تصنيفات مسرحية

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

العرض البحريني "المزبلة الفاضلة" مصائر وحياة مؤجلة

مجلة الفنون المسرحية

العرض البحريني "المزبلة الفاضلة" مصائر وحياة مؤجلة




حين تضيع كل أحلامنا على صفيح ساخن من العقبات وصفعات الفشل المتتالية، أو حين تسرقها من جوف قلوبنا وعقولنا ظروف أو وجوه أخرى لا حقّ لها فينا وفيها، ننهزم إلى عالم آخر يكون أكثر عطفاً على أحلامنا الصغيرة، وأقل قساوة، حتى ولو كان هذا العالم البعيد المهمش هو "مزبلة" حولناها بأيدينا إلى "فاضلة".
رائعة الكاتب السعودي عباس الحايك "المزبلة الفاضلة" التي قدمها المخرج البحريني عبد الله البكري، في ثالث أيام فعاليات مهرجان عشيات طقوس المسرحية بدورته التاسعة، والتي أداها كلٌ من الفنانين "عبد الرحمن فقيهي، محمد السعدون، مهدي القصاب، عبد الله سويد، عادل شمس، وفهد الزري"، وذلك في ساحة مسرح أسامة المشيني بالعاصمة الأردنية عمان.

حين تتحول المزبلة إلى حياة..
يعرض العمل قصة 5 شخصيات مختلفة تماماً ومتنوعة، تقلبت بهم الحياة وتقطعت بهم أحلامهم، ورماهم مصيرهم داخل مزبلة بأحد الأحياء الغنية، حيث صاورا يقتاتون على ما يرميه لهم سكّان هذه البنايات والبيوت، وما زال كل واحد منهم متمسك بحلمه الذي لم يستطع تحقيقه وتعثر وسقط وهو بالطريق إليه، حتى استطاعوا أن يخلقوا عالماً خاصاً بهم يتناسب تماماً مع حالاتهم وظروفهم وأمانيهم، فأسموا هذه المزبلة التي اتخذوها منزلاً لهم بـ"المزبلة الفاضلة".
لكن "مزبلتهم الفاضلة" لم تدم طويلاً، فقد كان أحد عمال النظافة، يحاول الإمساك بهم وطردهم، ليحظى بما أسماه "نعيم المزبلة"، ويستولي عليها وعلى ما يكون من نصيبهم في قمامة الأغنياء الذين يسكنون البنايات، ويبدأ الصراع بينهم على أحقية البقاء في مزبلتهم الفاضلة ليفوز بالنهاية عامل النظافة ويطردهم منها ولو مؤقتاً.

بساطة الأداء الي وصلت إلى الجمهور..
تميّز فريق عمل مسرحية "المزبلة الفاضلة" بعفوية كبيرة بأداء شخصياتهم، ورؤية إخراجية بسيطة جداً وواضحة بطرح حياتهم ومشاكلهم، فلم يستعن البكري بترميزات وتأويلات كبيرة، وقام بطرح الصراع والواقع بشكل مباشر، ولكن مع ذلك لم ينقص هذا الأمر من جودة العمل، الذي جذب الحاضرين حتى نهايته، ببساطة طرحه وبطرافة وخفة ظل شخصياته التي لم تكن مركبة كثيراً، وكان ماضيها واضحاً.

---------------------------------------
المصدر : سيدتي نت 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق