مجلة الفنون المسرحية
عرض "من المنبع إلى الجسر" يحتفي بمستغانم عاصمة للمسرح
عرض "من المنبع إلى الجسر" يحتفي بمستغانم عاصمة للمسرح
صارة بوعياد
افتتحت رسميا أمس عاصمة المسرح بمدينة مستغانم في الغرب الجزائري، والمعروفة باسم "مسك الغنائم"، بعرض "من المنبع إلى الجسر"، الذي وقف عند ذاكرة المسرح بأهم فتراته ومحطاته، مخلدا بذلك روح الفاعلين في المسرح وصناعه في الجزائر.
جاء النص من تأليف مصطفى كيساسي، ومصمم العرض المخرج ربيع قشي، وفي مساعد الاخرج كل من عز الدين عبار وجيلالي العوفي، اما الكوريغرافيا جاءت من تصميم الكوريغرافي رياض بروال، والموسيقى والغناء ركحيا من قبل خريجي الحان وشباب، دام العرض ساعة وعشرة دقائق، عبر فيه الجهور أهم المحطات المسرح من القراقوز والحلقة إلى فترة الاستعمار الفرنسي، مرورا بالمحطة بعد الاستقلال والعشرية السوداء إلى الجزائري اليوم الذي يبقى يتساءل عن ذاكرة المسرح، ويفتخر بهم منهم عز الدين مجوبي، عبد القادر علولة، عبد الرحمن ولد كاكي، سي الجيلالي بن عبد الحليم، محمد بوذية، سيراط بومدين، رويشد، كاتب ياسين، رشيد القسنطيني، كلثوم وياسمينة، والقائمة طويلة لا يمكن حصر مبدعينا في اسطر ولا عبر العرض الذي تم استحضار أرواحهم التي جالت ركح دار الثقافة للمدينة.
كما كان العرض فرصة لالتقاء وللاحتكاك بين أربعة أجيال فوق الركح أمثال الممثل محفوظ الذي وقف على الركح من جديد بعد مرور ثلاثين سنة عزوفا عن الفن الرابع وهو الممثل المفضل لدى كاتب ياسين، إلى الممثل حليم زريبع، مصطفى عياد، الممثلة نادية طالبي، فتيحة سلطان، عمر قندوز، إلى سميرة صحرواي، سعاد جناتي، هشام بوسهلة، والشباب الصاعد أمثال يوسف سحيري ومصطفى لعريبي وهشام قرقاح، فضم ستين مبدع فوق الركح من التمثيل والراقصين إلى الموسيقيين والفنانين.
وهكذا انطلقت الفاعلية الثقافية بمدينة مستغانم على وقع الموسيقى والكوريغرافيا، وتوجت كعاصمة للمسرح تحت شعار "نحتفي بالمدينة...نحتفل بالمسرح"، عرفانا للمهرجان مسرح الهواة الذي يعد أقدم مهرجان في الجزائر وفي إفريقيا المزمع انعقاده من التاسع جويلية إلى غاية الخامس عشر من نفس الشهر.
تقربت مجلة الفنون المسرحية من مخرج العرض "ربيع قشي"، الذي قال أن العرض "من المنبع إلى الجسر" دعوة للتواصل وللاستمرارية وللإبداع، والمميز أن كل الفنانين الذين تواصلتم معهم كان قدومهم من أجل المسرح وإمانهم بالفكرة، التي تم تمرير منها العديد من الرسائل، التي تؤكد أن المسرح لابد أن يكون حر، وعن تركيب العرض أكد قشي أن المشاهد غير مترابطة زمانيا لأننا تعمدنا ذلك لكي لا نسقط في هفوة الخطأ، فعصارة العرض لقاء أربعة أجيال فوق الركح يستذكرون ويستحضرون صناع المسرح الجزائري، ليختم قوله المسرح الهواة هو الخزان الحقيقي للمسرح في الجزائر.
ومن جهة قال الكوريغرافي رياض بروال لمجلة الفنون المسرحية أن العرض الافتتاحي كان عبارة عن تحدي حقيقي لانجازه، إذ كان الاعتماد أكثر على أداء الممثل والموسيقي والمغني وكذا الكوريغرافي، فكان العطاء ولمسنا منهم الوفاء للفن الرابع، وفي نتاج عشرة أيام عمل وجهد كانت بذرته عرض افتتاح في قالب المسرح داخل المسرح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق