تصنيفات مسرحية

الخميس، 21 أبريل 2016

ابداعات الفرنسي آلان رينيه لساج

مجلة الفنون المسرحية

ابداعات الفرنسي آلان رينيه لساج

آلان رينيه لساج (1668 – 1747) بالفرنسية Alain-René Lesage ، هو كاتب وفكر وأديب فرنسي كتب العديد من المسرحيات والروايات التي تركت أثرا كبيرا في المسرح الفرنسي.
ولد آلان رينيه لساج في سارزو وهي بلدة صغيرة في جزيرة ديوس في 18 مايو سنة 1668 . وكان أبوه يدعى الأستاذ كلود ويعمل قاضيا ، أما أمه فهي السيدة جان برينجا الزوجة المثالية والأم الحنون. عندما بلغ آلان السن التي تؤهله لإكتساب العلم ، أدخله أبوه كلية فان التي يديرها ويرأسها الأستاذ بروشار عضو الجمعية اليسوعية وفي سنة 1677 وتوفيت والدته في هذه السنة وبعدها بخمس سنوات توفى أستاذه ومعلمه الاول مما أضطره لترك بلدة فان والرحيل إلى باريس عاصمة وطنه ، كان الوالد المتوفي قد ترك لإبنه الوحيد ثروة لا بأس بها لتعاونه على شق طريقه في الحياة ، ولكن القدر الذي ناصبه العداء حتى هذه المرحلة من حياته لم يشأ أن يترك له هذه الثروة ، ولذلك نرى مجلس الإدارة المختص يحيل هذه الثروة إلى جبريل لساج شقيق المتوفى.

وكانت كتاباته هي سنده الوحيد لإعالة زوجه وولده ، ولذلك نراه يعالج الكتابة منذ العام الاول لزواجه محاولا أن يخرج من محبرته الشرف أو الربح. فإبتدأ بترجمة بعض الرسائل في بلاغة اللغة ، وإستطاع أن يكون من دراساته وترجماته في هذا الموضوع مجلدا هزيلا طبعه له صديقه القديم ، وزميله في الكلية وانشيه. ولكن هذا الكتاب لم يلفت النظر إلى كاتبه وكان نصيبه الكساد في سوق الأدب فأخذ لساج يفكر في طريقة أخرى ، ووسيلة جديدة توصله إلى ما يريد. وهنا ظهر الأب ليون على المسرح ويلعب دوره في إرشاد لساج ونصحه بنجاح. فإليع وحده يرجع الفضل في تعبيد الطريق وإنارته أمام الأديب الناشئ. فنراه يحض لساج على تعلم الأسبانية حتى يكون في مقدوره نقل روائع الأدب الأسباني الفنية إلى اللغة الفرنسية ولقد نفذ المشروع بالفعل وإستطاع لساج أن يترجم إلى لغته القومية بعبض المقطوعات من الأدب التراجيدي الأسباني. وأردفها بقصة واحدة ولكن النجاح لم يصادفه في هذه المحاولة كذلك. وهكذا إصطحبه الفشل ، ولازمه كظله ، حتى سنة 1707 ، ففي هذه السنة بدأ نجمه ينير في سماء الأدب الفرنسي. فنراه يقدم قصتين هزليتين لجماعة التمثيل الكوميدي. الأولى وهي أكبر حجما وعنوانها Doncesar ursine ، مترجمة عن الأسبانية وقد لقيت نجاحا كبيرا عند تمثيلها في البلاط. والثانية وعنونها Crispin rival de son maitre ألفها لساج فجاءت تحفة فريدة في نوعها ، ولاقت نجاحا باهرا في باريس وفي هذه السنة طبع عند باربين قصته العظيمة "الشيطان الأعرج" وهي قصة ذات إطار أسباني. ولكنها مع ذلك وهذا هو المهم ، فرنسية في روحها وجوهرها وأسلوبها. هذه القصة عظيمة الشأن ، جليلة القدر من جميع نواحيها ،فقد دفعت شيخ كتاب فرنسا وفلاسفتها أناتول فرانس أن يقول: "إن كل من يستطيع القراءة يجب أن يقرأ لساج "الشيطان الأعرج" ففي هذا الكتاب نجد طريقة مبتكرة في رسم الطبيعة الإنسانية وعبقرية فذة في تحليل العواطف التي تخالج نفس الكائن الحي في كل بقعة من بقاع هذه الأرض". وفي السابعة والأريعين من عمره كتب لساج ثلاث تحف أدبية خالدة ، لقد حقق ما يمكن أن نسميه معجزة القصة لقد أخرج من رأسه عالما جميلا جذابا ، صاغه صياغة فنية رائعة ، ولكن هل كيفيه هذا ، لا يجب أن يخلق عوالم أخرى ، ليستطيع أن يعيش مع أسرته في العالم الأرضي ، وهكذا نراه يعمل ويجد في عمله ، يعمل ليل نهار لكي يخفي من عينيه ذلك الشبح الشاحب شبح الفقر والعوز. فيخرج في سنة 1717 "رولاند العاشق" وفي سنة 1721 Guzhan dalfarache" وفي سنة 1732 "مغامرات مسيو روبير" ولقد كتب لساج معظم هذه الكتابات بعد أن تقدمت به السن ، وةكانت معظمها ترجمات وتصنيفات حتى أعتقد القراء أنه قاد أعظى ما عنده. وأنه عاجز بعد ذلك عن الإبتكار. أما صحف النقد الأدبية فقد أخذت تردد هذه النغمة بصيغ مختلفة أن لساج لا يكتب إلا ليعيش من كتاباته ، وأنه ليس السيد المسيطر على قلمه. ظهر بعد ذلك حوالي سنة 1734 رواية وفي العام التالي صدرت له رواية أخرى وأخيرا كتابه La Vasile trouvee.
ومات لساج في 17 نوفمبر سنة 1747 بعد حياة كلها عمل شاق مضني. وإنتاج مستمر متواصل. مضىبريئا كروحه وجميلا وبسيطا كعبقريته. وصلبا كالحاجة نفسها التي ناضلها طوال حياته ، ولكنه لم يستطع قهرها والتغلب عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق