تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 17 مايو 2016

"مسرحنا".. محاولة المركز العراقي للمسرح للتذكير

مجلة الفنون المسرحية

المسرح العراقي يمر بأصعب مراحله مثلما يمر العراق بأكمله ، بالاضافة إلى الضائقة المالية التي تحول دون تقديم إنتاجات مسرحية كبيرة لنصوص عراقية أو عربية أو اجنبية لمؤلفين عظام.فقد صدر العدد الجديد من مجلة "مسرحنا " الصادر عن المركز العراقي للمسرح والذي تضمن العديد من الموضوعات المختصة بالمسرح العراقي والعربي والعالمي ، وتضمنت افتتاحية المجلة توضيحاً يبين أسباب توجه رواد المسرح العراقي لإصدار مجلة كهذه   .
يجد رواد المسرح العراقي وجوب الإشادة بجهود الشباب ودورهم المسرحي وخصوصاً أولئك الذين دفعوا بدماء جديدة لحركة المسرح العراقي ، إضافة إلى ما يقدمه مسرحيو المحافظات من عروض في مهرجاناتهم التي عُدّت عروضاً مثيرة بتفردها .
كما أن أنشطة المركز العراقي للمسرح باتت مقيدة بهذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق ، ولولا تأثير هذه الظروف على أنشطته لكان محبو المسرح والفن المسرحي سيشهدون ما هو اوسع وما هو انفع .
تضمنت المجلة استذكاراً للكاتب المسرحي الراحل نور الدين فارس ، بقلم الكاتب والمخرج المسرحي سامي عبد الحميد ، حيث يذكر عبد الحميد أن رحيل فارس لم يُحط بأي اهتمام من قِبل الصحف والإعلام العراقي ولا حتى من الجهات الادبية والثقافية وكأن الجميع قد نسوا ما تركه المبدع من اعمال مهمة في حركة المسرح العراقي .

عرض سامي عبد الحميد خلال هذا الاستذكار معلومات عن الكاتب الراحل وحياته ، وأهم إنجازاته ، وبعض الرؤى المسرحية الخاصة بالراحل ، كما استذكر عبد الحميد بهذه المناسبة المخرج قاسم محمد ودوره في التجديد في المسرحية الشعبية ، ذاكراً أن قاسم محمد عرض في مجال تدريسه فنون المسرح أو في مجال عمله الإخراجي والتمثيلي مرتبة في التحليل والتفسير وحرصه على سبر أغوار الممثلين واستخراج اقدراتهم وصولاً إلى تحقيق الصدق في التعبير والتلقائية في الاداء وبالتالي إقناع المتفرجين .
وبما أن العمل المسرحي يقتضي إخراجاً له ، وأن هنالك أنواعا مختلفة من الدراما وأيضاً هنالك اساليب إخراجية مختلفة لكل نوع وكذلك طرق مختلفة في المعالجة ضمن حدود هذا النوع ونسبة الى طبيعة كل عمل على حدة ، لذلك عرضت المجلة موضوعة خاصة بمخرجين عالميين " رؤاهم وطرائقهم " ، ومتطرقين خلال هذه الموضوعة إلى دور المخرج ومدير المسرح والتناغم الضروري بين فريق العمل والأدوات والخطط الموضوعة للعمل المسرحي   ..
كما تطرقت المجلة للدراما الوثائقية ، والمسرح الشَرطي ، والدراماتوجيا والنقد المسرحي مُعتبرين في ذلك المسرح الفرنسي نموذجاً ، حيث قدم هذه الموضوعة الدكتور حسن المنيعي ، ذاكراً أن موقف النقد المسرحي من الدراماتوجيا الحديثة ، وأن من الصعب استقرائية الدراسة اعتمادا على منطلقات أدبية وفنية تراعي ثنائية النص والعرض ، فمع ظهور المخرج المسرحي في نهاية القرن التاسع عشر وامكانية تعامله الحر مع النص وعرضه من منظوره الخاص كان من المنتظر أن يتراجع إلى الوراء كل خطاب نقدي يتمركز حوله ، لكن هذا لم يحدث إلا في بعض الكتابات النقدية منها مثلا مقالات " أميل زولا " التي جمعها في كتابة " البيعية في المسرح عام 1881 " الذي دافع فيه عن المذهب الطبيعي كما تحدث عن المسرحيات التي شاهدها مشير إلى الديكور والملابس والاكسسوارات وتلقي الجمهور وكل الاشياء التي تؤسس العمل المسرحي بما في ذلك النص واداء الممثلين .
ولأن المسرح عادةً ما يناقش مشاكل الشعوب ويلامس واقعها ، فقد قدم الكاتب عباس لطيف موضوعة ظاهر واستشراف مفهوم العنف وتجلياته في عروض المسرح العراقي .
وأهم ما ناقشته المجلة هو موضوع النهوض بالمسرح العراقي والتي قدمها الدكتور هيثم عبد الرزاق ، حيث يذكر عبد الرزاق أن النهوض بالمسرح يعني التخطيط لتمكين الفرد من اكتساب هوية المواطن الخلية الاساسية لمشروع الدولة ، فأية أمة من الامم عندما تتبنى السياسة الرشيدة لمشروع الدولة تضع في أولويات حساباتها ستراتيجية الثقافة بعيدة المدى لإدارة شؤون مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية.
كما قدم رئيس تحرير المجلة الدكتور سامي عبد الحميد نبذة تاريخية عن المركز العراقي للمسرح ، وتضمنت المجلة أيضاً تقديم عدد من النصوص المسرحية.

----------------------------------
المصدر : زينب المشاط - جريدة المدى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق