مجلة الفنون المسرحية
"سينما"النصّار تنهض من رماد الحروب
"سينما"النصّار تنهض من رماد الحروب
بغداد / وائل الملوك / كاظم لازم
مشاهد وصور يومية للواقع العراقي، قدمت على خشبة المسرح الوطني مساء امس الاول الثلاثاء، ضمن مسرحية «سينما» تأليف واخراج كاظم النصار، معرفا العمل بكلمته،
قائلا: ان» هذا العرض هو نتاج ورشة تحاول ان توظف اسلوب العبث وبنكهة عراقية عبر شخصيات مستمدة من الواقعية العراقية ومن محنتها»، موضحا ان» لكل شخصية قصتها وحكايتها مع هذه التراجيديا العاصفة، وان بدت في احيان كثيرة كوميديا سوداء، شخصيات تحاول ان تنهض من رماد الحروب».
رسالة مباشرة
لاقى العرض الذي قدم باسم الفرقة القومية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، وبمشاركة كل من» اياد الطائي، وعلاوي حسين، وباسل الشبيب، وزيدون داخل، وازهار العسلي»، استحسان اغلبية النخب الفنية والثقافية الحاضرة، حيث أكدت د. شذى سالم، خلال حديثها لـ» الصباح» جمالية العرض الذي كشف عن المشاكل التي يعانيها العراقي في الواقع المعاصر، مشيرة الى امكانية المخرج باستخدامه رمزية الاشياء بحوار واقعي صريح مباشر، اضافة الى جمالية السينوغرافيا التي نفذت من قبل د. جبار جودي، مبينة اننا نحتاج الى مثل هكذا عروض مباشرة تحمل رسالة للعالم عما يعانيه الشعب العراقي، مؤكدة ان المسرحية تصنف ضمن العروض الاحتجاجية.
«الكبري السياسي»
كما اوضحت د.عواطف نعيم، بانها مع جميع العروض التي تحمل هدفا ذا قيمة عليا، لاسيما مثل هكذا عرض
يصنف من انواع «الكبري السياسي»، الذي نجد فيه النكتة والسخرية مع التوعية وتسليط الضوء على الحبكة المراد ايصالها، مبينة ان «العمل اخرج باسلوب النقد البناء مغلف بشكل راق من ناحية الاداء والمستوى والحضور»، مشيرة الى ان «اسلوب النصار الاخراجي متميز ببصمته الفنية».
الوطن..مقبرة
فيما عبر د. ميمون الخالدي، عن متعته بمشاهدة العرض، الذي اشتغل جزءاً منه باسلوب «الكبري السياسي» والاخر من «العبث»، مسلطا الضوء على واقعنا العراقي المؤلم من خلال رمزية مليئة بالسخرية وبالاشارات الذكية لنقد الواقع سواء كان اجتماعيا او سياسيا، مبينا ان العرض ببساطته كان بليغا برسالته، لافتا الى ان المعالجة ابتدأها المخرج ببنية النص التي الفها بنفسه وهي فكرة «المقبرة»، التي ترمز لشيء اكبر وهو «الوطن قد أصبح مقبرة».
كرنفال فني
من جانبه، اشار الفنان سعد نعمة، الى ان «المخرج كاظم النصار يعد من ابرز المخرجين العراقيين في الوقت الحاضر، وجوائزه التي حصدها في السنوات الماضية هي دليل تفوقه في هذا المجال»، مبينا ان «العمل كان اشبه بكرنفال فني ابداعي يحاكي هموم الواقع باسلوب فني متميز بكل تفاصيله المتنوعة ما بين التقنية واداء الممثلين، واسلوب الاخراج».
الى متى؟
فيما عد الممثل اياد الطائي، وهو احد المشاركين، «ان العمل يحاكي كل من يشاهده ويطالب الجميع بالاحتجاج الفكري والانساني كل حسب مكانته الاجتماعية، مبينا ان شخصية الضابط الذي استشهد في الثمانينيات والتي ارتبطت بشخصيات استشهدت في الوقت الحاضر بسبب الارهاب وغير ذلك، دليل على ان معاناة العراقيين ليست جديدة وما زالت مستمرة، لكن يبقى السؤال «الى متى؟».
------------------------------------------------
المصدر : جريدة الصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق