مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
أما بعد ، لا شتاء في الشتاء
شتوية قاسية لم يكن عرضًا عاديًا ، منذ أول المشوار و أنا أعد نفسي جزء من أجزاء العمل ، دفعتني لارا لوسط العمل بشكل خفي ، أصبحت أتصل بشكل شبه دوري عليها لأسأل عن ظروف الإنتاج ، العمل المسرحي مرهق ، و الترتيب و الإنجاز يجب أن يتم بشكل دقيق جدا ، لارا و فريق العمل يواصلون البروفات بشكل متصل ، تسافر لحضور مهرجان طقوس و تتواصل في التفكير و رسم الفضاء الهندسي ، لارا حضّرت العرض برفقة ثلاث فتيات أنيقات ، ندخل لصالة العرض أنا و الجميل فايق حميصي و هند و الدكتور إياد سلامي ، مسرح دوار الشمس ، على جنبات المسرح قضبان بيضاء ، نافذة في وسط القضبان ، ثلاثة كراسي في منتصف المسرح ، قماش أبيض في خلفية المسرح ، صمت بسيط
بدأ العرض
تنامى العرض بشكل سريع
فتيات قمن بأداء أدوارهن بجمال لا مثيل له ، كل شيء محسوب " ع التكه " الإيقاع منضبط ، و الصوت واضح ، و احساس الممثلات كان عاليًا عاليًا
أن تتابع عرضا مثل هذا يجب عليك أن تجعل كل حواسك في حالة تركيز ، العمل به فلسفة إخراجية متقنة لنص الدكتور شكيب خوري " حماه الله " ، كل ممثلة على خشبة المسرح كانت تصنع حبال اتصال مع المتلقي ، أدوات العرض بسيطة جدا و غير متكلفة ، غروتفسكي يهمس في أذني " نحن نحاول في المقام الأول أن نتحاشي اتباع أسلوب واحد بل ننتقي ما نعتبره الأفضل من مختلف الأساليب ، محاولين في ذلك أن نقاوم التفكير في المسرح باعتباره تجميع لعدة تخصصات فنية.
نحن نهدف الي تحديد طبيعة المسرح التي تميزه عن سائر فنون العرض والأداء "
هذا ما وجدته بالضبط في عرض " شتويه قاسية " فالعرض بات منسجمًا " نصا و إخراجا و أداءً " و كل نقطة من عناصر العرض هي بمثابة ثقل هام يهتز بجمال و يزرع الأناقة في صدر المتابع للعرض
بهكذا عرض نستطيع أن نفخر بجهد جميع طاقم مسرحية شتوية قاسية ، فشكرًا لأن العرض جعلني أصفق بحب ، أصفق بفرح ، و أشكر الله كثيرًا لأن المسرح يصنع كل هذا الجمال في قلبي
ختاما ، نحن فعلا نحتاج أن "نحيّك شرايين عقل جديد"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق