مجلة الفنون المسرحية
يوسف العاني.. "فنان الشعب" العراقي
يوسف العاني.. "فنان الشعب" العراقي
أحد أبرز فناني المسرح والسينما في العراق منذ أربعينيات القرن الماضي، يكنى بـ "فنان الشعب"، أعد ومثل العديد من المسرحيات، وهو مؤسس فرقة "الفن الحديث" عام 1952.
المولد والنشأة
ولد يوسف العاني يوم 1 يوليو/تموز 1927 في منطقة عانه بمحافظة الأنبار غربي العراق، وجاء في الموقع الرسمي لدار السينما والمسرح التابع لوزارة الثقافة في العراق أن العاني ولد في الفلوجة.
انتقل للإقامة في العاصمة الأردنية عمان منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
الدراسة والتكوين
درس في معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل لمدة أربع سنوات، وفصل في السنة الأخيرة عام 1952 لمواقفه الوطنية.
تخرج العاني في كلية الإدارة والاقتصاد بـبغداد، وقد شهدت دراسته الجامعية بدايات انطلاقته الفنية عندما أسس أول فرقة مسرحية إبان حياته الطلابية.
الوظائف والمسؤوليات
شغل منصب معيد في كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد (1950ـ1951) للإشراف على النشاط الفني في الكلية، ثم عين مديرا للبرامج في مديرية الإذاعة والتلفزيون بعد ثورة يوليو/ تموز 1958 .
قضى عاما كاملا (1957 و1958) في عدد من مسارح الاتحاد السوفياتي سابقا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الديمقراطية وقتها، وهناك تعرف العاني على مسرح بريخت، وقضى أيضا أشهرا في مسارح فيينا.
كما شغل منصب أول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح عام 1960، فرئيس فرقة المسرح الفني الحديث، والسكرتير العام للمركز العراقي للمسرح التابع للمركز العالمي. وكان أيضا عضوا في اللجنة التنفيذية للمركز العالمي للمسرح للفترة من 1983-1985.
ونظرا لخبرته الطويلة، تولى رئاسة هيئة تحكيم مسابقة الدراما في المهرجان العالمي للتلفزيون ببغداد 1988، ورئيسا لهيئة تحكيم مهرجان التمثيلية التلفزيونية الأول في تونس 1981، وعضو لجنة تحكيم مهرجان الشباب السينمائي في دمشق 1972.
ومارس العاني أيضا النقد السينمائي والمسرحي منذ عام 1952، وكتب في مجالات النقد والمتابعات الفنية لا سيما المسرحية السينمائية، داخل العراق وخارجه.
التجربة الفنية
عرف عن العاني أنه كان يتبع منهجية واقعية في أعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، حيث كان يعالج هموم ومعاناة الفئات المسحوقة من المجتمع العراقي، إضافة إلى أسلوبه النقدي والساخر في تناول الموضوعات.
والعاني هو الذي أسس فرقة "الفن الحديث" مع الفنان الراحل إبراهيم جلال وعدد من الفنانين المثقفين الشباب العراقيين يوم 3 أبريل/نيسان 1952.
وكتب خلال مسيرته الفنية أكثر من خمسين مسرحية، منها مسرحيات اجتماعية قصيرة قدمها في سياق المسرح السياسي في الخمسينيات مثل "رأس الشليلة" 1951 و"حرمل وحبّه سودة" عام 1952 و"آني أمك يا شاكر" عام 1955.
كما ظهر تأثره بالمسرح الملحمي لدى بريخت في بعض أعماله مثل "المفتاح" و"الخرابة" و"الشريعة" و"الخان".
وزيادة على الكتابة المسرحية، مثّل العاني في العديد من المسرحيات من بينها "مسمار جحا" عام 1952 و"الليلة البغدادية مع الملا عبود الكرخي" عام 1983 وغيرهما. كما كانت له إسهامات كبيرة في السينما العراقية، ومن أبرز أفلامه "سعيد أفندي" عام 1958 و"وداعا لبنان" عام 1967 و"بابل حبيبتي" 1987.
شارك أيضا في العشرات من المسلسلات العراقية أبرزها "يوميات محلة" و"الحضارة الإسلامية" و"الجراح"، وشارك عربيا في فيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين عام 1986، إضافة إلى مشاركته في العديد من المهرجانات العربية والدولية.
ونظرا لرصيده الواسع، وصفه الناقد المصري علي الراعي في كتابه "السينما والمسرح في الوطن العربي" بأنه "ضمن لنفسه شرطي توفيق الحكيم: الموهبة والاستمرار، وزاد عليهما شيئا آخر مهما وهو التمثيل، فهو أقرب من غيره إلى رجل المسرح".
المؤلفات
ترك العاني مؤلفات عديدة عن المسرح والسينما منها: "المسرح بين الحديث والحدث" عام 1990 و"بين المسرح والسينما" عام 1967و"التجربة المسرحية معايشة وحكايات" عام 1979 و"سيناريو لم أكتبه بعد" عام 1987 و"شخوص في ذاكرتي" عام 2002.
الجوائز
حصل العاني على تكريمات عدة منها جائزة رائد المسرح ورائد في التأليف المسرحي، أفضل ممثل للأعوام 1981 و1983و1984، وأفضل كاتب سيناريو، ورائد مسرحي للمسرح العربي والأفريقي في مهرجان قرطاج بتونس عام 1985.
وبراءة تقدير من نقابة الفنانين السوريين 1979، وتقدير خاص من دائرة الإذاعة والتلفزيون في العراق لمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس التلفزيون العراقي عام 1976.
الوفاة
توفي العاني يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016 في مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض.
ووصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم الفنان الراحل في برقية تعزية لعائلته بعميد المسرح العراقي والشخصية الديمقراطية الوطنية والفنان الكبير الذي نال لقب "فنان الشعب" باستحقاق كبير بفضل الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية الرائعة التي قدمها طوال سبعة عقود.
---------------------------------------------
المصدر : الجزيرة نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق