مجلة الفنون المسرحية
قدمت فرقة «دكان الفن» المصرية مساء اول امس في الصالة الثقافية بمملكة البحرين الشقيقة مسرحية «توبة ابليس»، وذلك ضمن العروض المشاركة بالدورة الـ 11 من مهرجان «الصواري المسرحي الدولي للشباب» التي تنتهي عروضه غدا السبت.
«توبة إبليس» مأخوذةعن مسرحية «مأساة الدكتور فاوست» للمؤلف الانجليزي كريستوفر مارلو، جسد شخوصها إيناس عزت، أحمد الحناوي، ليليت فهمي وأخرجها محمد حلمي...
يتناول النص الأصلي لهذه المسرحية الشهيرة غرور الدكتور فاوست الذي وصل لمرحلة متقدمة في العلم لدرجة لا توصف في دنيا المعارف والعلوم ليستبد به الملل والضجر من حياته الجامعية الجافة الرتيبة برغم أنه ارتقى إلى مناصب عالية في الجامعة التي يعمل بها إلا أنه سئم تدريس العلوم التقليدية، وأثارت فضول الدكتور فاوست فنون السحر واجتراح الخوارق وتحدي قوانين الطبيعة، فيظهر له اثنان من أهل السموات أحدهما ملاك الخير الذي يحذر من أن ممارسة السحر أمر لا يجلب سوى لعنة من السماء، بينما يؤكد الآخر - الكائن الشرير «ابليس» - أن السحر يمكن أن يعود على الساحر بعطايا ومكاسب بغير حدود ولأن فاوست إنسان يضعف أمام حديث المكاسب وافق وكتب معاهدة مع ابليس لتحقيق هذه المكاسب بعد ان باع له نفسه واصبح تابعا له.
ما سبق هو النص الاصلي للمسرحية ولكن ما قدمته فرقة «دكان الفن» المصرية في المهرجان كانت معالجة ضعيفة للنص لدرجة التشويه رغم الديكور الجميل والسينوغرافيا الأجمل وذلك لعدم تعمقهم اكثر بالنص الأصلي حتى تصل اهدافه للمتلقي وهي ان الإنسان مهما وصل من العلم ان يبتعد عن الغرور وألا يبيع نفسه مهما كانت الظروف.
الأداء التمثيلي كان مستفزا للمتلقي فلا يوجد به تنويع لجذب الحضور بالإضافة الى الاخطاء الكثيرة في اللغة العربية الفصحى ومخارج حروفها ومشاهد الرقص المفتعلة شتتت عقول المتلقي لمتابعة العرض.
«توبة ابليس» المصرية بحاجة الى اعادة نظر لتقديمها على خشبة المسرح مرة اخرى حتى تصل فكرة المسرحية للجميع لأن النوايا الطيبة لا تصنع مسرحا.
--------------------------------------
المصدر : مفرح الشمري - الأنباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق