مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
الآن - عمان – الأردن - إيلاف قداح
ترسيخا لشعار أخوة القلب، أخوة الحاضر والماضي والمستقبل، أقامت منظمة "نيكود" اليابانية بالتعاون مع مجموعة "همة" التطوعية عرضا مسرحيا على مسرح المشيني بالعاصمة الأردنية عمان، أمس السبت، ضم مجموعة من الأطفال السوريين والأردنيين والذين تتراوح أعمارهم بين 10-16سنة.
المسرحية وهدفها
المسرحية التي اتخذت من "عيش اللحظة" عنوانها لها استمرت لحوالي ساعة ونصف من الوقت، وتناولت في مشاهدها قصة طفلة سورية تمتلك صندوق موسيقي سحري يستطيع تحقيق أمنية واحدة فقط.
وتحدثت الطفلة ملاك بطلة العمل المسرحي "16سنة" لموقع أخبار الآن أن دورها كان لطفلة ولدت في ظروف مختلفة عن باقي أطفال العالم حيث تعيش ظروف الحرب ومآسي اللجوء وتنتقل من زمان لزمان بواسطة صندوقها السحري.
وأضافت ملاك: "حاولت أن أبيّن للجمهور أهمية أن يعيش الانسان لحظته وعدم التفكير العميق بالماضي المحزن أو بالمستقبل الغامض".
وعن شعورها بعد أدائها لبطولة العمل المسرحي قالت ملاك: "هذا الدور جعلني ألتمس الواقع الحقيقي لما يجري في بلدي سوريا وشعرت بروعة الاندماج بين الشعبين السوري والأردني باعتبارنا أبناء بلاد الشام, وسأسعى للمشاركة مستقبلا بإعادة إعمار سوريا لأنها بلد ليس كمثله بلد آخر".
وتطرق العرض من خلال انتقال البطلة الى دمشق الهادئة الخالية من الحرب عام 2070، بفضل صندوقها السحري، لتخبر سكانها عن بداية الثورة السورية عام 2011 وما رافقها من قتل للمدنيين من قبل جيش النظام وحالات اللجوء إلى المملكة الأردنية وباقي الدول المجاورة.
دراما علاجية
ولفت السيد "حسين الدعجة" مساعد برنامج في منظمة "نيكود" اليابانية الى أن هذا العرض فريد من نوعه ويتم تقديمه للمرة الأولى على مسرح الأطفال في المملكة الأردنية فهو عرض متقدم يعتمد على الدراما أكثر من اعتماده على الرعاية النفسية والاجتماعية.
فيما أوضحت المتطوعة "نجوى الجنادة" أن العرض هو دورة مخصصة على تقنية "السايكودراما"*, مشيرةً الى أن المسرحية هي النتاج النهائي للأطفال بعد مرورهم بمشاكل نفسية كبيرة نتيجة الحرب في سوريا.
وتابعت الجنادة: "بدأنا تدريب الأطفال على هذا العرض منذ خمسة أشهر وقام المخرج الياباني يوكي هارغاوتشي بكتابة المسرحية تحت إشراف البروفيسور نورهيكو كوايا, كما تم توزيع الأدوار وكتابة النص بناء على أفكار الأطفال ورغباتهم".
وتحدث العرض المسرحي الذي تم تقديمه في مدينتي الزرقاء وعمان فقط عن صعوبة العلاج والتعليم للاجئين السوريين وقلة المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية والأمم المتحدة، فيما انتهى برفض البطلة للحياة الهادئة عام 2070 وقرارها العودة الى الحاضر والعيش به رغم كل المآسي والمحن.
وبحديثنا مع مسؤول منظمة "نيكود" اليابانية السيد "ياستاكا" بيّن لنا مدى التعاون بين المنظمة ومجموعة همة التطوعية باعتبارها الذراع التنفيذي داخل العروض حيث تقدم المتطوعين بشكل كبير.
ونوه "ياستاكا" الى أن هذا العرض هو واحد من سلسلة أعمال مسرحية يتم التحضير لها لتقديمها في محافظات المملكة الأردنية ومخيم الزعتري، معبراً عن تفاؤله من التطور النفسي لدى الأطفال السوريين بسبب هذه البرامج والذي تجاوز الـ 20% عما كان عليه سابقا.
وتخلل العرض بعض الفقرات الغنائية للفنانين السوريين أحمد الشريقي واسماعيل البقاعي كأغنيتي موطني والحلم العربي حيث لقيتا تفاعلاً كبيراً من الحضور, بالإضافة لفقرة توعوية للمدرب وسام حداد عن علم النفس وفقه الفرح وتأثيره على الاطفال السوريين الذين يعيشون مأساة كبيرة.
ويذكر أن منظمة "نيكود" بدأت بمشروع الدمج بين الأطفال السوريين والأردنيين منذ عام 2012 بشكل شبه ممنهج, وتم تقديم عروض مسرحية عديدة خلال تلك السنوات تناولت قضية اللجوء السوري ومشاكله وطرق حلوله داخل المجتمع الأردني.
*"السايكودراما": أسلوب في العلاج النفسي يعتمد المسرح وموضوع لعب الأدوار لمعالجة المشكلات النفسية التي يتعرض لها الأفراد جراء الصدمات المختلفة. تعود الطريقة إلى عالم النفس السويسري "جاكوب مورينو" في سبيعينات القرن العشرين.
الآن - عمان – الأردن - إيلاف قداح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق