تصنيفات مسرحية

السبت، 31 ديسمبر 2016

انطباعات المسرح الكويتي

مجلة الفنون المسرحية

انطباعات المسرح الكويتي (1)

د. حسن رشيد

مع تعدد الفعاليات المسرحية العربية، ومع احتواء العواصم العربية المختلفة لما نطلق عليه - تجاوزا- الحراك المسرحي، ومع بدء بعض المدن الصغيرة والقرى الدخول في إطار اللعبة، إلاّ أن واقع الأمر مغلف بالضبابية، وهذا عائد في تصوري الخاص إلى أن الرافد الحقيقي للحراك شبه مفقود، من خلال غياب المسرح المدرسي والمسرح الشبابي والجامعي، وأيضا غياب الموسم المسرحي الثابت وهروب الكتاب إلى الدراما التليفزيونية ومغالاة نجوم اللعبة في ثمن اشتراكهم في الأعمال، كما أن الدراما التليفزيونية الأقدر على خلق نجومها.. من هنا، فإن ما أطلقه أحدهم على الفعاليات المسرحية.. المقولة الشهيرة "اسمع جعجعة ولا أرى طحنا" جزء من واقع الحراك.. ولكن هناك بصيصا من الأمل في عدد من العواصم.. مثل مهرجان الكويت، والفعاليات المسرحية في شارقة الثقافة والإبداع والفن بفضل الدعم اللامحدود من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي – الأديب والمفكر – حاكم الشارقة. وما حركات الهيئة العربية للمسرح والانتقال المكاني في بداية كل عام إلاّ تأكيد على اهتمام الآخر بالمسرح.. كما أن مهرجان الكويت في دورته الأخيرة ساهم في إبراز الطاقات الشبابية الخلاقة.. لعل أبرزهم كان النصار الصغير "خالد عبدالعزيز" وتقديمه لمسرحية "مواطن" واللافت للنظر أن معظم الأعمال التي قدمت كان المؤلف/المخرج – المعد/المخرج الظاهرة التي تكررت في عدد من الأعمال، وهنا من وجهة نظري إشكالية أخرى، كما أن الدعم المعنوي كان مفقودا مع الأسف. سوى حضور بعض نجوم اللعبة مثل عبدالرحمن العقل، وطارق العلي، وكان التساؤل: أين هم نجوم اللعبة.. دعما لأبنائهم ولأبناء الحركة.

أعود فأقول.. وأكرر القول: إنه مع كل الانطباعات فإن الحراك يستمر بفضل المخلصين في بعض العواصم.. وإننا مع تعدد الفعاليات والمهرجانات المسرحية العربية، سواء في العواصم أو حتى في بعض المدن والقرى، عبر خريطة الوطن العربي الممتد من الماء إلى الماء، ولكن بعض الفعاليات لها تأثير حقيقي في دفع عجلة المسرح العربي إلى الأمام، فمن بمقدوره أن ينكر مثلا فعاليات مهرجان قرطاج، أو الدور المتميز لإمارة الشارقة بدعم لا محدود من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى – حاكم الشارقة؟.


--------------------------------------------------
المصدر : بوابة الشرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق