مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
مفيدة خليل -المغرب
كان شغوفا بشكسبير فقد أخرج له في فرقة مدينة تونس اكثر من عمل وبفضله عرفت الفرقة عصرها الذهبي وأشعت على المستويين الإقليمي والعالمي. وخلال فترة نشاطه بين 1958 و1972 قام بالمشاركة أو بإخراج 27 مسرحية
من بينها أوديب وهاملت وكاليغولا ومدرسة النساء وعطيل والبخيل ومراد الثالث ويارما والماريشال وصاحب الحمار… وإليه يعود الفضل في تكوين العديد من المسرحيين التونسيين، هو المسرحي علي بن عياد الذي يحمل المهرجان اسمه في مدينة حمام الأنف بولاية بن عروس وشعار هذه الدورة التاسعة والعشرين “شكسبير دائما” فهما ( بن عياد وشكسبير) مبدعان لم يلتقيا في الدنيا ولكنهما التقيا في الفن والابداع وترك كل منهما اسمه خالدا في عالم الفن الرابع..
تعيش مدينة حمام الأنف وبالأحرى كل مدن وقرى ولاية بن عروس على وقع الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان علي بن عياد للمسرح، مهرجان يحمل اسم مهندس الحداثة المسرحية في تونس، مهرجان بلغ من العمر تسعة وعشرين ربيعا يحتفي بالمسرح المدرسي والهاوي والمحترف ويستقبل عروضا ومسرحيين من الجزائر والمغرب والاردن والعراق.
للطفولة سحرها
اليوم يحتفل العشاق بعيدهم، اليوم 14 فيفري يوم الفلنتاين، يوم الحب والمشاعر الرقيقة والنبيلة يوم تكون سيدتهم كلمة «احبّك»، اليوم كل العشاق سيكونون روميو وجولييت لكل خصوصياته ولكل طريقته ولكن تجمعهم الاحاسيس النبيلة، وحكاية روميو وجولييت من اكثر قصص العشق التي تناولها المسرحيون بالكتابة، قصة حبهما التراجيدية باتت مادة للحكايات الشعبية وللكتابة وللعشق أيضا.
و«روميو وجولييت» هو عنوان العرض الذي قدم امام دار الثقافة حمام الانف لشركة باباروني، بملابسهم الجميلة الملونة و حركاتهم المتباينة قدموا حكاية روميو وجولييت بطريقتهم الخاصة، شباب ابدعوا في الرقص رغم صغر أعمارهم ألوان زاهية حضر فيها الاحمر والبنفسجي والأخضر وكل ألوان الحب، تمايلوا رقصوا ونشروا بشائر الحب والأمل على الحضور، اطفال مبدعون شدوا انتباه الجمهور، هم سند هذا الوطن وعنفوانه.
ديننا الوطن
الحرية والكرامة، سيدي بوزيد والقصرين، ديقاج، لا للعنف، جزء من شعار ات كتبت على انابيب غاز فارغة في معرض للفنان محسن الجليطي يتواصل طيلة المهرجان، منحوتات تصرخ بالحياة وتنادي بحب الوطن، لكل منحوتة قصة ولكل قصة اشخاص وفضاء دارت فيه الاحداث لتصبح اليوم رمزا للحرية، منحوتات الجليطي كلها تناشد الوطن وتبعث في المتفرج قيم الوطنية والتفكير في المناطق الداخلية والشباب المهمش، منحوتات الارض والكرامة والحرية زينت فضاء دار الثقافة حمام الانف وحاولت ان تكون في مستوى اسم علي بن عيّاد.
تكريم الفنانين بادرة احبها الحضور
بمناسبة اليوم الافتتاحي بادرت الهيئة المديرة لمهرجان علي بن عياد بتكريم ثلة من كبار المسرحيين وهم منى نور الدين ومحمد كوكة والبشير الغرياني (من تونس) وشذى سالم وصلاح القصب (من العراق) وحكيم حرب (من الاردن) والزبير بن بوتشي (من المغرب)، تكريمات أحبها الحضور فالفنان التونسي كثيرا ما يتم تكريمه بعد وفاته.
في افتتاح الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان علي بن عياد كانت السطوة للجسد والحب ومن حكايات شكسبير انطلقت التظاهرة للتتحد فيها الانفس وتذوب في حبّ الفن الرابع، دورة ستحتفي بالمسرح المدرسي وتخصص له يوما باكمله ليكتشف الجمهور البراعم المبدعة، دورة تنتظر مزيدا من الدعم والترفيع في الميزانية لانها تتوزع في اكثر من فضاء وتقريبا كل المؤسسات الثقافية في ولاية بن عروس تحتفي بعلي بن عياد.
محمد كوكة
ماذا ترك وزراء الثقافة..؟ لا شيء
في كلمة القاها بمناسبة تكريمه قال الفنان محمد كوكة موجها خطابه الى وزيرة الثقافة «ماذا ترك وزراء الثقافة خلفهم من اثر؟ لاشيء»، وأضاف محمد كوكة انه وباستثناء الشاذلي القليبي لم يضف وزراء الثقافة شيئا للثقافة، والثقافة ليست تظاهرات وشعارات رنانة بل «نريد الثقافة لكل فرد» ثقافة الحياة والمواصلة لا ثقافة البهرج.
زلة لسان تضحك الكل
في كلمتها الحماسية اشارت وزيرة الثقافة الى مناقب علي بن عياد ومآثره وتحدثت عن دوره في الحركة المسرحية الحديثة، خطبة حماسية قال عنها الحضور «مبالغ فيها» وختمتها الوزيرة بزلة لسان قالت فيها «اتمنى لكم مزيدا من التوقيف» زلة لسان اضحكت الحضور ليغادر عدد منهم القاعة وهو يقول «مانحبش نبات في بوشوشة».
هوامش:
• في كلمتها اشارت وزيرة الثقافة الى دعم التظاهرات ذات الخصوصية وتحدثت عن مآثر علي بن عياد مع الاشارة الى ان المهرجان تحصل فقط على نصف الميزانية أي 15 ألف دينار من 30 الف دينار، فهل الحديث عن خصال بن عياد وحده سيرتقي بالتظاهرة سيدتي الوزيرة؟.
• بادرت بصفتها «امرأة تونسية» على حد تعبيرها بتكريم والي بن عروس لانه الراعي الاول للثقافة والمثقفين في الجهة، بادرة علق عليها جزء من الحاضرين «أي رعاية والولاية لا تدعم التظاهرات الثقافية؟».
• في الافتتاح حضور جماهيري كبير من مثقفي الجهة وابنائها المهتمين بالمسرح، والسؤال هل سيحضرون كل العروض ام سيكتفون بالافتتاح ككل الدورات؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق