تصنيفات مسرحية

السبت، 16 أبريل 2016

"حلم ليلة صيف".. بطريقة عصرية / ترجمة: عادل العامل

مجلة الفنون المسرحية


لا يبدو أن شكسبير يصير أصغر سناً. ففي السنة الماضية فقط عاد لنا " روميو و جوليت "، في إنتاج سالينا كارتميل المدهش لمسرحية " شيء لطيف A Tender Thing "، كعاشقين متقدمين في السن ــ مع ذلك يأسيان و يتوددان أحدهما للآخر من خلال اختلالٍ عقلي و عناية مخفِّفة. و يقدم غَيفِن كوين الآن على المسرح " حلم ليلة منتصف صيف "، كوميديا شكسبير المتشابكة عن عشاق شباب تائهين، و تدخلات جن، و ملاكمين مثيرين هواة و أعراس، و سط المقيمين و الممرضين في دار للرعاية الاجتماعية.
و إنها لفكرة ذكية. فلا شيء يحيط بالفكاهة و التراجيديا الخاصة بهذا التصور أفضل من اللحظات الافتتاحية، حين يتكشف إعداد أيدِن كوسغروف الرائع للمسرح، و يتشكل مسار رقصة كونغا بين كراسي المقعدين والمشاة؛ نوع من الفرح الإلزامي الذي يُثقل على الروح. و نجد كوين، المعروف بتفسيراته اللافتة للانتباه للأعمال الكلاسيكية مع فرقة بان بان Pan Pan المسرحية، يكافح قليلاً مع مؤسسةٍ، أيضاً. و يمكن أن يكون، بالنسبة لبان بان، قد أعاد طلب و كتابة النص، أما بالنسبة لمسرح آبَي Abbey، فهو يراعي حرمة المسرحية.
[ و ملخص النص الأصلي أن دوق اثينا كان يستعد لحفل زفافه فيدخل عليه والد الفتاة هرميا يطالبه بتنفيذ قانون ينص على معاقبة الفتاة التى ترفض الزواج من الشاب الذى اختاره والدها لها أما بالإعدام أو النفي، وذلك لأنه يريد أن يزوج ابنته من ديمتريوس وهى ترفض لأنها تحب ليسندر. فأعطى الدوق للفتاة
فرصة حتى موعد زفافه للتفكير فى الأمر. و يهرب الحبيبان إلى الغابة، حيث تجري أحداث كثيرة و تتداخل الجن مع الأنس، و في نهاية الأمر يأتى الدوق ووالد الفتاة إلى الغابة ليجدا ديمتريوس وقد عدل عن فكرة زواجه من هرميا، و تنتهى المسرحية بزفاف الدوق من عروسه و زواج هرميا وليسندر وزواج ديمتريوس من حبيبته القديمة هلينا، والكل على ثقة بأن كل ماشاهدوه كان مجرد حلم ليلة صيف .]
لقد تم الدفع بالنص قليلاً، لكنه اندفع إلى الوراء. فبدلاً من شكوى إيجيوس ( و يقوم بدوره ديفيد بيرس ) لدوق أثينا بشأن رفض ابنته هرميا طالب يدها، يشكو هنا لطبيب دار الرعاية ( ديكلان كونلون ) بشأن أمه. و يقول لهرميا ( التي تقوم بدورها أين نيمهويري )، " تعرفي على شيخوختك "، ( بدلاً من " شبابك " ) و " افحصي جيداً دمك ". و يتردد صدى مسؤولية مثل هذا التغيير في " صبيانية ثانية " و يشكل رعشة الفناء للمسرحية. لكن في الوقت الذي يوحى فيه بتحويل المادة الكلينيكية، أو المرَضية السريرية، إلى شيءٍ ما على نحوٍ غير دنيوي، فإن المسرحية تتطلب مع هذا قوى خارقة للطبيعة، مقدمة على نحوٍ أقل تخيلاً بخلطةٍ من تقاليد عيد الهالَوين ( الذي يقع في شباط، وقت تقديم المسرحية ).
و تُعد فيونا بيل ( التي تقوم هنا بدور تيتانيا، ملكة الجنيات في الغابة ) واحدة من الممثلات الرائعات، لكنها تُعامَل هنا كما لو كانت تمثالاً، متألقة و خاملة. و إذ لا تكون هناك تفسيرات قوية للشخصية أو للكلمات، فإن تيتانيا المخدَّرة و المذلَّة هكذا تبدو أكثر تعرضاً للإساءة من أي وقتٍ آخر. أما جينا موكسلَي، فأداؤها أفضل بدور هيلينا المازوشية المحرومة من الحب و هي تقول لديميتريوس : " أنا كلبتك الصغيرة. كلما زدتني ضرباً، تودّدت لك أكثر "!

 عن/ The Irish Times

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق