تصنيفات مسرحية

الجمعة، 1 يوليو 2016

جواد الأسدي لجأ مسرحياً إلى المغرب

مجلة الفنون المسرحية

بعد عشر سنوات أمضاها في بيروت مراهناً على الحالة الثقافية والحرية الكاملة فيها، إصطدم الفنان جواد الأسدي بحائط سميك إسمه الميزانيات العالية لمتابعة نشاطه، وبعد عدة إستغاثات ومحاولات إنقاذ، تبين أن أحداً لا يريد المساعدة، وبات الرجل وحيداً يواجه إستحقاقات مالية داهمة، فأعلن الإستسلام وتسليم موقعه مسرح بابل لأصحابه والمغادرة إلى المغرب.
هاتف منزله الثابت مباع منذ سنوات، ورقمه اللبناني الجوال لايجيب أبداً فقط قال: أنا مغادر إلى المغرب.

على الأقل عرفنا مكان إقامته الجديد، حتى نتمكن من متابعة نشاطه في مكان اللجوء المسرحي الجديد، بعد : العراق وسوريا و المجر، لفنان عرفته المنابر حاملاً حقيبة سفره متنقلاً بين المدن العربية يزرع مسرحه أينما حل، ويعرض ما في جعبته من مشاريع نموذجية من المسرح العربي والأجنبي ( المصطبة ، حمام بغدادي، رأس المملوك جابر، الإغتصاب ، الخادمتان، تقاسيم على العنبر، نساء الساكسوفون)، مجتهداً في المواكبة و التجارب حتى تثمر العروض جيلاً فاهماً ومتحمساً للمدارس المسرحية المختلفة.
تعب الأسدي في بيروت، المدينة التي إقتحمها عام 2006 متحدياً تردّي الأوضاع فيها مراهناً على ميل أهلها ومثقفيها إلى تجاوز كل الصعوبات والإنتصار للثقافة والفن، إلاّ أن الظروف القاهرة أرخت بثقلها على البلد كله، ونال المنابر الثقافية الكثير من الأذى من دون وجود طرف إنقاذي. كان مسرح بابل( الأسدي) ودوار الشمس( روجيه عساف) والمدينة ( نضال الأشقر)من أبرز المنابر المسرحية الراقية التي يطمئن إليها الجمهور كمستوى فكري متميز، الآن نقصت واحداً .
يبتعد الأسدي . وتخف النشاطات النوعية، ليبقى الرهان على الكبيرين المخضرمين: روجيه ونضال، تضاف إليهما نماذج جيدة متفرقة، لكن موضوعاً راسخاً في قلب إبن مدينة كربلاء يظل يؤرقه حتى تنفيذه وهو عمل ضحم يليق بقيمة وتاريخ الإمام الشهيد الحسين بن علي عليه السلام، هذه الشخصية الفذة التي عبرت سسيرتها العطرة السنوات لامعة عميقة ومؤثرة بمعانيها السامية والخالدة، وتوقع الأسدي" أن تشكل مسرحية عن الإمام الحسين صدمة كبيرة للجميع، سواء لأتباع تلك الشخصية أو من هم بعيدون عنها لأنني سأقدمها بصورة مغايرة لتلك السائدة والمتناقلة عبر التاريخ.

-------------------------------------
المصدر: محمد حجازي - الميادين نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق