تصنيفات مسرحية

الجمعة، 20 مايو 2016

مسرح عالمي : مسرحية لبوشكين برؤية معاصرة

مجلة الفنون المسرحية

بعدما نسج المخرج في سياقها كثيراً من الإيحاءات والإسقاطات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحدثت الرؤية المعاصرة لمسرحية روسية كلاسيكية من القرن التاسع عشر ضجيجاً وأثارت إعجاباً وغضباً في صفوف مشاهديها في موسكو.
تدور مسرحية «بوريس غودونوف» حول قاتل مغتصب للحكم تحوّل الى قيصر لا يرحم. وقد انقسم الرأي العام حول المسرحية بالطريقة نفسها التي حدثت مع فيلم «لفياثان» الذي رشح للأوسكار. والمسرحية والفيلم يثيران تساؤلات حول منظور الشعب الروسي للحياة.
وبينما انبرى البعض للدفاع عنهما باعتبارهما عملين فنيين صادقين يميلان الى الواقعية، رأى آخرون انهما يحطان من مكانة روسيا في وقت تحتاج البلاد لمن يدافع عنها في مواجهة هجمة غربية شرسة.
كتب مسرحية «بوريس غودونوف» الشاعر الروسي الشهير الكسندر بوشكين، وهي تعيد المشاهد الى أحداث تاريخية جرت في روسيا في القرن السادس عشر. ونقلها المخرج قسطنطين بوغومولوف (39 سنة) الى عالم اليوم وطعّمها بكثير من الحِيل التي تنتمي الى عالم الوسائط المتعددة والمحادثات الحميمة على موقع «سكايب».

في بداية المسرحية، حين يعلم الناس بأن غودونوف قتل الوريث الشرعي للحكم، تُعرض على شاشة كبيرة بشكل متكرر وسط ضحكات خافتة متوترة من المشاهدين عبارات تقول: «الشعب احتشد في الميدان الرئيسي... الشعب ينتظر ان يُخطر بماذا بعد. الشعب حثالة وأخرق».
وحين يضع غودونوف التاج على رأسه تظهر على الشاشة مقاطع فيديو تعود إلى العام 2012 حين كانت قافلة بوتين تخترق شوارع موسكو الخاوية في طريقها الى الكرملين لتسلم فترة ولاية ثالثة. لكن المخرج يقول إن المسرحية لا تقصد في الاساس السخرية من بوتين بل هي نظرة على الطريقة التي ترى بها روسيا المعاصرة نفسها وكيف تتحدث عن نفسها. وقال: «فيها مقدار من السخرية من الوضع السياسي بشكل عام، لكنها تتناول في مجملها القيم الجمالية في المجتمع».
وبينما صفّقت فئة من الحضور وقوفاً تعبيراً عن إعجابها بالمسرحية، لم يشارك بعضهم في التصفيق أو حتى ينتظر انتهاءها.
ويقول المخرج الذي شارك في احتجاجات عامي 2011 و2012 ضد بوتين وأعطى صوته لمنتقد الكرملين اليكسي نافالني في انتخابات بلدية موسكو عام 2013، إن المسرحية تعبّر عن خيبة أمله في إمكانات التغيير في موسكو. وكان أيضاً مسؤول كبير في الحكومة الروسية من بين الذين غادروا المسرح قبل انتهاء العرض، وقال ممتعضاً: «يصعب حقاً متابعة عرض كهذا».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق