مجلة الفنون المسرحية
ظواهر مسرحية عربية تستدعي التساؤل!
سامي عبد الحميد
ظواهر مسرحية عربية تستدعي التساؤل!
سامي عبد الحميد
من منجزات (الهيئة العربية للمسرح) التي يترأسها الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة وهو الكاتب المسرحي المرموق والداعم للحركة المسرحية العربية، اقامة مهرجان مسرحي عربي (وليس دولي!) سنوي يُعقد كل عام في بلد عربي وفي دورته التاسعة التي عُقدت في الجزائر لاحظنا عدداً من الظواهر تستدعينا للتساؤل عن أسبابها ومنها ما يأتي :
أولاً : عادة ما يُقام مهرجان الهيئة العربية في عاصمة البلد المضيف فلا أدري لماذا عُقد هذا العام في مدينتي (وهران) و(مستغانم) وليس في العاصمة الجزائر ، هل لأسباب أمنية أو لأسباب فنية أو لأسباب مالية؟
ثانياً : كتب رسالة المسرح العربي لهذا العام المخرج المسرحي الأردني (حاتم السيد) فلماذا قرأها عنه المخرج والممثل العراقي (عزيز خيون) ولم تعهد قراءتها إلى مخرج أردني؟ ولا ندري أسباب غياب (حاتم السيد) عن حضور المهرجان، هل لأسباب مرضية أم غير ذلك؟ لماذا القاء (عزيز خيون) للرسالة هل سيكسبها جمالاً ؟
ثالثاً : عقدت خلال أيام المهرجان مؤتمرات صحفية عن المسرحيات المشاركة في مسابقة جائزة الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عرض، ولا ندري ما الغرض من عقد مثل هذه المؤتمرات، وهل للتعريف بالمسرحية ، ونتساءل ألا يؤثر ما يقال في هذه المؤتمرات على عقول ومشاعر المتلقين والنقاد او تقلل من متعة التفرج؟
رابعاً: عقدت على هامش المهرجان العديد من الندوات الفكرية والورش والمحاضرات ونتساءل ما فائدة مثل تلك الندوات، وما هي نتائجها ليس في هذا المهرجان، بل حتى في المهرجانات المسرحية العربية – الدولية الأخرى ؟ هل ساهمت فعلاً في تطوير عدد من المهارات؟ هل وضعت توصياتها موضع التطبيق فعلياً ؟
خامساً : معظم المسرحيات التي شاركت في المهرجان، وخصوصاً تلك التي شاركت في المسابقة كتب نصوصها كتّاب جدد أو غير مشهورين، وأخرجها مخرجون جدد أو غير مشهورين، ونتساءل: هل كان ذلك بقصد تشجيع المسرحيين المبتدئين أو الشباب أو لأن انتاجات المنتجين المشهورين ليست بالمستوى الرفيع الذي يستحق المشاركة في هذا المهرجان المسرحي العربي المهم، بل والأهم أم أن الساحة المسرحية العربية قد غاب عنها الجيل القديم وحلَّ محله جيلٌ جديد؟
من بين تسع مسرحيات مشاركة في مسابقة أفضل عرض كان كتّاب نصوص ثلاثة منها عراقيان وهذا ما يدعو إلى الفخر بالطبع ، فالمسرحية العراقية (يا رب) كتب نصها الكاتب المسرحي العراقي الجديد (علي عبد النبي) ويبدو أن النصوص التي كتبها راقت لعدد من المخرجين العرب ومنهم المخرج العراقي (ياسين اسماعيل) الذي أخرج عام 2015 مسرحية (سفينة آدم) ويشغل مؤتمر وكانت (شذى سالم) شقيقة (سها سالم) بطلة تلك المسرحية. ويبدو لي أن نصوص الكاتب (علي) تتميز بالحبكة الرصينة والحوار وبالمضمون الذي يضرب على الوتر الوجداني الحساس للمواطن العراقي والعربي. وكان هذا الكاتب الشاب جريئاً في طروحاته عن مظالم العراقيين وتناوله المقدس بين الدين والعقل على حدِّ تعبير الناقد صميم حسب الله .
وشارك المسرح الكويتي بنص للكاتب الشاب (عبدالأمير شمخي) الذي سبق وشارك في نص قدمته مجموعة من الممثلات التونسيات في مهرجان ببغداد وسبق أيضاً وشاركت فرقة كويتية أخرى بنص آخر لعبدالأمير وتتميز كتاباته بالحرفية العالية وبرسمه الواضح للشخصيات الدرامية وصراعها ، وأذكر هنا أنني أخرجت له نص مسرحيته (الرهن) في فرقة المسرح الفني الحديث والتي أعدها عن رواية فؤاد التكرلي (الوجه الآخر) ببراعة وحقق عرضها نجاحاً باهراً وشارك في التمثيل معظم أعضاء الفرقة وفي مقدمتهم الراحلان (يوسف العاني وخليل شوقي).
-----------------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق