تصنيفات مسرحية

الأحد، 24 يوليو 2016

أحدث إصدارين "موسوعة النقد السينمائى" و"قراءات نقدية فى العروض المسرحية" للناقدة د. نهاد إبراهيم

مجلة الفنون المسرحية

تشكيل الوعى عبر القوى الناعمة 
أحدث إصدارين يناقشان أخطر قضية تعيشها مصر الآن.."موسوعة النقد السينمائى" و"قراءات نقدية فى العروض المسرحية" للناقدة د. نهاد إبراهيم

    تمر مصر الآن بأعقد وأخطر مرحلة مرت عليها فى تاريخها الطويل. تخوض حربا شديدة الشراسة على كافة المستويات داخليا وخارجيا. يريد عدونا محو ماهية شخصيتنا المصرية وخلخلة روحنا واقتلاعنا من جذورنا وطردنا من بيوت وطننا وتغريبنا عن ذاتنا، ونحن بدورنا واجبنا المواجهة لبناء وترميم النفوس وتشكيل وعى المتفرج والقارىء وإيقاظه وإنقاذه عبر سلاح الفن الذى يُعد من أخطر آليات القوى الناعمة. 
    من هذا المنطلق طرحت الناقدة المصرية السينمائية والمسرحية  والأدبية د. نهاد إبراهيم مؤلفا سينمائيا ضخما هذا العام يعتبر حدثا هاما فى عالم النقد السينمائى، يتماس بشكل مباشر وغير مباشر مع الواقع السياسى الذى نعيشه الآن. عكفت المؤلفة خلال خمس سنوات على الإعداد المكثف والتدقيق العلمى لتخرج إلى النور "موسوعة النقد السينمائى – نشر الوعى عبر القوى الناعمة" المكونة من ستة أجزاء إصدارات دار العلوم للنشر والتوزيع عام 2016. يعتمد منهج النقد السينمائى داخل هذه الموسوعة على النظرة العلمية الموضوعية التحليلية للفيلم السينمائى المصرى والعربى والأجنبى بكل أركانه، وطبيعة ارتباطه بالأعمال الأخرى المعاصرة والماضية، وكذلك عمق تواصله مع المجتمعين المحلى والدولى. على مدى ألف ومائة وستة وأربعين مقالا ملأوا ثلاثة آلاف ومائتين وثمانى وعشرين صفحة تقول الناقدة إنه لم يحدث أن جاملت أحدا على الإطلاق مهما كان اسمه؛
لأنها تؤمن أن مسئولية تثقيف وتشكيل فكر وذوق القراء بمنحهم مفاتيح فن الفرجة على الفيلم السينمائى أمانة فى عنقها أمام الله منذ بداياتها أهم مليون مرة من أى مكاسب مزيفة زائلة. 
    إن خطر الفن الهابط وسموم الخطاب الفكرى الموجه المستهدف غسيل العقول أشد فتكا من خطر المخدرات. إنه أقصر سبيل لاغتيال الأجيال وتوجيهها نحو الغفلة والتطرف والتشرد والعنف والجهل واليأس والجمود والجحود قطرة بقطرة دون أن تدرى. وتضيف أنها كلما نظرت إلى النسبة الغالبة من أحوال السينما المصرية منذ سنوات تستشعر كم هى غاضبة من تلويث عقول وقلوب الشعب المصرى بهذا الشكل!  
    خصصت مقدمة هذه الموسوعة لتذكر المؤلفة نفسها وتحكى عن كيفية دخولها الحقيقى فى عالم النقد السينمائى منذ عشرين عاما بفضل تشجيع الناقد الكبير الأستاذ رجاء النقاش رحمه الله. لقد تقدمت إليه دون أدنى وساطة وتركت قلمها وعلمها الفيصل بينه وبينها. هو بقامته العظيمة وكرئيس تحرير مجلة الكواكب فى ذلك الوقت وهى بأعوامها الستة وعشرين وحلمها أن يكون حكمه موضوعيا فى تشجيع المواهب الحقيفية كما سمعت عنه. وقد كان.. 
    مجرد حكم موضوعى واحد فتح باب الأمل أمام الناقدة لتصول وتجول فى عالم النقد السينمائى محليا وعربيا ودوليا فى العديد من الصحف والمجلات والمواقع الإليكترونية، تكتب المقالات والدراسات المتنوعة وتصدر العديد من الكتب بلغ عددها اثنين وعشرين كتابا متنوعا حتى الآن بين النقد السينمائى والمسرحى والأدبى بالإضافة إلى موهبتها فى شعر العامية والقصص القصيرة والترجمة. إنها تقول ذلك إلى الأستاذ رجاء النقاش رحمه الله الذى تهديه هذه الموسوعة، تقوله إلى نفسها وإلى كل من يحاربون المواهب ويكرهون العلم ويستهينون بالفن ويحولون زهوره جحيما. كم من عقليات تم اختراقها بدعوى حرية الفن المزعومة وهى فى حقيقتها فوضى هدامة مدروسة.. كم من أقلام جيدة قليلة للغاية اغتيلت بدون أى ذنب اللهم إلا معاقبتها من نفوس ديكتاتورية مريضة بغيضة مهلكة لا تعرف قيمة الإنسانية ولا تريد لغيرها أن يتنفس ويفكر ويبدع ويتحرر!!!    
    من هنا جمعت كل ما كتبت على مدى عشرين عاما من المقالات وليس الدراسات بالترتيب الزمنى لتضع ثمرة مجهودها الطويل بين يدى القارىء فى أجزاء الموسوعة الستة. وإلى جانب الفهرس الخاص بكل جزء أضافت المؤلفة فى الجزء السادس والأخير الفهرس الشامل لموسوعة النقد السينمائى حسب الحروف الأبجدية العربية وينقسم إلى ثلاثة أقسام حسب التنويعات التى قدمتها فى مجال النقد السينمائى "أفلام" و"شخصيات – تحليل فن الممثل" و"قضايا وأحداث". 
    بمجرد صدور الموسوعة أرسلت فى طلبها مكتبات اثنتى عشرة جامعة من أعرق جامعات الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح جزءا من مقتنياتها تفيد طلاب العلم ومحبى الفن فى كل مكان. 


    استكمالا لتحقيق هدفها فى نشر الوعى داخل المتلقى الإيجابى أصدرت د. نهاد إبراهيم هذا العام أيضا كتابا ثريا فى دنيا النقد المسرحى بعنوان "قراءات نقدية فى العروض المسرحية – تشكيل الوعى عبر القوى الناعمة" فى طبعته الثانية إصدارات دار العلوم للنشر والتوزيع. يضم هذا الكتاب مائة وستين مقالا فى النقد المسرحى لعروض مصرية وعربية وأجنبية كلاسيكية وتجريبية وراقصة وأوبريت وأوبرا وباليه.
    تؤكد المؤلفة على صعوبة فن المسرح ومتعته أيضا. المسرح الجميل حياة جميلة ظلت تبحث عنها طوال حياتها ليس بسبب تخصصها كناقدة، بل بصفتها إنسانة تحب المسرح من كل قلبها. هذه المقالات هى مجموع ما كتبته فى مختلف الصحف والمجلات المصرية والعربية على مدى سنوات طويلة تعرف بدايتها ولا تعرف نهايتها. سنوات استثمرت نعمة موهبة النقد التى منحنها الله إياها وأصقلتها بالدراسة. إن العلم أساس الأمم المتحضرة التى تريد بناء العقول وتنير طريق الحرية السوية المتزنة أمام الجميع دون خلطها بفوضوية هدامة وسطحية تبيد العقول وجهل يمسخ روح المواطن ويضرب جذور وجوده فى مقتل.
    لكن يبدو أن حال المسرح أسوأ من حال السينما بكثير من وجهة نظرها، حتى أن المؤلفة تقول: "لقد فاض بى الكيل من مشاهدة عروض مسرحية سخيفه ضعيفه مهلهلة مسطحة، ومللت بشدة طوفان أرباع الموهوبين أو بمعنى أدق اللاموهوبين على الإطلاق الذين يستعيرون مجرد فكرة ولا يعرفون كيف يعالجونها مسرحيا ولا علاقة لهم بفن التأليف المسرحى من الأساس، لكنهم مع خالص الأسف يفرضون أنفسهم على هذا العالم الإبداعى الراقى بحجة التأليف والابتكار والإبداع من وجهة نظرهم القاصرة المزيفة. حقيقة الأمر التى يعلمها الجميع أنهم يحتمون بمناصبهم وأقلامهم كصحافيين ويضمون خانة مؤلف مسرحى إلى أنفسهم بالإكراه من باب الوجاهة الاجتماعية والتلميع الإعلامى الذى يعشقونه! وهو ما يمنحهم سلطة أكثر للتحكم فى رقاب البشر الأبرياء من عباد الله المبدعين الحقيقيين، وكل ذنب ضحاياهم الذين يستحقون عليه الإبادة أنهم موهوبون بحق ومبدعون بحق ويكشفونهم دون قصد ليس إلا!!!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق