تصنيفات مسرحية

الاثنين، 17 أبريل 2017

مسرحية "طرشاقة " تعود هذا الأسبوع لمسرح بشطارزي

مجلة الفنون المسرحية


صارة بوعياد

تعود مسرحية "طرشاقة" هذا الأسبوع للمسرح محي الدين بشطارزي، بعدما حققت نجاحا كبيرا في استقطاب الجمهور، ابتداءا من التاسع عشر أفريل بمعدل عشرة عروض في نفس الشهر.
وجاء عرض طرشاقة للمخرج والسينوغرافي أحمد رزاق، في قالب كوميديا الساخرة، عالج موضوعا ذا بعد سياسي مفاده الضمير الإنساني والأزمة العربية، بمشاركة نخبة من الممثلين على رأسهم الممثل حميد عاشوري ومصطفى لعريبي بمشاركة الفنان عبد الله الكورد.
وتعد ميزة العرض "طرشاقة" توافد الجمهور المسرح حيث امتلأت قاعات العرض بأكملها، وشهدت تفاعل منقطع النظير مع مشاهد العرض من البداية إلى النهاية، وللتذكير يعود نص العرض لأحمد رزاق أين عالج بطريقة كوميدية تصل لحد السخرية مما وصل له العالم العربي اليوم، حيث وضعنا في عالم الكبريت، وجعلنا نعيش مع الشخصيات الزلاميت والطرشاقات، حكاية الحاكم الذي يمنع الحب ويتساءل كيف نحب ونحن العالم الذي لا نملك القلب، هي قصة بسيطة لكن لها ذات أبعاد سياسية وجرأة في الطرح القضية الأزمة التي يعيشها العرب اليوم، بطريقة يمكن أن نجزم أنها تقدم للمرة الأولى في رؤية إخراجية لأحمد رزاق الذي لعب على وتر الكوريغرافيا والموسيقى أثناء العرض.
لعب الممثلين في وسط ديكور من العلب الكبريتية وضعها المخرج فوق الركح لكنه استبعدها عن مقدمة الركح لتكون الحرية أكثر للممثل، كما كانت إشارة وتكريم مميز للممثل الراحل عزالدين مجوبي حين قدمت إحدى مقاطعه المسرحية على الركح وهو يغني أغنية "نوارة بنتي"، ويمكن أن يستعطف المتلقي مع شخصية "الزلاميت" الذي أحب "طرشاقة " وأخذه منها الحاكم بالتحايل فأقدمت على الانتحار، وكأننا أمام قضية الشاب التونسي الذي ينحدر من قرية بن بوزيد، هي احاءات استمدها احمد رزاق من الواقع الذي يعيشه العرب.
ورغم تضمن العرض مشاهد كوميدية إلى أن ما بين المشهد والأخر، هناك مواقف تقال عن الضمير الميت الذي يتسم به المواطن في وطن العروبة، عن حصار الحرية وفرض الصمت، عن الانقسام والتشتت، عن طلبات المواطنين في حقه بالسكن، عن الفساد السياسي، وعن ضرورة التغيير لكن آي تغير قصده المخرج مع نهاية العرض بعد أغنية تداولت كلماتها "الأرض أرضنا والوطن ما بقى لينا"، وبعد حب السلطة للحكام العرب، إلا أن التغير كان في رسالة واضحة من البطلة "طرشاقة" تضمن قولها أن التغير لابد أن يبدأ من ذواتنا ونصلح أروحنا، فالتغير ليس أن نخلع الحاكم بل أن تولد فينا القلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق