مجلة الفنون المسرحية
مازلنا نتابع الجزء الثاني من حكايات الفنانين الذين أثروا في المسرح المصري ولقبوا بـ”رواد المسرح العربي”، حتى تخطت نجاحاتهم على خشبة المسرح إلى التأثير فيه وترك بصمه لا تزال عالقه في أذهاننا حتى اليوم، وتعتبر مدارسهم كنزا كبيرا ومرجعا للفنانين الآن.
زكي طليمات.. العمق المسرحي
يعد الفنان والمخرج زكي طليمات واحدا من رواد المسرح المصري، ولد لأب سوري من حمص، وأم مصرية من أصول شركسية، وبدأت علاقته بالفن حينما سافر في بعثة إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل بباريس على مسرح الكوميدي فرانسيز والأوديون، ليعود من البعثة حاملاً شهادة بالإلقاء والإخراج.
وكانت بدايته المسرحية بعد عودته مع المسرح المدرسي حين عين مراقبا عليه، لينتقل بعد ذلك إلى منصب مدير المسرح القومي ثم مؤسس وعميد لمعهد التمثيل، وشغل منصب مدير عام المسرح المصري الحديث، ومشرف فني على “فرقة البلدية” بتونس و”المسرح العربي” في الكويت، ويتميز إخراج طليمات للمسرحيات بالعمق والتناسق بين الملابس والمناظرة الحركة المسرحية وتوزيع الإضاءة، فيما عين عضوا بلجنة المسرح في المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
يوسف وهبي.. عميد المسرح العربي :
أعدت مسرحياته التي يقدمها على “مسرح رمسيس” من روائع الأدب الفرنسي والإيطالي والإنجليزي، فكانت تسير على نهج آخر عما يقدم على من مسرحيات مثل “خليفة الصياد، وهارون الرشيد، وصلاح الدين الأيوبي، وصدق الإخاء، وأصدقاء السوء”، فيعتبر يوسف وهبي أحد الرواد في مجال السينما والمسرح العربي.
عشق وهبي للتمثيل كلفه الكثير لأن عائلته كانت رافضة الفكرة، إلا أنه التحق بالسيرك وعمل ممثلا فيه، ما جعل عائلته تعاقبه وتلحقه بـ”المدرسة الزراعية” لإصلاحه وتهذيبه، ليهرب وهبي إلى إيطاليا من أجل تعلم المسرح، وغيّر اسمه إلى “رمسيس” حتى يتخلص من ملاحقة عائلته له، وعاد إلى أرض الوطن بعد أن علم بوفاة والده الباشا الذي ترك له تركه كبيرة.
وأسس وهبي بورثه فرقة مسرحية خاصه به، وأطلق عليها اسم “فرقة رمسيس”، وكان يريد أن يقدم فنا بعيداً عما يقدمه مشاهير المسرح فى ذلك الوقت مثل “نجيب الريحاني وعلى الكسار”، ليلقب بـ”رسو العناية الإلهية” الذي سينهض بفن التمثيل فى مصر، فمثل وجوده علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي، كما توجهه بعدها إلى السينما، وحصل على وسام تقدير من مجلس قيادة الثورة ودرجة “الدكتوراة الفخرية” عن مجمل عطائه للفن المصري.
عزيز عيد.. وكلاسيكيات المسرح
يعتبر الفنان عزيز عيد من رواد فن المسرح المصري؛ فعمل مديرا لفرقة مسرحية وممثلا ومؤلفا ومخرجا مسرحيا، وكون مع “فاطمة رشدي” ثنائيا فنيا، قدما الكثير من المسرحيات التي تعتبر عن كلاسيكيات المسرح المصري القديم.
حاول عزيز عيد تقديم فكرة جديدة ورؤية عميقة للمسرح، وأطلق عليه رائد المسرح العربي، ودرس المسرح من خلال قراءة أمهات الكتب باللغة الفرنسية؛ ثم بدأ تجريبيا عندما أخذ يشترك بالتمثيل في بعض المسرحيات التي كانت تقدمها كبرى الفرق “المسرحية الفرنسية” على دار الأوبرا الملكية، ليتعرف على جميع أسرار التمثيل وخباياه من كبار فناني فرنسا، في نهاية القرن الـ 19 وبداية القرن العشرين، واشترك مع الممثل يوسف وهبي في افتتاح “مسرح رمسيس”.
محمود دياب.. حمل هموم الوطن العربي في أعماله
اهتم الكاتب محمود دياب بالأدب والفكر وقضايا، فهو من رواد المسرح في الستينيات، وقدم أول أعماله قصة “المعجزة” عام 1960 وحصلت على جائزة “مؤسسة المسرح والموسيقي”، تابعها بمجموعة من القصص القصيرة بعنوان “خطاب من قبلى” حصل بها على جائزة نادي القصة عام 1961.
حمل دياب على عاتقه هموم المواطن العربي البسيط في كتاباته، فكانت أعماله تتضمن تصورات شاملة عن حال الوطن العربي وقراءات للواقع الحاصل في ذلك الوقت، فيما كان متأثرا في كتاباته بالأدب الروسي، ومهتما بالقصص التاريخية وكيفية إسقاطها على الواقع العربي.
وكانت بدايته مع المسرح عندما قدم “البيت القديم” عام 1963، التي حازت على جائزة المجمع اللغوي المصري وقدمت في القاهرة والأقاليم والسودان والعراق وسوريا، ثم “الزوبعة” التى حازت علي جائزة “منظمة اليونيسكو” لأحسن كاتب مسرحي عربي، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، و”الغريب” ذات الفصل الواحد وقدمها المسرح القومي المصري، و”الضيوف والبيانو” التي قدمتا في مصر وسوريا وبعض الدول العربية، وغيرها من الأعمال المسرحية التى لاقت نجاحا كبيرا وشهرة واسعة وترجمت إلى أكثر من لغة.
--------------------------------------------------
المصدر : ريهام عبد الوهاب - البديل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق