مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
مهرجان المسرح العماني يدش مجلة 'الستارة' الإلكترونية ويعرض مسرحية 'الزبال'
جلسة حوارية حول اتجاهات المسرح العربي المعاصر بحضور الفنانة القديرة عفاف شعيب، وفرقة 'الدن للثقافة والفن' تقدم مسرحية 'قرن الجارية'.
مهرجان المسرح العماني يدش مجلة 'الستارة' الإلكترونية ويعرض مسرحية 'الزبال'
جلسة حوارية حول اتجاهات المسرح العربي المعاصر بحضور الفنانة القديرة عفاف شعيب، وفرقة 'الدن للثقافة والفن' تقدم مسرحية 'قرن الجارية'.
تواصلت فعاليات مهرجان المسرح العماني السادس من خلال عرض "مسرحية الزبال" بمركز نزوى الثقافي، قدمتها فرقة جعلان المسرحية، ودشنت المجلة الإلكترونية المسرحية "ستارة"، وقدمت فرقة "الدن للثقافة والفن" مسرحية "قرن الجارية".
كما احتضن المركز جلسة حوارية حول اتجاهات المسرح العربي المعاصر بحضور الفنانة القديرة عفاف شعيب ومدير المهرجان د. عبدالكريم، وقدمها كلا من د. جواد الأسدي والفنان رفيق علي أحمد، ود. سعيد ناجي، ود. عمرو دوارة، ود. سعيد السيابي، ود. عمر نقرش، ود. شبير العجمي.
وقدم العرض المسرحي الموازي "الزبال" كفعالية مصاحبة للمهرجان، وعرضت المسرحية رسالة اجتماعية، والحديث عن النظرة الدونية التي تلاحق العامل في وظيفة "الزبال"، وبث رسالة للمجتمع من خلال إعطاء القيمة للإنسان، والتركيز على الجوانب الإنسانية لأي عامل في مهنته، وأوضح العرض الجانب الأخلاقي من خلال تقديم العمل الذي يقوم الزبال به، وهو يكون في كل عائلة فرد منها.
وأوضحت المسرحية أن وظيفة الزبال كانت في فترة من الزمن قد مرت بالكثير من التعقيدات، وهذا ليس مقتصر على النطاق الجغرافي المحلي فحسب وإنما أيضا هي أيضا أصبحت ظاهرة عالمية، فالجميع ينظر لها بنوع من الاستخفاف والاحتقار إن صح القول، كما أن لهذا العمل وفي بعض المجتمعات نظرة دونية خاصة وإنها لا ترتكز على قيم إنسانية، فصاحبها منتقص وغير مقدّر ولا قيمة له، لكن في الوقت ذاته إن هذا الإنسان هو عامل أساسي وبانٍ متقدم من أسس التقدم في أي مكان أو زمان.
المسرحية من تأليف الكاتب عبدالعزيز بن صالح الدرعي، وإخراج علي بن صالح العلوي، وتمثيل محمد المشايخي، وطاهر المطاعني، وسعيد المطاعني.
كما تم تدشين المجلة المسرحية الإلكترونية "ستارة"، وهي مجلة تم العمل عليها وإنتاجها بجهود شخصية ذاتية متمثلة في الكاتب هلال البادي، والمسرحي محمد بن خلفان الهنائي، وطاهر الحراصي، ودعم من مجلة الفلق الإلكترونية.
وأشار الكاتب هلال البادي في كلمة خلال حفل التدشين إلى الأهداف التي من أجلها أقيمت هذه المجلة الإلكترونية، وهي نشر الوعي والثقافة المسرحية في السلطنة، ونشر صوت المسرح العماني في الخارج وإيصاله إلى الخارج، وتسليط الضوء على كل ما يهم المسرح، مع دعم المسرح والمسرحيين العمانيين.
كما أن المجلة تبقى مساحة إعلامية فنية متخصصة، تنقل صوت المسرح العماني إلى الفضاء العربي، وتحتفي بالصوت العربي عمانيا، ويقول هلال البادي: إن مجلة "ستارة"، بدأت مجلة ورقية، وإن كانت تقرأ عبر الشبكة، إلا أنها في أعدادها الثلاثة التي تم تحميلها عبر الإنترنت، وعبر الراعي الإلكتروني، "مجلة الفلق"، كانت في أساسها تشتغل على الصيغة الورقية، لتتوقف في نقطة ما، ثم تعود بالشكل الذي يتواءم مع اللحظة الراهنة، حيث الإنترنت تداخلت في حياتنا بشكل جارف، يجعل من الأحلام الصغيرة قابلة للتحقق بشكل مذهل وجميل، وأشار أيضا : ها نحن اليوم نعود لتشكيل ذلك الحلم، وندشن "ستارة"، موقعا إلكترونيا تفاعليا متكاملا.
يأتي هذا العمل ضمن الجهود الشبابية التي ولدت لتجد مساحة من التواصل الثقافي والفني، إذ تختصر الكثير من المسافات لتقريب التفاصيل المغيّبة التي قد يحتاجها القارئ والمتتبع لشؤون المسرح في السلطنة.
كما قدمت مسرحية "حرب السوس" لفرقة "السلطنة للثقافة والفن"، وهو نص من تأليف حميد فارس، تحكي قصة الحرب بين الخير والشر ممثلة في قرية زراعية أكل السوس زرعها وأهلها، وتدور أحداث القصة بين أهل القرية وزعيمها "مطّار" الذي يحاولون معرفة سبب بور زرعهم وانتشار السوس فيه حتى يكتشفوا أن هذه الكارثة سببها حرب قديمة بين زعيم القرية مطّار وأحد سكانها (كيفان) الذي طرد من القرية بسبب غدره فقرر دسّ السوس في مزارع القرية حتى يشعل النار بين أهلها إلا أن خطته باءت بالفشل وكشفت نواياه.
تحدث د. محمد حسين حبيب عن عنوان النص الذي يعد الرمز المباشر للعرض المسرحي، فجاء العنوان حاملا كلمة السوس وهي الدودة التي تنخر في الأشياء، وقال: "تعلقت كلمة (السوس) برمزية عالية لهذا تجده في الكثير من المسرحيات، كما حملت العديد من المسرحيات عناوين مقاربة وعناوين أيضا مشابهة، وهذه الكلمة تحاول الوصول إلى الوافد الملعون الذي يحتل الجسد".
وتطرق حبيب في الحديث عن النص، وهو من تأليف الكاتب حميد فارس، الذي قد أخرج من قبل في مهرجان الشارقة، وقد أوضح د. أن المخرج مرشد راقٍ قد عمد إلى حذف الكثير من المشاهد التي جاءت في النص الورقي ولكنه لم يؤثر بشكل عام على المسرحية.
وأضاف: "العلامة المركزية في المسرحية هي تلك السوسة في الديكور الخلفي المعلقة بشكل يدل على الفانتازية، وتؤثر على نظرة المشاهد، ولكن سعف النخيل أصبح في العرض هو الركيزة الأساسية، وبقي ذاك السوس الخلفي الذي مات منذ بداية العرض".
وركز د. محمد حسين حبيب في تعقيبه حول الجوانب التي كانت إضافية في النص فقال: "كانت الجنازة الثانية زائدة، ولا أعتقد لها حاجة، كما أن تكرار وضع السعف كخلفية في بعض المشاهد لم يكن له أي داعٍ، ورغم تفعيل الإيقاع في المسرحية، إلا أن بعض الأوقات كان الصمت يظهر بشكل واضح لا سيما عملية انتقال الحوار بين الممثلين".
واتفق د. حبيب مع د. شبير العجمي في الجلسة التعقيبية، حول أن المسرحية جاءت في مقدمها كاشفة كل تفاصيل العرض المسرحي حين بدأ الحوار الأول بقول: "ذبحني السوس"، وهو الإيحاء الواضح الذي لم يحتج المشاهد من بعده إلى التفكير أو البحث في مضمون العمل؟
وقال د. شبير العجمي: "من اللحظات الأولى في العرض نرى وضوح وجود السوس، وهو إشارة واضحة، والسبب في السوس هو تدخل الأفكار من الخارج".
وأضاف العجمي: "تخلص المخرج من السرد الطويل في النص الورقي، ودخل في صلب الموضوع وهذب النص، كما أن ديكور المسرح قد اتضح فيه استخدام خامات الطبيعة وهي ما أوضحت لنا مدى القدم والتهدم في القرية، كما أن المخرج قد جذب الجمهور وأدخلهم في جو العرض من خلال تطاير رائحة البودرة ا
لمستخدمة في العرض".
مسقط ـ من محمد سعد
ميدل ايست اونلاين
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق