مجلة الفنون المسرحية
فنانو سلطنة عمان يقدمون “رؤيا فلسفية” في قالب مسرحي متنوع
فنانو سلطنة عمان يقدمون “رؤيا فلسفية” في قالب مسرحي متنوع
احتضن مسرح مدرسة مسقط الدولية مساء أمس الأول العرض المسرحي”رؤيا فلسفية” الذي نظمته وزارة التراث والثقافة ممثلة بدائرة المسرح والسينما والفنون التشكيلية ، وتحت رعاية سعادة الشيخ مهنا بن سيف بن حمد المعولي والي بوشر، المسرحية”رؤيا فلسفية” للكاتب محسن النصار وإخراج الدكتور عبدالله شنون وإشراف كل من قاسم بن سالم الريامي وحسنة بنت سيف الحديدية، وتدور أحداثها حول مناقشة الرؤية الفلسفية للإنسان وكيف يمارسها في حياته اليومية متطرقة إلى أحد أمثلة الحياة وهو الأستاذ الجامعي الذي يبذل جهدا كبيرا للخروج بدراسة فلسفية مستفيدا بدراسات السابقين،وبكل سهولة يقوم أحد موظفي الجامعة بسرقة دراسته، ليثور الأستاذ عليه، كاشفا تحايله الذي يمارسه ويصر على تقديمه للعدالة. يأتي هذا العرض المسرحي ضمن ثمانية عروض مسرحية تقيمها الوزارة في مختلف المحافظات لتنفيذ أنشطة وفعاليات تستهدف الشباب، وقد بدأت هذه الخطة منذ السنة الماضية، حيث تم الاشتغال على حلقات مسرحية في العام الماضي. وارتأت وزارة التراث والثقافة في هذا العام الاشتغال على أعمال مسرحية يدرب بها محاضرون من خارج السلطنة لتجويدها تمثيلا وإخراجا. وحول العرض المسرحي تحدث مخرج هذا العمل الدكتور عبدالله بن شنون وقال: المسرح وجد لتنوير العقول والفكر ولقضايا وخدمة المجتمع والحياة العصرية تتمثل الآن في الإنسانية وما قدم بهذا العرض من جمالية في الأداء والحركة وما قدم من سنوغرافية يلامس وجع بداخلنا وهذا هو الترابط. والنص الفلسفي ليس للنخبة والمفكرين فقط، العرض هو للعقل الإنساني ومسرحية “رؤيا فلسفية” تخاطب العقل وليس الوجدان لا يوجد هناك عرض للعواطف وإنما يوجد عرض للعقل.وأضاف تناول هذه النصوص صعبة تحتاج إلى إخراج وإعداد أطول، وأضاف أنا تجرأت في تناولي لهذا النص ولأول مرة في السلطنة يقدم مثل هذه المدرسة الفنية وأستطاع نجوم هذا العمل أن يظهروا هذا العمل بشكل جميل وراقي وأنا راضي كل الرضا وأقدم شكري وتقديري لهم وأشكر كل من ساهم وله دور بهذا العمل المختلف.
كما تحدث الفنان طالب بن محمد وقال: في البداية أحب أن أشكر وزارة التراث والثقافة لهذا الموسم المسرحي الذي شمل تقريبا كل ولايات ومحافظات السلطنة بحضور كبار الاساتذه لتقديم حلقات عمل بهذا المجال الفني المفعم بالجمال.
وأضاف إلى أن هذا النص يحمل ثيمه عمانية أعتقد لما سمعنا أغنية الرأب في العرض المسرحي هو يخص الحدث الأخير للطفل السوري والأحداث الموجودة في الوطن العربي بشكل عام. ويحمل هذا العرض فلسفة أرسطو في زمن معين وفي أيضا فلسفة اليوم أراد مخرج العرض لعمل مزيج وخليط ليوجد فلسفه خاصة به وبالتالي تم تقديم نص ناضج وجميل ومكتمل.
وحول هذه المسرحية تحدثت الفنانة أمينة عبد الرسول وقالت: أنا أتحدث بواقعية النص الفلسفي لفئة معينه من المجتمع.الفلسفة لها أبعاد لا يفهم تفاصيلها إلا القليل.وأضافت نحن للأمانة نحتاج على نصوص بسيطة بحيث يستطيع المتلقي استيعاب ما يطرح على خشبة المسرح.ولكن فوق هذا يبقى النص المسرحي نص مطلوب لكي يرتقي البعض ويحاول أن يصل إلى مرحله متقدمه من الاستيعاب وهذه طبعا نصوص عالمية لها قيمتها.وأبارك للمخرج وطاقم هذا العمل على كل هذا الجمال والرقي والعذوبة.
وتحدث الفنان خميس الرواحي وقال: هذا العرض الفلسفي هو مطلب جميل ومهمة للساحة الفنية واعتقد هذه النصوص تنحصر على فئة معينة من شريحة المجتمع الذي هو بدوره يستطيع أن يستوعب هذا النوع من النصوص.والفلسفة بشكل عام صعب أن تفهم جميع تفاصيلها بذات أذا كنت لا تملك تلك الثقافة والمعرفة.وأضاف أما عن عرض”رؤيا فلسفية” الخلاصة كانت سهله للمتلقي نحن الممثلين والمخرج الدكتور عبدالله شنون حاولنا أن نقدم النص بشكل مبسط وسلس بعيدا عن التعقيد.أما عن فكرة النص تتمحور عن السرقة الأدبية بشكل عام ، وأضاف الرواحي: البعض من الجمهور الحاضر يسأل لماذا لا ينقل هذا العمل من خشبة المسرح إلى شاشة التلفزيون؟ أنا من وجهة نظري أعتقد هذا النص مسرحي صعب أن ينقل على شاشة التلفزيون. هذا النص على خشبة المسرح لا يستغرق أكثر من ساعة بينما على شاشة التلفزيون يحتاج أن نتطرق ونخوض في أشياء أعمق وأكبر.نحن نحتاج إلى التنويع في النصوص لان قضايا المجتمع قضايا متنوعة وهذا طبيعي والتغير مطلوب ومن الجميل أن نبدأ بالجديد، ومع الوقت المجتمع راح يتقبلها بحيث نصنع جمهور جديد متذوق إلى جميع الأعمال المطروحة في الساحة الفنية.
كما تحدثت الممثلة الصاعدة حوراء البلوشية حيث قالت: هذا ليست المشاركة الأولى لي شاركت بعدد من المسرحيات.وما شدني بهذه المسرحية فكرة النص فكرة جديدة وراقية وجميلة تتحدث عن السرقة الأدبية وهذا العرض هو رسالة إلى هذه العقول المريضة على أمل أن تصلهم هذه الرسالة بكل ود ويبقى النص الأدبي حق وملكية للصاحبة.وأحب أن أشكر أسرتي على كل هذا الدعم المستمر لمسيرتي الفنية.
في الإطار ذاته استضافت «التراث والثقافة» المحاضر والمدرب العالمي هشام شكيب من جمهورية فرنسا لإلقاء العديد من حلقات العمل حيث سعت للكشف عن المواهب الشبابية المتميزة وإفساح المجال لها لإظهار إمكانياتها الفنية واكتساب الخبرات اللازمة التي تؤهلها مستقبلا للعمل المحترف في هذا الفن النبيل.يأتي هذا الاهتمام من منطلق حرص وزارة التراث والثقافة على دعم الفنانين وتجميع المواهب العُمانية الشابة التي تمتلك مهارات إبداعية في فن المسرح، والتي تحتاج إلى دعم وصقل للموهبة بالتدريب على أيدي متخصصين في مجال المسرح وتشجيعهم على إبراز طاقاتهم وإبداعاتهم من خلال العديد من البرامج والأنشطة الفنية المختلفة والتي من بينها حلقات العمل الفنية التي تقام في مختلف مجالات الفنون المسرحية.الجدير بالذكر أن العرض المسرحي والحلقة المصاحبة له في مسقط بدأت منذ يوم الثلاثاء الأول من هذا الشهر واختتمت أمس الأول على مسرح كلية التصميم .
------------------------------------------------------
المصدر : خالد بن خليفة السيابي - الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق