تصنيفات مسرحية

الجمعة، 26 فبراير 2016

في مسرحية "وفجأة صحوت".. فاتن الجراح تروي وجع العراق

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

عرضت مسرحية (وفجأة صحوت) للمؤلفة والمخرجة المسرحية الدكتورة فاتن الجراح لأول مرة في الذكرى الـ(26) لاتفاقية حقوق الطفل ولاقت نجاحا وتفاعلا رائعين من الجمهور وتركت اثرا في نفوسهم ، اذ تشارك الممثلون والمخرجة والجمهور النقاش والبكاء ، وظلت تحدث نفس التأثير في كل العروض التي قدمتها المخرجة ولشرائح مختلفة من الجمهور .. تجسد مسرحية (وفجأة صحوت )) معاناة هجرة الشباب والاطفال والابتعاد عن الوطن بسبب فقدانهم ابسط حقوقهم فيه وهي موجهة لجمهور الاطفال واليافعين والكبار … وهو عمل جديد بأفكاره وحواره ومؤثراته الفنية والتعبيرية والاخراجية ويسلط الضوء على الحقب التاريخية التي مرت بها بغداد وكيف كان لها ألق تاريخي وحضاري وفكري بين الشعوب والأمم وصولا الى الحاضر المؤلم وماتعرضت له من انتكاسات بسبب الهجمات العدوانية الشرسة التي جعلتها تفقد اهلها وهجرة العديد منهم وبالأخص شريحة الشباب والاطفال وتشتتهم في البلدان .. مؤلفة ومخرجة العمل الدكتورة الجراح تعتبرمسرحية (وفجأة صحوت ) من اهم اعمالها المسرحية واقربها الى ذائقتها الفنية والفكرية كونها تحاكي جيلا من اليافعين والشباب في هذه الفترة التي نشهد فيها تدميرا للحياة والنسيج الاجتماعي والتفكك العائلي نتيجة الاحداث المتعاقبة على المجتمع العراقي من هجرة الى الخارج ونزوح جماعي اذ تدعو المسرحية الى الحفاظ على هذه الشرائح من الهجرة والشتات ..وقد اعتمدت فيها الجراح شخوصا تاريخية تجسدت في استخدام دمى عملاقة ولأول مرة تحاكي الحاضر المتمثل باعتماد نوعين من الشخصيات الأولى هي العائدة من هجرة قسرية بسبب الدمار والقتل وانعدام الأمن وفقدان الحقوق والاحداث المتلاحقة للعراق والنوع الثاني سيمثل من ينوون الهجرة وكيف تحدث متغيرات في الافكار من اجل البقاء للحفاظ على الوطن رغم المعاناة المريرة فمدينتهم ووطنهم اعظم واغلى من كل بقاع الارض … وعن استخدامها اسلوب المسرح التفاعلي في هذه المسرحية قالت الجراح :منذ عملي في مسرح دار ثقافة الاطفال عام 2004 وحتى الان ، نفذت اكثر من 40 عملا مسرحيا تفاعليا مخصصا للاطفال بأعمار 6-18 ، وبدات تجاربي في هذا المجال مع مسرحية (امتحانات عفروت ) ثم مسرحية (دعوة من بيغدار ) واعتمدت المسرحيتان موضوعات موجهة للفئة العمرية الاولى ويكون التفاعل هنا عبر الإشراك المباشر للطفل المشاهد في الحدث وذك بترك مساحات في النص يملؤها الطفل التلقائي بتحفيز من الممثلين عبر استفزازهم المشاهد الصغير للوقوف مع الخير ضد الشر ..اما الطريقة الثانية التي تم فيها فتح باب للحوار والنقاش مع الجمهور فقد سبق لي اعتمادها في عام 2008 في مسرحية (ازرع وردة) التي تناولت موضوع مخاطر الصراعات والالغام وكانت بلا حوار بل ترافقها موسيقى وأغان تتعلق بالحدث وعند نهاية المسرحية يناقش الاطفال الموضوع لتغيير الحدث فيعاد التمثيل وفق رؤية الاطفال وبالطبع سيكون هناك ارتجال من قبل الممثل وتوضع لهذا الغرض فرضيات لكل الاحتمالات ..وفي عام 2011 ، قدمت مسرحية تناقش حقوق الطفل اسميتها (عالم بلاعنف ) بطريقة المسرح الجوال اذ تجولنا في اماكن مختلفة وعرضناها بشكل حي او عن طريق قرص مدمج في المدارس ، وفيها يتوقف الزمن لوهلة ويفتح الحوار للمناقشة . اما في عام 2013 فقد كلفتني منظمة اليونسيف بعمل يناقش تعليم الفتيات تم عرضه في خمس مدارس في منطقة ابي غريب …ثم اختتمت عام 2015 بمسرحية (وفجأة صحوت ) ، علما انني سأشارك بهذا العمل ضمن مسابقة جائزة الإبداع التي تمنحها وزارة الثقافة للاعمال المتميزة سنويا .. وترى الجراح ان النقد الفني يثير عادة تساؤلات حول وصول الرسالة النصية ورسائل فنون العرض ، اما في المسرح التفاعلي فالتقييم يأتي جاهزا عبر مناقشة تلك القيم من قبل المتلقي ، وفي هذا العرض أغنى النقاش فكرة الهجرة والمواطنة وجعلها اكثر شمولية واعطى حلولا للهجرة ببث روح المواطنة وتذكير المواطن بتاريخه المجيد ودعوته للبناء .. وعن المعوقات التي رافقت العمل قالت الجراح انها تخطت العوائق مع فريقها كمن يقفز الموانع فقد واجهت متاعب نقص التمويل في دار ثقافة الاطفال واضطرت للعمل بجهود فردية وعمل الفريق بأكمله مجانا ، كما واجهت مشكلة انقسام الآراء حول صلاحية العرض للكبار او الصغار كونه يخاطب فئة اكبر من فئة الاطفال لكنها تمكنت من مواجهة العوائق واقناع المسؤولين بأن اتفاقية حقوق الطفل تشمل الاطفال حتى سن الثامنة عشرة وان موضوع المسرحية لايتعارض وسياسة الدار ، وتفتخر الجراح بتشبثها بإتاحة الثقافة المجتمعية عبر المسرح وبكونها لاتزدري ذهنية الطفل .. من جهته ، يرى الممثل الرئيسي في المسرحية يوسف الذهبي ان فكرة المسرحية جديدة كليا فلأول مرة يتم المزج بين التاريخ والانسان المعاصر في مسرحية تفاعلية مشيرا الى اقتباس فكرة صناعة دمى عملاقة ومتحركة عن طريق صورة في الانترنت دون معرفة آلية تحريكها ورغم نقص المواد الاولية لكن فريق العمل تحدى المعوقات وقام بصناعة الدمى بامكانيات متواضعة جدا ..اما فكرة المسرحية فقد عالجت الاحداث التي يمر بها البلد وشبابه عبر مشكلة الهجرة ، لكن مسرح الطفل في العراق مازال يعاني من فقر شديد بكل مفاصله لعدم وجود دعم مادي وفكري بينما نعاني هنا من عدم تجاوب وزارة التربية ومديريات النشاط المدرسي ولولا اصرارنا لما تمكنا من اجازة النص الذي أساء المعنيون فهمه. 

---------------------------------------

المصدر : كهرمانه نيوز- عدوية الهلالي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق