مجلة الفنون المسرحية
الشباب السوري والمسرح.. بين هيمنة الإنترنت وسطوة التلفزيون
يطرح الشارع الثقافي السوري الكثير من التساؤلات حول علاقة الشباب بالمسرح وعن دور التلفزيون ووسائل الاتصال الاجتماعي في إبعاد هذه الفئة العمرية عن أبي الفنون ورغم أن اغلب من يعمل على الخشبة حاليا داخل صالات المسارح هم من فئة الشباب إلا أن الكثيرين يعتبرون أن هذا غير كاف.
وعن رأيه بدور الشباب السوري في الحراك المسرحي الحالي يقول نقيب الفنانين زهير رمضان.. “تراجعت الحركة المسرحية السورية جراء الحرب الإ رهابية التي نتعرض لها ولا سيما أن الوضع الحالي بات يتطلب القيام بمشروعات تتخطى الإمكانيات الحالية عبر إنتاج أعمال تنتقل بين المحافظات بصورة تلامس الواقع وتعكس الأحداث”.
ويضيف نقيب الفنانين..” انحسرت كتابة المسرح من قبل الشباب وانصب اهتمام هؤلاء على متابعة تقنيات العصر الالكترونية وعلى عرض مواهبهم على شبكات التواصل الاجتماعي” داعيا لإيجاد ظواهر تشجع على كتابة العمل المسرحي واستثماره في القضايا الاجتماعية والفنية.
ويؤكد الناقد والمؤلف المسرحي سامر منصور أن هناك الكثير من المتحمسين للعمل المسرحي والجمهور المتعطش لأبي الفنون من الشباب” ولكن لا يوجد سوى عدد قليل من المسارح في سورية وهي تمنح عادة لممثلين وفنانين تجاوزوا سن الشباب” معتبرا أن “الشللية التي تهيمن على علاقات العديد من المخرجين والفنانين تؤءثر على دور الشباب في الحراك المسرحي بصورة لا ترقى لتطلعاتهم”.
ويدعو منصور الى تفعيل المسرحين العمالي والجامعي لإفساح المجال أمام الممثلين الشباب للإبداع والتعبير والمساهمة في التأثير والتغيير وافتتاح معاهد وأكاديميات جديدة للفنون إضافة إلى معهد الفنون المسرحية الذي “يستقبل بضع عشرات الطلاب سنويا فقط ويرفض الآلاف فلا يجد الشباب المتحمس من يحتضنه ويرشده ولا يستثمر طاقاته على الوجه الحسن “وفق منصو.
ويرى منصور أن “حركة المسرح السوري في هذه المرحلة الحساسة لا ترقى إلى حجم وتسارع الحدث ومخيبة للآمال .. واللوم يقع على المؤسسات المعنية التي لم تمنح فن المسرح الاهتمام الكافي قبل الأحداث أو بعدها ونحن بأمس الحاجة إلى خبرات الجيل المحترف والرؤية العصرية لجيل الشباب وقراءته وتعبيره عبر الفن”.
أما الناقد رضوان فلاحة فيشير إلى “غياب الشباب عن الكتابة للمسرح لصالح انجذابهم للخوض في أجناس أدبية أخرى ما يؤءدي لحالة من ركود المسرح مقابل تضخم في الانتاج الدرامي التلفزيوني” مؤءكدا ضرورة تشجيع من يمتلكون موهبة الكتابة والتشخيص من الشباب عبر تضافر جهود المؤسسات والمراكز الثقافية ليعود للمسرح ألقه المعهود ودوره التنويري والتربوي.
على حين رأت الكاتبة نبوغ اسعد أن المسرح “تأخر ركبه كثيرا لصالح الدراما التلفزيونية بسبب لجوء المنتج إلى اعمال فنية أكثر رواجا وتحقيق ربح مادي ” ما دفع الشباب لعرض مواهبهم التمثيلية باشكال تتلاءم مع استحواذ التلفزيون.
وقالت أسعد “تتراجع ثقافة الاجناس الادبية قاطبة ومنها المسرح أمام غزو الشبكة العنكبوتية فلا بد من اعادة الحسابات في جدولة البرامج الموجهة للشباب وخاصة من المراكز الثقافية ولا سيما ان هؤلاء في طور التكوين الثقافي ويمكن التاثير على ذاكرتهم الابداعية”.
وتنفي الباحثة ايمان حوراني رئيسة الدائرة الثقافية في المركز الوطني للدراسات والبحوث التوحيدية عزوف الشباب عن المسرح وتعتبره “ظاهرة مغلوطة” ما دام النشاط الثقافي حاضرا وهناك حركة ثقافية قائمة تحدت الحرب الإرهابية على سورية.
وتطالب حوراني الشباب المثقف بالاهتمام بالمسرح وتسخير موهبتهم لهذا الفن “لأنه لا يجوز ان يهمله شبابنا سواء اكان عبر الكتابة ام التمثيل ولا سيما أن المسرح قادر دائما على لعب دور مهم”.
الفنانة الشابة هيفاء حداد تحدثت حول عزوف الشباب عن كتابة المسرح وانصرافهم لكتابة النثر علما بأن أثره “ضعيف ويكاد يكون معدوما نظرا لسهولة كتابته” لذلك اقتصر دورهم على خشبة المسرح في مجال التمثيل فقط علما ان مواهب الشباب حاضرة وخلاقة وقادرة على الابتكار ولكنها تحتاج إلى الشجاعة والاستمرار في التعلم.
---------------------------------------------------------
المصدر: محمدخالد الخضر- ربى شدود - سنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق