أمراً مضحكاً إلى حدٍ ما. فهناك دمى وتماثيل صغيرة من الخزف الصيني في كل مكان. ونجد صاحبة النزل، وهي امرأة أكبر سناً ومرحة كثيراً ( جورجيا أنجل الرائعة )، تشغف بضيفيها الوحيدين، مقدمةً لهما البسكويت وغيره في رواحها ومجيئها هنا وهناك.
ويمكن القول إن مسرحية "جون" هذه تأمل دقيق في الإخلاص والحب. وتستغرق أكثر من ثلاث ساعات، لكنها لا تؤدي إلى الملل أبداً. فالكاتبة تُبقي الأشياء حيويةً بحوار داخلي، واقعي ومن الصعب التنبّؤ به. إذ يمكن لثرثرة حول تشنجات نسائية خاصة والحياة السرية للدمى أن تنساق نحو أسئلة كبيرة حول الله والإيمان. وكما هي الحال مع أعمالها الأخرى، فإن الآنسة بيكر ليست معتادةً على تقديم أجوبة. فالأحرى، أن موهبتها تتجه إلى خلق شخصيات تبدو واقعيةً بما فيه الكفاية للاهتمام بها، والتي تقول أشياء كثيرة حين تتحدث، لكنها تُظهر حتى ما هو أكثر حين تلجأ إلى الصمت.
ترجمة/ عادل العامل - المدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق