مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
يتجدّد الموعد مع «أيام قرطاج المسرحية» وهو حدث مسرحي ضخم ينتظره بفارغ الصبر عشاق الفن الرابع في تونس وفي الوطن العربي وفي العالم أيضا، لما له من إشعاع عالمي، ونظرا أيضا لمشاركة دول من مختلف أنحاء العالم.
«أيام قرطاج المسرحية في كل معتمدية»، أي في كل قرية هو شعار الدورة 17 لهذه التظاهرة المسرحية الكبرى، هذا الشعار انبنى على مبدأ اللامركزية الثقافية، وهو توجّه تسعى وزارة الثقافة التونسية إلى ترسيخه وتعميمه في بقية التظاهرات الكبرى.. كما يسعى هذا التوجه لنشر الثقافة وتعميمها خاصة ونحن نواجه ثقافة الإرهاب.
وفي هذا الإطار توضح الصحافية سيماء المزوغي عضوة لجنة أيام قرطاج المسرحية لـ «القدس العربي» أنه سيتمّ خلال هذه الدورة عرض عدّة مسرحيات في 267 قرية تونسية، حيث سيطرق المسرح باب المدارس والمعاهد الثانوية وحتى الجامعات وستنتظم ورشات تفكير مع خبراء في الثقافة لإرساء سياسة ثقافية جديدة تقوم على التفتح على العالم. وتضيف:»وبذلك تتضح الخطوط الكبرى لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، أيضا من خلال المحاور التقليدية التي تتعلّق بالعروض التونسية والدولية والتي تحتوي على أكثر من خمسين عملا مسرحيا من تونس ومن البلدان العربية والإفريقية والأوروبية وأمريكا اللاتينية».
وتشير إلى أن هذه التظاهرة ستنطلق بداية من 9 تشرين أول/اكتوبر لتستمرّ طوال أسبوع كامل.
مقاومة الارهاب بالثقافة
عن أهم المواضيع التي ستتناولها الدورة تقول:»سنتحدّث عن مقاومة الإرهاب بالثقافة والفن والفكر والمسرح، كما أن هذه الدورة ترمي إلى ربط المركز بالمحيط ضمن استراتيجية تريد تحقيق انتشار الأعمال المسرحية بمختلف الجهات فضلا عن استقطاب التلاميذ وتشريكهم في عملية الحوار ومناقشة الأعمال التي يشاهدونها إلى جانب تنظيم لقاءات تجمعهم بالمسرحيين المشاركين»..
وتضيف المزوغي:»حتى لا ننسى لغة الأرقام فإن هذه الدورة ستخصّص أكثر من مئتين وخمسين نشاطا مسرحيا للعرض في الأوساط المدرسية والجامعية بالتشاور مع وزارتي التربية والتعليم العالي، من جهة أخرى ستوجه الدورة الجديدة للأيام المسرحية الدعوة إلى أربعين طالبا وأربعين طالبة من الدارسين للفنون الدرامية خريجي سنة 2015 من عدة بلدان عربية وافريقية وأوروبية للمشاركة في لقاء دولي حيث يتم تنظيم ورشات وجلسات وتقديم مقترحات للقيام بشراكة».
وتشير إلى أنّ المهرجان قام بعقد شراكة مع مؤسسات مسرحية تونسية وأجنبية حيث ستكون البداية بعمل تونسي فرنسي بين المركز الوطني للمسرح الفرنسي ومركز الفنون الدرامية بالكاف التونسية، بعنوان «ياسمين». وعمل آخر تونسي إيطالي بين فرقة «كون» للإنتاج المسرحي التونسية ومؤسسة إيطالية بعنوان «يوتوبية المرحلة 32» وعمل تونسي بلجيكي يجمع بين مركز الفنون الدرامية بقفصة التونسية ومؤسسة إنتاج بلجيكية يحمل عنوان «قصص حكماء الصحراء».. بالإضافة إلى أنّ المهرجان بصدد إعداد عمل مشترك خاص بالأطفال تونسي فلسطيني مع المركز الوطني لفن العرائس.
وتوضح ان هذه الدورة لا تقتصر على العروض فقط وإنّما تسعى هيئة أيام قرطاج المسرحية إلى تنظيم منابر فكرية لتلمّ شمل عدد من المختصين في مجال المسرح لتسليط الضوء على مواضيع أساسية من ضمنها ربط الصلة بين المسرح والحقوق والحريات والوضع المادي للعاملين في مجال المسرح وبحث الحلول الممكنة والأطر القانونية اللازمة لحماية حقوق المؤلف والمبدع.. وهي مواضيع قضايا حارقة تشغل بال المثقف التونسي والمهتم بالشأن الثقافي.
وتكشف المزوغي أن أبرز المفاجآت التي تعدّها أيام قرطاج المسرحية هو الإعلان عن تقديم إعلان قرطاج لحماية المبدعين في المناطق التي تشهد حروبا وهو إعلان شرعت هيئة المهرجان في إعداده بالتعاون مع ممثلين عن المجتمع المدني ستقدمه للحكومة التونسية من أجل السعي إلى تسجيله لدى هيئات منظمة الأمم المتحدة في شكل مشروع إعلان دولي يعنى بحماية الفنان زمن الحروب وفي الوضعيات الصعبة، وخاصة فناني سوريا وليبيا وغيرها من البلدان التي تعاني الحروب والنزاعات.
تونس ـ القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق