مجلة الفنون المسرحية
مسرحية " خريف " وسمو الذات بالفعل الحركي
محسن النصار
مسرحية " خريف " وسمو الذات بالفعل الحركي
محسن النصار
عرضت مسرحية "خريف "في مهرجان المسرح العربي التاسع في الجزائر وعلى المسرح الجهوي عبد القادر علولة ومن اخراج اسماء الهواري وتأليف فاطمة الهوري التي توفيت وهي في عز شبابها بعد معاناة مع مرض السرطان
وقد كانت احداث المسرحية تدور حول أمراة تصاب بمرض السرطان ومن هذه الفكرة انطلق العرض المسرحية نحو اجواء اثارت الدهشة والمتعة والجمالية في الأداء المسرحي للممثلات ففي هذه المسرحية التجريبية التي أعتمدت الحركة أكثر من الحوار، فكانت الروح القوية المقاومة للمرض هي التي تسير الجسد نحو الأداء التمثيلي الجميل نحو مدارات ومعانات إنسانية نابعة
من فعل المواجهة ضد السرطان الآفة التي تحاول القضاء على الحياة فعتمد العرض المسرحية على التجريدية لخلق وسائل تعبيرية، بل لحظات تحقق وجودية المرأة وقوة عزيمتها من خلال هدف معين وهو السخط على الرجل الذي تخلى عنها في هذا الظرف الصعب عندما علم بأصبتها بمرض السرطان وهو يفتك بها وزوجها الرجل يتخلى عنها ويتركها تعاني المرض والألم والفراق
كل هذا تجسد بالحوار ولغة الجسد التي كانت المهيمنة على العرض المسرحي من خلال خلق أشكالية فلسفيةوفكرية وروحية في العرض المسرحي بحيث أصبح وجود الممثلة ومعاناتها لا يكتمل إلا من خلال التعبير الجسدي بالرقص واالموسيقى والأضاءة والديكور البسيط الذي هو عبارة خزانة ملابس فاكانت هي المرتكز نحو بناء الرؤية الأخراجية حيث من خلالها تم انطلاق الفعل المسرحي وبالتالي خلق رؤية اصبح الفعل الحركي هو الأنا آخر، والآخر أنا في نفس الوقت فالتعبير بالجسد والحركات الراقصة وهذا الاندماج بالرقص الذي حققته الممثلة مع ذات أخرى بحيث يظهر الجسد في المسرح عبر تعبير مزدوج جسد الممثل وتلقي الجمهور ,شكل الكل وحدة مجردة لزرع الأمل لقصد تحقيق بناء للروح من خلال التسامي مع الذات من خلال الآخر، كما أن تسامي هذا الآخر لا يكتمل إلا عبرالمنظومة الحركية لتشكل لحظات مثيرة بلغة الجسد وذلك من خلال الارتعاشة الجسدية .
وجاءت سيونوغرافيا العرض المسرحي مدهشة بمكونته من الفضاء المسرحي فالموسيقى والديكور والأكسسوارت والأزياء الحمراء المؤثرة وقطع الملابس المتناثرة كل ذلك اضاف للعرض المسرحي نوع من الحداثة التجردية ..
وأضافت المخرجة أسماء الهوري في عرضها المسرحي " خريف " ابداعية جمالية جعلتنا نسمو بالفعل الحركي نحو افاق جديدة لمرضى السرطان تفتح لهم الأمل بالمستقبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق