تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 11 مايو 2016

أوسكار والسيدة الوردية: رسائل إلى الله

مجلة الفنون المسرحية
قدم النص المسرحي الأصلي لـ'أوسكار والسيدة الوردية' في العديد من المسارح حول العالم، وترجم إلى عشرات اللغات، كما تحولت المسرحية إلى فيلم بعنوان 'رسائل إلى الله'.




عرضت على خشبة مسرح الهناجر في القاهرة أخيراً مسرحية “أوسكار والسيدة الوردية” وهو عرض مسرحي من فصل واحد من إخراج هاني المتناوي وهو مخرج مسرحي وممثل شارك في عدد من الأدوار السينمائية منذ عام 2008، وهو أحد أبطال فيلم “قبل زحمة الصيف” للمخرج محمد خان والمعروض حالياً في دور السينما.
عرضت مسرحية “أوسكار والسيدة الوردية” كافتتاحية للاحتفال بمرور 25 عاماً على ظهور حركة المسرح المستقل في مصر، وهو تيار مسرحي تمرد على الأنماط المسرحية التي يقدمها المسرح الرسمي ومسرح القطاع الخاص ليتخذ له مساراً آخر وصفه البعض بالتيار الثالث، والذي خرج من رحمه العديد من الكتاب والمخرجين المسرحيين من بينهم مخرج العرض، كما شهد بدايات عدد من نجوم السينما البارزين ومنهم الراحل خالد صالح وخالد الصاوي الذي ألقى البيان الختامي للاحتفالية.

ضمت الاحتفالية عدداً من الفعاليات والأنشطة من بينها ورش عمل وندوات وعروض مسرحية، غير أن عرض “أوسكار والسيدة الوردية” الذي قدم لأول مرة في مصر قبل سبع سنوات بدا لافتاً في معالجته للمعاني الإنسانية التي يتبناها.


قدم النص المسرحي الأصلي لـ”أوسكار والسيدة الوردية” في العديد من المسارح حول العالم، وترجم إلى عشرات اللغات، كما تحولت المسرحية إلى فيلم بعنوان “رسائل إلى الله”. والمسرحية هي أحد أهم أعمال الكاتب المسرحي والروائي الفرنسي “إيريك إيمانويل شميت”، وهو من مواليد 1960 وعرف في بداياته ككاتب سيناريو، ثم تتابعت نجاحاته المسرحية على نطاق واسع في فرنسا وأوروبا.


النص هو البطل الحقيقي
ويعد اليوم واحداً من أكثر الكتاب الفرنسيين المعاصرين شهرة، وتميل معظم أعماله إلى نوع من المواءمة بين الأديان والثقافات المختلفة. عرضت مسرحيات شميت في أكثر من خمسين بلداً حول العالم، كما كتب عدة روايات ناجحة. كان أشهرها رواية “السيد إبراهيم وزهور القرآن” والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي قام ببطولته الفنان عمر الشريف وفاز عنه بجائزة سيزار لأفضل ممثل في العام 2004 .

"أوسكار" هو الشخصية الرئيسية في المسرحية، وهو طفل مريض بالسرطان، يعيش في إحدى المستشفيات. يزوره والداه يوماً واحداً في الأسبوع ويجلبان له الهدايا. ولأنه لا يرتاح دائماً لنظرة العطف والحزن البادية عليهما وقت الزيارة فقد ملّ من زيارتهم تلك واستسلم لوحدته وعالمه الصغير.

في المستشفى أطفال صغار في مثل عمره، وطبيبه المعالج الدكتور “دوسلدورف”، والممرضات اللاتي يتمتعن غالباً بالطيبة. لكن أوسكار لا يجد بين هؤلاء من يكلّمه عن حقيقة مرضه، أو ما يحتمل أن يحدث له، لذا فقد ظل يؤرقه الشعور بالوحدة والعزلة.

شخص واحد فقط يستطيع أن يخرجه من هذه العزلة. هذا الشخص هو “السيدة الوردية”، أو هكذا يسمّيها أوسكار، وهي إحدى الممرضات داخل المستشفى. تجلب السيدة الوردية معها الصدق والدفء والراحة.

وتحكي له عن مغامراتها المثيرة وبطولاتها المتخيّلة، فيصدّقها الطفل، توحي له السيدة بكتابة رسائل إلى الله، كوسيلة للخروج من هذه العزلة. ولأنها تعرف أن أيامه في الحياة قد باتت معدودة، أقنعته بأن يحتسب كل يوم من أيامه المتبقية بعشر سنوات، ويقبل أوسكار بهذا الاقتراح مرحّباً، وتتوالى الأحداث بين حكايات “السيدة الوردية” المتخيلة وحواراتها العميقة مع الطفل وبين قراءة أوسكار لرسائله إلى الله حتى وفاته في النهاية.

أدى دور أوسكار الفنان محمد صالح، بينما جسدت الفنانة داليا بسيونى دور السيدة الوردية. وتعرض المسرحية على خلفية من الرسوم المعبرة للفنانة رباب حاكم، وموسيقى يوهان سباستيان باخ. ورغم أن الشخصية الرئيسية في المسرحية لطفل لا يتجاوز العاشرة من عمره (أوسكار) إلا أن دوره قد أسند لشخص ناضج، (محمد صالح) ربما لأسباب تتعلق بكون النص هو البطل الحقيقي في المسرحية، وهو نص يحتوى على فقرات حوارية طويلة ومعقدة، وكان من الصعب- كما يقول مخرج العرض هاني المتناوي- العثور على طفل قريب من هذا العمر يستطيع تحمل هذا العبء، غير أن محمد صالح استطاع بمهارةٍ التعبير عن مشاعر الطفل من دون الإخلال بروح العمل، وهو أمر يحسب للمخرج كما يحسب أيضا للممثل وقدرته على الإيهام وإقناع الجمهور بتقمصه لدور الطفل. يذكر أن الفنان محمد صالح هو من قام بترجمة النص من الروسية إلى العربية.

-------------------------------------
المصدر : ناهد خزام - العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق