تصنيفات مسرحية

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

"أرصفة زقاق": اقترابات مسرحية متعددة

مجلة الفنون المسرحية

"أرصفة زقاق": اقترابات مسرحية متعددة

بالعرض الأدائي الألماني "أرض بلا كلمات"، والذي سبقته محادثة مع الفنان الأميركي مارك ميتشيل في فضاء "دواوين"، انطلق أمس، في بيروت، مهرجان "أرصفة زقاق" في دورته الأولى، بتنظيم من "فرقة زقاق" المسرحية، حيث يتواصل حتى، الثلاثاء، 15 من الشهر الجاري.

يضمّ المهرجان عروضاً مسرحية ولقاءات وورش عمل، وتقديماً لعشرة عروض على منصة "فوكاس لبنان"، التي تسعى إلى التعريف بأعمال قيد التنفيذ؛ خمسة منها مسرحية من بينها عمل مشترك للمخرج السوري وائل علي والكاتبة المسرحية اللبنانية كريستيل خضر وكذلك عروض لمجموعة "كهربا"، إلى جانب أعمال مسرحية لبنانية لـ منى مرعي وحنان الحاج علي ويارا بوناصر، وثلاثة موسيقية وعرضين للرقص المعاصر.

وإن كان المهرجان يقدّم نفسه بوصفه مسرحياً، لكنه أيضاً يضم تجارب في الفنون الأدائية البعيدة عن المسرح بنفس مقدار قربها منه، مثلما هو الحال في تجربة العرض لأثواب الأبدية التي يحيكها الفنان الأميركي مارك ميتشيل في برفورمانس بعنوان "دفن".

كذلك يميل "أرصفة زقاق" إلى المسرح المعاصر بكل طروحاته وأشكاله الجديدة وعلاقته بالواقع السياسي والاجتماعي والنصوص الكلاسيكية، من هنا تأتي استضافة المخرج الألماني توماس أوسترماير المنهمك بإعادة تقديم النصوص الكلاسيكية ضمن علاقتها بالراهن السياسي.

بهذه الخيارات، يحاول مهرجان "زقاق" أن يتميز عن تظاهرات لبنانية أخرى تميل إلى الفنون المعاصرة المفاهيمية، وفقاً للمسرحي جنيد سري الدين، أحد منظمي المهرجان في ردّه على سؤال "العربي الجديد" عن خصوصية الـ "أرصفة".

برنامج المهرجان مكثف ومتنوّع، لكنه يقع في العثرة نفسها التي تقع فيها احتفاليات بيروت الثقافية، وهو غياب التجارب العربية أو ندرتها أمام التجارب الأجنبية، إذ تقتصر المشاركات على تجارب لبنانية وسورية وأوروبية، وحين نسأل سري الدين عن أسباب هذا الغياب، يتبيّن أنه سؤال عن العائق أكثر من الغياب، إذ يلفتنا إلى مسألة التمويل التي تقف حائلاً أمام استضافة تجارب عربية متعدّدة، فالتمويل مرتبط غالباً بمراكز ثقافية أوروبية مثل "المعهد الثقافي الفرنسي" و"معهد غوته" و"المجلس الثقافي البريطاني" ودعم شركات طيران وفنادق ومطاعم، لذلك فإن أول عائق يحدّد الخيارات ويعرقل توسيع التجربة هو التمويل، ما يحيل إلى أسئلة كثيرة عن الدور الثقافي للسفارات العربية التي تبدو شبه ميتة أمام مبادرات المراكز الأوروبية.

المهرجان يكاد يكون التظاهرة المسرحية الوحيدة في بيروت، وقد جاءت فكرته من توحيد جهود فرقة "زقاق" التي توزّعت، في السنوات القليلة الماضية، على قسمين؛ الأول هو "أرصفة زقاق" الذي انطلق في 2013 وفيه ورش وعروض ومحاضرات، والثاني هو منصة "فوكاس لبنان" التي انطلقت العام الماضي وفيها يتم تقديم تجارب مسرحية قيد التنفيذ، والتي وفقاً لـ سري الدين "فتحت على أفراد ومجتمعات صغيرة مهمشة داخل لبنان، لكن المعيار الحقيقي للخيارات لم يكن التعددية الهوياتية بشكل أساسي، بل القيمة الفنية".

-----------------------------------------------
المصدر : بيروت - نوال العلي - العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق