تصنيفات مسرحية

الاثنين، 7 مارس 2016

عروض مسرحية نادرة .. في مستشفى الامراض النفسية..بغداد…!!

مجلة الفنون المسرحية

ليس غريبا أن تحضر الفرق المسرحية وتعرض نتاجها الدرامي في اروقة مشافي الامراض النفسية..لكن الغريب أن يكونوا المرضى ذاتهم ابطالا لتلك الاعمال..وهذا ما حدث في مشفى الامراض النفسية والعصبية في بغداد..تجربة انسانية فريدة.. وقبلها في ثمانينيات القرن الماضي كان هناك عرض مسرحية ماراصاد في اكاديمية الفنون الجميلة تاليف الاديب الالمانى بيتر فايس وهي تتحدث عن مجموعة من المرضى النفسانيين وهم يمثلون ويعرضون شخصيات مابعد الثورة الفرنسيه من قادة ومؤيدين ومعارضين فى حالة من الجدل المستمر عن ماهو صواب وخطا للفكر الثورى والممثل فى الصراع بين مارا صاحب الفكر الافلاطونى للثورة واهدافها العليا وانكار الذات المستمر وصاد الواقعى المحلل للمعانى العميقه للتصرفات البشريه التى تحدث والمتوقعة الحدوث. كريم عبد الله اسم عراقي لامع صاحب التجربة ..مبدع يحاول الوصول للانسان من جوانب عدة مرة شعرا والاخرى سردا مسرحيا ..والخلق عنده محاولة في فن التجريب ..وخاصة في اجواء المسرح.. في مشفى الامراض النفسية والعصبية شخوص تشبهنا تماما..لكن هناك فعل حل عليها جعلها لا تتحمل ..ومن ثم تخرج عن نطاق المألوف المتعارف..المريض النفسي ..كمريض المعدة والقلب..هناك مراحل لمستوى المرض..فمنهم من وصل لحافة النهاية وبقيت فقط العناية الالهية ومنهم من يحاول من خلال المعالجة الشفاء…الاختلاف هنا في النظرة الشاذة للمريض النفسي..وخاصة المجتمعات المتخلفة حيث تنظر بازدراء له ولا تمنحه فرصة اعادة التكوين..ومعروف حجم وامكانية المصحات النفسية في الدول المتحضرة..ونفقدها تقريبا عندنا بفعل عدم وضوح ماهية المرض النفسي ..بشكل خاص ..وعلاجه الطبي بشكل عام .والسؤال هنا ما الغاية الغاية من العلاج التاهيلي النفسي 1-الشفاء 2-الاستقلالية 3-العودة الكاملة للمجتمع 4-نوعية الحياة المرضية للمريض وذوويه 5-منع الازمة والوصمة الناجمه عن المرض 6-منع وتقليل مضاعفات المرض والاعاقة 7-تقليل ومنع الانتكاسات 8-مساعدة المرضى ليكونوا اقوى من ضعفهم ا..والتأهيل هو طرق لمساعدة المرض للعودة للحياة الطبيعية قبل المرض من خلال: اعادة التعلم اعادة التدريب العلاج بالسايكودراما ( التمثيل ) وهي طرق علاجية موجّهة من خلال الفعاليات الادرامية لأستعراض المشاكل العامة او ما يتعلق بالاشخاص . طرق العلاج : – استخدام الطرق التجريبية في تقييم العلاقات الاجتماعية وأخذ الادوار المختلفة من خلال التفاعل ضمن المجموعة … ويمكن استخدامها كعلاج سلوكي . يحقق هذا البرنامج الغايات والاهداف التالية : – 1- اعادة البصيرة . 2- نمو الشخصية واكتساب الخبرة . 3- تطوير مهارات التواصل الاجتماعي . 4- زيادة الادراك الايجابي . 5- التفاعل الوجداني . 6- تساعد في توضيح المواضيع المختلفة المراد طرحها على المريض . 7- المساعدة في النمو العاطفي الايجابي . 8- يساعد في عملية التعلّم بصورة عامة وتعلّم مهارات جديدة بصورة خاصة . 9- اخذ ادوار حياتية جديدة للمريض وايجاد الحلول المناسبة لها . 10- توفير الفرصة لكي يرى المريض من الخارج . karim abdullah 6طرق العمل : – وتشمل ( استعراض احداث الماضي والحاظر والمستقبل من خلال طرح المشاكل وايجاد الحلول المناسبة لها .وهذه احدى الوسائل المهمة التي تستخدم الان بشكل فردي من قبل الفنان والاديب كريم عبد الله..لكونه احد العاملين في مشفى الامراض النفسية والعصبية في بغداد..وحبه الكبير في ان يرى هؤلاء المرضى اصحاء.. الفنان كريم عبد الله كان يحلم بفن المسرح لكن ظروف متعدده حالت دون دخوله..لكن وجد ضالته . حين دخل في مجال العلاج التأهيلي النفسي ومع المرضى العقليين والنفسيين وجد الفرصة مناسبة والابواب مفتحة امامه ليعيد ترتيب اوراقيه ويمارس فن المسرح . فكانت التجربة الاولى كتابة واخراج مسرحية (( الغريب )) في عام 2002 وكان ابطالها مرضى ومريضات راقدين في المستشفى , وبعد ذلك قدم مسرحية (( الشيزوفرينيا )) عام 2003 وبعدها مسرحية (( الجهل والحرمان )) عام 2005 وبعدها مسرحية (( حكاية انسان )) عام 2007 , وجميع الابطال هم مرضى راقدون في المستشفى . وجوابا على كيفة كتابة نصّا مسرحيا لمريض عقلي اجاب : – من الصعوبة جدا ان تفعل ذلك مع مريض يعاني من اوهام مرضية واختلالات في الشخصية , لكنني وبحكم تواجدي وعملي في المستشفى وعلاقتي الحميمية مع المرضى تعرفت على اغلبهم وعرفت كل مريض وقابلياته الذهنية والمعرفية , فقمت بكتابة نصوصي المسرحية حسب قدراتهم وقابلياتهم وجعل الحوار مفتوحا بامكان المريض ان يضيف ويطوّر الشخصية بما يتناسب مع الحوار العام للمسرحية ,ويضيف ايضا .. اما طريقة الاخراج ووقوف المريض على خشبة المسرح وامام الجمهور فهذا يحتاج الى صبر طويل وتأهيل وزرع الثقة في نفوس المرضى ومنحهم الحرية المطلقة للحركة اثناء اداء الشخصية على خشبة المسرح وضمن اطار المسرحية العام . لا ننسى بان المريض العقلي يعالني دائما بسبب المرض , ومن المصاعب التي تواجه العاملين في هذا العمل هو انتكاسة المريض اثناء التدريبات اليومية مما يتطلب اعادة المريض الى الردهة ومتابعة علاجه النفسي من قبل الطبيب المعالج . واليوم نرى عملا هو الخامس مسرحية (( وطنّ نا )) وهي من تأليف واخراج الاديب كريم عبد الله وبطولة مجموعة من المرضى العقليين الراقدين في المستشفى , وهي تجربة جديدة في هذا العمل حيث يحاكي الواقع العراقي الحالي السياسي والاجتماعي والاقتصادي وما يعانيه الانسان في هذه البقعة من العالم … اخيرا جميع المرضى الذين شاركوا في هذه المسرحيات تحسّنت حالتهم النفسية والعقلية مما جعلهم يخرجون نهائيا من المستشفى وعودتهم الى المجتمع تجربة علاج درامية مثمرة نادرا ما نجدها في مجتمعات العالم الثالث…المسرح ترتيب حقيقي لمسرى العقل وفهم الحياة..

----------------------------------------
المصدر : د.علي حسون لعيبي - الناقد العراقي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق