مجلة الفنون المسرحية
الشخصيات :
1- زان.....
رجل على شكل كرسي .
2- جاوي .....
رجل على شكل كرسي .
3- ماهوكني
...... فتاة على شكل كرسي .
4- شاب .
المشهد الأول
الفصل ألأول
لو
اجتمعت كل عيون البصاصين في عين واحدة لفقأتها واسترحت
لو
اجتمعت كل أذان المتصنتين في أذن واحدة لبعجتها واسترحت
لو
اجتمعت كل رؤوس الأغبياء في رأس واحدة لحنطته واسترحت
لو
اجتمعت كل قلوب العشاق في قلب واحد لاستبدلته بقلبي واسترحت
لو
اجتمعت قلوب النساء في قلب واحد لأخذته معي في سفر طويل إلى
كوكب
بعيد.. بعيد حتى السذاجة
لو
اجتمع كل طغاة الأرض وجبا ريها في طاغية واحد لأغرقته في حوض
ملآن
بد موع الثكالى والمعذبين وما أسترحت
صوت
|
يا مواسم الشمال .. يا مواسم الجنوب .. استيقظوا من
رقادكم .. فقد قررت أن افرش عباءتي أمامكم .. إملاؤها بشتاءات
واصياف وربيع واحد وخريف حزين مغادر، سألفها وأشدها واحملها بعيدا .. بعيدا إلى
هناك عند سفح ذاك الجبل .. سأنثر كل الفصول وأعود تلك الشجرة انثر فرحي واشرب من
رحيق الصيف وطعم الشتاء وصنيع الربيع
ونكهة الخريف وأتمايل مع الرياح وأوراقي كآلاف الأجراس تدغدغ خدود
العصافير والسناجب .
|
المنظر
قبو
أو سرداب،فيه صناديق و أشياء مهملة،كرسيان من الخشب العتيق ثمة موقد (fire
place) (أصوات من
الخارج،جماهير تتظاهر وتطالب بإسقاط الحكومة أصوات أقدام ثم يدفع شخص وهو كرسي
فيتقلب ويصطدم بأحد الكراسي (وهو السيد زان)
زان
|
أنتبه
هل أنت أعمى ؟؟
|
جاوي
|
أسف
معذرة ، لم انتبه يا أخي لقد افقدني هذا اللص صوابي.... سرقني ثم رماني هنا دون إن اعرف السبب .
|
زان
|
ربما
يأتي فيما بعد .
|
جاوي
|
ربما ... من يدري
...... قل لي يا أخي .. ما هذه المظاهرات
|
زان
|
إنها عادة من عادات البشر التي أدمنوا عليها .
|
جاوي
|
منذ متى ؟؟
|
زان
|
منذ سنين وهذا ديدنهم كلما نصب
حاكم لهذه المدينة ...يطا لبون بإسقاطه .
|
جاوي
|
لماذا ؟؟
|
زان
|
من يدري .. حتى لو سألتهم فلن يجيبوك.. لأنهم ببساطة لا يعرفون .
|
جاوي
|
غريب أمر البشر ...عذرا لم
نتعارف أنا جاوي .
|
زان
|
تشرفنا سيد جاوي وأنا زان ما هو عملك سيد جاوي .
|
جاوي
|
تستطيع القول ...... أنا كرسي
عادي .
|
زان
|
لكن شكلك يوحي بأنك أعلى مرتبة مما تقول .
|
جاوي
|
لا يغرنّك المظاهر فهي لم تكن مرآة لأي
شئ أو ..... أو جوهر .
|
زان
|
جوهر؟؟ .... أي جوهر ؟
|
جاوي
|
جوهرنا نحن الكراسي .
|
زان
|
وهل نملك جوهرا ؟
|
جاوي
|
طبعا...أنسيت أمنا ؟
|
زان
|
هذا صحيح ...لكننا تخلينا عنها ...ونزعنا أخلاقها عنّا .
|
جاوي
|
صدقت ... كم منا يتحلى بأخلاق الشجرة العظيمة .
|
زان
|
ما علينا ...أي ريح طيبة ... رمتك في قبونا .
|
جاوي
|
بل قل أي أيدٍ خبيثة رمتني .
|
زان
|
كلنا رمتنا أيادٍ خبيثة هنا ... إيه مازلت أتذكر وجه
النجار الذي صنعني والبريق الذي يشع من عينيه وكذلك الوالي الذي كان يدور حولي
جذلا كطفل صغير.
|
جاوي
|
والي.. ؟؟ أنت اثري يا سيد زان .
|
زان
|
نعم ...بل قل تحفة فنية .. أتعرف كانت جوانبي مطعمة بالأرابيسك ..هنا
وهنا
(يؤشر على جسده)
و فصوص العقيق و الياقوت والكهرمان هنا و هنا و هنا ..
كنت تحفة ذلك الزمان .
|
جاوي
|
أتعنى انك كنت كرسي الوالي ..
|
زان
|
آووه ..طبعاً ،
منذ قرن ونصف .
|
جاوي
|
وقبلها ؟
|
زان
|
قرن عند أمي .
|
جاوي
|
قرنان ونصف.. لقد عبرت زمنك يا هذا .
|
زان
|
نحن الزانون سادة الزمان ياصديقي ..إيه .. بقيت ذي رهبة وسطوة في قصر الوالي حتى جاء اليوم
المشئوم حين أطيح به ..وسيطر الرعاع والدهماء على القصر وعملوا فيه نهبا وتخريبا ..أخذني جماعة منهم وذهبوا بي إلى مدينة
بعيدة وهناك باعوني لأحد الحلاقين والذي
استخدمني لجلب الزبائن بعد ذلك ..
|
(يستمر بالكلام دون صوت)
|
|
جاوي
|
(مع نفسه) يظهراني وقعت على ثرثار .
|
زان
|
لا تلمني يا صديقي فقد عملت كرسي حلاق لسنوات (يضحك)
|
جاوي
|
معذرة... أنا تعب ، سآخذ قسطا من النوم .
|
زان
|
(باستغراب وسخرية) نوم ، تعب ... ما هذا
.
|
(يتكئ على كرسي ماهوكني .
صرخة امرأة)
|
|
ماهوكني
|
آه.. آه ..آه .. يدي .. يدي كسرت يدي أيها المتوحش ..
|
جاوي
|
(يقفز من مكانه) من؟..ماذا؟..أنا
أعتذر..أنا آسف يا آنسة لم أرك .
|
زان
|
آنسة ؟ ، يدي ، نوم ، تعب .. من أين لكم هذه المصطلحات
وما علاقتكم بها .
|
جاوي
|
انه مجاز من البشر .
|
زان
|
مجاز غبي ، لأنه تشبه بأعدائنا وأعداء إبائنا وأجدادنا
.. هل نسيتم أم تناسيتم أصلكم نحن لسنا مثلهم فنحن غير ..غير ... نبكي ولكن
واقفين ونتألم واقفين ونموت واقفين ... فما يفرحنا لا يفرحهم وما يحزننا لا
يحزنهم .. إن بيننا وبينهم تاريخ عميق ومرير من استغلال وأذى سببوه لنا ..
الشجرة هذه ألأم العظيمة التي بنت جسدها العظيم خلية خلية وحلقة فحلقة كي تأخذ
قامتها مدى الكبرياء التي تليق بها تضفي من عطائها وحنوها على الجميع دونما
تمييز وكل هذا في عشرات السنين ليأتي إلإنسان ويقطعها في لحظات ثم تتحول الى
أثاث كي يكملوا قيافتهم البائسة ويتفاخروا فيما بينهم على اشلائنا ناسين أو
متناسين إن الجمال كله أصله شجرة .... وحين يأكل الزمن من مفاصلنا وتصدأ مساميرنا وينخر السوس والعث والأرضة
قوائمنا .. يرموننا في قبو أو سرداب
..أو.. يا الهي نحرق كي ندفئ أجسادهم .. كم من شجرة أحرقت لتدفئة شخص
بينه وبين الشجرة زمان أخلاقي عتيق
|
جاوي
|
انه متحامل على البشر كثيرا ألا ترين معي ذلك آنسة .
|
ماهوكني
|
ماهوكني ..
|
جاوي
|
وأنا جاوي .. تشرفنا .
|
ماهوكني
|
صدقت يا سيد جاوي إن البشر ليسوا بمستوى هذا العداء .
|
زان
|
لقد سمعتكما .. أنتم هكذا يا كراسي تصنعون المجد
والعلو والتجمل ومن ثم تخضعون لما صنعته أياديكم في النهاية .
|
(صوت إطلاق رصاص)
|
|
جاوي
|
إنهم يطلقون الرصاص .
|
ماهوكني
|
آووه ......... متى ينتهي هذا ؟؟ ..... أنا خائفة .
|
جاوي
|
اطمئني .......جاوي
قريب منك .....لا تخافي .
|
ماهوكني
|
أشكرك .... أنت إنسان لطيف .... (يضحكان)
.
|
زان
|
(بسخرية) إنسان لطيف ... يا لبؤسكما .
|
جاوي
|
قل لي يا أخ الخشب ... لما أنت كاره للبشر هكذا .
|
زان
|
أنا ....لست انتم
....فأنا اسأل وأعمق سؤالي ...وانتم لا...هل فهمت...؟؟
|
جاوي
|
سفسطائية غبية .
|
زان
|
سأسألك ؟ من هو صاحبك .
|
جاوي
|
كان اديباً .
|
زان
|
أتعني شاعراً .
|
جاوي
|
كلا روائياً .
|
زان
|
عموماً .كان يأتي منهم كثير ويقفون أمام الوالي أو
السلطان ويقولون كلاماً جميلاً وبليغاً في حقه ..واغلب الأحايين لا يستحق حرفاً
منه .
|
جاوي
|
الروائي لا يمتهن المديح .
|
زان
|
ما علينا ....كم من أديب مبتديء جلس عليك .... ثم قام من عندك وهو مبدع كبير .
|
جاوي
|
لا أحد .
|
زان
|
لا أحد ؟؟
...كيف ذلك ؟؟
|
جاوي
|
لأنه كاتب واحد ....وحين رحل ..لم يرغب احد بي ..حتى
جاء هذا اللص .
|
زان
|
وأنت كم من قبيحة جلست عليك وقامت من عندك جميلة .
|
ماهوكني
|
آووه كثير .
|
زان
|
طيب انظرا لحالكما .. اشعر بالغثيان لما أراه .
|
جاوي
|
لسنا بأفضل منك ... وأنت كم من رجل جلس عليك وحولته إلى والي أو حاكم أو سلطان ثم حين
غادرك .
|
زان
|
(مقاطعاً) لا أحد يغادرني أتعرف ... احتضن
جسدي أشكال وأنواع عديدة من البشر..بعد زمن يتحولون جميعاً إلى شخص واحد ... يفعل
كل شيء إلا مغادرتي
|
(يضحكون)
|
|
زان
|
لا خلاف .. لكني أفضل منكما في معرفتي
بالبشر...أتعرفان أن اغلب صراعا ت
الإنسان مع أخيه الإنسان لأسباب تافهة ,على الأقل بنظرنا نحن الكراسي وكلها ناجمة عن
خصلة سيئة عند البشر وهي الكبر والتكبر على مخلوقات الله جل شأنه ومن هنا جاءت الحروب والنزاعات
والانقلابات والمؤامرات لكن حين يصل الأمر إلي .. يركن كل ما هو طيب
وخير على رف الإهمال وأصبح أنا الهم
الكبير والحلم المطلوب من الجميع أتريان هذه الندوب والكسور على جسدي , أنها
بصمات ما خلفوه علي من الذين تعاقبوا علي من أمراء وملوك : قرون من
صراع دموي ليس فيه ذرة من إنسانيتهم وذلك من اجل الوصول إلي فقط كان الوالي أو السلطان أو الحاكم حين يجلس
يفتح دربا لخلوده علي .. لكنني كنت اعرف
حجم زمنه الذي كان بالأشهر والأسابيع وأحيانا بالأيام ففي اللحظة التي
تستقر عجيزته علي تبدأ الدسائس
والمؤامرات والمكائد بالنمو حولي كنبات
الفطر وكنت أرى الخيانة في عيون حاشيته ومن يأكلون من مائدته و....اسمعهم
يخططون للانقلابات والاغتيالات حتى جاء ت النهاية عندما أطيح بأخر والي اعتلاني و.... و.... لا ادري كيف ومتى وصلت إلى هنا بعد أن عملت زمناً طويلاً كرسي حلاق فأنا كما
تعلم مطلوب عند اللص .
|
جاوي
|
يا الهي أ هكذا البشر؟؟؟
|
زان
|
بل وأكثر من ذلك يا صديقي .
|
ماهوكني
|
مرت علي نساء كثيرات من كل الأنواع ....كلهن نتاج ظلم
الذكور وتعسفهم .
|
جاوي
|
إيه ... مازلت اذكر يوم جاءني وكنت مركوناً
بإهمال في محل بائع العتيق ....كان
نحيفاً في ثلاثينات عمره ومن ذقنه الغير محلوق
وهندامه عرفت انه مستوحد كذئب عجوز.... وباعني صاحب المحل بثمن بخس كمن
يرد التخلص مني ....حيث إنني كنت شؤماً على محله
|
ماهوكني
|
وأين
كنت قبل ذلك ؟
|
جاوي
|
أنا...
تجميع ... (يضحك) .
|
زان
|
لقد عرفتك ...أنت من المنبوذين .
|
ماهوكني
|
كيف تتهم
جاوي هكذا ...ألا تخجل ؟
|
زان
|
اسكتي أنت لا
تعرفين شيئا .... لقد اعترف بنفسه .... أراهن أن قوائمه من القصب الرخيص وينسب
نفسه دونما حياء إلى الجاوي .
|
جاوي
|
لا عليك يا عزيزتي فأن نصف كلامه صحيح .
|
جاوي
|
إيه يا صديقي الكاتب ...كان يجلس ساعات طوال لا اشعر
بثقله فيها .فقد كان مقلاً في كل شيء...كلامه وغذائه وحتى نومه وبالمقابل كان
الكثير ممنوحاً لقلمه ... كنت استشعر رائحة الكلام وهو يلتصق بالأوراق ويده لا
تقف أبدا ... والأوراق تتكوم ... وهو يكتب .. كلمات وكلمات شكلت كل عالمه من روايات وقصص .ملأى
بالجروح والغضب من خيبات متواليات وجحود وإنكار وتهميش ... إلى أن جاء ذلك اليوم
الذي كان خاتمة زمانه و.. رحل .. أين أنت يا صديقي .. أنا افتقدك حقاً .. افتقدك .
|
(صوت المتظاهرين مع صوت اطلاقات رصاص)
|
(إظلام)
المشهد
الثاني
نفس المنظر السابق
الكراسي الثلاثة في حالة نوم
يسمع طلقات نارية .. بعد لحظات يدخل شاب مصاب
بطلق ناري في كتفه يترنح قليلا
|
|
ماهوكني
|
من هنا ؟؟
|
زان
|
انسان مصاب بطلق ناري .
|
جاوي
|
انه ينزف .
|
ماهوكني
|
يجب إيقاف نزيفه قبل أن يموت .
|
( ينهض جاوي وماهوكني ويبدآن بإسعاف الشاب)
|
|
جاوي
|
كيف وليس عندنا علاج ؟
|
ماهوكني
|
بل عندنا وهو العلاج الوحيد الناجح .
|
ماهوكني
|
نشارتنا .
|
جاوي
|
نحن ؟؟؟؟
|
ماهوكني
|
الثلاثة ........تخلط وتوضع على الجرح سيوقف النزيف .
|
جاوي
|
جميل , وصاحبنا
كيف ؟؟؟
|
زان
|
(يصيح) ماذا تفعلان ؟؟ .. تنقذان عدونا المشترك , دعوه يموت بسلام
فلستم من أطلق النار عليه .
|
جاوي
|
كلا سنعالجه .
|
زان
|
يا لكما من كرسيين غبيين تافهين .. أتعرف أمثالكما من
طمع فينا البشر .
|
(يتقدم الاثنان نحوه)
|
|
ماهوكني
|
بل ستشترك معنا في علاجه .
|
زان
|
أنا ....... مستحيل .. أنتما تحلمان .
|
جاوي
|
نحن اثنان وأنت واحد ، هيا ماهوكني .
|
(يهجمان عليه ويقشطان من قائمته نشارة الخشب )
|
|
زان
|
ماذا تفعلان .. اتركاني أيها الأحمقين .. لماذا يا
جبناء غيرتم من موقفكما
وأشركتماني في خيانة أسلافنا .
|
جاوي
|
اسمع نحن لم نغير من موقفنا ولم نخن أسلافنا على العكس
بل سرنا على خطاهم .. لو كانوا معنا
الآن لفعلوا أكثر منا
|
ماهوكني
|
حديثك هذا هو خيانة لهم .. فمهما تغير العالم وتلون
البشر فان أخلاق الشجر لن تتغير هل نسيت هذا الدرس يا سيد زان .
|
زان
|
كلا ... لم أنس
ذلك أبدا .
|
جاوي
|
إذن اصمت ودعنا ننقذه وبعد ذلك لكل حادث حديث .
|
((إظلام))
المشهد
الثالث
نفس المنظر السابق
الوقت ليل ، الجميع نيام .. يستيقظ الشاب
|
|
الشاب
|
أين أنا .. ما هذا المكان .. ما الذي جاء بي إلى هنا (يرفع
يده ويتألم) آه آه آه تذكرت المظاهرة والجروح ..حمدا لله لولا .. لكن ما هذا
الضماد .. من الذي ضمدني .. ألا
يوجد احد .. يا أصحاب المكان .. أليس من احد هنا .. أريد أن اشكر من أنقذني
وضمدني ... يا اخوان .... (يرتجف من البرد) البرد شديد لاشك بأن الوقت
صباح ، لو خرجت سيراني الشرطة ويقبضون علي ... الليل قادم وهو ستاري ، المكان بارد جداً (ينهض
ويفتش) كراسي ...عظيم ، انه وقود جيد (يمسك بأحد قوائم ماهوكني) .
|
(تصرخ)
|
|
زان
|
اتركها .
|
الشاب
|
(يجفل
مرعوباً) من .. ماذا ؟
|
زان
|
قلت لك اتركها .
|
الشاب
|
عرفتها أنا اهذي بسبب الجرح .
|
زان
|
عد واجلس في مكانك يا أحمق .
|
الشاب
|
(يهز رأسه
مبتسما) حاضر .. حاضر يا سيد هذيان .. سأسير معك حتى الجنون
(يجلس)
|
زان
|
اليوم موعد محاكمتك أيها الإنسان الظالم ، الخطاء ،
الناكر لجميع النعم التي وهبها الله سبحانه وتعالى لك
|
الشاب
|
حاضر.. حاضر لكن أين أنت ؟
|
ماهوكني
|
جاحدون .
|
جاوي
|
أشرار .
|
زان
|
قتلة الأشجار.. كم من كرسي لملك أو سلطان .. أو
إمبراطور سفحتم على جوانبه الكثير من الدماء ..
كم من باب أوصدتموه بوجه محتاج
ومظلوم ... ألبستمونا خطاياكم ونحن أبرياء منها
|
الشاب
|
يا جماعة الخير .. افهموني .. أرجوكم أنا أحب الخشب
خصوصا الكراسي أحبها جدا .
|
جاوي
|
من أين جاءك هذا الحب .. هيا اعترف .. هل أنت والي ؟
|
الشاب
|
كلا .
|
زان
|
حاكم عسكري .
|
جاوي
|
إذن من أنت ..؟
|
الشاب
|
أنا نقاش .
|
ماهوكني
|
إذن هو أنت ... الحفار .
|
ماهوكني
|
تدخلك وتشويهك لأمنا الشجرة هو من قضى علينا بعد أن
طمع البشر فينا .
|
جاوي
|
كنا حياة طيبة , نمنح خيرنا للجميع فأصبحنا جماداً نخدمكم انتم فقط .
|
زان
|
وحين يمسكم البرد تحرقوننا .. إن كنتم هكذا معنا فكيف انتم على بني
جنسكم كم من نبي ورسول ارسلوا من السماء عليكم .. كم من شريعة وقانون سّنه عقلاؤكم كي يحفظوا أنفسكم منكم.... ويحدو من بربريتكم
واستغلالكم لبعضكم البعض ..ومع ذلك لم تتعظوا أو يأخذكم الندم .
|
ماهوكني
|
قل لي هل رأيت أسد يصيد أسدا .. هل رأيت نمرا يصيد
نمرا ؟
|
جاوي
|
لكننا رأينا بشراً يقتل بشراً ..... لم هذا ... لم يا إنسان ؟؟؟؟
|
الشاب
|
انتظروا .... انتظروا ... هل أنا المقصود بهذا ؟؟؟
|
زان
|
وهل هناك غيرك أيها البشري الأحمق .
|
الشاب
|
لكن صدقوني أنا اختلف عن الباقين ؟؟؟
|
زان
|
كيف .. أوضح ذلك ؟
|
الشاب
|
ببساطة شديدة .. أنا أحبكم
.
|
(ينفجر
الثلاثة ضاحكين )
|
|
جاوي
|
لا جديد ... لأننا ببساطة نعرف
ذلك .
|
زان
|
وهو سبب بلائنا ... فحين تحبوننا تقطعوننا .
|
ماهوكني
|
وتحولوننا إلى أثاث وأبواب وشبابيك وسقوف .
|
جاوي
|
فحبكم قاتل وكرهكم قاتل .
|
الشاب
|
لكنني .. بعيدا عن ما قلتم .. أحبكم ومعي من مثلي .
|
جاوي
|
من أنتم ؟؟
|
الشاب
|
النجارون .. إذ لولانا لما رآكم البشر سوى وقودا للشتاء .. فنحن الذين
منحناكم الخلود وحولناكم إلى زينة لهم يعتني بكم دوما .. أليس كذلك ؟؟
|
ماهوكني
|
صحيح .. ما أجمل غرف نوم العرسان... تخت المنام.... والدولاب ...والبوفيه
.
|
زان
|
(يسكتها) كفى .. اسمع.. كلامك هذا لا يفيدنا .... لقد حل
العقاب وقطع دابر السؤال
والجواب هيا اختر طريقة لموتك .
|
الشاب
|
أنا لم اختر طريقاً لحياتي بعد .
|
زان
|
هيا ليس لدينا وقت نضيعه معك .
|
الشاب
|
أرجوكم أنا لم أتزوج بعد .
|
ماهوكني
|
(يظهر الفرح على وجهها) صحيح .
|
جاوي
|
ما الذي يدور في ذهنك ماهوكني .
|
ماهوكني
|
لا شئ .. مجرد رؤيتي لعازب يفرحني .
|
جاوي
|
وأنا الست وحيدا ؟
|
ماهوكني
|
أنت كرسي يا اخي .... مابك هل نسيت
؟
|
الشاب
|
اسمع يا سيد زان , انتم تعدوننا
برابرة يقتل بعضنا البعض دونما رحمة ،
أليس كذلك ..؟
|
زان
|
كلامك صحيح أيها البشري ؟
|
الشاب
|
ألا ترى انك في طريقك لأن تصبح مثلنا
|
زان
|
أنا مثلكم ..... هذا مستحيل
فأنتم تقتلون بعضكم لأسباب وأثمان واهية .
|
الشاب
|
ماذا تعرف عن القتل والقتالين أيها الكرسي الأحمق ؟
|
زان
|
اعرف أكثر مما تعرف أيها
الدوجماطيقي الأعزل .
|
الشاب
|
أنى لك هذه الثقة ؟.
|
زان
|
عشرات السنين وأنا في مركز صناعة القتل .شاهد بارد على أفعالكم الوحشية .
|
الشاب
|
قل لي ... هل نحن أعداؤكم الوحيد ون ...؟ (يخرج قنينة صغيرة من جيبه)
.
فيتوقف زان عن
الكلام
|
جاوي
|
اجبه يا سيد زان هيا .
|
ماهوكني
|
أرجوك .. تكلم .
|
الشاب
|
دعه.. لن يجيب .
|
جاوي
|
كنت تعرف انه لن .. ومع ذلك سألته .
|
الشاب
|
طبعا .
|
جاوي
|
قلت له ذلك من قبل ... سيأخذك البشري إلى الحقيقة المسكوت عنها.. فهؤلاء
البشر ، دوجماطيقيون بالفطرة .
|
ماهوكني
|
صدقت يا جاوي .. اسمع يا بشري نحن لا ذنب لنا .. هو من حرضنا (تؤشر على زان) .. ماذا في هذه
القنينة (بخوف) .
|
الشاب
|
أعرف ذلك ... أنت لا تستطيع أن تؤذيني يا سيد زان .. أتعرف لماذا... ؟
|
جاوي و ماهوكني
|
مهما تغير وجه الشر ولونه فلن تتغير أخلاق الشجر .
|
الشاب
|
إنهم كالأشباح .. يدبون على الأرض .. في الأقبية والسراديب المعلبة
بالظلام والرطوبة ... يدبون في صمت الظلام بآلاف الأجساد الباردة .. بسكون وصمت
غريب .. يتحسسون رائحتكم من مسافات بعيدة ويأتون ، فيبدأون بنخر وحفر أجسادكم
بهدوء وبطء شديدين .. فأنتم غذائهم الوحيد .
|
ماهوكني
|
(تغطي وجهها بكفيها) .. يا الهي
.
|
الشاب
|
من هم الأسوأ برأيك (يضع القنينة وسط القبو ويخرج)
|
ماهوكني
|
ماذا في القنينة أرجوك ؟
|
الشاب
|
افتحوها لتعرفوا .
|
(يخرج)
|
(إظلام)
المشهد
الرابع
المنظر :
|
|
زان و جاوي و ماهوكني ، يحيطون بالزجاجة
ويراقبوها بحذر وهم في حالة رعب
|
|
ماهوكني
|
أنا خائفة ... خائفة جداً ... (تمسك بيد جاوي)
.
|
جاوي
|
انتظري ، لنرى ما يقوله السيد زان .
|
زان
|
أقول ... هه ... ليس لدي ما أقوله للخونة .
|
الاثنان
|
خونة ..؟
|
زان
|
لقد تخليتم
عني حين احتجتكم .
|
جاوي
|
نحن لسنا خونة ... ولن نكون إتباعا لأحد وأنت صانع
إتباع ماهر .
|
زان
|
أنا .... ؟؟؟
|
جاوي
|
نعم .... فأنت من المصابين بمرض الرأسوية الذي يعرفه أكثر الكراسي .
|
ماهوكني
|
الرأسوية يا له من اسم مضحك (تضحك) .
|
جاوي
|
انه يصيب
الكراسي من أمثال أخينا .
|
ماهوكني
|
ومن أين يأتي
هذا المرض ... ؟؟
|
جاوي
|
انه ... وقانا الله وإياكم شره ينجم عن التصاق اقفية
الملوك والسلاطين والأمراء والولاة عليه ولزمن طويل .
|
ماهوكني
|
وما هي أعراضه ... ؟؟
|
جاوي
|
كسب الأتباع بصناعة الأعداء .
|
زان
|
عدنا للسفسطة مجدداً ... دعونا منها يا أخوان ...
ولننظر في أمر هذه البلوى التي رماها البشري وهرب .
|
جاوي
|
والتهرب من الحقيقة ... (يضحكان)
|
ماهوكني
|
أنا خائفة .
|
جاوي
|
سبق وقلت هذا الكلام .... نعم يا سيد زان نحن حاضرون .
|
زان
|
أرى أن نرميها خارجاً .
|
ماهوكني
|
رائع .
|
جاوي
|
ولا نعرف ما فيها !!!!!
|
زان
|
ليس مهما ... طالما هي شر حل بيننا .
|
جاوي
|
من أين لك هذه الثقة بمحتواها ... ربما تكون خدعة
لأخافتنا فقط .
|
زان
|
وربما تكون حقيقة يختبيء الموت فيها .
|
جاوي
|
ماذا تقول ... !!! انظر إليها هل توحي لك بالشر والموت .
|
زان
|
كذلك كان حصان طروادة .
|
جاوي
|
وكان مصنوعاً من أسلافك .
|
زان
|
يا ولدي إن الأعداء ليس من ورائهم سوى الموت .
|
ماهوكني
|
إنهم يدبون في صمت الظلام بآلاف ألأجساد الباردة ... - بسكون وصمت –
يشتمون رائحتكم
من مسافات بعيدة
|
زان
|
(يتصنع التجاهل) كما قلت لكما ... نرميها
خارجاً ونقفل على هذا الأمر ... لنعود إلى وئامنا السابق ... قبل دخول ذلك
البشري .
|
ماهوكني
|
لا اظن ذلك .
|
زان
|
لماذا يا عزيزتي ؟؟
|
ماهوكني
|
نفسي أصبحت معطوبة بالخوف والحقد .
|
زان
|
اطمئني ... اطمئني ... حالما نرمي الزجاجة ، سنعود
كالسابق – أليس كذلك يا سيد جاوي ؟
|
جاوي
|
اتمنى هذا .
|
زان
|
إذن هيا ... (
يؤشر له أن يرمي الزجاجة ) .
|
جاوي
|
أنا ... ؟؟ ، لا يا صديقي .
|
زان
|
لماذا ؟؟
|
جاوي
|
لست من
اقترح رميها .
|
زان
|
ليس مهماً يا بني ... فكلنا واحد ، لأن عدونا ينظر
إلينا على إننا واحد ثم أنت اقرب مني إليها ... هيا التقطها وارميها من هذه
النافذة .
|
جاوي
|
لا تحلم بهذا .
|
زان
|
لماذا يا ولدي ؟؟
|
جاوي
|
(بسخرية) أنا لا أعادي
من لا اعرفه .
|
زان
|
الناس أعداء
ما جهلوا ... يا ولدي ... ثم هل علينا أن نشرب السم كي نعرف انه قاتل
|
جاوي
|
إن تعرف عدوك أم لا تعرفه تلك هي الحرب الحقيقية .
|
زان
|
الأمر سيان عندي .
|
جاوي
|
هذا طبيعي لمن
يمتهن صناعة الأعداء .
|
ماهوكني
|
لدي حل ... لم لا نختبر مشاعرنا ونكشف إمام أنفسنا
خوفنا وسأبدأ بنفسي ... أنا خائفة جدا ولا ادري لماذا ... ماذا عنك يا سيد جاوي
؟
|
جاوي
|
تعودت أن
استلم من العالم نصف الأشياء دائماً ... أما النصف الآخر فآخذه بإرادتي واختياري
... لذلك أنا نصف خائف الآن ... والنصف الآخر من خوفي
موجود في الزجاجة .
|
ماهوكني
|
وماذا عنك يا سيد زان ؟
|
زان
|
أنا لا اعزل عن تفكير الجماهير فهمهم هو همي وحلمهم هو
حلمي .
|
جاوي
|
مرحى أيها
الزعيم الهمام ...
|
ماهوكني
|
يا للمصيبة وقعت بين ثرثارين بائسين ... أرجوكما أخرجاني من قلقي وخوفي
|
جاوي
|
ماذا تريديننا أن نفعل ... ؟؟؟
|
زان
|
ارمي الزجاجة يا ولدي ...
|
جاوي
|
لكنني من المنبوذين ... أليس كذلك ... يا زان ؟
|
زان
|
يا ولدي ، يا
ولدي ... دع عنك هذه القشور – أتعلم
سأخبرك شيئا أنت ، أنت أكثر أصالة منا نحن .
|
ماهوكني
|
كيف هذا ... وهو من أكثر من شجرة ... !!!
|
زان
|
التنوع يا عزيزتي ... التنوع ، هذا ما يميزه عنا ... فهو أكثر من
شجرة وأكثر من فرع وأكثر من غصن ، انه يمثل قبيلة من الأشجار يا عزيزتي .
|
جاوي
|
لا بأس بهذا الكلام ... يا سيد زان ... ماذا تريد الآن
... ؟؟؟
|
زان
|
إبعاد هذه عنا
( يؤشر على الزجاجة) .
|
جاوي
|
وان أبعدتها .... هل تنتهي عقدة أعدائك ..؟
|
زان
|
أتمنى هذا .
|
جاوي
|
أنت تكذب ... أتعرف لماذا ... لأنك لاشيء بلا أعداء ...
فقبحك لا يجمله غير أعداءك .
|
زان
|
مقبول .. مقبول هذا الكلام ... فقط ارميها من فضلك .
|
جاوي
|
احتراماً لأعدائك سأفعلها (موسيقى وطبول تقرع ، ينهض جاوي ويتقدم من الزجاجة ثم يحاول
فتحها) .
|
زان
|
لا ... (يجثو على ركبتيه) ، أرجوك .. لا ...
|
تهرب ماهوكني إلى زاوية المسرح – جاوي ينظر باستغراب إلى
زان ... يهم جاوي برميها من يده ويطير غطائها ثم يخرج من الزجاجة سائل ... يرتبك
الثلاثة وينسحبون
|
|
ماهوكني
|
الم أقل لكم ... ( تصاب بهستيريا ) الم أقل لكم
–إنه الموت –إنه الموت .
|
زان
|
لقد قتلتنا يا أخي ... سننتهي بعد لحظات ، تهيأوا الموت قادم – الموت قادم
|
جاوي
|
صبراً يا أخوة الخشب ... صبراً – ما الذي حدث – نحن لم نر شيئاً بعد .
|
زان
|
وهل ننتظر حتى يأتون لأبادتنا .
|
جاوي
|
من هم .. ؟؟
|
ماهوكني
|
اسمعوا ... اسمعوا ، هسيسهم ، إنهم يدبون بصمت – إنهم
قادمون إنهم قادمون
|
جاوي
|
من هم ؟؟؟
|
زان
|
إنهم هناك ( يؤشر
على الزجاجة )
|
جاوي
|
لكنني لا أرى
شيئاً .
|
زان
|
مافتئت تعيد هذا الكلام وهو يؤكد أحقية وجودك معنا ...
أتعرف نحن أيضاً لا نراك ... هل ترينه يا عزيزتي ماهوكني؟؟
|
ماهوكني
|
كلا
|
زان
|
أرأيت نتيجة أعمالك ؟
|
جاوي
|
لكن ... لماذا .. ؟؟؟؟
|
زان
|
لأنك لست معنا ولا تحس بما نحس به ... ثم إنك لا تتكلم
مثلنا ببساطة شديدة أنت غير موجود ...
أليس كذلك يا عزيزتي ؟
|
ماهوكني
|
(بتردد) ن ... ن ... نعم .
|
زان
|
أرأيت – أنت خارج السرب آلآن .
|
جاوي
|
أهذا رأيك يا ماهوكني ؟؟ ( تهز رأسها ) ،، هكذا إذن ... يا
ويلكم من الحقيقة التي تزيفها
الشعارات .
|
( يتقدم بأتجاه الزجاجة )
|
|
زان
|
ماذا تفعل يا مجنون (بخوف)
|
جاوي
|
سأعرف عدوي من صديقي ... سأعرف عدوي من صديقي
(يضع الزجاجة على فمه ويشرب)
|
زان وماهوكني
|
(بفزع ورعب) لالالالاااااااااا
(يتوقف جاوي ثم يمسك رقبته ويتظاهر بالاختناق ويسقط
على ألأرض وهو يرتجف) .
|
ماهوكني
|
لقد أفرغهم في جوفه ... يا إلهي .
|
(
ترتجف ويغمى عليها فيما ينهار زان)
|
(إظلام)
المشهد
الثالث
نفس
الحضور السابق
جاوي
ممدد — ماهوكني وزان وقد تغيرت الوانهما وهما بحالة إنجماد
فجأة
ينفجر جاوي بضحكة وقحة
جاوي
|
يا
للنومة الجميلة ... أرأيتما ، ممثل بارع
، أليس كذلك ؟؟ .. يا إلهي مالذي حصل لهما ... ماهوكني ، زان – هيا
إستيقظا ( يحركهما فيستيقظان) .
|
زان
|
أنت
(برعب) .. ابتعد عني .... إبتعد
عني
|
(تصرخ
ماهوكني برعب)
|
|
جاوي
|
حاضر
لن أتقرب منكما ... لكنني كنت أمزح معكما – صدقاني الزجاجة ليس فيها سوي دواء للسعال .
|
ماهوكني
|
لا
أصدق – إنهم في داخلك آلآن .
|
جاوي
|
من
هم أرجوكم ؟؟؟
|
زان
|
أنت
ميت ... هل فهمت ؟؟؟ ميت وسنموت بسببك فقد حولوك الى حاضنة لبيوضهم
|
جاوي
|
لكن
من هؤلاء ؟؟
|
زان
|
كل
قبيلة الشجر يعرفونهم ... لكن السنتنا لا تلوك
اسمائهم .
|
جاوي
|
لقد
عرفت أخيراً – لقد أذلكم الخوف لدرجة الخرس – وأسفي على روح الشجرة التي غادرتكم
غضباً منكم ومن جبنكم وتركتم عبيداً لأرواح من إستعبدوكم .
|
زان
|
كلا
نحن شجر وابناء شجر – وانت من يريبنا انتمائك .
|
جاوي
|
الشجر لا يخاف وأنتما مترعين بخوف أسيادكما ،
سأعتزلكما حين تعودان الى روح الشجرة ، سأكون حاضراً .
|
(يذهب
الى زاوية ويتحول الى كرسي )
|
|
زان
|
–خيراً فعل هذا الثرثار – لقد تخلصنا منه يا عزيزتي
فأنت لا تعرفين هذا النمط من الكراسي ،
إنهم ثرثارون بالوراثة ولديهم كبرياء مزيفة –
على بني جنسهم من الخشب ومرد ذلك
هو التصاقهم الطويل بمن يسمون ألأدباء
والكتاب .
|
ماهوكني
|
مالنا
وهو ... دعه لحاله .
|
زان
|
كلامك
عين الحكمة ... فنحن لدينا مشاريعنا .
|
ماهوكني
|
(
مقاطعة ) نحن ؟؟؟
|
زان
|
نعم – أنا وانت
- نعم يا عزيزتي لدينا مشاريعنا
وخططنا – اسمعيني ، أريد أن
أعمل شيئاً كبيراً للخشب ، شيئاً يعيد أمجاد أمنا الشجرة ويعطي الكرامة للخشب ... سأقوم
بثورة عظيمة ضد طغيان البشر واستغلاله
لنا سأجعل الخشب في اصقاع الدنيا سيد هذا العالم .
|
ماهوكني
|
كيف
تقوم بذلك ياسيد زان وأنت قابع في هذا القبو ؟؟
|
زان
|
بواسطة
اتباعنا واحبائنا الطيور ... هل نسيت إن معين الطير الوحيد في الدنيا هو الشجر ... فهو حضنه الكبير والأمين
والطير يعرف هذا ويحترمه ليس كجحود
البشر المعروف ... بالمناسبة أنت ستكونين وزيرتي .
|
ماهوكني
|
أنا
.. ؟؟؟ وكيف ستكون الثورة ؟؟
|
زان
|
كل
ما هو خشبي ، كل ألأخشاب .
|
ماهوكني
|
أعرف
لكن كيف ؟؟
|
زان
|
لابد
من التضحية ببعض الخشب فداءً لروح الشجرة ، ليحرق كل أثاث نفسه ، لتنبت اعواد الثقاب في أجساد الخشب
، ولتكن البداية بيوت الكبار ، لتحترق
الدواليب والأسًٌَََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََِّرة والكراسي
والمناضد ... عندها سيبدأ البشر برمي كل ما هو خشبي خارج البيوت ... عند ذاك
تبدأ ثورتنا وانقلابنا على الواقع ... تخيلي يا عزيزتي ... ان يكون مقود البشر
بيدي ... أقصد بأيدينا ...
|
ماهوكني
|
عدنا
للتخيل – يا لك من متبجح بائس ... في لحظات اصبحت سيد العالم وأنت لا تستطيع أن تدرأ عنك ذبابة ...
|
زان
|
أنت واهمة – انا اعرف نقاط الضعف عند البشر وكيف أسيطر
عليهم من خلالها ونتحرر من عبوديتهم
واستغلالهم .. لكن القدر لا يستقر إلاّ على ثلاثة دعامات .
|
ماهوكني
|
أتعني
نحن بحاجة إلى ثالث .... إنه موجود لكن أنت من ركنه .
|
زان
|
أتقصدين
هذا الكرسي الشجاع ، اللطيف ، جاوي – نعم الرأي ... أتعرفين أنا بحاجة للشجعان
في مهمتي هذه .
|
ماهوكني
|
وكيف
يأتي وأنت لوثته وحطيّت من كرامته ؟؟
|
زان
|
لا عليك هذا جزء من تكتيك اتبعه مع من هم مثل فهي
كالشكيمة للحد من طغيانه .
|
ماهوكني
|
إذن
اتهاماتك له كانت أكاذيب .
|
زان
|
تستطيعين
القول . نادي عليه من فضلك (تنادي ماهوكني على جاوي فيأتي) يا سيد جاوي نحن نصدقك ... انت شاب ذكي وطموح – وأنا كبير
بالعمر .
|
جاوي
|
وهي
... هل تصدقني ؟؟؟
|
ماهوكني
|
لا
عليك مني – يكفيك تقلبه السريع – لأنني لست في المشهد .
|
جاوي
|
ما
الذي حدث ؟ وقلب هرم الثقة رأساً على
عقب .
|
زان
|
لقد
اتفقنا على إنك خير معين لنا -- وإن
الخشب لن يصبح حجراً ابداً .
|
جاوي
|
هكذا إذن
|
زان
|
هكذا ألأمور تجري
هنا آلآن – أرجوك لا تعيدنا الى الوراء
|
جاوي
|
لكنني
احمل الموت .. هل نسيت ذلك ؟؟
|
زان
|
دع
عنك هذه الخزعبلات – كان ذلك تكتيك مرحلي .
|
(
يضحك جاوي)
|
(إظلام)
المشهد الثالث
الثلاثة ،جلوس على شكل حلقة ويتناقشون
موسيقي عسكرية
جاوي
|
لم أتصور ابداً إنك بهذه البراعة ... يا لك من متآمر
كبير .
|
ماهوكني
|
طبعاً يا سيد جاوي ، وإلا أين ذهبت أزمان الحكام
والسلاطين والولاة .
|
(يضحك
الثلاثة)
|
|
زان
|
إيه تخيلوا
أنفسكم سادة للأشجار والطيور
والخشب ومن ثم العالم ... لقد سهرنا كثيراً هذه الليلة (يتثائب) أريد أن انام ، غداً نبدأ العمل
تصبحون على خير (ينام) .
|
(جاوي يقترب من ماهوكني)
|
|
جاوي
|
لاشك بأن صاحبنا مجنون – إنه يريد السيطرة على العالم
.
|
ماهوكني
|
اتعني إنك لم تصدقه ؟؟
|
جاوي
|
مريض الرأسوية هذا ؟؟؟ من يصدقه؟؟؟ إنه معتوه مهووس
بالسلطة ولديه ألاستعداد لفعل
أي شيء من أجل ذلك .
|
ماهوكني
|
اتعني إنه لم يصدقك !!
|
جاوي
|
طبعاً – إنها بلغة الساسة تعني الدبلوماسية وتعني مسايرة ألأمور لحين استمكان الوضع وبعدها (يؤشر بيده
علامة الذبح) .
|
ماهوكني
|
اتعني ...
|
جاوي
|
نعم – فنحن أول من سيقضي عليهم بعد إستلامه زمام
ألأمور ... حفيد الميكافيلية هذا .
|
ماهوكني
|
يا إلهي – وهل تعتقد إنه سينجح في مسعاه ؟؟؟
|
جاوي
|
ماالذي يمنعه من ذلك ؟؟ ... لقد سحبنا معه ببراعة ولم
يبق سوى التنفيذ .
|
ماهوكني
|
وأنا التي صدقته ... ما لعمل ؟؟ .. دبرنا يا سيد جاوي
– قبل أن يستيقظ .
|
جاوي
|
انتظري ...
إنتظري ، سأفكر بخطة بارعة
|
ماهوكني
|
هل علينا أن نفكر مجدداً ... نريد حلاً سريعاً .
|
جاوي
|
لا تخافي
طالما جاوي موجود .
|
(أصوات من خارج المكان )
|
|
صوت1
|
يا جماعة لقد تعبنا من مظاهرة هذا اليوم .... علينا ان
نرتاح .
|
صوت2
|
هذا صحيح ، لقد تراكم علينا البرد والجوع والإفلاس ، أيهم
نزيحه أولاً .
|
اصوات
|
البرد … البرد
|
صوت2
|
لنجد شيئاً نتدفأ به
(اصوات تؤيده) .
|
جاوي وموهكني مرعوبان ويرتجفان من الخوف
|
|
جاوي
|
(يلكز زان ) إستيقظ – إستيقظ –لقد جاءوا .
|
(يستيقظ)
|
|
زان
|
الطيور ...
جاءت الطيور – الم اقل لكم .
|
جاوي
|
أي طيور –
إنهم البشر ويبحثون .
|
زان
|
يبحثون عن
ماذا ؟؟؟
|
جاوي
|
ستعرف …
ستعرف
|
صوت1
|
يا جماعة لقد وجدت مكانا – مليئاً بالخشب ...
|
صوت2
|
حسن سنقضي
ليلتنا فيه ، أتعرفون كانت مظاهرة عظيمة لم ترى المدينة مثلها منذ سنين .
|
صوت1
|
هذا صحيح ، لقد سمعت بان الحكومة قد
حلت نفسها وهم بصدد تشكيل حكومة جديدة .
|
صوت2
|
ونحن جاهزون لها ، (يضحكون) .
|
صوت1
|
ما علينا .... من منكم معه عود ثقاب .
|
(ستار)
حسين
رحيم
الموصل
2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق