مجلة الفنون المسرحية
فريدريش شيلرمسرحي وشاعر وقاص ومؤرخ وباحث في علم الجمال. يعد إلى جانب غوته أحد أقطاب الحركة الكلاسيكية في الأدب الألماني، وأحد أركان الأدب العالمي. وبدأ في عام 1777 بكتابة مسرحية«اللصوص» ذات الروح الجمهورية، وقد استوحى موضوعها من قصة للشاعر كريستيان شوبرت ونُشرت المسرحية في عام 1781 وتنطلق أعمال شيلر بصورة عامة من روح المرحلة التاريخية، ومن المسائل الشائكة التي طرحتها على الأدب، كمسألة الصراع الحاد والمتفاقم بين النظام الإقطاعي الأرستقراطي المستبد والنظام البرجوازي المنفتح الذي بدأ يرسخ أقدامه على معظم مستويات الحياة، ولا سيما الاقتصادية والثقافية؛ وكمسألة الثورة الفرنسية ونتائجها بالنسبة لألمانيا. كما تنطلق أعماله من فهم تنويري مثالي ومتفائل لوظيفة الأدب وتأثيره في حركة المجتمع وبناء الوعي، وهو فهم وصل إلى ذروته المتبلورة في البرنامج الفني الفكري الذي أسست له كلاسيكية فايمار التي كان لشيلر النصيب الأكبر في صياغتها الجمالية الفلسفية. أما مسرحياته المبكرة مثل «اللصوص» و«مؤامرة فييسكو في جنوا» (1783)و«دسيسة وحب» (1784) التي أوصلته إلى الشهرة بسرعة في جميع أنحاء ألمانيا .
وأما مسرحيته «دون كارلوس» (1788) فتدل على تنامي تدقيق شيلر في جعل سياق أحداث المأساة أكثر موضوعية، وتشكل
بذلك على صعيد الزمن والمضمون جسراً إلى مسرحياته التاريخية اللاحقة. إن الخلفية التاريخية السياسية لهذه المسرحية هي حرب التحرير الهولندية ضد الاحتلال الإسباني .
وأكد شيلر في مسرحياته الأخيرة على التاريخ، كي يستقي و يصور التناقض بين الفعل الفردي والضرورة التاريخية التي ُفهمت لكونها مصيراً، وحيث يتطلب الحل المأساوي للصراع بين النقيضين موقفاً جليلاً، لا مـن الأبطال فحسب، بل من الجمهور في صالة المسرح أيضاً، كما في «فالنشتايـن» (1799)و«ماريا ستوارت» (1800) و«عـذراء أورليـان» (1801) و«عـروس مِسّينـا» (1803)و«ديمِتريوس» التي لم تكتمل. في ثلاثية «فالنشتاين» يمنح شيلر الحدث المتشابك والمعقد المستمد من حرب الثلاثين عاماً حيزاً كبيراً، كي يجعل الظروف التاريخية قادرة على تفسير «الجرائم المرتكبة»و«صورة الشخصية» وسقوط البطل مأساوياً. أما في المسرحيات الأخرى فتتراجع المادة التاريخية إلى مجرد خلفية، لصالح إبراز الفعل باعتباره صادراً عن سلوكٍ بشري محض.وفي مركز هذه المسرحيات، لاسيما منها تلك التي تتناول موضوعات التحرر الوطني مثل«عذراء أورليان» (حول جان دارك) و«وليم تِل» (1804) يضع شيلر الفرد البرجوازي على محك الاختبار إنسانياً وسياسياً وأخلاقياً، في محيطٍ تمزقه التناقضات الإجتماعية والسياسية والبشرية.
وجدير بالذكر ان معرفة شيلر في العالم العربيي بمسرحية (حبّ ودسيسة) التي قام نيقولا فياض ونجيب طراد سنة1900م بترجمتها عن الفرنسية وتمثيلها في القنصلية الروسية ببيروت. أم
و ثاني مسرحيات شيلر التي عرضت في العالم العربي فهي مسرحية (اللصوص)، التي مُثّلت أول مرة في القاهرة سنة 1916 بعنوان (لصوص الغاب)
ومن الناحية التاريخية بدأ معرفة فريدريش شيلر في العالم العربي قبل أن يبدأ معرفة أي أديب ألماني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق