مجلة الفنون المسرحية
سيميوطيقـــا المسرح في النقـــد المغـــربي المعاصــــر
المقــــدمــــة:
تعرف السيميولوجيا (Sémiologie) على أنها ذلك العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات، سواء أكانت لغوية أم أيقونية أم حركية. ومن ثم، إذا كانت اللسانيات تدرس الأنظمة اللغوية، فإن السيميولوجيا تبحث في العلامات غير اللغوية التي تنشأ في حضن المجتمع. ومن هنا، فاللسانيات هي جزء من السيميولوجيا حسب العالم السويسري فرديناند دوسوسير( F.De Saussure )، مادامت السيميولوجيا تدرس جميع الأنظمة، كيفما كان سننها وأنماطها التعبيرية لغوية أو غيرها. ولقد حصر دوسوسير هذا العلم في دراسة العلامات ذات البعد الاجتماعي. ويعني هذا أن السيميولوجيا تبحث في حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية.أي: لها وظيفة اجتماعية ، ولها أيضا علاقة وطيدة بعلم النفس الاجتماعي. وفي هذا الصدد، يقول دوسوسير:" اللغة نظام علامات، يعبر عن أفكار. ولذا، يمكن مقارنتها بالكتابة، بأبجدية الصم- البكم، بأشكال اللياقة، بالإشارات العسكرية، وبالطقوس الرمزية، إلخ...على أن اللغة هي أهم هذه النظم على الإطلاق. وصار بإمكاننا، بالتالي، أن نرتئي علما يعنى بدراسة حياة العلامات داخل المجتمع، وسيشكل هذا العلم جزءا من علم النفس العام. وسندعو هذا العلم سيميولوجيا Sémiologie . وسيتحتم على هذا العلم أن يعرفنا بما تتشكل منه العلامات، وبالقوانين التي تتحكم فيها. وبما أنه لم يوجد بعد، فيستحيل التكهن بما سيكون عليه. ولهذا العلم الحق بالوجود في إطاره المحدد له مسبقا، على أن اللسانيات ليست إلا جزءا من هذا العلم، فالقوانين التي قد تستخلصها السيميولوجيا ستكون قابلة للتطبيق في مجال اللسانيات.وستجد هذه الأخيرة نفسها مشدودة إلى مضمار أكثر تحديدا في مجموع الأحداث الإنسانية."[1]
وعليه، يحصر دوسوسير العلامات داخل أحضان المجتمع، ويجعل اللسانيات ضمن السيميولوجيا. بينما يرى الأمريكي شارل سندرس بيرس( CH.S.Pierce ) أن السيميوطيقا مدخل ضروري للمنطق والفلسفة في الفترة الزمنية ذاتها التي استعمل فيها دوسوسير مصطلح السيميولوجيا. وفي هذا النطاق، يقول بيرس:" إن المنطق في معناه العام هو مذهب علامات شبه ضروري وصوري كما حاولت أن أظهره، وفي إعطائي لمذهب صفة "الضروري" و"الصوري" كنت أرى وجوب ملاحظة خصائص هذه العمليات ما أمكننا. وانطلاقا من ملاحظاتنا الجيدة، التي نستشفها عبر معطى لا أرفض أن أسميه التجريد، سننتهي إلى أحكام ضرورية ونسبية إزاء ما يجب أن تكون عليه خصائص العلامات التي يستعين بها الذكاء العلمي."[2]
ومن هنا، يرى دوسوسير أن العلامات السيميولوجية لا تؤدي إلا وظيفة اجتماعية. في حين، يرى بيرس أن وظيفة السيميوطيقا منطقية وفلسفية ليس إلا. وهكذا، أصبحنا أمام مصطلحين: السيميولوجيا لدى الأوربيين ، ويرتبط بدوسوسير الذي استعمل مصطلح(Sémiologie)، في كتابه (محاضرات في اللسانيات العامة)الذي صدر سنة 1916م، ومصطلح السيميوطيقا (La sémiotique ) لدى الأمريكيين الذي يقترن ببيرس الذي استعمله باسم علم الدلالة العام.
هذا، ويعتبر رولان بارت( Roland Barthes ) من المدافعين عن مصطلح السيميولوجيا ، وخاصة في كتابه(عناصر السيميولوجيا)، حيث اعتبر فيه السيميولوجيا جزءا من اللسانيات، من خلال توقفه عند بعض الثنائيات المنهجية، مثل: الدال والمدلول، والدياكرونية (التطورية) والسانكرونية(التزامنية)، والمحور الأفقي والمحور التركيبي، واللغة والكلام، والتضمين (الإيحاء) والتعيين(التقرير الحرفي). وهذه الثنائيات كان قد تناولها دوسوسير، بإسهاب مستفيض، في كتابه (المحاضرات في اللسانيات العامة)، عندما كان في لحظة التقنين لعلم لغوي جديد هو اللسانيات الذي أقامه على أنقاض مرحلة الفيلولوجيا (فقه اللغة)، ومرحلة فلسفة اللغة. وفي هذا الصدد، يرى رولان بارت أنه"يجب، منذ الآن، تقبل إمكانية قلب الاقتراح السوسيري، فليست اللسانيات جزءا ، ولو مفصلا، من السيميولوجيا، ولكن الجزء هو السيميولوجيا، باعتبارها فرعا من اللسانيات، وبالضبط ذلك القسم الذي سيتحمل على عاتقه كبريات الوحدات الخطابية الدالة. وبهذه الكيفية تبرز وحدة البحوث الجارية اليوم في الأنتروبولوجيا، وعلم الاجتماع، والتحليل النفسي، والأسلوبية، حول مفهوم الدلالة... إن المعرفة السيميائية لا يمكن أن تكون اليوم سوى نسخة من المعرفة اللسانية، ... لأن هذه المعرفة يجب أن تطبق، على الأقل كمشروع، على أشياء غير لسانية".[3]
وهكذا، فقد استلهم رولان بارت عناصر لسانية للدفع بالبحث السيمائي إلى الأمام، بالاعتماد على ثنائيات منهجية لسانية، مثل: اللسان والكلام، والدال والمدلول، والمركب والنظام، والتقرير والإيحاء.
وعليه، فالسيمياء - حسب بيير غيرو( Pierre Guiraud )- هو العلم الذي" يهتم بدراسة أنظمة العلامات: اللغات، وأنظمة الإشارات، والتعليمات، إلخ...وهذا التحديد يجعل اللغة جزءا من السيمياء. الواقع أننا نجمع على الإقرار بأن للكلام بنيته المتميزة والمستقلة، والتي تسمح بتحديد السيمياء بالدراسة التي تتناول أنظمة العلامات غير الألسنية، مما يحتم علينا تبني ذلك التحديد."[4]
وهكذا، فقد ظهرت نظرية العلامات العامة منذ بداية القرن العشرين، فتمسك الأنكلوسكسونيون بالسيميوطيقا. في حين، اختار الأوروبيون السيميولوجيا. ويمكن أيضا التفريق بينهما بشكل دقيق، فنقول : إن السيميولوجيا عبارة عن نظرية عامة وفلسفة شاملة للعلامات، أو هي بمثابة القسم النظري. في حين، تعد السيميوطيقا منهجية تحليلية، توظف في مقاربة النصوص والخطابات والأنشطة البشرية تفكيكا وتركيبا، وتحليلا وتأويلا، أو هي كذلك بمثابة القسم التطبيقي للسيميولوجيا.
و قد اجتمعت الآراء والتدخلات على اختيار مصطلح السيميوطيقا تنظيرا وتطبيقا، بعد افتتاح المؤسسة العالمية للدراسات السيميائية التي أصدرت مجلة بعنوان (السيميوطيقا /Semiotica ) التي تهتم بالبحوث التي تسير في هذا الاتجاه السيميوطيقي.
وعليه، فالمقاربة السيميائية هي التي تدرس المسرح في ضوء معطياتها البنيوية والشكلية تفكيكا وتركيبا، وتبحث عن البنى الصورية والمجردة التي تتحكم في توليد البنى السطحية. وتعنى أيضا برصد البنية العاملية والمستويات التركيبية والدلالية. كما تهتم بمقاربة الشخصية في ضوء تصنيفات شكلية متنوعة. أي: تتوقف المقاربة السيميوطيقية عند دلالة الشكل المسرحي، ودراسة الشخصيات والممثلين، والتوقف عند الأزياء والإضاءة والماكياج والموسيقا والمؤثرات الصوتية، ودراسة السينوغرافيا اللغوية والبصرية والحركية والتشكيلية، وتحليل الكوريغرافيا المشهدية، وتتبع عمليات الرصد والتلقي والاستقبال الفني والجمالي...
المبحث الأول: دراسات سيميائية في مجـــال المســرح
ثمة مجموعة من الباحثين المغاربة الذين تناولوا المسرح في ضوء المقاربة السيميائية تفكيكا وتركيبا، أو بنية ودلالة ووظيفة. ونستحضر من بين هؤلاء النقاد السيميائيين الأسماء التالية:
المطلب الأول: عز الدين بونيت وسيميولوجيا الشخصية المسرحية
من أهم الكتب النقدية المغربية التي اهتمت بسيميولوجيا الشخصية المسرحية كتاب(الشخصية في المسرح المغربي: بنيات وتجليات) لعز الدين بونيت[5]. ويتبين لنا، من خلال عنوان كتابه، أن الدارس ذو تصور منهجي سيميائي بامتياز، يستكشف فيه بنيات الشخصية المسرحية، وتحديد تجلياتها على مستوى البنية العميقة من جهة، وعلى مستوى البنية السطحية ونص الظاهر من جهة أخرى .
وقد استفاد، في ذلك، من آراء غريماس(Greimas) وتصوراته النظرية والتطبيقية، ولاسيما فيما يتعلق بالبنية العاملية (المرسل والمرسل إليه، والذات والموضوع، والمساعد والمعاكس). كما استعان بمنهجية فيليب هامون(P. Hamon) التي تستند إلى الدال، والمدلول، والوظيفة.
هذا، وقد تتبع الدارس مفهوم الشخصية لغة واصطلاحا، مع تبيان مختلف مدلولاتها في ضوء مختلف الحقول المعرفية، للتحدث - فيما بعد- عن الشخصية المسرحية في ضوء المقاربة السيميائية السردية، بمختلف توجهاتها النظرية والإجرائية. علاوة على ذلك، فقد انكب الباحث على دراسة الشخصية المسرحية بنية ودلالة ووظيفة، كما تتجسد عمقا وجلاء في النصوص الإبداعية والخطاب النقدي.
المطلب الثاني: أحمد بلخيري وسيميولوجيا المسرح
هناك كتاب آخر لا يندرج ضمن المقاربة السيميائية إلا من باب العنوان ليس إلا، وهو كتاب(سيميائيات المسرح)[6] لأحمد بلخيري، فقد خصص السيميائيات بفصل نظري واحد فقط. أما باقي فصول الكتاب، فلا علاقة لها بالسيميائيات لا من قريب، ولا من بعيد. ويعني هذا أنها دراسات مقالية تتناول المسرح والفلسفة، والمسرح والسياسة، وقضية النحل والانتحال والاستنحال في مجال المسرح، وتحليل بعض المسرحيات الدرامية لقاسم مطرود، وإيراد بعض الحوارات التي أجريت مع الباحث .
المطلب الثالث: رشيد بناني وسيميولوجيا العرض المسرحي
تمثل الناقد المغربي رشيد بناني المقاربة السيميوطيقية ، منذ وقت مبكر، في قراءة العرض المسرحي، في مقاله( نحو بناء منهجية لتحليل العرض المسرحي)، بالبحث عن الدلالة المسرحية توليدا وتحويلا وفق مراحل ومحطات أساسية هي: العمق، والسطح، والظاهر.
وتعد المقاربة السيميوطيقية أكثر المناهج اقترابا من المسرح لكون العرض المسرحي عبارة عن مجموعة من الرموز ، والإشارات، والعلامات، والأيقونات البصرية ... لذا، كان من الأجدر أن تطبق المقاربة السيميائية في تفكيك العرض المسرحي، وتركيبه بنيويا ودلاليا، وقراءته في أبعاده التواصلية والإشارية. وقد استوجب الكاتب الانطلاق من سيميولوجيا التواصل في مقاربة الظواهر المسرحية، كما عند جورج مونان، وآن أوبرسفيلد ، وكوزان من جهة، وتمثل سيميولوجيا الدلالة كما عند رولان بارت من جهة أخرى[7].
المطلب الرابع: عمر الرويضي وسيميائيات المسرح
يمكن الحديث عن كتاب آخر تمثل المقاربة السيميائية هو كتاب (سيميائيات المسرح) لعمر الرويضي[8].وفي هذا، يقول الباحث:" هذا الكتاب هو محاولة للكشف عن دور العلامة المسرحية في نسج علاقات تواصلية واضحة بين الخشبة والصالة، وكيف يمكن إدراك دلالة العرض المسرحي وفق الأنساق السيميائية، خاصة النسقين البصري واللساني. كما يمكن أن نتساءل عن نوعية العلاقة التي يمكن أن تربط بين مختلف هذه الأنساق، هل هي علاقات تفاعل وتكامل أم علاقات تفسير وتدليل؟
إن الإشكال الذي يضعنا فيه التصور النظري، هو ذاك المتعلق بالبعد التطبيقي للمقاربة السيميائية .فإذا كانت السميائيات بمفهومها العام والخاص تنتج جهازا مفاهيميا فيه من الكفاية الوصفية والتفسيرية مايمكن من مقاربة مجموعة من الظواهر اللسانية وغير اللسانية.فإن السؤال المفترض في هذا العمل، يتصل أساسا بكيفيات التطبيق والممارسة.في هذا السياق، يمكن أن نطرح الإشكال التالي: كيف يمكن مقاربة العرض المسرحي سيميائيا؟"[9]
ويعني هذا أن كتاب عمر الرويضي عبارة عن دراسة سيميائية نظرية وتطبيقية بالخصوص، هدفها هو مقاربة العرض المسرحي وفق منطق العلامات التي تحدث عنه فرديناند دوسوسير(F.De Sussure ) وشارل ساندريس بيرس(Peirce). لذا، اختار الباحث مسرحية ( طعم الطين) للمخرج عبد المجيد شكير لمقاربتها سيميائيا ، بالتوقف عند دلالات العرض، ودراسة السينوغرافيا البصرية، واستكشاف الرسالة الصوتية للعرض، وقراءة سيميائية العنوان، وتحليل الشخصيات السيميائية، ومقاربة جسد الممثل وأنماط السنن المسرحية، والتوقف عند الأزياء الدالة والمعبرة، والبحث عن دلالات المؤثرات الصوتية ذات القيمة المضافة، والكشف عن معاني الإضاءة باعتبارها علامة شكلية مصاحبة، واستقراء مختلف دلالات الماكياج باعتبارها لغة نفسية، وتحليل لغة الإيماءات، والتوقف عند قراءات الجمهور الراصدة...
ومن أهم خلاصات البحث أن المسرح فن سيميائي مركب بامتياز، تتداخل فيه مجموعة من الفنون والمواد.ومن ثم، يخضع هذا الفن لعمليتي التوليد والتحويل.وبالتالي، فالمعنى المسرحي هو معنى اصطناعي ، مادام ينتج عن عملية صناعية مركبة ومعقدة. علاوة على ذلك، يتضمن العرض المسرحي مجموعة من العلامات: علامات صوتية وسمعية ناتجة عن الحوار والتشخيص والموسيقا والتصويت ، وعلامات حركية وإيمائية ناتجة عن لغة الكوريغرافيا، وعلامات بصرية مرتبطة بالتأثيث والديكور والسينوغرافيا التشكيلية، وعلامات فنية وجمالية مقترنة بشعرية النص وإنشائيته الهيكلية، وعلامات فضائية مرتبطة بالزمان والمكان، وعلامات تأويلية تتعلق بعلاقة الراصد بالعرض والممثل...
وترتكز هذه الدراسة على النظريات اللسانية والسميائية، ولاسيما تصورات مدرسة براغ (Prague) التي اهتمت كثيرا بالعلامات السيميائية في العرض المسرحي . دون أن ننسى مختلف التيارات السيميائية الأخرى التي اهتمت بالأنساق اللغوية والبصرية ، كسيميائيات الدلالة مع رولان بارت(R.Barthes) ، وسميائيات التواصل مع رومان جاكبسون(R.Jakobson) وجورج مونان(J.Monin) ، وسيميائيات الثقافة مع مدرسة تارتو والمدرسة الإيطالية (أمبرطو إيكو (U.Eco) وروسي لاندي (Rossi Landi)) ، وسيميائيات الفن مع جان موكاروفسكي(Jean Mokarovsky).
المطلب الخامس: جميل حمداوي وسيميوطيقا الصورة المسرحية
اهتم جميل حمداوي بدراسة المسرح الأمازيغي في ضوء المقاربة السيميوطيقية ، كما يبدو ذلك واضحا في دراسته (بناء المعنى في المسرحية الأمازيغية ءارماس – المقاربة السيميوطيقية)[10]، وهي مثبتة في كتاب (المسرح الأمازيغي بين مسألة الهوية وأسئلة الفن) الصادر عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط سنة 2015م. وقد توقف الباحث عند مختلف المكونات الدرامية في المسرحية الأمازيغية (ءارماس) من نص، وتشخيص، وأثاث، وسينوغرافيا، وماكياج، ومؤثرات صوتية وموسيقية، وأزياء، وإضاءة، ورصد، وتراث...
ومن جهة أخرى، فقد تناول الدارس مفهوم التشاكل السيميائي في المسرحية الأمازيغية الريفية (ثوافيت) من تأليف عبد القادر أصبان، وإخراج عبد الواحد زوكي، وتشخيص كل من محمد الأمين المدرسي، وعبد الواحد زوكي، وكريمة لكبير. وتتأرجح هذه الدراسة بين النظري والتطبيقي،باستعراض مختلف التصورات المتعلقة بالتشاكل السيميائي، كما يتجلى ذلك واضحا عند: غريماس، وجوزيف كورتيس، وجماعة مو، وجماعة أنتروفيرن، وفرانسوا راستيي، ومحمد مفتاح.
ويعتمد التشاكل السيميائي على التحليل المعنوي أوالموضوعاتي أوالدلالي، بالتركيز على المقومات المنطقية والمقومات السياقية بغية تحقيق وحدة النص ، وخلق اتساقه وانسجامه، وإزالة غموضه وإبهامه. ومن ثم، فهناك تشاكل دلالي وتشاكل سيميولوجي. كما يقع التشاكل على مستوى الدلالة(التمطيط الدلالي والتواتر المعجمي)، ومستوى البنية (الأصوات- الإيقاع- التركيب- الصرف- البلاغة) ، ومستوى التداول (الوظيفة- المقصدية). ويتحقق التشاكل أيضا عبر الجملة والخطاب معا.
بل يمكن الحديث عن تشاكل بسيط يتعلق بتشاكل الوحدات الصوتية، وتشاكل الوحدات الصرفية، وتشاكل الوحدات المعجمية، و تشاكل الوحدات الدلالية. ومن جهة أخرى، نتحدث عن التشاكل المعقد أو المركب الذي يتمثل في الجمع بين كل هذه التشاكلات الأربعة داخل مختلف التجليات النصية.
ويمكن الحديث كذلك عن أنواع أخرى من التشاكلات: التشاكل الصوتي، والتشاكل الإيقاعي، والتشاكل الدلالي، والتشاكل السردي، والتشاكل التلفظي، والتشاكل التركيبي. وهناك أيضا تشاكل حرفي تقريري، وتشاكل إيحائي مجازي.
هذا، ويؤدي" تحديد التشاكلات إلى إبراز آليات نمو الخطاب الروائي وتوالده، فالخطاب حينما يحدد إطارا متشاكلا، يعمل على تنمية مقاطعه الأخرى اعتمادا على هذا الإطار الأولي بمراكمة الوحدات المعجمية التي تنتشر داخل المسارات التصويرية."[11]
وعليه، فالتشاكل مفهوم سيميائي إجرائي بشكل دقيق، يسعف الباحث في تحليل الخطاب دلالة وصياغة ومقصدية، برصد المقومات المعجمية والمقومات السياقية قصد توفير مقروئية منسجمة للنص[12].
وقد توقف الباحث كذلك عند الصورة السيميوطيقية في مجال المسرح بالدرس والتحليل والاستكشاف، كما يبدو ذلك جليا في كتابه (سيميوطيقا الصورة المسرحية)[13] الذي صدر بالمغرب سنة 2013م. وقد تناول هذا الكتاب الصورة بمفهوم عام، والصورة المسرحية بصفة خاصة. وقد تتبع الكتاب نشأة سيميائيات المسرح منذ حلقة براغ إلى يومنا هذا، بالتوقف عند السيميائيين الغربيين الذين أولوا عناية كبرى للمسرح من جهة، والصورة المسرحية من جهة أخرى. وقد رصد الكتاب أيضا مختلف الصور المسرحية ، كصورة الممثل، وصورة الجسد، وصورة اللغة، وصورة الحركة، وصورة الفضاء، وصورة الخشبة، وصورة الأيقون، وصورة الإيماءة، والصورة الصوتية، والصورة السمعية، والصورة الموسيقية، والصورة الميزانسينية، والصورة الرصدية، والصورة السينوغرافية...
ولم يقتصر الكتاب على التصورات الغربية فقط في مجال الصورة السيميائية، بل انفتح كذلك على تصورات الصورة السيميائية عند الباحثين العرب، كما يتضح ذلك جليا عند صلاح القصب الذي أولى مسرح الصورة أهمية كبرى في مختلف بياناته النظرية، وعروضه المسرحية.
وعليه، يرى الباحث، في كتابه هذا، أن الدراسات السيميائية في مجال المسرح والدراما لم تظهر إلا مع مدرسة براغ الشكلانية في بداية سنوات الثلاثين، وكذا عبر امتداد سنوات الأربعين من القرن العشرين. وقبل ذلك، لم تكن هناك سوى دراسات نقدية أدبية معيارية، أو دراسات بويطيقية وصفية، تنطلق من مبادئ أرسطو المعروضة في كتابه( فن الشعر)[14]. ومن أهم الكتب التي حاولت مقاربة المسرح سيميائيا كتاب ( علم جمال الفن والدراما) لأوتاكار زيش( Otakar Zich)، وكتاب( محاولة تحليل بنيوي لظاهرة الممثل) ليان موكاروفسكي ( Jan Mukarovsky).[15]
وبعد ذلك، لم نجد من الدراسات القيمة في مجال سيميائيات المسرح إلا القليل منها، كدراسة إتيان سوريو( Etienne Souriau ) في سنة 1950م بعنوان (مائتا ألف موقف درامي)[16]، وما كتبه رولان بارت( R.Barthes ) في سنوات الستين من دراسات سيميائية ككتاب(مبادئ في علم الأدلة)[17]، ودراسته القيمة( مدخل إلى التحليل البنيوي للسرد) ، ودراسته حول ( الأدب والدلالة ) ، حيث أورد فيها إشارات سيميائية تتعلق بالمسرح الذي عده فنا مركبا موسوما بتعدد الأصوات السيميائية إعلاما وفعلا وتواصلا، وفنا متميزا بكثافة العلامات. وهذه العلامات المسرحية قد تكون أيقونات تماثلية، أو رموزا اعتباطية، أو إشارات معللة. ومن جهة أخرى، قد تكون دلالات رسالة المسرح مبنية على التضمين أو التعيين. بيد أن رولان بارت عجز عن متابعة ما أثاره في مجال المسرح والدراما على مستوى الإجراء التطبيقي.
وقد تواصلت الدراسات السيميائيات التي تعنى بالمسرح في سنوات الستين والسبعين من القرن الماضي إلى يومنا هذا . فلمعت أسماء عدة في هذا المجال، مثل: تاديوز كاوزان( T.KOWZAN ) الذي نشر ، في سنة 1968م، كتابه ( العلامة في المسرح)، ويان كوت( Jan Kott ) في كتابه( الأيقون ومسرح العبث)[18] سنة 1969م، وأندري هيلبو( André Helbo ) في كتابه ( مداخل إلى السيميولوجيا المسرحية)(1974م) ، وكتاب( الشفرة المسرحية)(1975م) ، وإيلام كير (Elam Keir) في كتابه (سيميوطيقا المسرح والدراما) [19](1980م)، و آن أوبرسفيلد (Anne Ubersfeld) في كتابها ( قراءة المسرح) [20](1977م) ، وباتريس بافيس (P.Pavis) في كتابيه( لغات خشبة المسرح)[21]، و(مشاكل سيميائية المسرح)(1976م)،و أمبرطو إيكو(U.Eco) في دراسته التي أنجزها سنة 1977م بعنوان( سيميطويقا الإنجاز المسرحي)[22] ، وفرانكو روفيني) Franco Ruffini ) الذي حاول تطبيق نظرية الإعلام على المسرح في كتابه( سيميوطيقا المسرح)[23] الذي ألفه سنة 1974م .
ومن جهة أخرى، فقد خصصت مجلات مختلفة أعدادا كثيرة أو أجزاء منها لسيميائيات المسرح كمجلة ( الجوهر / substance ) (1977م)، ومجلة ( درجات /Degrés ) (1978م)، ومجلة (المكتبة المسرحية/ Biblioteca teatrale) (1978م)، ومجلة ( الشعري/ Versus) (1978-1979)، ومجلة ( الشعرية الراهنة/ Poetics Today) (1980م)...
أما الدارسون العرب، فلم يهتموا بالسيميوطيقا المسرحية إلا بعد صدور كتاب ( أنظمة العلامات، مدخل إلى السيميوطيقا) عام1986م، بإشراف سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد، وأيضا بعد ترجمة مجموعة من الكتب ذات التوجه السيميائي في مجال المسرح والدراما ( أوبرسفيلد، وباتريس بافيس، و كير إيلام، وإلين أستون، وجورج سافونا...)
ومن الدرسات السيميائية العربية التطبيقية في المجال المسرحي والدرامي دراسة حازم شحاتة بعنوان( الفعل المسرحي في نصوص ميخائيل رومان) [24]، وقد طبق فيها صاحبها المنهج السيميوطيقي ، بدراسة المنظر المسرحي والحوار والنص المرافق والبناء المسرحي خطابا وقالبا ، في ضوء تعاليم فرديناند دي سوسير وبيرس، ونظريات الوظيفيين البنيويين والشكلانيين الروس.
وهناك كذلك كتب سيميائية عربية أخرى اهتمت بسيميائيات المسرح، ككتاب رضا غالب( المثلث البنائي لفن التمثيل: الشخصية الدرامية/ الممثل/ الدور") [25] الذي كان نموذجا سيميائيا لتطبيق أنواع العلامات، كالأيقون، والرمز ، والإشارة ، والاستعارة، وغيرها...إلى جانب كتاب (التحليل السيميائي للمسرح) لمنير الزامل[26]، وكتاب (سيمياء براغ للمسرح، دراسات سيميائية) لعدد من المؤلفين[27]، وكتابي (سيميولوجيا الممثل) [28] و(سيميولوجيا المسرح: اللغة-المرجع-الثقافة )للباحث العراقي أحمد شرجي[29]...
أما الدراسات السيميائية المخصصة لدراسة الصورة المسرحية ، وتصنيف أنواعها، وتبيان علاماتها، ودراسة بناها ودلالاتها ومقاصدها، فهي، في اعتقاد الباحث، دراسات نادرة وقليلة جدا، ولا نجد منها سوى الشذرات، سواء أكان ذلك في الثقافة الغربية أم في الثقافة العربية. ومن أهم الدراسات العربية التي تناولت الصورة المسرحية كتاب نوال بنبراهيم ( جمالية الافتراض من أجل نظرية جديدة للإبداع المسرحي)[30]، وكتاب(مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق) لصلاح القصب[31]...
المطلب السادس: محمد التهامي العمري والتعريف بسميولوجيا المسرح
يمكن الحديث كذلك ، في مجال النقد المسرحي السيميائي، عن دراسة سيميوطيقية بعنوان (سيميائيات المسرح: نشأتها وموضوعها ووضعها الإبستمولوجي)[32] لمحمد التهامي العماري ، حيث توقف الباحث عند مفهوم السيميائيات بالدراسة والتحليل والعرض والتحقيب والتوثيق، وتعريف سيميائيات المسرح، واستكشاف تاريخ نشأتها، واستعراض مختلف التصورات السيميائية التي تتعلق بالمسرح نظرية وتطبيقا ورؤية.
وعليه، تلكم-إذاً- أهم الدراسات النقدية النظرية والتطبيقية التي اهتمت بالمسرح من الناحية السيميائية ، بالتوقف عند مفهوم السيميائيات من جهة، وسيميائيات المسرح من جهة أخرى، مع تفكيك النصوص الدرامية والعروض المشهدية وتركيبها سيميائيا، وفق مكونات العرض المسرحي وسماته الفنية والجمالية والدلالية والوظيفية.
المبحث الثاني: الترجمة في مجال سيميائيات المسرح
ثمة مجموعة من الدراسات النقدية المغربية في مجال سيميائيات المسرح، وقد اهتمت بترجمة المقالات التي أنجزها الدارسون الغربيون في مجال سيميائيات المسرح ، كتلك المقالات التي تعنى بتعريف السيميائيات بصفة عامة، أو تعريب المقالات التي تهتم بسيميائيات المسرح من حيث النشأة والتطور بصفة خاصة.
المطلب الأول: حسن المنيعي وسيميولوجيا المسرح
يمكن الحديث عن مجموعة من الكتب النقدية المغربية التي تندرج ضمن باب الترجمة السيميائية للمسرح، مثل: كتاب(المسرح والسيميولوجيا) لحسن المنيعي الذي صدر سنة 1995م[33]، حيث يعرف فيه الباحث السيميولوجيا بصفة عامة، وسيميولوجيا المسرح بصفة خاصة. ويتضمن الكتاب مقالات مترجمة عن اللغة الفرنسية في مجال سيميولوجيا المسرح. وهذه المقالات لمجموعة من الدارسين السيميائيين الغربيين كأمبرطو إيكو وآخرين.
المطلب الثاني: محمد التهامي العماري والحقول السيميائية
من المؤلفات الأخرى التي تندرج ضمن الترجمة السيميائية كتاب (حقول سيميائية) لمحمد التهامي العماري الذي صدر سنة 2007م[34]. ويتضمن الكتاب مجموعة من المقالات المترجمة في المجال السيميائي، ضمن حقول ثقافية متنوعة، مثل: السيميائيات الاجتماعية، وسيميائيات المسرح، وسيميائيات التلقي أو الرصد أو التقبل الجمالي. وأهم هذه المقالات التي تخصنا في هذا الباب ما يتعلق بسيميائيات المسرح.
الخاتمـــــة:
وخلاصة القول، يتبين لنا ، مما سلف ذكره، أن المقاربة السيميوطيقية هي المقاربة الأكثر عمقا ونجاعة وجرأة وقدرة على تحليل النصوص الدرامية والعروض المسرحية تفكيكا وتركيبا، مادام المسرح عبارة عن علامات لغوية وصوتية وسمعية وبصرية ورمزية وإشارية وأيقونية مختلفة ومتنوعة.
ومن ثم، فقد أولى النقد المسرحي المغربي عناية كبيرة لمختلف العلامات المسرحية التي تزخر بها العروض الدرامية المقدمة على الخشبة المسرحية. ولم يتوقف هذا النقد السيميائي عند مرحلتي التفكيك والتركيب فحسب، بل كان يتجاوزهما، في بعض الأحيان، إلى مرحلة التأويل السياقي والمقصدي والرمزي. ويلاحظ، من ناحية أخرى، أن النقد السيميائي المسرحي بالمغرب مازالت دراساته قليلة ومحدودة تعد على الأصابع مقارنة بالدراسات المسرحية التاريخية والفنية والجمالية والمترجمة.
[1] - بيير غيرو: السيمياء، ترجمة: أنطوان أبي زيد، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، باريس، الطبعة الأولى سنة 1984م، ص:6.
[2] - بيير غيرو: السيمياء، ص:6.
[3] - رولان بارت: مبادئ في علم الدلالة، ترجمة محمد البكري، عيون المقالات، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1986م، ص:30-39.
[4] - بيير غيرو: نفسه، ص:5.
[5] - عز الدين بونيت: الشخصية في المسرح المغربي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير، الطبعة الأولى سنة 1992م.
[6] - أحمد بلخيري: سيميائيات المسرح،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 2010م.
[7] - رشيد بناني: (نحو بناء منهجية لتحليل العرض المسرحي)، مجلة آفاق، مجلة اتحاد كتاب المغرب، الرباط، المغرب، العدد3، خريف 1989م، صص:63-72.
[8] - عمر الرويضي: سيميائيات المسرح، كلمات للنشر والطباعة والتوزيع، تمارة، الرباط، المغرب، الطبعة الأسنة 2016م.
[9] - عمر الرويضي: سيميائيات المسرح، ص:5.
[10] - جميل حمداوي: (بناء المعنى في المسرحية الأمازيغية ءارماس –المقاربة السيميوطيقية)، المسرح الأمازيغي بين مسألة الهوية وأسئلة الفن، سلسلة الندوات والمناظرات رقم 39، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الرباط،المغرب، الطبعة الأولى سنة 2015م، صص:53-71.
[11] - عبد المجيد نوسي: التحليل السيميائي للخطاب الروائي، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2002م ، ص:108.
[12] - انظر: جميل حمداوي: المسرح الأمازيغي المغربي بين النشأة والتطور، منشورات المعارف، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة2014م.
[13] - جميل حمداوي: سيميوطيقا الصورة المسرحية، دار نشر المعرفة، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة2013م.
[14] - أرسطو: فن الشعر، ترجمة: إبراهيم حمادة، مكتبة المسرح، منشورات مركز الشارقة للإبداع الفكري، د.ت.
[15] - انظر كير إيلام: سيمياء المسرح والدراما، ترجمة: رئيف كرم، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1992م، ص:11.
[16] - Souriau, Etienne : les deux cents milles situations dramatiques.Paris ; Flammarion, 1950 .
[17] - رولان بارت: مبادئ في علم الأدلة، ترجمة: محمد البكري، عيون المقالات، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1986م.
[18] - Kott, Jan : (The Icon and The Absurd), The drama Review, 14, 1969,17-24 .
[19] - Elam, Keir: the semiotics of theatre and Drama, New Accents, Methuen, London, and New York, 1980.
وقد ترجمه رئيف كرم إلى العربية ضمن منشورات المركز الثقافي العربي ببيروت، سنة 1993م.
[20] - آن أوبرسفيلد: قراءة المسرح، ترجمة: مي التلمساني، إصدارات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الدورة السادسة، 1994م.
[21] - باتريس بافيز: لغات خشبة المسرح، ترجمة سباعي السيد، إصدارات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، طبعة 1993م.
[22] - Eco, Umberto : Semiotics of theatrical performance, The Drama Review, 21, 1977, p : 17-107 .
[23] - Ruffini, Franco :( semiotica del teatro :ricognizione degli studi),Bibloteca teatrale,9,34-81 .
[24] - حازم شحاتة: الفعل المسرحي في نصوص ميخائيل رومان، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى سنة 2005م.
[25] - رضا غالب: المثلث البنائي لفن التمثيل: الشخصية الدرامية/ الممثل/ الدور، سان بيتر للطباعة، القاهرة، الطبعة الأولى سنة 2001م.
[26] - منير الزامل: التحليل السيميائي للمسرح، دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2013م.
[27] - مجموعة من المؤلفين: سيمياء براغ للمسرح، دراسات سيميائية، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الأولى سنة 1997م.
[28] -أحمد شرجي: سيميولوجيا الممثل، دار نشر مكتبة عدنان في العراق، الطبعة الأولى سنة 2013م.
[29] -أحمد شرجي: سيميولوجيا المسرح (اللغة- المرجع- الثقافة)، منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف باشتراك مع دار الأمان بالرباط ، الطبعة الأولى 2016م.
[30] - نوال بنبراهيم: جمالية الافتراض من أجل نظرية جديدة للإبداع المسرحي، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2009م، صص:155-204.
[31] - صلاح القصب: مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، إدارة الثقافة والفنون، الدوحة، قطر، الطبعة الأولى سنة 2003م.
[32] - محمد التهامي العماري: (سيميائيات المسرح: نشأتها وموضوعها ووضعها الإبستمولوجي)، مجلة عالم الفكر، الكويت، المجلد33، العدد2، أكتوبر/دجنبر2004م.
[33] - حسن المنيعي: المسرح والسيميولوجيا، منشورات سليكي إخوان، مطبعة ديكارت، طنجة، المغرب، الطبعة الأولى 1995م.
[34] - محمد التهامي العماري. حقول سيميائية. إعداد وترجمة، مطبعة أنفو- برانت، فاس، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2007م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق