مجلة الفنون المسرحية
بيان اليوم العربي للمسرح المدرسي
5 مايو 2016
بيان اليوم العربي للمسرح المدرسي
5 مايو 2016
المسرح مدرسة للأخلاق والحرية
منذ أن أطلق سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح مبادرته الرائدة لتنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، باشرت الهيئة في البحث الجدي والعملي لتحقيق هذه المبادرة على أسس علمية، وبعد عدة لقاءات بين أصحاب تجربة في هذا المجال وبعد الإطلاع على التجارب والأبحاث العربية كما العالمية في مقاربة هذا الموضوع، اتضح للجميع أنه ومنذ انتبه التربويون منتصف القرن العشرين إلى الدور الفعال لأنشطة الفنون عامة والمسرح بشكل خاص في تنمية شخصية المتعلم وفي تطوير معارفه ومهاراته وفي دفعه نحو سلوكيات تجعل منه عضواً إيجابياً في مدرسته ومجتمعه يتخذ المواقف البناءة ويدرك أهمية التعاون مع الآخر ويحرص على اتخاذ قرارات صائبة، ومنذ أن عمد هؤلاء التربويون إلى العمل على إدخال مادة المسرح في المناهج التربوية، طرحت أمام الجميع مجموعة من التساؤلات شكلت لب النقاشات في اللجان التي توالت على البحث في هذا المشروع العربي على مدى عام ونصف :
هل المسرح وسيلة أم أداة؟
هل هو وسيلة نستخدمها لشرح الدروس في الصف؟ أم هو أداة تسمح لمستخدمها - بطريقة
صائبة- بالتعبير عن الأراء والمواقف بأساليب إبتكارية مثيرة للإهتمام؟ فإن كان وسيلة أو إن كان أداة، هل يمكن لمن لا يلم بطريقة استخدام الوسيلة أو بتقنيات وطريقة عمل الأداة أن يستخدم أياً منهما.؟
ثم هل يمكن للمسرح أن يكون مادة تعلمية - تعليمية لها محاورها الخاصة وكفاياتها وأهدافها التربوية وأنشطتها ووسائلها وأسس تقييمها الخاصة؟
خلصت أغلبية الباحثين التربويين في العالم إلى الميل لإعتبار "المسرح" مادة علمية ذات منهج خاص له أهدافه وتدرجه وفق
المراحل العمرية - التعلمية في المدارس، كما أن له أساليب عمل خاصة تتضمن تقنيات لا بد لمستخدمها من الإلمام بها وبمفاهيمها. وبناء على ذلك وبغية تحقيق هدف الإستراتيجية العربية للمسرح المدرسي وتحقيق شعارها في جعل "المسرح مدرسة للأخلاق والحرية"، حددت لجنة المتابعة لمشروع المسرح المدرسي العربي المفاهيم ومحاور الأنشطة وأهدافها وأنشطتها، وفق تدرج يراعي المراحل التعلمية والعمرية من مرحلة الروضة إلى مرحلة التعليم الثانوي، ووضعت لذلك دليلاً يمكن استخدامه من قبل مدرسي مادة أو نشاط المسرح في المدارس، كما وضعت خطة لتمكين هؤلاء من امتلاك تقنيات استخدام هذه الأداة الفنية-التربوية.
ويمكن تحديد المفاهيم وعلاقتها بشعار المشروع وفق الأفكار التالية:
1-المسرح مدرسة للأخلاق:
إن تكوين القيم الأخلاقية لدى المتعلم يتم عن طريق ممارسة المسرح، فيغني تجربته الحياتية، وينمي قدراته على التعاون والتواصل والإتحاد والتكاتف لإنجاز العمل من خلال الإعتراف بالآخر واحترامه ومن خلال التحلي بالتواضع واحترام العمل مهما كان نوعه.
2-المسرح مدرسة للحرية :
من خلال التدرب على حرية التفكير والتحليل والتخيل والإبتكار وعبر إكتساب وممارسة حرية اتخاذ المواقف والقرارات وحرية التعبير عن الأفكار وحرية معالجة المشاكل وحلولها وحرية اختيار القوالب الفنية للتواصل مع المجتمع.
3-العلاقة مع دروس المناهج:
دروس المنهج هي أحد مصادر النص، والنص هو أحد مكونات العرض المسرحي الذي لا يتكامل إلا بإبتكار بيئة مشهدية وبيئة صوتية تشكل مع النص العرض المسرحي. أما تطبيقات بعض أنشطة وتمارين التمثيل التي تسهل شرح الدروس، فهي لا شك تسر القلب، لكن هدف هذه التطبيقات هو تدريسي وغايتها تسهيل عملية استيعاب المعلومة بإمتياز وتتناقض مع مفهوم المسرح كفسحة للإبداع الحر تمنح ممارسه حريةً في اختيار مصادر النص وفق اهتمامات أو هواجس يطرحها أمامه الواقع المعاش، وبالتالي نضع "مسرحة الدروس" تحت عنوان "المسرح التطبيقي" الذي يندرج تحته أيضاً مجموعة من التطبيقات مثال: العلاج النفسي ومعالجة السلوك الإجتماعي وتصحيح العيوب اللفظية وتسهيل دروس ذوي الإعاقات بإستخدام المسرح كوسيلة.
إن استخدام المسرح للتدريس لا يجعل من المسرح وسيلة أيضاح كما لا يحول الدرس إلى عرض مسرحي.
غايتنا المسرح، ففيه تتلاقى وتتفاعل مختلف الفنون والمعارف والعلوم ويمتلكها المتعلم بالممارسة العلمية وبالتجربة الشخصية.
فلنمضِ نحو مسرح فعّال في المجتمع ذي مكانة في دورة الحياة اليومية، لبناء جيل عربى مؤهل للتعامل مع تحديات القرن الحادى والعشرين. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق