مجلة الفنون المسرحية
المسرح ومشكلاته.. مناقشات قُدّمت خلال جلسة الفنان فاضل خليل في منتدى المسرح
المسرح ومشكلاته.. مناقشات قُدّمت خلال جلسة الفنان فاضل خليل في منتدى المسرح
واحد من اولئك الذين أرسوا قواعد المسرح العراقي، وأسّسوا له، وقد انشأ منهاجه الخاص في هذا المجال، حيث شهد المسرح العراقي في جيله ألقاً ورُقيّاً، لم يكُن ينظر للمسرح كلغة تجارية، بل امتزج به، كان رسالته وثقافته، وكان الوسيلة التي يوصل من خلالها رسالة الشارع العراقي ويحمل من خلاله همومه وهموم الأفراد ومشكلاتهم...
الفنان والمخرج والكاتب المسرحي فاضل خليل، الذي ظهر مع جيل مهم من روّاد المسرح العراقي، ورغم أنه وجد بين أسماء مخيفة وصعبة في مجال المسرح، إلا أنه استطاع بل وأبدع وأجاد في رسم منهجه الخاص، واثبت حضوره المُستثنى.
ابتعد الفنان فاضل خليل مؤخراً عن المشهد المسرحي برمته، ذلك ناتج عن ايمانه بأن "المسرح بلا خبز وسلام محض كذبة وافتراء" ولكنّه ظل متابعاً للواقع المسرحي العراقي، الذي تهاوى بالفترة الأخيرة، ما سبّب خذلاناً كبيراً لكل جمهور المسرح، ولم يكن السبب في تهاوي المسرح هو غياب النصوص الجيدة، أو عدم وجود مؤدين للأعمال المسرحية، فنحن نمتلك الأقلام الممتازة التي تكتب، والوجوه المعروفة ذات التأريخ الكبير، اضافة الى جيل من الشباب القادر على تقديم وتجسيد أعمال جيدة، ولكن أين هي قاعات المسارح في العراق؟. أين هو جمهور المسرح؟ وأين هي الحريات لتقديم ونقل واقع مسرحي رصين.
موضوعات كثيرة نوقشت خلال الجلسة، التي أقيمت في منتدى المسرح والتي كان ضيفها الدكتور فاضل خليل، الذي قدم الكثير من أوراق النقد وعرض الكثير من المشكلات التي تسببت بغياب المسرح العراقي اليوم، ولم يكتفِ خليل بذلك بل قدم أيضاً، حلولاً لتلك المشكلات، ويقول خليل "في السابق كان بإمكانية الفنان العراقي، أن يجعل من النادي الليلي مسرحاً، وذلك لما يقدمه من أداء رصين وموضوعة مهمة، ما جعل من كل موضوعات العراق الواقعية حكاية تقدم وتناقش على خشبة المسرح العراقي".
وأضاف خليل "من المؤسف اليوم، ما نلاحظه في اغلب الموضوعات المقدمة والتي صارت تمثل انعكاس صورة تدهور، وتهاوي المسرح العراقي، فالتراجعات التي نشهدها، ناتجة عن رضا بعض الفنانين على تقديم عروض مبتذلة وتجارية، نحن لانحرم المسرح التجاري، فبالنهاية الفنون المقدمة تحتاج لمردود مادي، ومردودات المسرح ناتجة عن شباك التذاكر، ولكن حين يكون العرض يناسب العائلة العراقية، وموضوعة رصينة وراقية، تناقش مشكلات الشاعر، حتّى وأن كان العرض ساخراً وكوميدياً، فيتوجب أن لا تتدنى الكوميديا الى الابتذال، لقد قدمنا عروضاً ساخرة كثيرة سابقاً، ولكن كانت العائلة العراقية تزور المسرح بقلب مطمئن وتخرج من قاعة العرض راضية بما قدمناه، فالمسرح يعني مراعاة الذوق العام مع حرية التعبير عن الموضوعة المختارة، أما ما يقدم اليوم، فهو ابتذال وتهاوي مع تقييد الحريات".
-----------------------------------------
المصدر : جريدة المدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق