تصنيفات مسرحية

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل 12 مسرحية "سارة والغراب الجاهل" تشجع الأطفال على القراءة

مجلة الفنون المسرحية

ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل 12
مسرحية "سارة والغراب الجاهل" تشجع الأطفال على القراءة


عرضت مساء الأحد على خشبة مسرح قصر الثقافة مسرحية "سارة والغراب الجاهل" لمسرح دبي الشعبي تأليف الكاتب العراقي أحمد الماجد وإخراج الفنان الإماراتي محمد سعيد السلطي، تمثيل دلال الياسر، ذيب داوود، حسن التميمي، أشواق، وعلي الحيالي، وعبد الله المهري، وبدر الحكمي، وعلي التركي، والطفلان راسم وفاطمة حمدان، وذلك في الأمسية الرابعة من أماسي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل.

تحكي المسرحية عن فتاة تدعى سارة تركها أبواها مع جدتها، وسافرا في إجازة، وأثناء وجودها هناك كانت تصرف كل وقتها لألعاب "الآي باد"، ومجموعات "الواتساب"، و"الفيس بوك"، وتلاحظ جدتها أنها منهمكة في جهاز التلفون طيلة الوقت، ولا تعينها في أعمال المنزل، ولا تهتم بقراءة الكتب، بينما هي الجدة نشيطة في تدبير أعمال المنزل، وقارئة نهمة، وتستنكر الجدة ذلك على حفيدتها، فتقول لها سارة إن وقتها مشغول مع صديقاتها في مجموعة الواتساب، وهي لا تجيد أعمال المنزل، ولا تحب قراءة الكتب، فهي تصيبها بالملل والكآبة، وتنصحها الجدة بأن تعود نفسها على قراءة الكتب، فهي مفيدة، تنمي العقل، وتوسع المدارك، وتحاول بشتى الوسائل أن تحبب إليها المطالعة، وتقوم بحيلة ذكية حيث تقص عليها قصة، وعند منتصفها تتوقف الجدة، وتقول لسارة التي كانت متلهفة لمعرفة النهاية، إن عليها أن تستكمل القصة بمطالعتها في الكتاب، وتترك لها الكتاب، وتذهب لغرفتها، فتتذمر سارة، لكنها تلتقط الكتاب وتبدأ في القراءة.


تقرأ سارة قصة الغراب والببغاء، فقد كانت هناك شجرة جميلة وارفة الظلال تنعم فيها العصافير والطيور بالراحة، فجاء إليها غراب وببغاء، وأراد كل منهما أن يستولي عليها، ويستأثر بها دون الآخرين، وأصبحا يتنازعان بشكل دائم، ويفسدان حياة الشجرة، وحياة العصافير الذين تأذوا منهم أشد الإيذاء، وبينما كانت سارة تقرأ أصابها النعاس، وحلمت بأنها دخلت الغابة، وجاءت إلى تلك الشجرة، وعندما رأتها العصافير هرعت إليها واستنجدت بها لتنقذها من الغراب والببغاء المتسلّطيْن، وبدأت تبحث مع العصافير عن وسيلة للتخلص منهما، لكنّ الغراب والببغاء أدركا الخطط التي تدبرها سارة مع العصافير، فتركا النزاع واتحدا لمواجهة الخطر الداهم، وفي هذه المرحلة أصبحا شرسين، فكان يهاجمان سارة والعصافير، وأصبحت الحياة بالنسبة لهم لا تطاق، وعجزت سارة عن مساعدتهم، فصارت تهرع إلى جدتها لترشدها إلى الحل، لكنّ الجدة كانت في كل مرة تقول لها الحل في الكتاب، وتسمعها قول المتنبي "وخير جليس في الزمان كتاب"، فتعود إلى الكتاب، وتبدأ في قراءته بحثا عن حل للقصة، لكنها بعد شوط من القراءة لا تجد الحل، وتقف مفكرة، بينما الغراب والببغاء يهاجمانها هي والعصافير، وبعد عدة محاولات، وبعد قراءة جميع القصص التي في الكتاب، يختطف الغراب والببغاء الكتاب، ويبدآن في التأمل فيه، فتقول "سارة على مسمعيْهما، إن الحل هو في صفحة معينة من الكتاب، فيبدآن في البحث عن الصفحة، ويقرآن في الصفحة المذكورة أن هناك ذئبا وثعلبا قادمين سيقتلان الغراب والببغاء، فيصابان بالهلع ويهربان من المكان نهائيا.

عنده تلتف العصافير حول سارة لتشكرها على إنقاذها، وتخبرهم سارة أن ما قرأه الغراب والببغاء في الصفحة المذكورة، لم يكن واردا في قصتهما الأصلية، لكنه من قصة أخرى مشابهة، وأنها تعمدت أن تعطيهما رقم الصفحة والسطر بالتحديد لتوقع بهما، وتمتدح سارة للعصافير الكتاب، وتثني عليه، وعلى ما يمكن أن يصنعه من عقول ثاقبة، ويغنون معا فرحين، وحين تنتهي الأغنية، يتغير المشهد فإذا سارة نائمة في بيت جدتها، على سريرها في بيت جدتها، وقد استيقظت فزعة، وبدأت تنادي جدتها لتهدئها.

قدم أحمد الماجد نصاً محكماً من الناحية الدرامية، ولجأ إلى تقنية الحلم للعبور بالبطلة إلى عالم الحيوانات، وكان موفقا في ذلك، وقد عالج المخرج محمد سعيد السلطي تلك الرؤية الدرامية برشاقة، وأوصل رسالته التي تحث على المطالعة ودور الكتاب في صناعة العقل، بسهولة ودون مطبات.




-----------------------------------------------------
المصدر : الشارقة 24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق