تصنيفات مسرحية

السبت، 22 أبريل 2017

المسرح المونودرامي في المغرب

مجلة الفنون المسرحية

المسرح المونودرامي في المغرب

 من التجارب المسرحية اللافتة عربيا تجربة المسرحي المغربي عبد الحق الزروالي، الزروالي اقتحم ميدانا صعبا في المسرح هو المونودراما أو المسرح الفردي الذي يعتمد على ممثل واحد طيلة العرض وعبر 26 مسرحية قدمها خلال تجربته الفنية المتميزة برزت موهبة الزروالي وقدراته الفنية في هذا اللون المسرحي الصعب، عبد السلام رزاق من المغرب وإطلالة على عالم هذا الفنان.
”المسرح المونودرامي أو مسرح الممثل الواحد لا يهتم كثيرا بعدد الممثلين وأحجام الديكور وإنما بالتجربة الحميمية للممثل في علاقته مع الجمهور عبر قناة الكلمة الصادقة”
عبد السلام رزاق: في زمن تراجعت فيه حظوة المسرح أمام الوسائل التعبيرية الحديثة ما يزال الفنان المسرحي المغربي عبد الحق الزروالي مُصِر على اختياراته المسرحية منذ السبعينيات والقائمة على الإخلاص للمسرح المونودرامي، فالمسرح المونودرامي أو مسرح الممثل الواحد برأي الزروالي لا يهتم كثيرا بعدد الممثلين وأحجام الديكور وإنما بالتجربة الحميمية للمثل في علاقته مع الجمهور عبر قناة الكلمة الصادقة.
عبد الحق الزروالي: مش شغل على اعتبار أن المسرح الفردي هو أسلوب وهو اختيار عنده نسبة من الاضطرارية اللي هي اختزال في عدد الممثلين وبحكم الإكراه زي الوضع اللي كان يعيشه المسرح ولكننا لم نطرح المسارح الفردية كبديل بالمرة لذلك فهو تكملة وهو إضافة مستعصية وإلا لو كانت سهلة فبالتأكيد أن هناك ستجد في كل قطر عربي مجموعة من الأسماء التي تتمنى أو تحاول ولكنها لا تستطيع أن تقدم أكثر من عمل أو عملين وبعدها يكون مصيرها التوقف.
عبد السلام الرزاق: ورغم إصرار الزروالي على أن المسرح الفردي لا يقدم نفسه كبديل للمسرح التجريبي أو التجاري فإنه نجح في تقديم 26 مسرحية ذات مواضيع مختلفة سعى من خلالها حسب قوله إلى الرقي بثقافة المشاهدة لدى المتلقي والعودة بالمسرح إلى أصالته الأولى في زمن العولمة.
عبد الحق الزروالي: يجب أن نفهم المسألة في بعدها الكوني ومن ثم أنا أراهن الآن على أن المسرح في ظل كينونته الحالية لم يعد يتوفر على تلك الهالة وتلك الرمزية وتلك الأسطورية التي كانت تُعطى للمسرح، الجمهور الحالي أصبح أسير تقنية السينما، تقنية التليفزيون تقنية الفنون الاستعراضية القائمة على فكرة الإبهار.
عبد السلام الرزاق: ورغم نخبوية المسرح الفردي في المغرب فإن عبد الحق الزروالي وعبر تجربته المسرحية الطويلة التي امتدت لأزيد من أربعة عقود كاملة استطاع أن يؤسس مسارا إبداعيا خاصا به سُمِع صداه في أكثر من عاصمة عربية.. ولأن المسرحيين في العالم العربي برأي عبد الحق الزروالي قد استنفذوا جميع المواضيع القومية والعاطفية والاجتماعية فإن مسرحيته الأخيرة -كدت أراه- جاءت لإثارة السؤال الوجودي الأول عن علاقة الإنسان بالقدر وبحثه الدؤوب عن الممكن والكائن في عالم تسوده علاقة استهلاكية زائلة.

------------------------------------------------------
المصدر : توفيق طه - الجزيرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق