تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 20 يوليو 2016

"مانا غير وليّة " .. مسرحية مغربية عن هدر حقوق المراة

مجلة الفنون المسرحية

قدمت فرقة مسارات للإبداع الفني والثقافي  مسرحية  "مانا غير وليّة"  من تأليف عبد الإله بنهدارة واخراج سعيد باهادي وهي  كوميديا اجتماعية.
وتحكي مسرحية  "مانا غير وليّة" قصة أربع أخوات يتصارعن من أجل الحفاظ على وصية الأم، وعلى روابط الأخوة، ويواجهن ما يحبكه قدرهن من خلال فصول الحكاية، من طمع وغدر واعتداء على حقوقهن وسكينتهن، من طرف "العربي السمسار" وابن أخيه "أنس"، و"سالم" الذي اعتدى على البنت أحلام واغتصبها، هذا إلى جانب معاناة  الأخت "ضحى" جراء خدمة البيوت وجحيم الهجرة إلى بلاد الخليج من أجل لقمة العيش. 
  وفي  كلمة تقديمية للمخرج باهادي  للعمل المسرحي "مانا غير وليّة" :

بعد اختيار النص، وضعنا نصب أعيننا في التصور الإخراجي لهذا العمل، كل القضايا التي يطرحها واقعنا اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ فهي تلك التي تهم التفكك العائلي، وفقدان روابط الأخوة والقيم الأسرية المثلى، التي نشأ عليها المجتمع حتى الأمس القريب.
وجدنا المادة الدسمة لاقتراح عمل مسرحي على شكل كوميديا اجتماعية، حيث يتجسد هذا في المواقف الساخرة التي تفضح ما شاب مجتمعنا من طمع وحب زائف، مع التركيز على هدر حقوق المرأة، انطلاقا من النظرة الدونية التي مع الأسف لازالت تعتمد من طرف أفراد وجماعات، وفي بعض الحالات من طرف مؤسسات.
في هذا الجو، تنسج الشخصيات علاقات متجاذبة؛ فالأخوات الأربع يصارعن من أجل الحفاظ على روابط الأخوة، خصوصا الأخت الكبرى "مليكة" التي تحمل عبء وصية الأم. أما التيار القوي للمجتمع فيتجلى في شخصية "عبد المولى" و"العربي السمسار" اللذين يراودان الأخوات للاستيلاء على الدار، و"سالم" فاقد للضمير، الذي يقتحم المنزل دون احترام لحرمته ولا لميثاق الجار، ليستبيح عذرية البنت "أحلام". و"ضحى" التي تضحي بالدراسة من أجل أخواتها، وتذهب للخدمة في البيوت، حيث تهاجر إلى الخليج عسى أن تنقد الأسرة، لكنها تجد أسوأ المعاملة من طرف ربة البيت التي تطردها دون أجرة.
نقدم هذه النماذج في شكل فرجوي يعتمد تقنيات مدرسة ستانيسلافسكي وإدارة الممثل، ونمد جسرا مع المتلقي، حيث تتحول الأحداث من قصة بسيطة إلى جو مثير للتفاعل، يخاطب وعي الجمهور ووجدانه، وتكون النتيجة: السخرية على الموقف دون السقوط في المبتذل، لا من حيث الحركة والتشخيص، ولا من حيث الحوار؛ فنجعل المتفرج يطل من النافذة على هذه المشاهد المفعمة بالإيحاءات والمواقف الساخرة التي تتيح المتعة.
أما الفضاء الذي يناسب فرجتنا هذه فهي الدار التقليدية للأسرة المغربية على أصالتها، بما تحمله من رموز في احتضان الشخصيات والأحداث؛ فالأثاث والأكسسوار والديكور يجسد كل الركائز التي تتبع نمط العيش والاستقرار الأسري، وكرم الضيافة إلخ، مما يميز الأسرة المغربية. ساعة وربع من الفرجة يعيشها الجمهور في أجواء كوميدية، صحبة شخصيات تعانق الحلم الهارب، لكنها لا تستسلم أبدا للإحباطات ولا للمعيقات، بل تظل تصارع التيار حتى النهاية. وبعد كل التضحيات يتحول مفهوم "وليّة"، التي تعني ضمن ما تعنيه "ضلع أعوج" عندنا، إلى الفتاة التي تتسلح ضد الحواجز بحسن التربية والعلم والتجربة في الحياة والإصرار والصبر على المحن. " رجاء" و"أحلام" تجسدان هذا بوضوح، إذ تبرهنان على أنهما قادرتان بامتيازعلى الأخذ بزمام أمورهما بنفسهما، وبناء مستقبلهما كما تحلمان به بكل حرية دونما التفريط في مقومات تربيتهما وأصالتهما.

------------------------------------------------
المصدر : المغرب - خاص - المدى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق