تصنيفات مسرحية

الجمعة، 21 أبريل 2017

دراسة في "عتبات البنيوية التكوينية ونقاط انطلاقها "

مجلة الفنون المسرحية




عتبات البنيوية التكوينية ونقاط انطلاقها
أ.د. عباس محمد رضا البياتي م.م. إيناس كاظم شنباره الجبوري
جامعة بابل/ كلية التربية للعلوم الإنسانية الكلية الإسلامية الجامعة/ بابل
 The Thresholds of the Generative Structuralism And its Rise
Prof. PhD. Abbas Muhammad Ridha Al-Bayati Asst. Lect. Inas Kadim Shinbara Al-Juburi
 The Collective Islamic College/ Babel College of Education for Human Sciences/ University of Babylon
Abstract 
 Goldman was interested in sociology, psychology, and philosophy and he rewrote some ideas to be suitable to his argumentative Marxist ideas. In his (generative structural method), he presents innovative reading to literature and other types of writings. This method depends on revealing the relation between the mental structure for some social group and the total structure that defines the literary work ,accordingly, the literary work is not the outcome of the individual but it is the outcome of the group to which the creative person belong.
الملخص
استلهم غولدمان الأفكار السوسيولوجية والسايكولوجية والفلسفية وعاد صياغتها بما يتناسب وفكره الماركسي الجدلي. أثمرت جهوده في منهج (البنيوية التكوينية) الذي قدّم فيه قراءة جديدة للأعمال الأدبية وغير الأدبية. تقوم على أساس كشف العلاقة بين البنية الذهنية لمجموعة اجتماعية معينة والبنية الكلية الدالة للعمل الأدبي , بوصفها بنية مناظرة للرؤية الفكرية التي وحدّت أفراد الطبقة. وبهذا لا يكون العمل الأدبي من نتاج فرد فاعل وإنما من نتاج جماعة ينتمي إليها المبدع ويعبر عن أفكارها وعواطفها وتطلعاتها وبهذا الطرح تخلص غولدمان من مفهوم الانعكاس الآلي الذي ساد في الأفكار السوسيولوجية السابقة. 
أولا: سيرورة الفكر السوسيولوجي:
ننطلق من هذا الاتجاه بوصفه المرتكز النظري الأساس الذي استند إليه غولدمان() في تأسيس البنيوية التكوينية وتثبيت صرحها النقدي. ومن هذا المنطلق نؤكد أن غولدمان لم يكن أول من أدرك وجود علاقة بين الأدب وواقعه الاجتماعي، بل ثمة محاولات سابقة أدركت وجود علاقة تبادل بين الأدب والمجتمع، ولعل هذه الأفكار تعود جذورها إلى الفكر اليوناني، فأفلاطون ومن جاء بعده نظروا إلى الأدب بأعتباره أنعكاساً للمجتمع( ). وبنى أفلاطون نظريته المشهورة في (المحاكاة) على أساس فلسفته المثالية وتصوره لعالم المُثل وعالم الأشياء، فعمل الأديب يشبه عمل المرآة، وما يقدمه الشاعر هو نقل الظواهر والأشياء الموجودة في المجتمع بطريقة آلية، وجاء من بعده تلميذه أرسطو الذيأعطى (المحاكاة) مفهوماً خاصاً، فالشاعر لا يحاكي الأشياء ومظاهر الطبيعة فحسب بل اتسعت حدودها لتشمل الانطباعات الذهنية وأفعال الناس وعواطفهم( )، ومن ثم ظهرت محاولات أُخرى ارتبطت أفكارها بجيمس رايت 1699، وفيكو 1714، ومدام دي ستايل 1817، واوجست كونت 1857، وغيرهم ممن اعترف بالتداخل بين الأدب والمجتمع( ).
 ولعل المفكر الايطالي جيامبا تسيتا فيكو(1668-1714م) هو أول من قدّم محاولة منظمة لربط الأدب بالواقع الاجتماعي، وذلك في كتابه(مبادئ العلم الجديد)، تناول فيه علاقة الأدب بالمجتمع العشائري الذي كان قائماً أنذاك، رابطاً بين ظهور الدراما ونشأة المدنية والدولة، وبين ظهور الرواية واختراع المطبعة وصناعة الورق( ).
 ومن ثم برزت أفكار دي ستايل(1766-1817) التي ترسخت في كتابها(في الأدب من حيث علاقته بالمؤسسات الاجتماعية)، وهي أول محاولة في فرنسا جمعت بين الأدب والمجتمع في دراسة منهجية( ). قدمت ذلك بقولها:(لقد عزمت على أن أنظر في مدى تأثير الدين والعادات والقوانين في الأدب ومدى تأثير الأدب في الدين والعادات والقوانين)( ).
 وفي نظرها لا يمكن أن يُفهم تاريخ أدب ما ويُدرس الا بإرتباطه بالحالة الاجتماعية والاخلاقية لدى الشعب الذي انتجه]وهنا تقترب كثيراً من النظريات السوسيولوجية الحديثة ولاسيما فكر غولدمان[، كما أدركت أهمية الطبقة الوسطى وأثرها في إنتاج الأدب وازدهاره( ).
على الرغم من أفكار ستايل الناضجة في مجال سوسيولوجيا الأدب الا أنها لم تستطع أن تضع تحديداً دقيقاً لما يقوم به المجتمع والكاتب أو بين المجتمع والكاتب من علاقات( ).
تطورت الأفكار التي تربط الأدب بالمجتمع في كتابات هيبوليث تين (1828-1893) ولا سيما في كتابه (تاريخ الأدب الأنكليزي) الصادر1985 وهذا الأصدار يعدّه علماء السيوسيولوجيا امتداداً لمشروع دي ستايل. 
 يرى تين أن هناك ثلاثة عوامل تؤثر في الأدب وهي الجنس أو العرق أوالنوع والبيئة والزمن. والتفاعل بين هذه العوامل الثلاثة هو مايحدد الظاهرة الأدبية( ).
وخلاصة أفكار تين تتركز في أن((الفن جوهر التاريخ وخلاصته وهو بالضرورة يعبّر عن الحقيقة التأريخية، حقيقة الأنسان في زمن معين ومكان معين. إن الأعمال الفنية وثائق وآثار والأزمان تتركز في الأعمال العظيمة))( )، وبهذا المنطق ليس الأدب نزوة منعزلة من نزوات الشيطان وليس مجرد لعبة من ألعاب الخيال أو وهماً أو هوساً... بل هو عملية انعكاس لعقلية معينة، بمعنى أن الأدب عملية تسجيل لما حدث في الواقع الاجتماعي، فالأدب يحمل حقائق يمكن التحقق منها، والتقصي عنها( ).
 هنا يتفق غولدمان مع تين في عدم كون الادب نزوة ًأو خيالاً. الأدب له واقع خارجي مرتبط بالمجتمع وبنياته وطبقاته، ألا أن الاختلاف يقع في كيفية نقل الواقع الخارجي فإذا كان تين يؤمن بأن نقل الأدب من طريق الانعكاس الآلي لعقلية معينة سجّلت بدقة كل ما يحدث في الواقع فأن غولدمان يؤمن بأن الأدب تسجيل لمجموعة من العقول كوّنت بأفكارها طبقة أو فئة أو جماعة تتعارض مع طبقات أُخرى سائدة في المجتمع. وتحمل هذه الطبقة نسقاً من التفكير يتطابق تماماً مع البنية الفكرية الكامنة في النص الأبداعي الذي انتجه المبدع والذي هو جزء من الجماعة أو الطبقة.
فالأدب في نظر تين من نتاج فرد وفي رأي غولدمان من نتاج جماعة. رغم أفكار (تين) الناضجة التي تسعى الى تطوير رؤية علمية تربط الأدب بالنظم الاجتماعية، الاأنها مع ذلك تعرضت للتجاهل والأهمال ولم تذع خارج فرنسا، في حين صرّح أكثر من ناقد بأن أعمال تين تكشف عن وعيه بالمشكلات النظرية الأساسية التي يواجهها أي تحليل اجتماعي للأدب( ).
اسهمت أفكار تين في تشكيل نظريات جديدة، تمثّل مدخلاً سوسيولوجياً أكثر واقعية ودقة، ففي عام 1848 بزغت جهود شابين ألمانيين لهما نزعات ثورية، وهما كارل ماركس(1818-1883م)وفردريك انجلر(1820-1895)اللذان أسسا في منتصف القرن التاسع عشر(النظرية الماركسية)وهي في الأساس نظرية في الاقتصاد السياسي، اشتهرت بأسم الشيوعية وبأسماء أُخرى منها التفسير المادي للتاريخ، كما أصدر ماركس وانجلر(البيان الشيوعي1848)( ).
وبصورة عامة يتكون الفكر الماركسي من مكونين أساسيين هما المادية الجدلية والمادية التاريخية والأولى هي نظرية فلسفية ماركسية تعدّ العالم كلاً مكوناً من مادة متحركة، وأن الحركة التطورية- في منظور هذه الفلسفة- تتم نتيجة الصراع بين المتناقضات( )، كما تنطلق المادية الجدلية من مسلمة أساسية ترى فيها أن((كل سوسيولوجيا للفكر تقبل بوجود تأثير للحياة الاجتماعية على الأبداع الأدبي ]...[مع الحاحها بصفة خاصة على أهمية العوامل الاقتصادية والعلاقات بين الطبقات الاجتماعية))( )، تبرز هذه الفلسفة بوضوح في أعمال بليخانوف ولوكاش وارنسيت فيشر( ).
 أما المادية التاريخية فهي ((فلسفة تاريخية تستمد عضويتها من منهج ماركسي، على ارتباط أشكال الوعي الاجتماعي بالانتاج المادي الاقتصادي، في إطار الصراعات الطبقية))( ).
 في دراسة الأبداع الأدبي تنطلق المادية التاريخية من مفهوم أساس يتمثّل بـ((كون الأدب والفلسفة هما على صعيدين مختلفين، تعبير عن رؤية للعالم وفي كون هذه الرؤيات للعالم ليست وقائع شخصيّة بل وقائع اجتماعية))( )، تظهر المادية التاريخية بوضوح في أفكار لوسيان غولدمان فقد أسس منهجه البنيوي التكويني على أرض المادية التاريخية التي((أضفت الطابع الجدلي المنظم على كل مصنفاته، وبسببها نجح في أن يكون له هذا المنهج))( ).
والماركسية بشكل عام قدّمت تصورات مهمة عن الأدب ولعل أهم الأفكار تلك التي جمعت في كتاب (حول الأدب والفن 1933) الذي قدّمه ماركس وانجلر، ومن بين الآراء التي ذكرت فيه أن الأدب شأنه شأن أنماط الحياة العقلية الأُخرى، خاضع للقوى الاقتصادية والإيديولوجية وليس لأية قيم فنية جوهرية أومستقلة( ).
كما أولى ماركس فكرة الانعكاس أهمية بالغة فهو يرى أن كل نشاط فني هو انعكاس للعمليات الاجتماعية وبصفة خاصة للمصالح والاهتمامات الطبقية. فالأدب تعبير مباشر عن المصالح الطبقية والصراع الطبقي( ).
 على الرغم من أن ماركس وأنجلز صاغا تحليلهما للأدب في سياق الأسس المادية، فأنهما كانا أكثر انشغالاً بالعوامل الاقتصادية البحتة والدور المهم الذي تلعبه الطبقة الاجتماعية( ).
كما أولى ماركس فكرة الصراع الطبقي أهمية خاصة التي تقوم على أساس أن هناك دائماً في أي مجتمع طبقتين اجتماعيتين أساسيتين، مثلاً في المجتمع الرأسمالي هناك طبقة الرأسماليين أو البرجوازيين وطبقة البروليتاريا ويشترط وجود صراع طبقي بين هاتين الطبقتين بحكم تناقض عملهما. هذا الصراع هو الذي يسير حركة التاريخ الديالكتيكية الجدلية حتى تنتصر في النهاية وبشكل حتمي طبقة العمال(البروليتاريا) وهي الطبقة الكادحة، ومن الطبيعي أن يولد فن جديد يضع طبقة العمال في المركز( ).
ولفكرة الصراع الطبقي خصوصاً والأفكار الفلسفية الأخرى التي قدّمها ماركس حضورٌ واسعٌ في فكر غولدمان التكويني، ولهذا استحقت وقفة، لأنها في حقيقة الأمر تشكّل قاعدة نظرية أساسية اعانت غولدمان في تأسيس البنيوية التكوينية، إذ إن((النظرية الماركسية ومنهجها الديالكتيكي ومفاهيمها الأجرائية تبدو واضحة الورود في عمل غولدمان ككل.وهو نفسه يؤكد ذلك، تقريباً عبر جميع كتبه، ما يدين به لهذه الفلسفة، ويكفي للبرهنة على ذلك أن يؤكد أن المفهوم المركزي في عمل غولدمان أي مفهوم (الرؤية للعالم).. تم استقاؤه من كتاب ماركس (العائلة المقدسة) هذا فضلاً عن مفاهيم أخرى كالبنية التحتية والبنية الفوقية والوعي والتشيؤ والكلية...الخ، فالنسق الفلسفي الماركسي حاضر بكل كثاقته اذن في نتاج غولدمان))( )، كما أنه((اقتبس مقولة(الوعي الممكن) من عبارة لماركس ذكرها في كتابه(العائلة المقدسة) ركزَ فيها على التمييز الضروري بين الوعي الفردي للعامل والوعي الطبقي للبروليتاريا))( ).
ولهذا تعد النظرية الماركسية احدى أهم المرتكزات التي استند إليها غولدمان في تأسيس منهجه.
 تمتد سيرورة الفكر السوسيولوجي حتى نصل في مطلع القرن العشرين إلى نظرية سوسيولوجية تأسست على يد بليخانوف الذي تكونت لديه نظرية ماركسية حقيقية عن الأدب، وهو ينظر إلى الأدب في علاقته غير المنفصلة عن حياة المجتمع وفي خلفية العناصر التاريخية والاجتماعية التي تؤثر في الأديب، كما رفض فكرة تفسير الأدب بكونه كياناً مستقلاً ومنعزلاً، فالأدب هو ظاهرة اجتماعية( ).
يتصور بليخانوف أن علم الجمال المادي يتحرك على أرضية التاريخ وصراع الطبقات، ويدرس تبدل الأذواق والمثل العليا والتصورات الجمالية عبر التطور الاجتماعي، فالفنون مرتبطة بالمجتمع تعكس وتعبّر عن السمات النوعية لفئة اجتماعية معينة في زمان معين، وتتعلق شتى البنى الفوقية الايديولوجية- ما يهمنا هنا الأدب- في التحليل الاخير، بالشروط الاقتصادية وعلاقات الانتاج( ).
فضلاً عن جهود بليخانوف في حقل سوسيولوجيا الأدب والتي أثّرت على غولدمان في تأسيس مشروعه الا أن المفكر الهنغاري جورج لوكاش (1885-1970) يحتل أعلى منصة في مجال الاهتمام بالحقل السوسيولوجي إذ استطاع أن يؤسس منهجاً للتحليل النقدي اعتماداً على فكرة التوازي بين النماذج الجمالية للعمل الفني والبناءات الاقتصادية المعاصرة للمجتمع، ومن هنا يمكن عدّه أوّل من بادر لخلق نمط جديد للبحث السوسيولوجي في النقد الأدبي( ).
أقام لوكاش أفكاره الفلسفية متاثراً بفلسفة كانت وهيغل وماركس ونتيجة للجهد الفلسفي الذي قدّمه عُدّ لوكاش أهم مفكر فلسفي بعد ماركس وأهم فيلسوف في النصف الأول من القرن العشرين.
وأهم مفكر أثر في غولدمان الذي اكتشفه مصادفة عام 1944 ويعد غولدمان هذا الأكتشاف دفة الخلاص، إذ خلصته من الشعور باليأس والإحباط الذي يراوده ويكاد يسيطر عليه، كما نجّاه من أخطار الهمجية النازية والدغوماتية الستالينية المهيمنتين( ).
كشف غولدمان كتب لوكاش المنسية وأعجب بكتبه الثلاثة الروح والأشكال 1900، ونظرية الرواية 1920، والتاريخ والوعي الطبقي 1923، استقى منها بعض مقولاته الأساسية التي شكّلت أعمدة بناء منهجه البنيوي التكويني، ولعل أهم المرتكزات الغولدمانية المستوحاة من الفكر اللوكاشي تكمن في مفهوم (النظرية الشمولية)( )، و(الوعي الممكن)( )، و(التشيُّؤ)( )، كما أعجب بالنظرة المأساوية التي قدّمها لوكاش في كتابه (الروح والأشكال) طوّرها غولدمان وأضاف إليها أفكاراً جديدة مطبقاً ذلك على المجتمع الفرنسي في القرن السابع عشر( ).
على الرغم من أن غولدمان يعد لوكاش أهم قاعدة استند إليها في بلورة أفكاره وتأسيس مشروعه النقدي الا أنه خالفه في مواضع عدة نذكرها بالآتي:
1ــــ يرى لوكاش أن ((الأدب يعكس الواقع الاجتماعي - الاقتصادي لكنه يرفض فكرة أن ثمة علاقة حتمية واضحة بين الأثنين، ويحاول أن يبرهن على أن أعظم الآثار الأدبية لا تعتمد فحسب انتاج الايديولوجيات السائدة في عصرها بل تجسد في شكلها نقداً لهذه الايديولوجيات))( )، في هذا الموقف ينحى غولدمان عن استاذه لوكاش وعن الفكر الديالكتيكي الذي((يقول بالهيمنة للعوامل المادية(الاقتصادية) على مجموع الحياة الإنسانية، أن البنية التحتية لها دون شك أهمية مؤكدة في تشكيل تصورات أفكار الإنسان ولكن هذا لا يلغي أهمية العوامل الايديولوجية(الأفكار والمعتقدات) فالديالكتيكية حسب غولدمان تعني التفاعل بين البنيتين التحتية والفوقية))( ).
2ــــ يفترق غولدمان عن لوكاش بكون الأخير((يعتمد أساساً على التحليل النظري والتأليف بين الأفكار في حين أن جولدمان وأن بدا فيلسوفاً الا أنه انتهى باحثاً في علم الاجتماع، يستخدم المناهج والأدوات المعتادة في العلوم الاجتماعية))( ).
3ـــأهم ما يميز غولدمان عن استاذه لوكاش هو((التوغل في التحليل البنيوي لمنجزات الخلق الثقافي، من زاوية تشكّلها ودلالاتها. ومن هذه الزاوية فهو يمثّل تطويراً جدلياً لمفهوم الأبنية العقلية الهيجلية التي استغلها لوكاش في أعماله المبكرة وخاصة في كتابيه نظرية الرواية1916 والتاريخ والوعي الطبقي1923))( ).
4ــــلم يعط غولدمان أهمية للواقعية الاشتراكية أو الواقعية النقدية شأن لوكاش. كما أهتم غولدمان بكتّاب وفنانين كان يتحسس منهم لوكاش أمثال بودلير وجان بياجيه وسان جون بيرس وشاغال ومالرو وباسكال وراسين وغيرهم( ).
من خلال الانطلاقة السابقة التي عرضت فيها سيرورة الفكر السوسيولوجي بدءً من أفلاطون وانتهاءً بلوكاش يتضح أن غولدمان لم يقدّم مشروعاً بكراً بكل مقولاته وأفكاره، بل ما جاء به غولدمان يُعد منهجاً انصهرت في بوتقته مقولات سوسيولوجية وأفكار فلسفية سابقة عليه فضلاً عمّا جاء به من أفكار جديدة انفرد بها ليشق طريقاً جديداً في سوسيولوجيا الآداب يختلف عن الأفكار السوسيولوجية السابقة في طرح العلاقة القائمة بين الأدب والواقع، فقد تخلص غولدمان من فكرة الانعكاس الآلي ونظر إلى الأدب بوصفه تعبيراً عن رؤية للعالم لدى طبقة اجتماعية معينة، فالعلاقة لا تتم بين محتوى الأعمال الأدبية ومحتوى الحياة الواقعية، بل بين البنية الذهنية لمجموعة اجتماعية معينة والبنية الكلية الدالة للعمل الفني( )، ليشكّل في نهاية المطاف منهجاً متناسقاً ومكتملاً نظرياً واجرائياً مناسباً لروح العصر ومتماشياً مع مستجدات الثقافة الفرنسية خصوصاً والغربية عموماً التي حدثت في القرن العشرين.
فلم يعد العمل الفني في طروحات غولدمان مجرد انعكاس للوعي الجماعي وحده، ولم تعد العلاقة الأساسية على مستوى المضمون وحده، ولكن على مستوى التماثل البنائي، وبهذا أصبحت الأعمال الأدبية تطويراً للنزعات الممكنة للوعي( ).

ثانيا: المنهج السايكولوجي وأثره في غولدمان:
فضلاً عن الأساس الفلسفي الذي اتكأ عليه غولدمان في تأسيس مشروعه نجد البنيوية التكوينية تمتد جذورها وتتفرع أصولها وتتداخل مع أفكار سايكولوجية تتمثل بطروحات فرويد وجان بياجيه.
أثّر التحليل النفسي الفرويدي على غولدمان، فثمة فكر متقارب بين الأثنين، فرويد هو أيضاً يشدّد على الجانب الاقتصادي، وأن التاريخ البشري محكومٌ إلى الآن بالحاجة إلى العمل، فـ((فرويد وليس ماركس هو من قال أن حافز المجتمع البشري هو في نهاية المطاف حافز اقتصادي))( )، فالجانب الاقتصادي له دور كبير في تشكّل اللاوعي الفردي، والحاجة إلى العمل والمال هو ما يسبب العُقد والأمراض النفسية والكبت وقد تسهم هذه الأمراض بطريقة لاواعية بإنتاج الأدب.
يشدّد غولدمان بالاستناد إلى أصوله الماركسية على أهمية الجانب الاقتصادي في حياة الناس عموماً فـ((الطبقات التي يربط بينها أساس اقتصادي تتمتع إلى يومنا هذا بأهمية أساسية في الحياة الايديولوجية للناس، فقط لأنهم مضطرون لتكريس أكبر جزء من أهتماماتهم ونشاطاتهم لضمان وجودهم، أو عندما يتصل الأمر بطبقات مسيطرة، للجفاظ على امتيازاتهم، وإدارة ثرواتهم ومضاعفتها))( )، كما أكّد غولدمان تحديداً على الفكرة القائلة أن((القيم الفكرية الحقيقة لا تنفصل عن الواقع الاقتصادي-الاجتماعي بل، بالعكس تتكئ عليه))( ).
كما تجتمع أفكار التحليل النفسي والمنهج البنيوي التكويني في أنهما((يدمجان الموضوع المدروس في كلية نسبية تسمى البنية وهذه البنية ليست قارة ولكنها تندرج ضمن سيرورة تكوّن وليس بالإمكان فهمها وتفسيرها الّا انطلاقاًمن هذه السيرورة))( ).
على الرغم من وجود نقاط توافق تجمع أفكار التحليل النفسي مع المنهج البنيوي التكويني الا أنها تبقى على مستوى السطح فحسب، أما على مستوى العمق فكل اتجاه تحكمه مبادئ معرفية أو وظيفية، وأن المنهجين يتميزان تميزأً جذرياً ويصلان إلى درجة من التعارض الحاد في بعض الأفكار( ).
وعلى سبيل المثال يذهب فكر غولدمان بعيداً عن أفكار التحليل النفسي الفرويدي في معارضة مفهوم الذات. فيرى غولدمان أن((الخطأ الأكبر في أغلب دراسات علم النفس هي في معالجة الفرد في أغلب الأحيان كذات مطلقة واعتبار الأشخاص الآخرين بالنسبة إليه فقط كموضوع لفكره وعمله))( )، يرد على هذه الأفكار بكل بساطة بأنها مفاهيم خاطئة وتظهر عدم دقتها مع أبسط مراقبة تجريبية، إذ لا يوجد تقريباً فعل واحد إنساني يقوم به فرد منعزل. فذات الفعل الإنساني مجموعة هي(النحن)( ).
 خلاصة فكرة غولدمان أن التشديد لا يكون على الفرد بوصفه حقيقة مطلقة متوحدة بل على أساس علاقة الفرد بغيره، التشديد يكون على الذات الجماعية التي يتحقق بينها وبين موضوعها وحدة جدلية من ناحية، وتنطوي على علاقة بذوات مماثلة من ناحية أُخرى، فتتشكّل نتيجة لذلك ذات جماعية أعم من مستوى الفرد، وهو ما يعنيه غولدمان(الطبقة) أو المجموعة الاجتماعية أو الفئة... وهي ليس من صنع فرد بل جماعة( ).
 ولهذا تنبهت الأفكار الغولدمانية إلى مقولة المستقبل التي تعتبر غائبة في الفكر الفرويدي، ذلك أن مستقبل الفرد في هذا التصور ينتهي بعد موته، والحال أن قيم الجماعة لها امتداد في الماضي واستمرار في المستقبل حسب التصور الديالكتيكي( ).
 ومن زاوية أُخرى فأن التحليل النفسي حين يقودنا إلى (اللاوعي) إنما يقودنا إلى منطقة (مائعة) يصعب تحديدها أو تثبيتها بالمعنى التجريبي، ولذلك ظلت مستعصية على مبدأ التحقق من الصحة، يضاف إلى ذلك أن التحليل النفسي يقودنا خارج العمل الأدبي منذ اللحظة الأولى، من دون أن يتوقف عند العمل لينظر البنية الذاتية، أنه لا ينظر الى العمل بعدّه بنية متأصلة بل على أنه(عرضٌ) يشير مباشرة الى لاوعي الكاتب، فيتحول العمل الأدبي الى تعبير فردي على مستوى اللاوعي، أنه يتحول الى وثيقة غير أدبية بالضرورة، يتعامل معها التحليل النفسي باعتبارها إشباعاً مصعداً لرغبة في(تملك موضوع) وجماعاً من المونتاجات النفسية الفردية، أو تمثيلاً اميناً أو مشوهاً لعدد بعينه من حقائق اللاوعي، على عكس ذلك تشدد البنيوية التكوينية على الخاصية الأدبية والجمالية لبنية العمل الأدبي( ).
 وفضلاً عن فرويد استلهم غولدمان من فكر جان بياجه، ونجد ذلك تحديداً في استعمال غولدمان لمصطلح(البنيوية التكوينية) بقوله: ((استعرناه، علاوة على ذلك، من جان بياجه))( ).
على المستوى الابستيمولوجي التكويني يؤكد بياجه أن السلوك النفسي المحرك لكل فرد، يكمن في علاقاته مع الوسط المحتضن، وقد قسم جان بياجه تأثير هذه العلاقات إلى سيرورتين متكاملتين:استيعاب الوسط لطرق التفكير والفعل عند الذات، وتكيف هذه الطرق مع بنية العالم المحتضن.فنظرية الذكاء عند بياجه تنتهي إلى ايلاء الاعتبار لخاصية التفاعل بين الفرد ومحيطه، وهو نفس ما ذهب إليه غولدمان حين أكّد على الخاصية الدالة لسلوك الذات الجماعية وعلاقة هذا السلوك بالوسط الاجتماعي( ).
ثالثا: البنيوية الشكلية والبنيوية التكوينية(التوافق والاختلاف):
عرفت البنيوية التكوينية بتداخلها مع أفكار فلسفية ونقدية وسايكولوجية سابقة عليها، فمن جانب تأثر غولدمان بهيجل وماركس ولوكاش واستلهامه مقولات سايكولوجية نجده أيضاً يتأثر بمقولات البنيوية الشكلية حتى قيل((الواقعيون الماركسيون بعد ان ناصبوا البنيوية العداء نجدهم اليوم يحاولون استثمار البنيوية وأدواتها ويتجهون بها اتجاهاً فلسفياً، تحظى باهتمام الكثير نذكر منهم غولدمان ويوري لوتمان وما شابهمامن النقاد))( ).
ولعل من بين المفاهيم المشتركة بين الماركسيين ولاسيما غولدمان- والبنيويين أن((الأفراد ليسوا أحراراً فيما يفعلون لأنهم جزء لا يتجزأ من النظام الاجتماعي))( ).
كما يكشف الفحص النقدي المتأني أن كلتيهما التكوينية والشكلية يتقاسمان فكرة واحدة مفادها البحث عن أنساق تراها البنيوية الشكلية في بنية اللغة ذاتها، وتجدها البنيوية التكوينية ثاوية في البنية الذهنية للطبقة الاجتماعية التي انتجت النص عبر مبدعها، وأن أول ما يظهر في النص من أنساق كلية، إنما هو يناظر أنساق تلك البنية الذهنية( ).
 كما شددت البنيوية التكوينية في تحليلها للنصوص على بنية العمل الداخلية وهذا ما يسميه غولدمان المرحلة الأولى من التحليل ويطلق عليه (مرحلة الفهم)( )، هذه المرحلة تمثّل الحقيقة الكبرى والخطوة الأساس لقراءة أي نص أدبي أوغير أدبي على وفق المنهج البنيوي الشكلي التي تنظر إلى النص على أنه((بنية تكتفي بذاتها ولا تتطلب لادراكها اللجوء إلى أي من العناصر الغريبة عن طبيعتها، ]...[، تغتني بلعبة التحولات نفسها، دون أن تتعدى حدودها أو أن تستعين بعناصر خارجية))( ).
 ومن هنا تفترق البنيوية التكوينية عن الشكلية بكونها لاتقف عند الحدود اللغوية للنص المدروس بل يؤكد غولدمان ضرورة الانتقال من مرحلة الفهم وهي(الدراسة اللغوية وكشف النسق) إلى (مرحلة التفسير) التي يتم فيها الربط بين البنية الدالة الكامنة في النص وبين احدى البنيات الفكرية المتصارعة في الواقع الثقافي للمجتمع، وهذه المرحلة هي التي تؤكد انتماء منهجه إلى سوسيولوجيا الأدب( ).
من ناحية أخرى يشدد أصحاب البنيوية الشكلية على معالجة البنى الموضوعية الكامنة في النص ويهملون مقولة الفاعل، كأن البنى هي التي تخلق الأحداث التاريخية، فاكتفوا بالنتيجة من دون ربطها بالسبب، وهذا عند غولدمان خطأ كبير يضيع فرصة فهم النص من وجهه نظر اجتماعية وتاريخية، إذ يجب أن يكون خلف كل جملة من النص فاعل لا يجوز نسيانه والإغفال عن دوره؛ لأن الفاعل(الإنسان) هو المحرك الوحيد للتاريخ، ولهذا فالبنيوية التكوينية بنيوية تواصلية تنظر الى النص على أنه نتاج اجتماعي أما الشكلية فهي بنيوية مستقلة( ).
ولهذا لم تواجه البنيوية التكوينية ردود أفعال جارحة ومعارضة عنيفة شأن البنيوية الشكلية؛لأن الأولى وضعت في حساباتها مقولة التاريخ والإنسان والمجتمع والنص، فازداد عدد متبنيها وكثر أنصارها، بينما الثانية أهملت التاريخ وعزلت المؤلف عن نصه فضيقت حدود عملها وصنعت بذلك نهايتها بنفسها، حتى جاء غولدمان ولملم شتاتها وأقام على أنقاضها مشروعه الفلسفي النقدي عبر سيرورة من الفكر المتواصل أثمرت جهوده في(البنيوية التكوينية).


رابعاً: سيرورة الفكر الغولدماني وأسباب التشكل:
تأسست البنيوية التكوينية انطلاقاً من جهود المفكر والناقد والفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي لوسيان غولدمان الذي قدم أولى أفكاره عام1947 حين صاغ مسلمة لن يغيرها، وأسس عليها منهجه، تلك المقولة التي تنطلق من المادية التاريخية التي يرى فيها أن((العنصر الأساس في دراسة الإبداع الأدبي يكمن في كون الأدب والفلسفة، على صعيدين مختلفين، تعبيرين عن رؤية للعالم، وأن رؤى العالم ليست أحداثاً فردية، بل أحداثاًجماعية))( ).
لم يتوقف غولدمان عند هذه المقولة بل اتسعت أفكاره حتى استطاع أن يبلورها في عام 1948 في كتابه(المجموعة الإنسانية والكون عند كانط)، محاولاً تجريب منهجه الدياليكتيكي()على النسق الفلسفي الكانطي.
ويقدّم غولدمان خلاصة لهذا الكتاب بقوله:((لايمكن أن يفهم كانط بشكل موضوعي إلاّ إذا ربطنا فلسفته ببنيتها الاجتماعية التحتية، وهذه البنية التحتية نفسها، لايمكن أن تفهم بوضوح، الّا إذا ربطناها بفكر هذا الفيلسوف، فالدياليكتيك يتيح لنا إمكانية رصد علاقات التأثير والتأثر. بين عمل كانط وبين الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تشرحه))( ).
 أعاد غولدمان صياغة أفكاره بشكل نظري عام1950 من خلال المقال الذي نشره في مجلة(الأزمنة الحديثة) وأعيد نشره عام1958 في كتاب بعنوان(أبحاث جدلية) تحت عنوان(المادية الدياليكتيكية وتاريخ الأدب)( )، الذي صدر بعد كتابه (الإله الخفي) بسنتين، ويعد كتابه الأخير من أهم الكتب، إذ كان مشروع اطروحة الدكتوراه في الأدب قدّمها بعنوان(الإله الخفي، دراسة للرؤية المأساوية في نظرات باسكال ومسرح راسين))()، والفكرة الكبرى التي يحملها الكتاب يقدمها غولدمان بقوله:((إن الأعمال الإنسانية تشكل دائماً بنيات دلالية شاملة ذات طابع علمي، ونظري انفعالي في آن معاً، وأن هذه البنيات لا يمكن أن تُدرس بطريقة وضعية، أي أن تشرح وتفهم، الّا من منظور عملي قائم على قبول مجموعة من القيم))( ).
 ويعد كتابه(الإله الخفي) تطبيقاً لمنهجه النقدي وفيه ابحاثٌ مهمة، اختلف المختصون بالحقل الذي ينتمي إليه الكتاب، فمنهم من جعله((مرجعاً هاماً في مجال النقد الاجتماعي))( )، وسجله عالم الاجتماع الفرنسي جورج جيريفنتش في مراجعه الموسوعية بأنه ((مرجع في اجتماع المعرفة))( )، ومنهم من عدّه ((كتاباً فلسفياً خالصاً))( )، وآخرون يرونه((مرجعاً في علم الاجتماع الأدبي))( )، ويتابع يوسف الانطاكي( ) ومحمد سبيلا( ) هذا الرأي.
ومنهم من جمع بين الأدب والفلسفة كما فعل جمال شحيّد بقوله((انه أول بحث ماركسي حول الأدب والفلسفة حاول فيه غولدمان فهم العمل الأدبي والفلسفي بواسطة البنية الذهنية الجماعة))( )، ولا يلبث حتى يُغير رأيه فينسب(الإله الخفي) إلى حقل المنهج النقدي الحديث بقوله)): وعندما طبع كتاب الإله الخفي سنة 1956 أثار ضجة كبيرة إذ إنه كان أول عمل رائد في مجال النقد الحديث في فرنسا))( ).
ولعل العودة الى كتاب غولدمان (الإله الخفي) والبحث عن الحاضنة التي ينتمي إليها أمرٌ ضروري، بعد قراءة الكتاب وجدت أنه يشمل على أربعة أقسام. القسم الأول منه صرّح المؤلف في السطر الأول أن هذا العمل ((يدخل في اطار عمل فلسفي في مجمله))( ).
 أما القسم الثاني من الكتاب فيدخل في خاضنة علم الاجتماع إذ يعنونه غولدمان بـ((رؤى العالم والطبقات الاجتماعية))، يتناول فيه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعصر( ).
 أما القسم الثالث والرابع من الكتاب فقد خصصهما غولدمان لتطبيق منهجه النقدي على نصوص أدبية تعلق الأول بخواطر باسكال والثاني بمسرح راسين( ).
ويتجلى بوضوح التنوع المعرفي الذي شكّل ميزة واضحة في كتاب (الإله الخفي) خصوصاً والمشروع الغولدماني بصورة عامة فهو يتجول بين الفلسفة والسوسيولوجيا وعلم الاجتماع والنقد، والذي يؤكد ذلك النصوص التي خضعت لفرضيات غولدمان فهي متنوعة تقع بين الفلسفة:(كانط)، واليتولوجيا:(باسكال)، والسوسيولوجيا:(دوركايم وفيبر وجيرفتش بالاخص)، والمسرح:(راسين وكورني وسارتر وكومبرويز وجوتيه)، والرواية:(مالرو وماري بليز وناتالي ساروت والان بروب)، والشعر:(بيرس وبودلير)، والسينما:(صربيه)، والاخراج:(بلانشون) والرسم:(شاجال)( ).
 تعدد المتون تدل على سعة المنهج ومرونه آلياته التحليلية، والجدير بالذكر أن غولدمان لم تقف فرضياته على ما قدّمه في كتابه(الإله الخفي) والكتب التي سبقته، بل أكمل مشروعه وطوّر أفكاره، وفي عام 1964 أصدر كتابه(من أجل سوسيولوجيا الرواية)، وبعدها أصدر آخر كتابين عام1970 (البنيات الذهنية والابداع الثقافي)، و(الماركسية والعلوم الإنسانية).
 وعلى الرغم من أن الأفكار الغولدمانية المتعلقة بتأسيس البنيوية التكوينية جاءت ممتدة من 1952 إلى 1970 فأن((الأساس النظري لغولدمان وكذلك المفاهيم الاجرائية التي ترتبط به، ظل ثابتاً في معظم كتاباته))( )، وظل دائماً((يصدر عن منهجه الديالكتيكي الماركسي))( ).
في هذه السيرورة من الفكر الممتد تبلور لدى غولدمان منهج نقدي فلسفي ضخم اطلق عليه(البنيوية التكوينية)()، وثمة أسباب اسهمت وأرضية هيأت لها، وقدأختلف النقاد في عرض وجهات النظر وذكر الأسباب التي دفعت غولدمان إلى تأسيس منهجه النقدي، نذكر منها ماقدّمه يون باسكاوي في مقال نشره بعنوان(البنيوية التكوينية ولوسيان غولدمان)، وذكر فيه أن((البنيوية التكوينية التي تتضمن رؤية جدلية تسعى إلى تجاوز بعض حدود البنيوية- كانت مرفوضة ومنتقصة من طرف البنيويين المتعارف عليهم))( )، وعلى هذا الرأي جاء غولدمان ليسد الثغرات ويتجاوز النقص الوارد في البنيوية سعياً منه إلى تقديم منهج يعالج الأخطاء التي وقعت فيها البنيوية.
 ويتابع هذا الرأي عدد كبير من النقاد العرب نذكر منهم نجيب العوفي في كتابه(درجة الوعي في الكتابة) إذ يقول: ))البنيوية الشكلية عجزت عن السيطرة على النص وجوهر الواقع في آن، باعتباره العلائق العضوية بين الطرفين))( ).
كما ابراهيم خليل أن البنيوية التكوينية تمثل محاولة لإخفاء الثقوب التي تعرضت لها البنيوية الشكلية، فـ((حاول بعض النقاد الماركسيين ترقيع البنيوية بإخفاء ما في ردائها من ثقوب. فإن كان قد أخذ عليها إقصاء التاريخ وإهمال البعد الاجتماعي للنص الأدبي فإن البنيوية التكوينية التي تنسب إلى الناقد الروماني لوسيان غولدمان تسعى إلى تلافي هذا النقص وسداد هذه الثغرة))( ).
 ومن المتابعين لهذا الرأي عبد الوهاب شعلان، فهو يرى أن ((البنيوية التكوينية تقابل الشكلية من حيث إنها تسعى إلى تدارك النقص النظري والاجرائي الذي تعاني منه الأخيرة، والذي كان مجالاً لانتقادات كثيرة من قبل مفكرين ونقاد وباحثين، يأخذون عليها معاداتها للتاريخ والإنسان والذات الفاعلة، وتنكرها للمعنى، وإعلاء سلطة النظام والنسق والبنية والعلاقة على حساب المضمون والموقف الإنساني، أراد غولدمان ـــ إذن ــــ أن يطوّع التحليل الجدلي لعملية البنيوية من ناحية، وأن يعيد هذه الأخيرة إلى حضيرة المعنى من ناحية أخرى))( ).
ويتابع محمد عزام ذلك الرأي بقوله:((عندما اقتصرت البنيوية الشكلية على تحليل النص وحده، دون الرجوع إلى مراجعه النفسية لدى مبدعه، أو ظروفه الاجتماعية، وجدت نفسها أمام الباب المسدود، بسبب هذه الانغلاقية، فحاولت البحث عن مسارب جديدة تخلّصها من مأزقها هذا، فوجدت من البنيوية التكوينية(أو التوليدية) بغيتها))( )، ولهذا فأن مشروع البنيوية التكوينية حقق هدفين معاً أنقذ البنيوية الشكلية من انغلاقها على النص كما انقذ المنهج الاجتماعي من ايديولوجيته التي تُقيّم الأدب من وجهه نظرها هي فحسب( ).
يقدم عبد العزيز حمود رأياً آخر يرى فيه أن البنيوية التكوينية تمثّل محاولة للخروج من المأزق الذي وقع فيه الماركسيون إذ وقع أصحابه في مأزق أكثر خطورة وتعقيداً، فالبنيويون الماركسيون وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه. لقد تبنوا النموذج البنيوي اللغوي الذي يقوم على تأكيد استقلالية بنية النص، وفي الوقت نفسه فإن التزامهم الماركسي يفرض عليهم تأكيد العلاقة بين النص بوصفه نسقا والانساق الأخرى غير الأدبية التي تؤثر في تشكيل الثقافة. استطاع غولدمان أن يخرج من هذا المأزق بتقديم مفهوم(البنية النظيرة) الذي ينظر إلى بنية النص الأدبي باعتبارها بنية مناظرة لبنية خارجية، وهي البنية الفكرية والثقافية للشريحة الاجتماعية( ).
ومن بين هذه الأراء نسجل وجهه نظر أحمد يوسف في كتابه(القراءة النسقية سلطة البنية ووهم المحايثة) يرى:((أن البنيوية التكوينية محاولة للتخلص من القيود التي استشعر بها الماركسيون فكان لابد من ادماج التفكير الاجتماعي بما فيه النقد الماركسي داخل الفكر النسقي، وخصوصاً أن الماركسية على وجه التحديد وجدت نفسها مقيّدة ضمن سياج عقائدي مغلق، ولقد استشعرت المدرسة النقدية لجماعة فرانكفورت مأزق الجدلية المادية، وخاص كل من هوركهايمر وادرنو وهابرماس معركة ضد انغلاقها من خلال الوقوف على ماركس الشاب وأدبيات التشيؤ في كتابات جورج لوكاش ومن الطبيعي أن يرث لوسيان غولدمان هذا الأرث الغني بالطرح الفكري والنقدي))( ).  ويقدم عبد الملك مرتاض رأياً مماثلاً فهو يرى في:((البنيوية التكوينية تهجيناً واضحاً للهيكل البنيوي بالروح الاجتماعية أو محاولة لانقاذ البنيوية والاجتماعية جميعاً بالافادة من أفضل ما فيها من مبادئ التأصيل المضموني في الثانية والتأصيل الشكلي في الأولى، تم تأسيس نظرية نقدية على انقاض من ذلك))( ).
 تكاد تتفق الآراء السابقة أو تقترب من مسلمة تأخذ البنيوية التكوينية فيها دور المنقذ، حين حافظت على الجهود النقدية الفرنسية المتمثلة بالبنيوية الشكلية وصرحها الشامخ، وبعد أن استشعر عدد من النقاد والمفكرين أن هذا الصرح قرب من الانهيار سعى غولدمان إلى ترقيعها ومعالجة ثقوبها بمقولات جديدة تضمن للبنيوية البقاء وهي ترتدي ثوبها الماركسي الجديد.
ونسجل رأياً مغايراً تماماً لما ذكر، يجدر الوقوف عليه والتمعن به؛ لأنه ينقل القارئ إلى زاوية بعيدة عن وجهة نظر الباحثين والنقاد، وقد تكمن في هذه الزاوية الحقيقة الكبرى التي وجبت على البنيوية التكوينية أن تتأسس وبهذه الشاكلة، ينسب هذا الرأي إلى(ايان كريب) الذي يجزم بأن الماركسية البنيوية ترتبط جوانبها المعرفية بالجانب السياسي المتمثل في الدعوة الى تغيير العالم، وأن جل أفكارها ومقولاتها تتمحور حول السياسة وتنفيذ خططها، ويجدها احياناً تسعى إلى ((وضع خطة سياسية لايصال الطبقة العاملة إلى سدة الحكم أمّا ممثل تلك الطبقة العاملة فهو الحزب الشيوعي، حامل تلك المعرفة، ومهندس التحرك السياسي))( ).
ولنأخذ على سبيل المثال مقولة(الكليةأو الشمولية) التي طرحها لوكاش وأكدها غولدمان من بعده، بل ذهب إلى أبعد من ذلك فأفتتح كتابه(الإله الخفي) بقوله:((إن كل حقيقة ـــ جزئية لاتأخذ مدلولها الحقيقي الا من خلال مكانها في الكل))( )، فالمعرفة الحقة هي معرفة الكل وليس أجزاء منه، تمثّل هذه المقولةأهم(مقولة في النظرية الماركسية) وهي مفهوم سياسي بحت مرتبط بالتطور الرأسمالي، ذلك أن الرأسمالية هي ذاتها نسق ينحو نحو الكلية أو الشمولية فهي تمتلك آلية التوسع الذاتي، بحيث تشمل العالم بأسره في نهاية المطاف( ).
وكذلك مفهوم التشؤ الذي طرحه ماركس ومن بعده لوكاش وغولدمان وحقيقته فكراً يحوّل البشر إلى أشياء يمكن أن تُباع وتُشترى، كأنها دمى، فيصبح العالم عالم أشياء. ولهذه المفاهيم خلفيات سياسية( )، نصل من خلال قراءة أفكار الباحث الى أن تشكّل النظريات والمفاهيم وحتى المناهج بيد السلطة أو في خدمة العملية السياسية الكبرى.
ومن الباحثين العرب المتابعين لهذا الرأي محمود عودة في معرض حديثه عمّا اصطلحه بـ(الماركسية البنيوية) التي((تميل إلى مواصلة الاهتمام بدراسة وفهم النظام الرأسمالي ككل وباكتشاف استراتيجيات لتغيير هذا النظام وتحويله إلى نظام اجتماعي اشتراكي يستطيع أن يستجيب للاحتياجات الإنسانية، ومع الاعتراف بوجود الكثير من الاختلافات بين هذه القطاعات الراديكالية لكنها أختلافات سياسية، أو بمعنى أدق أختلافات حول القضايا السياسية والنظرية أكثر منها أختلاف حول الرؤية الماركسية الأساسية التي تمثل بشكل أو بأخر قاسماً مشتركاً بينهم جميعاً))( ).
ويقدم جان دوفينيو رأياً مغايراً لما ذُكر، وذلك في مقال نشره بعنوان(غولدمان رؤية للعالم)، يرى أن((الفلسفة الفرنسية كانت قد حققت تلك الثورة الثقافية التي انتشلتها من الغباوة القائمة على العقلانية، ]...[، لقد كانت الفلسفة أكثر استعداداً لتقبل مبدأ(رؤية العالم) لانها كانت على خبر من ذلك))( )، فالثورة الفرنسية هيأت الارض الخصبة وفتحت الباب أمام أفكار غولدمان لترى النور، يتابع هذا الرأي من النقاد العرب ميجان الرويلي وسعد البازعي بقولهما أن((مزاوجة غولدمان بين الماركسية والبنيوية مثالاً أخر على التكيفات الكثيرة والأساسية أحياناً التي دخلها النقد الماركسي استجابة لمتغيرات الثقافة الغربية، ليس في الفكر والنقد فحسب بل وفي الحياة السياسية والاجتماعية عموماً، ولعل في طليعة هذه المتغيرات طبيعة المجتمع الرأسمالي نفسه الذي دخلته الماركسية ناقدة، فلم تلبث أن استجابت لتعقيداته واغتنت بموروثه الحضاري))( )، وعلى رأي الرويلي والبازعي تكون البنيوية التكوينية استجابة طبيعية للمتغيرات والثورة الثقافية التي حدثت في فرنسا فشملت جميع مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والنقدية.
وهناك من النقاد العرب من يرى أن البنيوية التكوينية جاءت لتكون ((حلاً وسطاً بين المناهج النقدية السياقية التي تفسر الأدب استناداً على خارج النص، والمنهج البنيوي الذي يغلق النص على نفسه، فمحاولة غولدمان تهدف الى تكوين نظرية ذات موقف يقع مابين الاتجاهات التقليدية التي تنظر إلى الأدب بوصفه وثيقة يمكن من خلالها رؤية الواقع الاجتماعي المعاش، والاتجاهات الأخرى مثل الشكلانية والبنيوية التي ترى الأدب بوصفه بنية مكتفية بذاتها، ولا يمكن فهمها في ضوء الخارج))( ).
وقريب من هذه الآراء قدّم حميد لحمداني مقولته التي يرى فيها أن غولدمان انتقذ المنهجين((البنيوي الشكلاني والتحليل السيكولوجي الفرويدي، من حيث إن الأول يرفض الدلالة الاجتماعية للأدب وان الثاني يقف عند حدود التفسير الفردي))( )، فأراد منهجاً يكون جسراً ممتداً للمقولات والأفكار الصائبة المنتقية من المنهجين، وإذا بالبنيوية التكوينية((تعد جسراً بين علم الاجتماع والبنائية المعاصرة عندما تقول بضرورة تحليل بنية العمل الروائي الداخلية وانها ايضاً تمد جسراً آخر بين علم الاجتماع وعلم النفس عندما لا تنفي تدخل عامل اللاوعي الفردي في بناء العالم الروائي والابداعي بشكل عام))( ).
ويتفرد جمال شحيّد برأيه إذ يرى: أن الظروف التي مر بها غولدمان وهروبه من باريس إلى تولوز وسجنه وصراعه مع النازية، ولم يتخلص من هذا الّا بفضل توسط جان بياجيه افرجت عنه قوات الاحتلال وعينه بياجيه بعد ذلك مُدرساً ومساعداً له في أبحاثه، فأصبح على علاقة قريبة جداً من بياجيه وتقاربت أفكارهما، كل هذا دفع غولدمان إلى التفكير بإمكانية أجراء تقارب بين الفكر الماركسي الذي كان يأخذ به وبين النظرية التكوينية للمعرفة حسب بياجيه( )، على رأي شحيد يكون بياجيه هو من هيأ لغولدمان أرضاً ثقافية جمع فيها الماركسية والسايكولوجية ونتيجه لهذا ولدت البنيوية التكوينية.
 ونحن نرى أن البنيوية التكوينية تمثّل ولادة عسيرة لمرحلة حرجة واقعة بين البنيوية المنغلقة وما بعد البنيوية المنفتحة، إذ أن البنيوية تمثّل قمة الانغلاق وحضور تام للاسيجة والحدود والقيود على جميع الأصعدة النقدية والثقافية والسياسية والأبداعية، وما بعد البنيوية التي تدعو الى تحطيم تام للأسيجة والحدود والتخلص من القيود وتؤكد على التداخل والترابط والمزج، هذه الدعوة تشمل جميع الأصعدة الثقافية والسياسية والنقدية.
 استشعر غولدمان أن الانغلاق لا يؤول إلى نتيجة فسعى الى تأسيس مشروع البنيوية التكوينية، ولم تكن هذه الخطوة قائمة على استبدال منهج بمنهج، وإنما ايجاد البديل الايجابي لقراءة النصوص والوصول إلى نتائج تساير متغيرات الثقافة الغربية إذ إنه على وعي تام بتحول الفكر الغربي من العقلانية إلى الجدلية، وكانت نتيجة لهذا التحول أن أثمرت جهوده في تأسيس مشروع نقدي يمثل حلقة بين قمة الانغلاق(البنيوية) وقمة الانفتاح(ما بعد البنيوية)، حتى أرى أن أفكار غولدمان عموماً تمثّل البذور الأولى التي مهدت لولادة مرحلة تحول كبرى في تاريخ الفكر الغربي عموماً، وفي الحقل النقدي خصوصاً، إذ أن منهجه البنيوي التكويني الذي يمد جذوره ويقتبس مقولاته من مناهج متنوعه فلسفية واجتماعية وسايكولوجية، تمثّل أول منهج يؤمن بالتنوع الفكري والتداخل والترابط المنهجي. إن افكاره منسجمة مع وعي ما بعد البنيوية التي أعلن عنها رسمياً جاك دريدا عام1966 بعد أن أعلن انحسار البنيوية وإحلال مرحلة ما بعدها( )، في هذا العام وما سبقه بقليل نجد فكر غولدمان في أوج نشاطه، فأفكاره ومقولاته فضلاً عن منهجه شكّلت جميعاً أولى العتبات وأهمها في ولادة مرحلة استوعبت ثقافة العصر ومستجداته الفكرية والثقافية وتم توظيفها نقديا.

خامسا:حدود العمل الغولدماني وأدواته:
تجمع البنيوية التكوينية مفردتان متناقضتان هما(البناء)و(التكوين)، فقد يشير المصطلح المركب لأول وهلة مفارقة؛ لأن الأول منه يتضمن نظاماً مغلقاً ثابتاً، بينما الثاني يتضمن نظاماً مفتوحاً متغيراً، أي أنه مصطلح يجمع بين الاستاتيكي والديناميكي ويثار القلق كثيراً من الشق الأول منه وهو(البنيوية)؛ لأنها أسيرة مدارها اللغوي المغلق، بينما الثانية حليفة محيطها الاجتماعي( )، فكيف استطاع غولدمان أن يوفق بين البنيوية والتكوين ويربطهما معاً لاقامة مشروع متناقض تماماً للمشروع البنيوي الشكلي.
يجدر أولاً الوقوف على لفظ(البنية) التي اشتقت منها البنيوية، لكون هذا اللفظ أخذ أبعاداً كثيرة في النقد الحديث، فالبنية في استعمالها البنيوي الشكلي مختلف عن استعمالها في البنيوية التكوينية، وللتمييز بين الإثنيين نجد الأولى((تركزعلى البنية من حيث هي ساكنة وغير متحركة في الزمان والمكان، وكأنها منعزلة عن السياق التاريخي والاجتماعي الثقافي الذي نشأت فيه، أما البنية في المذهب الايديولوجي(المتمثل هنا بالبنيوية التكوينية)، فلا تفهم بحد ذاتها خارج حدود الزمان والمكان، وإنما من خلال تطورها وتحركها وتفاعلها وتنافرها داخل وضع محدد زمانياً ومكانياً))( ).
 أسس غولدمان بنيوية ماركسية ليست ساكنة أوثابتة بل متفاعلة ومتحركة ومتطورة، على الرغم أنه يبدي عدم ارتياحه من مفهوم (البنية) عموماً ويجد حرجاً في لفظها إذ أنها((مع الأسف، ذات رنين سكوني، مما يجعلها غير دقيقة دقة صارمة، وذلك لأننا نصادف في الحياة الاجتماعية الواقعية بنيات قليلة بل بالأحرى نصادف عمليات لتشكيل البنيات، عمليات يمكن وضعها في علاقة مع البنيات الذهنية الخاصة لا بالأفراد بل بالمجموعات والطبقات))( ).
 ولهذا تختلف وجهة نظر غولدمان عن سابقه بياجيه في مفهوم(البنية) إذ يرى الثاني أن البنية توجد عندما تتمثل العناصر المجتمعة في كل شامل، اما غولدمان فلا يقتصرمفهوم البنية على المظهر الثابت؛ لأنه يعتبر عمليات التوازن أبنية نشطة يتعين على الباحث أن يرصدها من خلال تحركاتها( ).
تخلص غولدمان من مفهوم البنية لديه من حيث ساكنة ومنعزلة وقدّم بنيوية جديدة مقرونة بصفة التكوين.
 التكوين في الاصطلاحالغولدماني لا يتضمن أي بعد زمني يعيد الشيء المدروس إلى تاريخ ولادته ونشأته، فالبعد الزمني في هذا الشأن ثانوي جداً( )، فالتكوين هنا أو التوليد كما يصطلحه بعضهم ينطلق من الكيفية التي تتكوّن أو تتولد بها الأبنية العقلية على المستوى التاريخي، أي التشديد يكون على العلاقة بين رؤية العالم والأوضاع التاريخية التي تولدها أو تكونها( ).
والبنيوية التكوينية ككل منهج علمي متحرك، ليست في تصور غولدمان مفتاحاً لكل شيء، بل هي منهجٌ للعمل يتطلب أبحاثاً تجريبية طويلة( )، أفادت من مختلف العلوم الإنسانية، وقدّمت تصوراً علمياً للحياة الإنسانية قائماً على أساس فكرة مفادها أن((كل سلوك إنساني وكل فكر يعتبران محاولة لتقديم جواب دال على وضعية محددة يعيشها أفراد فئة اجتماعية معينة، بشكل يجعلهم يصطدمون بنفس المشاكل والعوائق ويحملون المثالات والمطامع، كما أن هذا السلوك من جهة ثانية يعتبر محاولة لخلق توازن بين الذات الفاعلة والموضوع المفعول))( ).
فالتوازن أحد أهم المبادئ التي انطلقت منها البنيوية التكوينية، ولعل الهدف الأساس الذي عدّه غولدمان محور المقاربات التي أنجزها في ضوء هذا المنهج هو((تفكيك بنيات البنى القديمة وتركيب كليات جديدة قادرة على ايجاد ضروب من التوازن تستطيع الاستجابة للمتطلبات الجديدة للجماعات الاجتماعية التي تعدها))( )، كما أن التوازن لا يتحقق الّا في ضوء العلاقة المتبادلة بين الذات الفاعلة والموضوع المفعول، وهذا أهم ما يميز البنيوية التكوينية من حيث تشديدها على الذات وليس الموضوع فقط، فعلى مستوى الأدب لا ينظر إلى النص بمعزل عن المؤلف، بل ينظر إلى النص بوصفه بنية، وهذه البنية نتاج لذات تاريخية مجاوزة الفرد، وينظر إلى هذا النتاج باعتباره مؤدياً لوظيفة دالة بالنسبة لهذه الذات التاريخية المنتجة له( ).
وحقيقة الاعمال الأدبية – ولاسيما العظيمة منها- تمثّل شبكة معقدة ومنظومة ملتحمة تؤلف بنية متكاملة، لا تخلخل بين أجزاءها، ومن أجل تحليلها على وفق البنيوية التكوينية يجب أن تضع في الحسبان أن منهج غولدمان يتخطى الأجابات الجاهزة والنوايا المعلنة، والبحث المباشر إنما يكون البحث على وفق مجموعة من الأجراءات استحدثها غولدمان تهتم في عملها على العلاقات القائمة بين النتاج الأدبي والمجموعة الإنسانية التي ولّدت النتاج، هذه العلاقات لا تتعلق بمضمون الحياة الاجتماعية والأبداع الأدبي، وإنما بالبنيات الذهنية التي هي ظواهر اجتماعية لا فردية، ومن أجل كشف هذه البنية يشترط غولدمان البحث البنيوي. ذلك أن الفرد الذي يعبّر عن الطبقة الاجتماعية وعن رؤيتها للعالم إنما يتصرف انطلاقاً من هذه البنيات الذهنية التي تسود المجموعة التي يعبّر عنها( ).
ولهذا يتم أولاً كشف نسق التفكير أو(رؤية العالم) التي تربط أعضاء الجماعة وتوحدهم في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية متشابهة، وتمثّل هذه الرؤية إلى العالم مركز الجمالية الكامنة في بنية النص عبر نظامه اللغوي وفي نظامه الطبقي الأجتماعي والثقافي والاقتصادي ايضاً، ونستدل على ذلك بقول يمنى العيد((يذهب النقدالبنيوي، المستند إلى الأسس الماركسية، أبعد من ذلك، فيرى إلى هذه الجمالية في نظام((systeme البنية نفسها للنص الشعري- أي في ما يحكم التركيب فيها من تكرار يفجر المعاني]...[ ويرى إلى هذه الجمالية في المفردات المعجمية وفي الحروف والأصوات وفي ما يولده كل ذلك من(رؤية) ليست بمعزل عن الرؤية التي تحكم اتجاهاً أدبياً في مرحلة تاريخية معينة، والتي هي بالتالي على علاقة بظروف هذه المرحلة وبالواقع الاجتماعي والتاريخي هذا))( ).
وعلى الرغم من أهمية الكشف عن رؤية العالم الا أنها تمثّل أولى مراحل البحث تلحق بها مرحلة البحث عن النسق الكلي أو المقومات الأساسية التي تعطي العمل الأدبي وحدته وتماسكه، أو بنيته الدلالية، وفي سبيل الوصول إلى هذه البنية يشترط غولدمان الدراسة الداخلية للعمل من دون إضافة شيء من الخارج، ويسمي غولدمان هذه المرحلة(عملية الفهم)، وأهم ما يميز المنهج الغولدماني هو عدم وقوفه على الدراسة اللغوية للنص بل يتجاوزها الى مرحلة ثالثة يكمن فيها ربط البنية الدلالية (التي كُشفت من النص) من جهة ورؤى العالم وفق منظور الطبقات(التي كُشفت من الطبقة) من جهة ثانية. ويطلق غولدمان على هذه المرحلة(عملية الشرح).
التمس غولدمان خطوات عمله في شرح فلسفة كانط وفي تحليل خواطر باسكال ومسرح راسين ويستدل بذلك على سبيل المثال في تحليل أي خاطرة لباسكال قائلاً:((إذا أردت أن أشرح خاطرة لباسكال توجبت عليّ الرجوع إلى جميع خواطره وفهمها، ولكن ينبغي أن أشرح نشأتها، وعندها اضطر إلى الرجوع إلى الحركة الجانسينية، واستطيع أن أفهم الجانسينية بربطها بطبقة نبلاء الرداء، وهذا دواليك))( ).
 وهذه حقيقة الفكر الديالكتيكي الذي ظل غولدمان يصدر عنه في مجمل كتاباته، والديالكتيك يؤكد بصفة عامة أن الفكر لا يتقدم في خط مستقيم الا إذا انطلق من الجزء إلى الكل ومن الكل إلى الجزء أي الا إذا أدرج في محيطه المحتضن ويتم النظر إليه في علاقته به( ).
وضع غولدمان الأعمدة الأساسية للبنيوية التكوينية متأثراً بالفكر الديالكتيكي، واستطاع أن يمد جسور التواصل بين أفكاره النظرية والتطبيقية، وكان ذلك عبر مجموعة من الأدوات الأجرائية، وهذه حقيقة كل منهج لا يمكن أن يحقق مقصديته الّا ضمن إطار من المفاهيم الاجرائية المنسجمة مع طبيعة المنهج وحدوده، وحقيقة البنيوية التكوينية- كما بينا سابقاً- خاضت صراعاً متقفاً احياناً ومتعارضاً احياناً أُخرى مع مناهج سابقة عليها كالمنهج البنيوي الشكلي، والمنهج السايكولوجي والمنهج السوسيولوجي الوضعي التقليدي كان ذلك كافياً لتأسيس جهاز مفاهيمي متكامل( ).
يقدم غولدمان مجموعة من الأدوات الإجرائية نستطيع من خلالها قراءة أي نص وفق البنيوية التكوينية ندرجها بالآتي:
1- رؤية العالم.
2- البنية الدالة.
3- الوعي الممكن والوعي الفعلي.
4- الفهم والتفسير.
5- التماسك والانسجام.
6- النزعة الشمولية.
جعل غولدمان من أفكاره ومقولاته وأدواته الاجرائية منهجاً نقدياً، ومفتاحاً لقراءة النصوص، و((مشروعاً مفتوحاً قابلاً للنقد والإضافات))( )، حظي مشروعه باهتمام عدد كبير من النقاد الكبار والتلاميذ وساروا على خطاه ونذكر أبرزهم جال لينهارت وجاك دوبوا وميشيل زيرافا وميخائيل باختين وجان بياجيه وغيرهم( ).
أما في ساحة النقد العربي، فقد ترجمت أعمال غولدمان وحظيت باهتمام واسع، وطُبق منهجه على نصوص إبداعية عربية ولاسيما الروائية منها().
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه غولدمان الّا أنه لم ينج من الانتقادات، فقد تعرضت بعض أفكاره إلى رد فعل سلبي، ومن بين تلك الانتقادات نأخذ القول الذي يرى أن((البنيوية التكوينية بفهمها الخاص لمقولة الشكل استمرت في الاهتمام بالمدلول محيلة بذلك مستوى الدال الى درجة ثانوية. وهذا هو جوهر الانتقاد الذي وجهته لها البنيوية التي وقعت بدورها، وان بشكل اخر، في نفس المأزق بتهميشها لمستوى المدلول))( )، وعلى الرغم من أنه يؤكد أن عمله ليس الا درجة أولى من الشكلنة وعلى أن تخصصه يفرض عليه فقط استخلاص البنية الدالة للأعمال الأدبية الميثيولوجية، ويعتقد بعضهم أن أعنف أنتقاد تعرض له غولدمان كان من قبل سيرج دويروفسكي في مؤلفه((لماذا النقد الجديد)) الصادرعام 1966( ).
ومن الانتقادات الأخرى نجد رولان بارت يقف بين مقولتين الأولى((يعترف له بفضل محاولة الربط بنوع من الحدس الخصوصي، بين شكل(التراجيديا) ومضمون(رؤية الطبقة السياسية)، فأنه مع ذلك يعد التفسير المعطى تفسير غير مكتمل، وينتهي باتهامه تبني ((حتمية متنكرة))( ).وهذا حقيقة المقولة الثانية.
 وفي موقف آخر يرى بارت أن مقولة غولدمان التي يعلن فيها((أن الفرد المتميز أو الأستثنائي هو القادر على التعبير بالرؤية الكونية عن أقصى وعي ممكن لطبقته))، يسخر بارت من هذه المقولة بقوله:أن المذهب الوضعي هو الوحيد الذي مايزال يعتقد بوجود ربات الشعر(شياطين الشعر)( ).
 ويستعجل آخرون بوصف محاولات غولدمان بربط بنية النص الداخلية بالبنيات الاجتماعية بأنها نزعة اجتماعية مبتذلة( ).
 ونجد جاك دوبوا على الرغم من اعجابه بالمنهج الغولدماني الّا أنه يجد عيوباً فيه يحصرها بقوله: ((عيب على غولدمان اختزال الأدب إلى رسوم بيانية وموضوعات يستطيع أي فيلسوف أن يصدر عنها))( ).
وننقل ايضاً ما يراه جورج بين ستراي إذ يرى ((أن غولدمان لم يقدم سوى تراث قديم بصيغة حديثة وهذا التراث ماهو الا خليط من البنيوية والوجودية والظاهراتية ورطانة التحليل النفسي))( ).
 ومن النقاد العرب نجد من انتقد بعض مقولات غولدمان نذكر منهم وائل سيد عبد الرحيم الذي يرى أن ((البنيوية التكوينية ليست اتجاهاً مكتملاً تماماً بعد، وإنما هي اتجاه ما يزال بحاجة إلى الكثير من العمل والتطوير))( ).
كما يعيب حميد لحمداني على غولدمان الكيفية التي حلل بها أعمال(مالرو)الروائية بقوله:((أننا سنلاحظ اهتداء غولدمان بحدسه الخاص، عندما شرع في دراسة أعمال(مالرو) الروائية، إذ نراه ينتقل بين النصوص بدون خطة واضحة حتى أن القارئ لا يستطيع اطلاقاً أن يتعرف إلى المقاييس التي تتحكم في اسلوب اكتشاف الناقد للبنيات الدالة في العمل))( ).
 يستشعر لحمداني أن غولدمان افتقد خطوات التحليل وأدواته التي وضعها ليهدي القارئ إلى منهجه البنيوي التكويني وإذا به يضل الطريق.
اما نحن فنسجل مآخذاً على البنيوية التكوينية التي قدّمها غولدمان بشقين: الأول نظري اتضح فيه أفكار المنهج ويمكن وصفه((بالشق الناضج)) لرصانته وتكامل افكاره، ويقابله الشق الثاني وهو الاجرائي ويعد المختبر الذي يبين نجاح الشق الأول، وإذا بالخلل والتردد يلزم غولدمان في بعض المواضيع – واستشف ذلك تحديداً في كتابه(الإله الخفي) الذي عدّه الباحثون من أنجح المحاولات التي قدّمها غولدمان لاختيار أفكاره النظرية()، وعلى سبيل المثال نسجل لغولدمان مخالفته الترتيب المُتّبع في قسم باسكال وراسين، ففي الأول يبدأ بسيرته الذاتية ثم فهم بنية الخواطر وتفسيرها، أما راسين فيبدأ بفهم المسرحيات وتفسيرها ومن ثم ملحق لسيرته الذاتية( ).
 أضف إلى ذلك أنه صرّح في عدة مواضع من كتابه صعوبة تحقيق ما يطمح الوصول إليه، كما يقف متردداً في تطبيق بعض المقولات التي شرّعها نظرياً، ومثال ذلك في مرحلة البحث عن رؤية العالم يبدأ بكشف البناء التحتي للينسينية أي كشف رؤية العالم للطبقة يصرّح بذلك قائلاً: ((حالياً، ليس بوسعنا سوى عرض الوضع الحالي لإعداد أداة بحث نرى أنها، وإن كانت ناقصة، تقدم مساعدة قيّمة لدراسة الفكر والأدبين الفرنسي والالماني في القرن السابع عشر والثامن عشر))( )، وبعد شروعه بذكر الأحداث في محاولة كشف الفكر في تلك الحقبة ينتهي قائلاً: ((بالطبع، لم تكن هذه الأحداث كلها كثيرة العدد بما فيه الكفاية، ولاسيما أننا لا نملك التأكيد على أنها أمثلة كافية لاقامة نظرية تتعلق بالبنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية للينسينية في القرن السابع عشر))( ).
 ومن الأمثلة المشابهة لذلك قوله في مرحلة فهم أعمال باسكال في الفصل الثامن المعنون بـ((الإنسان: معنى حياته)) يفتتحه بقوله: ((يعد هذا الفصل البيرغرافي الذي نتناول فيه أعمال باسكال واحداً من الفصول التي ترددنا طويلاً في كتابتها. ومع ذلك سيكون من الصعب، إذ لم يكن من المستحيل أن نضمن له دقة علمية جديدة بهذا الاسم))( ).
على أن ما ذكرته ليس طعناً بمنهجيته، بل هي ثمة مواضع تفرض على القارئ الوقوف عليها وعلى المؤسس -غولدمان- ان يحيطها بعناية ودقة، ألا أن قراءته لنصوص باسكال وراسين تمثل محاولة قّيمة حظيت بإعجاب الكثير ونالت حظاً وافراً ولا تزال مهيمنة في الساحة النقدية.


المصادر والمراجع
/. د. ابراهيم خليل، النقد الادبي الحدبث من المحاكاة الى التفكيك، دار الميسرة، ط2، الاردن -2007
/. احمد يوسف، القراءة النسقية –وهم البنية وسلطة المحايثة، الدار العربية للعلوم – منشورات الاختلاف، ط 1، الجزائر، بيروت - لبنان، 2007.
/. أ. كيبيدي فارغا، النظرية والنص، ترجمة منذر عياشي، عالم الكتب الحديثة الاردن-2013
/. ايان كريب، النظرية الاجتماعية من بارسونز الى هابرماس، ترجمة محسن حسين غلوم، سلسلة عالم المعرفة، الكويت العدد244ـ1999
/. تيري ايغلتون، في نظرية الادب، ترجمة ثائر ديب’ دار المدى، ط1-2006
/. جابر عصفور، نظريات معاصرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998
/. جان بياجيه، البنيوية، ترجمة عارف متيمتة وبشير الوبري، منشورات عوينات، ط4بيروت 1985
/. جمال شحيد، في البنيوية التركيبية _ دراسة في منهج لوسيان غولدمان، دار ابن رشد للطباعة، ط1-1982
/. جورج بليخانوف، الفن والتطور المادي للتاريخ، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، ط1 بيروت-1977
/. جون هال ووليام وآخرون، مقالات ضد البنيوية، ترجمة ابراهيم خليل، عمان ط1-1986
/. حكمت الخطيب(يمنى العيد)، في معرفة النص دراسات في النقد الادبي، منشورات دار الافاق الجديدة ط2 -بيروت، 1984
/. حميد لحمداني، النقد الروائي والايديولوجيا- من سوسيولوجيا الرواية الى سوسيولوجيا النص الروائي، المركز الثقافي العربي –ط1 بيروت، 1990
/ د. حيدر فاضل عباس، البنيوية التكوينية في النقد الادبي الحديث (اطروحة) اشراف:أ.د.نجم عبد الله كاظم، جامعة بغداد- كلية الاداب 2012
/. رامان سلدن، النظرية الادبية المعاصرة، ترجمة جابر عصفور، دار قباء للنشر – القاهرة -1998
/. روبير اسكاربيه، سوسيولوجيا الادب، ترجمة: امال انوان، عويدات للنشر
/. سعيد علوش، معجم المصطلحات الادبية المعاصرة، دار الكتاب اللبناني، ط1، بيروت -1985
/. السيد يسين، التحليل الاجتماعي للادب، مكتبة مدبولي، ط3القاهرة، 1991
/. شكري عزيز ماضي، في نظرية الادب، دار المنتخب العربي، ط1، لبنان -1993
/. صالح سلمان عبد العظيم، سوسيولوجيا الرواية السياسية – يوسف القعيد نوذجا، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998
/. د. صلاح فضل، منهج الواقعية في الابداع الادبي، دار المعارف، ط2-1980
/. طائع حداوي، النص والمفهوم، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ط 1بيروت، -2010
/. عاطف احمد فؤاد، علم اجتماع الادب، دار المعرفة الجامعية 1966
/. عبد العزيز حمودة، المرايا المحدبة – من البنيوية الى الى التفكيك، سلسلة عالم المعرفة ن الكويت، العدد232-1978
/. عبد الملك مرتاض، تحليل الخطاب السردي –معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية (زقاق المدق)، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1995
/. عبد الوهاب شعلان، من البنية الى السياق_ دراسات في سوسيولوجيا النص الروائي، مكتبة الاداب ط1– القاهرة، 2007
/. عبد الوهاب شعلان، المنهج الاجتماعي وتحولاته من سلطة الايديولوجيا الى النص المؤدلج، عالم الكتب الحديثة، ط1، الاردن -2008
/. عمار علي حسن، النص والسلطة والمجتمع –القيم السياسية في الرواية العربية، دار شرقيات للنشر، ط1
/. قصي الحسين، السوسيولوجيا والادب، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، ط1
/. ك.م.نيوتن، نظرية الادب في القرن العشرين، ترجمة عيسى علي، عين للدراسات والبحوث الاجتماعية، 1996
/. لوسيان غولدمان، مقدمات في سوسيولوجيا الرواية، ترجمة بدر الدين عردوكي، دارالحوار، ط1-1993
/. لوسيان غولدمان وآخرون، البنيوية التكوينية والنقد الادبي، ترجمة محمد سبلا، مؤسسة الابحاث العربية، ط2-1986
/.لوسيان غولدمان، الاله الخفي، ترجمة زبيدة القاضي، الهية العامة السورية للكتاب، ط1- دمشق-2010
/. لوسيان غولدمان، العلوم الانسانية والفلسفة، ترجمة يوسف الانطاكي، المجلس الاعلى للثقافة، 1996
 /. محمد سعيد ومصطفى خلف عبد الوهاب، علم اجتماع الادب، دار الميسرة، ط1- 2009
/. محمد شبل الكومي، المذاهب النقدية الحديثة - مدخل فلسفي، الهيئة المصرية العمة للكتاب، 2004
/. محمد عزام، تحليل الخطاب الادبي على ضوء المناهج النقدية الحداثية – دراسة في نقد النقد، منشورات اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق، 2003
/. محمد عزام، فضاء النص الروائي مقاربة بنيوية تكوينية في ادب نبيل سليمان، دار الحوار ط1-1996
/. محمد نديم خشفة، تاصيل النص المنهج البنيوي لدى لوسيان غولدمان، مركز الانماء الحضاري - سوريا-حلبـ، 1997
/. ميجان الرويلي وسعد البازعي، دليل الناقد الادبي، المركز الثقافي العربي، الدارالبيضاء، ط 5 بيروت -2007
/. نجيب العوفي، درجة الصفر في الكتابة – دراسة نقدية، دار النشر المغربية -1980
/. وائل سيد عبد الرحيم، تلقي البنيوية في النقد العربي نقد السرديات نموذجا، دار العلم والايمان للنشر 2009
/. يوسف الانطاكي، سوسيولوجيا الادب – الاليات والخلفيات الابستمولوجية تقديم د. محمد حافظ دياب، رؤية للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة -2009
/. يوسف نور عوض، نظرية النقد الادبي الحديث، دار الامين، ط1-1994
/. يوسف وغليسي، اشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، ط1، الجزائر -2008
الدوريات:
/. بشير تاروت, اعترافات النقاد الغربيين والعرب المعاصرين بأزمة البنيوية , مجلة علامات , مجلد15, عدد 58, 2005
/جابر عصفور، . عن البنيوية التوليدية قراءة في لوسيان غولدمان، مجلة فصول، مجلد 1 عدد2-1981
/. د. عمران الكبيسي، البنيوية في مصنفات روادها، مجلة اقلام العراقية، السنة الخامسة والعشرون، العدد 7، دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد، 1990
/. نور الدين صدار، مدخل الى البنيوية التكوينية في القراءات النقدية العربية المعاصرة، مجلة عالم الفكر، مجلد38 العدد1، 

() لوسيان غولدمان(1913- 1970م) ترجمه بعضهم بـ(كولدمان وجولدمان)، ولد في بيوخارست وانهى دراسته الثانوية في رومانيا، نضجت عنده الأفكار الماركسية عام 1933 حين اكتشف لوكاش وأعماله الثلاثة. حصل غولدمان على دكتوراه في الاقتصاد السياسي 1934، ودكتوراه في الفلسفة 1943، ودكتوراه في الأدب 1952 بعنوان(الإله الخفي دراسة للرؤية المأساوية في خواطر باسكال ومسرح راسين)، وفي عام 1959 أسس قسماً يُعنى بسوسيولوجية الأدب والفلسفة. هذا مؤشر واضح على التنوع المعرفي والعمق الفكري وتعدد الاتجاهات الثقافية التي شملت حقول الاقتصاد والفلسفةوالأدب والسوسيولوجيا. وهو أحد ممثلي الفكر الماركسي ترجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات أجنبية فضلاً عن ذلك استطاع أن يؤسس منهجاً نقدياً متكاملاً نظرياً واجرائياً أطلق عليه اسم(البنيوية التكوينية)، أضحى منهجه من أهم المناهج والتيارات النقدية المعاصرة وأوسعها انتشاراً نتيجة ما تميزت به من مرونة وقابلية للتطور والأثراء.
 في عام 1968 ساهم غولدمان بنهضة الفكر الجدلي وكان يؤمن بإمكانية تحقيق هذه النهضة إلى أن وافته المنية في حادث سير عام 1970. من أعماله التي ترجمت ونشرت فضلاً عن (الاله الخفي) له (الكون عند كانط 1948) و(والعلوم الإنسانية والفلسفة 1952) و(أبحاث جدلية 1959) و(من أجل سيوسيولوجيا الرواية 1964) و(البنى الذهنية والابداع الأدبي 1970) و(الماركسية والعلوم الإنسانية 1970).

 للمزيد عن غولدمان ينظر: الإله الخفي، لوسيان غولدمان، ترجمة: زبيدة القاضي، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، 2010(المقدمة): 11-16، البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، لوسيان غولدمان ويون باسكاوي وآخرون، ترجمة: محمد سبيلا، مؤسسة الأبحاث العربية، ط2، 1986: 11-12، في البنيوية التركيبية- دراسة في منهج لوسيان غولدمان، جمال شحيّد، دار ابن رشد للطباعة، ط1، 1982: 13-16، من البنية إلى السياق- دراسات في سوسيولوجيا النص الروائي، عبد الوهاب شعلان، مكتبة الآداب، القاهرة ط1-2007: 46-61، المذاهب النقدية الحديثة- مدخل فلسفي، محمد شبل الكومي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2004: 204-210، العلوم الإنسانية والفلسفة، لوسيان غولدمان، ترجمة: يوسف الانطاكي، المجلس الأعلى للثقافة، 1996: 5-24، التحليل الاجتماعي للأدب، السيد يسين، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط3، 1991: 35-37، تحليل الخطاب الأدبي على ضوء المناهج النقدية الحداثية-دراسة في نقد 

([1]) ينظر: السوسيولوجيا والأدب، قصي الحسين: 115.
([2]) ينظر: سوسيولوجيا الأدب، اسكاربيه: 24.
([3]) في نظرية الأدب: 80.
([4]) ينظر: علم اجتماع الأدب، محمد سعيد: 79.
([5]) ينظر: م، ن: 78.
([6]) ينظر: دليل الناقد الأدبي، ميجان الرويلي وسعد البازعي، المركز الثقافي العربي، بيروت، الدار البيضاء، ط5، 2007: 324.
([7]) ينظر: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، سعيد علوش، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1985: 59.
([8]) البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 13.
([9]) ينظر: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة: 59
([10]) م، ن: 201.
([11]) البنيوية التكوينية والنقد الادبي: 14.
([12]) مقالات ضد البنيوية، جون هال ووليام وآخرون، ترجمة: ابراهيم خليل، عمان، ط1، 1986: 21.
([13]) ينظر: دليل الناقد الأدبي: 324.
([14]) ينظر: دليل الناقد الأدبي: 324.
([15]) ينظر: علم اجتماع الأدب، حميد سعيد: 85.
([16]) ينظر: دليل الناقد الأدبي: 225.
([17]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 26.
([18]) تحليل الخطاب الأدبي على ضوء المناهج النقدية الحداثية: 2250.
([19]) ينظر: سوسيولوجيا الأدب، سكاربيه: 25.
([20]) ينظر: الفن والتطور المادي للتاريخ، جورج بليخانوف، ترجمة: جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1977: 22.
([21]) ينظر: علم اجتماع الأدب، عاطف احمد فؤاد، دار المعرفة الجامعية، 1996: 77.
([22]) ينظر: في البنيوية التركيبية: 19-25.
([23]) ينظر:.التاريخ والوعي الطبقي، جورج لوكاش، ترجمة: حنا الشاعر، دار الاندلس، ط2، 1982: 285- 286.
([24]) ينظر: م، ن: 48.
([25]) ينظر: م، ن: 79.
([26]) ينظر: في البنيوية التركيبية: 19- 25.
([27]) نظرية الأدب في القرن العشرين، ك.م. نيوتن، ترجمة: عيسى علي، عين للدراسات والبحوث الاجتماعية، ط1، 1996: 88.
([28]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 7.
([29]) سوسيولوجيا الأدب، السيد يسين: 36.
([30]) عن البنيوية التوليدية قراءة في لوسيان غولدمان، جابر عصفور، مجلة فصول، مجلد 1، عدد2، 1981: 30.
([31]) ينظر: البنيوية التركيبية: 30، وتحليل الخطاب الأدبي في ضوء المناهج الحداثية: 251.
([32]) ينظر: العلوم الإنسانية والفلسفة:10- 11.
([33]) ينظر: فضاء النص الروائي مقاربة بنيوية تكوينية في أدب نبيل سليمان، محمد عزام، دار الحوار، ط1، 1996: 48.
([34]) في نظرية الأدب، تيري ايغلتون، ترجمة: ثائر ديب، دار المدى، ط1، 2006: 243.
([35]) الإله الخفي: 40.
([36]) البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 50.
([37]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 12.
([38]) ينظر: عن البنيوية التوليدية- قراءة في لوسيان غولدمان:38-39.
([39]) الإله الخفي: 39.
([40]) م، ن: 39.
([41]) ينظر: عن البنيوية التوليدية- قراءة في لوسيان غولدمان: 32، وينظر: مقدمات في سوسيولوجيا الرواية، لوسيان غولدمان، ترجمة: بدر الدين عردوكي، دار الحوار، ط1، 1993: 229.
([42]) ينظر: العلوم الإنسانية والفلسفة: 13,
([43]) ينظر: عن البنيوية التوليدية-قراءة في لوسيان غولدمان: 39.
([44]) ينظر: دليل الناقد الأدبي: 77.
([45]) ينظر: العلوم الانسانية والفلسفة:26-27.
([46]) البنيوية في مصنفات روادها، عمران الكبيسي، مجلة الأقلام العراقية، العدد7السنة الخامسة والعشرون، دار الشؤون الثقافية العامة-بغداد، 1999: 47.
([47]) نظرية النقد الأدبي الحديث، يوسف نور عوض، دار الأمين، ط1، 1994: 36.
([48]) ينظر: البنيوية التكوينية في النقد العربي الحديث(اطروحة)، حيدر فاضل عباس، كلية الآداب، جامعة بغداد، 2012: 14.
([49]) ينظر: النقد الروائي والايديولوجيا- من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، حميد لحمداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1990: 98.
([50]) البنيوية، جان بياجيه، ترجمة: عارف متيمتة وبشير الوبري، منشورات عويدات، بيروت، ط4، 1985: 8.
([51]) ينظر: النقد الروائي والايديولوجيا: 98.
([52]) ينظر: في البنيوية التركيبية: 91- 92.
([53]) الإله الخفي: 12.
(*) الديالكتيك: فكر يركز على الخاصية الكلية للحياة الاجتماعية انه يؤكد على استحالة الفصل بين جانبها المادي وجانبها الفكري.
([54]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 20.
([55]) ينظر: م، ن: 20.
(**) يترجمه البعض(الإله المختفي)، انظر مثلاً العلوم الإنسانية والفلسفة: 21، والتحليل الاجتماعي للأدب: 36، سوسيولوجيا الأدب- الآليات والخلفيات الابستمولوجية، يوسف الانطاكي، تقديم د.محمد حافظ دياب، رؤية للنشر والتوزيع – القاهرة، ط1-2009: 45، ويترجمه آخرون بـ(الإله المحتجب)، انظر نظرية الرواية الرواية العربية:51.

([56]) الإله الخفي: 17.
([57]) الإله الخفي، رأي المترجمة زبيدة القاضي في مقدمة الكتاب: 16، المذاهب النقدية الحديثة- مدخل فلسفي: 187.
([58]) التحليل الاجتماعي للأدب: 37.
([59]) يذكر السيد يسين هذه الاراء ولا ينسبها إلى أصحابها، ينظر: التحليل الاجتماعي للأدب: 37.
([60]) م، ن: 37.
([61]) ينظر: مقدمة كتاب العلوم الإنسانية والفلسفة: 34.
([62]) ينظر: مقدمة كتاب البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 12.
([63]) البنيوية التركيبية: 15.
([64]) البنيوية التركيبية: 15,
([65]) الإله الخفي: 23.
([66]) ينظر: الإله الخفي: 133 وما بعدها.
([67]) ينظر: م، ن: 251 إلى نهاية الكتاب 611.
([68]) ينظر: سوسيولوجيا الأدب، يوسف الانطاكي: 21.
([69]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 19.
([70]) م، ن: 24.
(*) اختلف العرب في ترجمة المصطلح، فنقلوه إلى العربية بمقابلات تصل إلى الخمسة عشر مصطلحا، أشهرها(البنيوية التكوينية)، بوصفه مصطلحا مقابلاً ووافياً للمصطلح الاجنبي لاعتبارين أساسيين الأول: الشهرة التداولية الواسعة التي يحظى بها هذا المصطلح، ولا يمكن حصر مستعمليه نذكر منهم على سبيل المثال محمد برادة، محمد بنيس، حميد لحمداني، عبد الملك مرتاض، محمد عزام، ميجان الرويلي وسعد البازعي، شكري عزيز ماضي، كمال أبو ديب...، والثاني: ان مصطلح البنيوية التكوينية بامكانه أن يؤدي كل الوظائف التي تحملها المصطلحات المقترحة من قبل النقاد، كالدينامية والحركية في تضمنها عنصر الحركة والماركسية والجدلية وغير ذلك، فضلاً عن مصطلح البنيوية التكوينية نجد مصطلحات أخرى منها التوليدية عند صلاح فضل وجابر عصفور وسعيد علوش ونايف عكاشة، والبنيوية التوالدية عند نهاد التكرلي، والدينامية عند سمير حجازي، والتركيبية عند جمال شحيد، والمنهج الهيكلاني التولدي عند حسين الواد، والهيكلية الحركية عند محمد رشيد ثابت، والبنيوية الجدلية عند جورج طرابيشي، والبنيوية الماركسية عند عبد العزيز حموده، والواقعية البنيوية عند يمنى العيد، والبنيوية الوراثية عند منذر عياشي في ترجمة كتاب(النظرية والنص)، ينظر في ذلك: اشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، يوسف وغليسي، منشورات الاختلاف الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، ط1-2008: 147- 150، النظرية والنص، أ.كيبيدي فارغا، ترجمة: منذر عياشي، عالم الكتب الحديث، الاردن، 2013: 244، تأصيل النص المنهج البنيوي لدى لوسيان غولدمان، محمد نديم خشفة، مركز الانماء الحضاري، حلب، ط1-1997: 20، سوسيولوجيا الأدب- الآليات والخلفيات الابستمولوجية:29.
([71]) البنيوية التكوينية والنقد الادبي:42
([72]) درجة الصفر في الكتابة- دراسة نقدية، نجيب العوفي، دار النشر المغربية، 1980: 33.
([73]) النقد الأدبي الحديث- من المحاكاة إلى التفكيك، ابراهيم خليل، دار المسيرة، الاردن، ط2، 2007: 103-104.
([74]) من البنية إلى السياق- دراسات في سوسيولوجيا النص الروائي: 47، المنهج الاجتماعي وتحولاته من سلطة الايديولوجيا إلى النص المؤدلج، عبد الوهاب شعلان، عالم الكتب الحديث، الاردن، ط1، 2008: 56.
([75]) تحليل الخطاب الأدبي في ضوء المناهج النقدية الحداثية: 227.
([76]) م، ن: 228- 229.
([77]) ينظر: المرايا المحدبة- من البنيوية إلى التفكيك، عبد العزيز حموده، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد 232، 1978، 180- 181.
([78]) القراءة النسقية- وهم البنية وسلطة المحايثة، احمد يوسف، الدار العربية للعلوم، منشورات الاختلاف، ط1، 2007: 243.
([79]) تحليل الخطاب السردي- معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية(زقاق المدق)، عبد الملك مرتاض، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995: 8.
([80]) النظرية الاجتماعية- من بارسونز إلى هابرماس، ايان كريب، ترجمة: محمد حسين غلوم، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد 244، 1999: 224،
([81]) الإله الخفي: 25.
([82]) النظرية الاجتماعية: 305.
([83]) م، ن: 309- 310.
([84]) أسس علم الاجتماع: حمود عوده: 111.
([85]) البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 94- 95.
([86]) دليل الناقد الأدبي: 328.
([87]) سوسيولوجيا الرواية السياسية- يوسف القعيد نموذجا، صالح سليمان عبد العظيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998: 53.
([88]) الفن الروائي والايديولوجيا:68.
([89]) م، ن: 68.
([90]) في البنيوية التركيبية: 14.
([91]) ينظر: النظرية الأدبية المعاصرة، رامان سلدن، ترجمة: جابر عصفور، دار قباء للنشر، القاهرة، د.ط، 1998: 134- 135.
([92]) ينظر: البنيوية التكوينية في النقد العربي الحديث: 14.
([93]) في البنيوية التركيبية: 75- 76.
([94]) البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 46.
([95]) ينظر: اعترافات النقاد الغربيين والعرب المعاصرين بأزمة البنيوية، بشير تاروت، مجلة علامات، العدد58، مجلد15، 2005: 158.
([96]) ينظر: البنيوية التركيبية: 77، من البنية إلى النسق: 47.
([97]) ينظر: منهج الواقعية في الابداع الادبي، د. صلاح فضل، دار المعارف، ط227:19802، فضاء النص الروائي: 44.
([98]) ينظر: البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 42.
([99]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 15.
([100]) مدخل إلى البنيوية التكوينية في القراءات النقدية العربية المعاصرة، نور الدين صدّار، مجلة عالم الفكر، العدد1، مجلد38، 2009: 69.
([101]) ينظر: عن البنيوية التوليدية قراءة في لوسيان غولدمان: 34.
([102]) ينظر: تحليل الخطاب الأدبي في ضوء المناهج النقدية الحداثية: 229
([103]) في معرفة النص- دراسات في النقد الأدبي، حكمت صباغ الخطيب(يمنى العيد)، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط2، 1984: 127.
([104]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 20.
([105]) م، ن: 17.
([106]) ينظر: النص والمفهوم، الطائع حدادي، المركز الثقافي العربي، بيروت، الدرا البيضاء، ط1، 2010: 119- 120.
([107]) البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 9.
([108]) ينظر: العلوم الإنسانية والفلسفة: 15، انظر آراء جال لينهارت: 55، جاك دوبوا: 75، وجال دوفينو: 93، يون باسكاوي: 41 من كتاب البنيوية التكوينية والنقد الأدبي.
(*)على سبيل المثال محاولة محمد برادة(محمد مندور وتنظير النقد العربي)، ورسالة الدكتور الطاهر لبيب بعنوان(ظاهرة الغزل العذري في العصر الأموي)، وجرت تحت إشراف لوسيان غولدمان، ومحمد بنيس(ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب-مقاربة بنيوية تكوينية)، وحميد لحمداني(الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي)، ومحمد عزّام(فضاء النص الروائي مقاربة بنيوية تكوينية في أدب نبيل سليمان).
([109]) العلوم الإنسانية والفلسفة: 29- 30.
([110]) م، ن: 14.
([111]) ينظر: البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 42.
([112]) ينظر: تأصي النص- المنهج البنيوي لدى لوسيان غولدمان: 15- 16.
([113]) ينظر: البنيوية التكوينية والنقد الأدبي: 42.
([114]) م، ن: 76.
([115]) ينظر: نظريات معاصرة: 184.
([116]) تلقي البنيوية في النقد العربي- نقد السرديات نموذجا، وائل سيد عبد الرحيم، دار العلم والايمان للنشر، 2009: 90.
([117]) النقد الروائي والايديولوجيا: 70.
(*) انظر على سبيل المثال آراء النقاد وأعجابهم في كتاب غولدمان الإله الخفي: في البنيوية التركيبية: 60، نظريات معاصرة، جابر عصفور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998: 125، تحليل الخطاب الأدبي- في ضوء المناهج الحداثية: 255، سوسيولوجيا الرواية السياسية: 64(الهامش).
([118]) الإله الخفي: 252- 611.
([119]) م، ن: 48.
([120]) م، ن: 213.

([121]) م، ن: 215.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق