مجلة الفنون المسرحية
"التجريبى" مسرح.. لمن؟
سيد محمود سلام
"التجريبى" مسرح.. لمن؟
سيد محمود سلام
لا أحد ينكر أهمية التجريب ليس على مستوى الفن المسرحي فقط، بل في كل الفنون، فالفيلم السينمائي المبني على فكرة التجريب، يلقى اهتماما بالغا من صناع ونقاد السينما والجمهور المحب لهذا الفن.. وكذلك المسرح، لأن فكرة التجريب مبنية على قدرة من لديه موهبة لإعادة صياغة فكرة حديثة، أو سبق طرحها أو لديه فكر ما غير تقليدي يريد أن يطرحه برؤيته هو.. وهو وإن كان التجريب نوعا من المخاطرة قد لا تجد قبولا تلك الأعمال التى يطرحها مخرجوه، أو فنانوه، إلا أن الهدف منه هو كسر رتابة التقليد التي غالبا ما تجعلنا نرى عروض المسرح واحدة.. ممثلون وخشبة مسرح ونص وأداء يعتمد على لوحات محددة.. لكن التجريب قد يطرح النص المكتوب صامتا.. أو يطرحه موسيقيا، أو تقليديا ولكن برؤية خاصة..
وقد ظل السؤال يطرح منذ أن بدأ مهرجان المسرح التجريبى دورته الأولى فى مصر منذ سنوات وقدم منه 23 دورة حتى الآن، بعد توقف فى بدياته ثم تأجيلات، ثم قرارات بإلغائه حتى عاد مرة أخرى ليقام هذا العام.. ظل السؤال مطروحا "ماهو التجريب".. هل هو تغيير النص، أو اللعب على جماليات الصورة، أم الأداء.. واتفق على انه خلق حالة إبداعية جديدة وغير تقليدية.. حيث كان التجريب فى المسرح قد بدأ مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأمتلأت مسارح العالم بالعروض التجريبية.
لكننا فى مصر ظل الوضع غامضا، لصراع ما مفتعل بين أصحاب المسرح التقليدي، وبين وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي تبنى الفكرة ودافع عنها، بأنه يدافع ويدعم هذا النوع من الفنون، ولا يدعم المسرح الخاص.. ناهيك عن تيار كان يرى بأن هذا الفن غير مفهوم ولا يفيد المسرح.. وجهل من البعض حتى في وسائل الإعلام بأهميته.
وقد أعلن الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان منذ أيام عن تفاصيل الدورة الـ23، المقرر انطلاقها 20 سبتمبر الحالي، وتمتد حتى 30 من نفس الشهر، بعد توقف دام 6 سنوات.
وقال مهران، إن الفعاليات ستقام بمشاركة 17 عرضًا مسرحيًا من دول أجنبية وعربية بجانب مصر، في ظل غياب فكرة التنافس والجوائز، أسوة بمهرجانات المسارح الكبرى في العالم مثل أفينيون وأدنبرة.
وسيكرم عدد من المسرحيين على مستوى العالم ومصر، على رأسهم الفنان القدير جميل راتب..
ومن المؤكد أن الدورة التى تنطلق خلال أيام قد تضع المهرجان على خط صحيح، ليس مبنيا على مجاملات كما كان يحدث فى الدورات السابقة، وأن يتم تقليص عدد العروض وعدد الدول وعدد أيامه؛ ليسهم في تطوير المسرح المصري، الذي بدأ ينتفض منذ فترة قصيرة بفضل جرأة بعض من تولوا إدارة المسرح، وهنا يجب الإشادة بالفنان فتوح أحمد الذي ترك البيت الفني للمسرح بعد انتهاء فترته، حى سعى جاهدا لتطويره، وبالطبع الفنان أشرف عبد الباقي الذى نجح فى أن يقدم مسرحا يمكن وصفه بأنه مسرح تجريبي يعتمد فى معظمه على الارتجال والأفكار غير التقليدية.
-------------------------------------------
المصدر : الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق